(القصة من منظور كارلا)

اليوم أنا فرحة جدا بتتويج ماتياس كلواء، من الآن فصاعدا سوف أكون زوجة اللواء، هل يمكنكم تصديق ذلك؟ حتى أنا لست مصدقة! وغير قادرة عن التعبير عن ما أحس به الآن، صعد ماتياس وهو يرتدي شارته المميزة وجميع الألوية معي وهم هذه المرة على عكس السابقة هادؤون جدا، أظن شيئا ما سيحدث.

رحّب الجميع بماتياس بعد أن أعطوه تحية عسكرية وجلسوا بعدها ليتناقشوا حول بضعة مواضيع حيث بدأت جينيفر الحديث وقالت: لقد مضى عام الآن وأصبحنا سبعة، هل يمكنك أن تحكي لنا عن تلك المأموريات؟

قال ماتياس: لقد كانت مفيدة للغاية لأنني تعلمت منها مختلف الأشياء والثقافات عن الممالك الأخرى.

قال كريستوفر: أليس كذلك؟ أتمنى لو كان بإمكاني الذهاب للمأموريات مجددا.

قال ماتياس: ألا يمكنك فقط الذهاب للممالك في زيارة؟

ردت جينيفر: لن تحمل نفس المتعة عندما تذهب بنية المغامرة.

آه منكم ومن مغامراتكم ألا تيأسون من رمي حياتكم في الأرجاء هكذا فقط؟

قالت إليسا: نعم إنها كذلك، ولكن انضباطاتنا العسكرية لا تمنحنا الحرية دائما عندما نكون نريد أن نتحرك في الأرجاء.

قال آرثر: أتفق معك، أتذكر أن حياتي كمدني كانت جميلة للغاية ولكن الآن الذهاب للعمل والعودة من العمل.

قال تشارل: ولكن بالرغم من ذلك فإننا نحظى بالتقدير ونحمي من نهتم لأمرهم وندافع عن بلادنا من تلك الشياطين اللعينة.

أتفق معه في وجهة نظره هذه، قالت سينثيا بعد ذلك: أليس لديكم فكرة عن كيف يمكننا إيقاف هذه الحرب؟

مهلا لحظة، هذا احتفال وليس مجلس حرب! تدخلت بعدها وقلت: هل يمكنكم تأجيل ذلك قليلا يا رفاق؟ فنحن في احتفال الآن.

قالت جينيفر بعدها بقليل: أوتظنون شيئا؟ كلامها صحيح تماما، دعونا نستمتع باللحظة ويمكننا أن نقدم طلب اجتماع لاحقا.

قال كريستوفر: هذه الطفلة معها حق، ما الذي يدعنا نتصرف هكذا حتى؟ ظننت أننا في المعسكر للحظة.

ردت جينيفر بحدة صوتها المعهودة: من تدعوها بالطفلة أنت أيها السادس؟

ضحك آرثر بعدها وقال: نعم هو لا يزال السادس.

وبدأت الأجواء تعود كما اعتدناها قالت سينثيا: عموما يا ماتياس ما هو إحساسك وأنت لواء؟

قال لها: لا أحس بتغيير كبير، فقط كل ما يهمني هو أنني عدت لزوجتي ووجدتها سالمة.

قالت إليسا: أووه يالرومانسيتك هذه! عليك المحافظة عليه جيدا لأنني أظنني سأسرقه في حال فرطت فيه كثيرا.

احمر وجهي وقال ماتياس: لن أدعك تفعلين ذلك.

ضحك الجميع وقال آرثر: إذا ما كنتِ تبحثين عن الرومانسية فلدينا هذا السادس غير مرتبط حاليا.

قالت إليسا: رومانسية مع نبتون هذا؟ كلا كلا لا أريد شكرا.

ضحك آرثر مجددا وقال: نبتون! كدت أنسى أنني سمّيتك كذلك.

قال كريستوفر: لا تظن أنك ستفلت بفعلتك هذه.

قال آرثر: بلى سأفعل،.... يا نبتون، هههههاااه.

استمرت محادثتهم لمدة طويلة إلى أن انتهى الحفل وقظ كانوا لطيفين للغاية وعندما حان موعد رحيلنا قال تشارل: لا تنسَ أن تأتي لهيئة الأركان غدا لتؤسس فرقة تقودها.

قال ماتياس: حسنا.

قالت جينيفر: ستبدأ حياة جحيمك غدا، لذا أنصحك بالاستمتاع بهذه الساعات المتبقية لك.

ودّعناهم وعدنا للقصر بعدها وكنت ممسكة بكتف ماتياس طوال الطريق حتى وصلنا ورحّب بنا هارولد والخدم قال هارولد وهو منحنٍ: مرحبا بسيادة اللواء ماتياس، أرجو أن تكون قد استمتعت بيومك.

قال ماتياس: لقد كان يوما حافلا بحق، والآن أظنني أرغب بكوب من الشاي الأخضر، وماذا تريد الجميلة؟

قلت له: لا أظنني أريد شيئا الآن فأنا أرغب بأخذ قسط من الراحة.

قال ماتياس بعدها: أحضر لها مشروب قهوة بالحليب.

أظنه يعرفني كما أعرفه تماما، جلسنا على الأريكة وجاء أحد الخدم ومعه مشروباتنا وتحدثنا عن مشروع كريستا أكثر، قلت لماتياس: لقد أسست كريستا متجرا كبيرا الآن من ما ربحته من تلك الألماسيتين اللتين أعطيتهما إياها ذلك اليوم.

قال لي: أخبرتها أن لديها الإمكانيات والمهارة وسوف أمنحها التمويل.

قلت له: لقد كانت خجولة فقط، ولكن أصبحت لديها ماركة محلية تسمى (كيه أند كيه)—كاف و كاف—ولديها شعبية واسعة في هذا الحي من المدينة وبدأت في التوسع أكثر فأكثر وأنا أعمل معها كعارضة لكل ما هو جديد.

قال لي: جميل جدا، بالتوفيق لكما دوما.

شكرته وشربنا مشروباتنا وقال لي: ألا تظنين أنه علي الذهاب للعمل الآن؟

قلت له: وأي عمل هذا؟

قال: الذهاب للنقابة فقد مر زمن لم أخرج فيه لمغامرة.

رفضت له رفضا قاطعا ولكنه حاول أن يغيّر رأيي ولكني ثبتُّ عليه تماما وفي النهاية استسلم للواقع وبقي معي في البيت وقال لي: لم لا نخرج في نزهة ليلية لاحقا؟

قلت له: بالتأكيد فقد مر وقت لم نخرج فيه سويا.

عدنا للغرفة لننام وقبل الغروب أيقظني ماتياس وقال لي: كارلا، كارلا، استيقظي لتجهزي.

ماطلت معه قليلا ولكن في النهاية استيقظت وذهبنا لنستحم معا مجددا.

ما هذا؟ عندما جئت لأغسل ظهر ماتياس رأيت أن عضلاته قد أصبحت أكبر ومنحوتة أكثر وجسده كما لو أصبح أكبر، أصبحت أتحسسه بيدي من دون إدراك مني وأنا لا أزال أتعجب منه وفي النهاية سمعته يقول لي: كارلا، ماذا تفعلين عندك؟

قلت بلا وعي مني: عضلاتك جميلة جدا.

قال لي: شكرا لك ولكن عودي معنا للواقع.

قلت له: دعني فأنا لم أنتهِ بعد.

المهم هو أنه تغاضى عن الأمر وتركني أفعل ما أفعل وفي النهاية غسلت ظهره جيدا وفركت له شعره بغسول جوز الهند الذي يحبه وعندما غسل ظهري قال لي: جسدك أكثر جمالا من أي وقت مضى.

قلت له محمرة الوجنتين: ما سبب ذلك؟

قال لي: أتأمل في أنوثة زوجتي، ألا يحق لي؟

قلت له: بلى يحق لك.

وأكملنا استحمامنا وخرجنا ليرتدي ماتياس اليوكاتا البيضاء خاصته ولبست لي فستانا أسود لامعا وانطلقنا وقلت له: أين وجهتنا؟

قال لي: حيث تأخذنا الأحداث.

خرجنا تجاه مطعم راقٍ وكان ماتياس لديه حجز مسبق لنا نحن الاثنين جلسنا في طاولة وكانت الأجواء هادئة ولطيفة والناس كانوا يقصدون هذا المطعم كثيرا اسمه كان (الجوهرة) جاء النادل ليأخذ طلباتنا وقد كانت القائمة طويلة وذات أسماء كثيرة احترت ماذا أختار ولكن ماتياس قال أنه سيدع أمر الاختيار له.

عاد النادل بعد قليل ومعه طبقان وزجاجة مشروب وقال لنا: تفضلا.

وضعها على الطاولة وقد كانت تبدو مثيرة للشهية حقا، التي هنا هي (ستيك اللحم مع صلصة الصويا والذرة المدهونة بالزبدة) التي أحبها كثيرا وكان ماتياس قد طلب نفس الوجبة وعندما أخذت أول قضمة.

إنها لذيذة جدا! اللحم مطهو جيدا ويذوب عند وضعه في الفم وتلك الصلصة مع الذرة تعطيه نكهة حلاوة خاصة أصبحنا نتحدث قليلا عن بعض المواقف الطريفة التي حدثت معنا سابقا وسألني ماتياس: ما أخبار قرية غابار؟

قلت له: لقد كنت أراسلهم العام الماضي كثيرا ويقول جدي أنهم بخير.

قال ماتياس: أرجو زيارتهم عما قريب، أظن خلال هذا الأسبوع.

قلت له في اندهاش: هذا الأسبوع؟!

قال لي: لم يرَ الجد حفيدته لعام وأنا لا أريد أن أحرمك من رؤيته كذلك.

سوف نذهب إلى بيتنا هذا الأسبوع! يا إلهي لم أضع خططا لذلك، ترى هل ستكون كريستا بخير مع عملها بدوني؟ نعم ستكون بخير فهي فتاة ذكية، حسنا علي حزم الأغراض الآن، قال لي ماتياس: أراك تشغلين بالك بالتفكير كثيرا.

قلت له: متشوقة للذهاب إلى هناك.

قال لي: وهو المطلوب.

قضينا الوقت كله بالحديث في مختلف المواضيع وعدنا في وقت متأخر، كانت الشوارع مزينة بمختلف الألوان والشرائط والمعلقات الجميلة احتفالا بتخريج هذه الدفعة، إنه أول احتفال تخريج أشهده في حياتي، العيش في العاصمة فرق كبير حقا.

وصلنا البيت وقد كان الخدم في استقبالنا ودخلنا الغرفة وأنا فرحة وفخورة بهذا اليوم المميز غيرنا لملابس النوم وجلسنا على السرير.

(القصة من منظور ماتياس)

كارلا لطيفة بحق في أي شكل تظهر به، أظنها تريد شيئا ولكن لا تستطيع سؤالي عنه، أعتقد أنني من سيبادر.

نحن جالسان على السرير وهي تنظر نحو الأرض وشعرها يغطي على جانب وجهها رفعته برفق قليلا وقلت لها: هل هنالك ما يشغل تفكيرك؟

قالت لي بتردد: لا، لا شيء.

2025/06/22 · 2 مشاهدة · 1175 كلمة
نادي الروايات - 2025