(القصة من منظور ماتياس)

خرجنا في نفس اليوم الذي انتهينا فيه من تطوير فصائلنا للحد الذي يمكننا من الانضمام للأركان ووصلنا عصر نفس اليوم للملكة وكان التخريج بعد أسبوع ليصل جميع المتقدمين ويعود الملك من اجتماع كان يحضره في مملكة مقابلة لنا وعندما عدت ومارس للقصر الخدم كانوا في الترحيب وكانت كارلا متحمسة للغاية وجاء راكضة نحوي وقفزت علي وقالت والدموع تسيل من عينيها: مرحبا بعودتك، عدني أنك لن تتركني بمثل هذه الطريقة مجددا.

ربت على شعرها قليلا وقلت: أعدك بذلك، ولكن يمكنك أن تنزلي مني الآن.

قالت وهي تهز رأسها: كلا لن أنزل.

قلت لها: كارلا.

قالت لي: كلا.

المهم، في النهاية لم أستطع إقناعها وظلت متعلقة بي بهذا الشكل حتى أنهى الخدم جميعهم تحيّتي وأخبرت هارولد: أحسنت صنعا بإبقاء كارلا آمنة كل هذه المدة وحماية القصر من الدخلاء.

قال لي: أشكرك على إطرائك سيدي، لا شيء يهمني أكثر من سلامة السيدة.

في نفس الوقت كان ماتي قد تعلم الكلام والطيران حتى وقالت له جينا: انظر يا ماتي، إنه بابا.

فقال: بابا.

وطار نحو مارس الذي كانت تعابير الفرح مرتسمة على وجهه وقال: أعتذر أنني لم أكن هنا لأراك تكبر يا ابني.

قالت جينا: لا تلم نفسك يا عزيزي، المهم أنك عدت بالسلامة.

قال لها: شكرا لك يا جينا.

واحتضنها هي الأخرى وعندما وضعنا أمتعتنا وجلسنا لنتحدث بينما كارلا لا تزال معلقة بي قال مارس: لم أتوقع أن تكون رحلتنا الأخيرة لأتلانتس.

قالت جينا متعجبة: هل ذهبتما لأتلانتس فعلا؟

قال مارس: نعم، وقد قابلنا عمتي هينّا أيضا وقالت أنها ترسل تحياتها لك.

قالت جينا: أوه، يا للطفها، أتمنى أن أذهب إلى هناك قريبا.

قال مارس: عما قريب يا عزيزتي.

أحضر لنا الخدم الغداء وأكلنا ونحن نتحدث عن ما مررنا به في السنة الماضية وحكت كل من كارلا وجينا ما حدث هنا كذلك وقررنا الذهاب للنقابة وأخذ مهمات لنرى كيف أصبحت قوتنا الآن ولكن كارلا رفضت أن أتركها لذا نسينا ذلك الموضوع وأخذنا اليوم إجازة وعاد كل منا لغرفته ليأخذ حماما ويرتاح قليلا لنرى ما قد يحدث لاحقا.

(القصة من منظور ناثان)

أووووه الوطن وما أجمل العودة إليه! هل كانت تلك سنة بحقكم يا رفاق؟! أظننا قضينا شهرا أو اثنين فقط هناك، على أي حال، إلى أين المسير الآن؟ لدي أسبوع قبل التخرج، إذاً ما الذي قد يمكنني فعله خلاله؟ أظنني قد أذهب وأعلّم ذلك الشقي غريز درسا، انطلقت نحو النقابة العظمى ووجدته هناك يأكل ويشرب كل ما لذ وطاب، يظن نفسه الأقوى لكنني سأريه عرضا لن ينساه الليلة.

عندما وصلت لم يبد أنه يهتم بي كثيرا ولكن عندما اقتربت منه قال: لقد عدت حيا إذاً، من كان يتوقعها من بشري بكاء مثلك؟

قلت له: لقد عدت أقوى حتى وأنا أتحداك الآن.

قال لي: لا أظنك ستقدر علي.

قلت له: سنرى ذلك.

اجتمع حولنا المغامرون وبدؤوا رهانات كما هي عادتهم وقد قررت أن أراهن على نفسي بألماسية كاملة وقال الجميع أنني أفرطت في الثقة بنفسي لأنني كنت مرافقا ومحميا من قبل زمرد، ولكنهم لا يعلمون المآسي التي مررت بها حتى الآن لقد كنت على وشك الموت ست مرات في تلك المأموريات ولكن دعهم يخوضوا لاعبين وخرجنا للساحة وبدأ الناس يجتمعون حولنا أكثر فأكثر وقال غريز: هل ستهاجم أم ماذا؟

إنه يستخف بي كثيرا، فعلت الرين خاصتي وتوجهت نحوه بكل سرعة ولكنه تجنبني أظنها ضربة حظ منه ولكن بعد عدة هجمات أخرى واصل في التجنب ولم يرد وقال: هل هذا كل ما لديك؟

كلا، لقد كانت مجرد صدفة منه واصلت الهجوم ولكني لم ألمسه بعد كل ذلك وقال: لا يبدو أنك قد غيرت شيئا.

استمرت تلك الحالة لمدة وفي النهاية قررت استخدام السحر لأنني لا أزال مبتدئا في الرين ولكن هل يعقل أنه يستخدم الرين أيضا؟ فعلت تعزيز الجسد وهاجمته ولكن هذه المرة تلقى لكمة مني وقال: مجرد حظ.

أظنه سيصبح جادا الآن وأصبحنا نتبادل اللكمات وكل واحد يضرب ويتجنب واستمرت الحال لفترة طويلة حتى أن الناس بدؤوا يملون وفي النهاية جاء الأمير كريستوفر وقال لغريز: غريز، ماذا تفعل هنا؟

توقف فجأة وقال: أعتذر سيدي، لقد كنت أتدرب مع صديقي هذا.

قال كريستوفر: أعلم جيدا أنكما في تحد مع بعض ولكن، لا يصح لك استخدام قوتك في أي شخص تقابله هكذا.

قال غريز: هييييه، لقد عاد هذا الشخص من مأمورياته للتو أي أن قوته مساوية لي بالتقريب.

قال كريستوفر: تعلم تماما أنك سوف تخسر في النهاية وهو فقط متعب من السفر تلك المسافة.

مهلا لحظة، كيف يمكن له أن يعرف قوتي؟

نظر إلي وقال: أرجو أن تعذره، فأنا قد كنت أعطيه بعض التدريبات العام الماضي وهو يظن أنه الأقوى الآن، ناثان.

ويعرف اسمي فوق ذلك ولكني قلت له: لا بأس، لقد كنت أتساهل معه بعد كل شيء، ثم إنها كانت بمثابة تحمية لي لا غير يا سيادة اللواء كريستوفر.

قال لي: تجنب المشاكل، وتخرجكم الأسبوع المقبل أليس كذلك؟

قلت له: نعم.

قال لي: حافظ على رزانتك وخذ قسطا جيدا من الراحة لأنه سيكون يوما صاخبا.

قلت له: حاضر سيدي.

ذهب ومعه غريز بعدها وبدا أنه سوف يعاقبه وعدت للبيت لأن الوقت قد مضى وأحسست بالنعاس والسفر بعيد بحق.

مضى الأسبوع وحان موعد التتويج، ماتياس والرفاق في أبهى صورهم، والملك والألوية اجتمعوا مجددا لكن هذه المرة سأكون في المقدمة! انظر لأولئك ذوي البدلات من المرة السابقة لقد منعوني من مقابلة ماتياس لكن الآن أنا من سيعطي الأوامر.

(القصة من منظور كارين)

عدنا أخيرا لبيتنا الحبيب ويجب علينا أن ننتظر أسبوعا آخر لكن لا فرق معي، على أي حال سنخرج لنقابل أصدقاءنا القدامى ونقضي بعض الوقت في الاسترخاء كذلك، لا للمهمات ولا للمغامرات ولا لجداول التمارين ولا للاستيقاظ باكرا، إنه النعيم بحق.

انقضى ذلك الأسبوع كالبرق ولم نحس به حتى واجتمعنا في الساحة الملكية وحان موعد التخرج، هناك الملك ومن هؤلاء قربه؟ أوه إنها كارلا ومعها امرأة أخرى هل هي أختها أم ماذا؟ وأولئك الستة هل يعقل أنهم الألوية؟ لم أسمع بهم يجتمعون في مكان واحد مرتين متتاليتين، أو لربما يشهدون تتويج ماتياس بالرتبة معهم، لا أصدق أنني سأكون في حفل تخرج يشهده أهم أشخاص في المملكة.

(القصة من منظور ماتياس)

في مساء آخر ليلة كانت كارلا تستعرض الملابس الجديدة التي صممتها كريستا وتأخذ واحدة كل مرة وتقول: هذه لا أظنها تليق بك، هذه ماركتها قديمة، هذه أظنها زاهية الألوان كثيرا.

وغيرها من الملابس، في النهاية قلت لها: كارلا كارلا، ما يهم فعلا هو ليس اللون أو الماركة، ما يهم هو أن تكون نظيفة مرتبة.

قالت: كلا، ما يهم هو أن تخرج للناس بالشكل الذي يرضيني.

قلت لها: ما دام كذلك فليس لدي ما أقوله، دعيني أعلى الأقل أختار واحدة ولتري ما يمكنني اختياره.

أخذت هيراغي ريو ذهبية اللون ذات تنين أسود داكن وقفازات سوداء وحذاء أسود اللون وقالت كارلا: لا تزال متعلقا بالهيراغي.

قلت لها: على ما يبدو، بجانب أنها مريحة هي ذات تصميم هادئ وجميل.

قالت: أحببتها، ولكن السؤال يبقى، ماذا سأرتدي أنا؟

بدت حائرة مجددا وبدأت تقلب الملابس مجددا وقلت لها: كارلا، اهدئي رجاء فأنت جميلة في كل ما ترتدين.

هدأت للحظة وقالت: كلا، لن أكون فغدا سيحضر الملك والألوية وكبار الضباط في الأركان لا بد أن يكون لبسا أنيقا، أين وضعته آخر مرة يا ترى؟ لم تضيع الأشياء حين يحتاج إليها الإنسان؟

لا يبدو أنها ستهدأ تما قريب، لا بد لي من اتخاذ قرار سريع، حتى الرين لا يمكنه مساعدتي الآن.

رفعت فستانا ذا لون أزرق سماوي فاتح منثور عليه ألماس ناصع البياض ومعه قفازات بيضاء وحذاء ذو كعب عالي سماوي اللون أيضا وقلت لها: ما رأيك بهذا؟ فأنا لم أرَكِ مرتدية إياه من قبل.

نظرت إليه ودققت جيدا وقفزت محتضنة إياي وقال: كيف تفعلها كل مرة؟ لقد كنت أبحث عنه طيلة اليوم ولم أجده، شكرا شكرا شكرا حبيبي ماتياس.

وسقطت مقبلة خدي وقلت في نفسي: يصعب فهمها تماما، هل هي في القمة أيضا أم ماذا؟

نمنا ليلتنا تلك وكارلا محتضنة إياي وفي الصباح لبست الهيراغي خاصتي وكانت كريستا تضع لكارلا مرطب شفاه أزرق سماوي وظلال عينين سماوي اللون وفردت لها شعرها وصففته على شكل مموج لقد كانت كارلا في أبهى صورها اليوم وخرجنا مع مارس وجينا ووصلنا قبل الجميع وكنا جالسين في مائدة مخصصة لنا وعندما قدم الرفاق صعدت كارلا بالقرب من الملك والألوية وبدأ حفل التخرج بكلمة من الملك: يا شعبي العزيز، نحن هنا اليوم لتخريج الدفعة (76) أركان حربية والتي بها خمسة وثلاثون ضابطا من بينهم لواء ومستشاران حربييان وخمسة وزراء حربيين وثمانية مقدمين وتسعة عشر ماهر نتمنى لهم التوفيق في خدمة الوطن وليتقدم كل من يسمع اسمه للمنصة مشكورا.

كانت توجد بطاقات هيئة الأركان الحربية وشارات مثل التي يرتديها الألوية ولكنها بألوان مختلفة وبدأ الملك بتوزيع الرتب: أولا سيادة اللواء ماتياس ذكرت تقارير مأمورياتك أنك قدمت أداء عاليا وممتازا في رحلتك وكنت خير سند لزملاءك في المأمورية ولم تترك صديقا وراءك أتمنى لك التوفيق في قيادة جيشك مستقبلا وأن نرى منك كل ما هو مميز دوما.

تقدمت للمنصة وكان الناس يصفقون ويصفرون ويهتفون وكانت تعابير الفرح مرتسمة على كارلا عندما علق الملك الرتبة الزمردية المنحوت عليها (اللواء ماتياس) بالياقوتي واستلمت بطاقة رتبتي وأخبرني الملك أن علي الجلوس والبقاء رفقة الألوية حتى انتهاء التتويج وبعدها سيكون لديهم كلام خاص معي.

واصل الملك: سيادة المستشار الحربي مارس، ذكرت تقارير مأمورياتك أنك كنت من يمد يد العون والإشراف على التدريبات الخصوصية لزملاءك، سيادة المستشار الحربي ناثان تذكر تقاريرك أنك الشخص الذي ينقذ رفاقه دوما من السقوط في الأخطاء ولا تكل ولا تمل من محاولة إبعادهم هوة اليأس والندم المستمر، البقاء رفقة ضباطك ومساندتهم معنويا وانضباطيا هما ميزتان أساسيتان لدى المستشارين الحربيين وأنتما أثبتما استحقاقكما لهذه الرتبة عن جدارة.

يصعد مارس وناثان معنا على منصة الألوية ومستشاريهم ويرحب بهما الجميع بحفاوة ويجلسان لمراقبة التتويج، يبدو أن التالي هو روني.

يقول الملك: سيادة الوزير الحربي روني، تذكر التقارير أنك قدمت أفضل أداء لألماس محدد على مدار السنين ولكن بالرغم من ذلك فلم تَفْتَرِ على أقرانك من الرتبة، بل كنت تقدم لهم المساعدة متى سنحت لك الفرصة وتكون أقرب اسم على لسان من احتاج الخروج من عقبة، أتمنى لك التوفيق في خدمتك دوما. سيادة الوزير الحربي كارين أول وزير حربي أنثى منذ عشرين دفعة، أثبت في مأموريتك المعنى الحقيقي للثبات والقوة والإخلاص كل تقارير زملاءك تنتهي بشكرك على ما قدمته من عون في مختلف النواحي.

يُتَوّج روني وكارين ودفعتهما ويصعدان لساحة الوزراء ويجدون وزراء حربيين آخرين رحبوا بهم وبقوا ليتابعوا الاحتفال أيضا وكان دور لينا وسام.

قال الملك بعد تصفيق الشعب: سيادة المقدم الحربي سام ذكرت تقاريرك أنك قدمت أداء مميزا وحافظت على هدوءك ورصانتك في أوقات الشدة، دائما ما تحلل المشاكل بطريقة صحيحة وتعطي الحلول التي يمكن للجميع الاتفاق عليها. سيادة المقدم الحربي لينا قمت بعمل جيد حين ساعدت رفاق في مختلف الأوقات، تحافظين دوما على المجموعة متماسكة وحين يكون هناك ما يهدد تفككها تكونين أول من يتقدم لإبعاد ذلك الخطر، الجيش منظومة عسكرية متعاضدة تفككه يؤدي لدماره ومن يبقي على تلك المنظومة مستقرة ومتزنة هو الشخص الذي يستحق الانضمام لها بجدارة أولئك من يقدمون كل ما يملكون من أجل رفاقهم هم من يستحقون أن يسموا ب(الضباط) فهنيئا لك أن تقاريرك ذكرت وقفتك مع رفاقك حتى ولو كان ذلك ضد مصلحتك الشخصية.

يصفق لها الجمهور بعد خطاب الملك لها ويبدو عليها تعابير الخجل وحصلا على بطاقاتهما ورتبهما وتم تتويج دفعتهما كذلك وتُوّج المهرة أيضا وبدأت الاحتفالات والناس في جميع أرجاء الساحة مجتمعون وفرحون بهذا اليوم بينما نحن هنا في الطاولة.

2024/12/02 · 9 مشاهدة · 1760 كلمة
نادي الروايات - 2025