"لقد كانت هذه الحادثة قبل ثلاثة أعوام من الآن ولكنني أتذكرها كما لو هي البارحة كانت كل العاصمة هناك لتشهد ترتيب الأمير، الخليفة التالي للعرش (كريستوفر غراندل غريغورز) بعد والده(غراندل جون غريغورز) الملك الحالي لمملكة(غرين ڤايل) —مملكة الوادي الأخضر— لقد كان الناس يملؤون الشوراع وقتها وهم ينتظرون بلهفة تنصيب أميرهم. وضع يده على البلورة وهو واقف على منصة التنصيب في وسط ساحة العاصمة الكبيرة وحوله من الناس ما لا يجعل القشة تسقط إذا رميتها ولكنني تمكنت بطريقة ما من الوصول لهناك ومراقبة ما حدث عن كثب، وضع يده وانتظر الناس استقرار لون البلورة ولكن هيهات هيهات، ظلت البلورة على حالة عدم استقرار اللون أيضا لمدة دقيقة كاملة وظنوا أنها معطلة كذلك ولكن، بعد انقضاء الدقيقة التالية كان ذلك اللون اللامع يملأ تلك الساحة وكل الناس عرفوا أن انتظارهم لم يكن هباء. " لقد كان ذلك اليوم الذي لا ينسى مليئا بالهتاف للأمير وقتها وكل الناس بدأت بالاحتفال به كذكرى سنوية لأميرهم نعم، لقد كان ذلك اليوم تنصيب السادس والأخير منهم نعم، إنهم الزمرد لقد كان الأمير كريستوفر آخر من توج بذلك المنصب حتى اللحظة ولكن أظنني سأشهد ميلاد السابع أيضا ههنا في وسط العامة، بين السكارى وعديمي البيوت وقطاع الطرق". يفكر ناثان بعمق بينما لا تزال جدالات المغامرين في تزايد حتى. "نعم إنه هو". يقول ناثان بأعلى صوته. " لقد وصل السابع أيها الأوغاد، إنه ماتياس صديقي أنا ناثان، من كان ليظن أنني سأنجح في رحلة البحث عنه بهذه السرعة". يصرخ فيهم ناثان مجددا بعد أن يشرب خمرا ويسكر هو أيضا. يشع عندها ضوء أخضر هائل من البلورة يطغى على المكان ويقول ماتياس: ضوء أخضر إذن. ياللعجب! تندهش صوفيا بشدة وتقول: إنها المرة الأولى التي أرى فيها هذا إنه ضوء أخضر فعلا، لا أصدق أنه في مدينة عامة كهذه قد يوجد من يمكنه الوصول لتلك الرتبة حتى! يا إلهي لن أنسى هذا اليوم ما حييت. السياف ماتياس ذو ال27 ربيعا سابع رتبة زمرد في العالم. لا أصدق عيني فعلا. تنظر بعدها إلى ماتياس الذي رجع من عند الجوهرة وقال لها: ماذا تاليا؟ فترد له بعد أن تمسح نظاراتها ووجهها: مبارك عليك أيها المغامر ماتياس من الرتبة الزمردية. تطبع له بطاقة مدونة فيها بياناته ورتبته وتقول له: هذه بطاقتك الخاصة كمغامر لا تضيعها أبدا. ماتياس: شكرا لك. وفي تلك الأثناء تدور جدالات كبيرة بين المغامرين ويرى ماتياس ناثان وهو يأخذ المال من بقية المغامرين ويذهب له ليقول: لماذا تأخذ أموالهم يا ناثان؟ ناثان يرد بترنح السكران: أووي ماتياس، صديقي العزيز، أتدري شيئا لقد كنت مفلسا بحق المدة الماضية ولكن الآن فأنت منقذي. ماتياس: ما علاقة هذا بأخذ أموالهم؟ ناثان: لقد راهنتهم بأنك زمرد وكسبت الرهان وهم الآن مدينون لي ولكني سآخذ أموالهم قسرا لأنني أعرف أنهم لن يدفعوا لي. ماتياس: حسنا مهما يكن ولكن لا تبدأ شجارات عشوائية. ناثان: حسنا حسنا. إلى أين أنت ذاهب. ماتياس: لا أدري. لربما أعود إلى البيت لأخبر كارلا. ناثان: ماذا؟ أنت لم تنجز مهمة حتى فلم الاستعجال؟ ماتياس: أين أنجز المهمات؟ ناثان: اذهب إلى صوفيا وسترشدك. ماتياس: حسنا، إلى لقاء آخر. ناثان: إلى اللقاء، وشيء آخر. ماتياس: ماذا؟ ناثان: تعال أنت وزوجتك مساء اليوم لمطعم الزهرة ستجده مقابلا لهذه النقابة من الجهة الشرقية؛ فإنني أدعوكما لعشاء فاخر على حسابي اليوم. ماتياس: حسنا، أراك لاحقا إذاً. ناثان: رافقتك السلامة. يلتفت ناثان بعدها للرجل السكران ويقول له: أووي أيها السمين أعطني أموالي بسرعة. فيرد له: ليس معي الآن سأعطيك إياها لاحقا. ناثان: كلا، ليس لاحقا أريدها الآن. أوووه أرى أن لديك خنجرا جديدا جميلا أتسائل كم يكون سعره؟ يرد عليه السكران بخوف: كله إلا خنجري لقد اشتريته البارحة. يقاطعه ناثان ويقول: هذه ليست بمشكلتي، كما وأنه لا يزال جديدا زادت رغبتي بالحصول عليه الآن. السكران:كلا أرجوك. يغادرهما ماتياس وهو يضحك ويذهب لصوفيا. "أريد أن أحصل على مهمة يا صوفيا". يبدأ ماتياس الكلام. " آسفة يا سيد ماتياس فإنه ليست لدينا مهمات رتب أعلى من الذهبية نظرا لأن نقابتنا صغيرة وأعلى رتبة لدينا حتى الآن هو ذلك الشقي ناثان ذو رتبة ذهبية". تجيبه بتردد. "هذه ليست مشكلة إطلاقا أعطني إذاً إحدى مهمات الرتبة الذهبية، كما وتوقفي عن مناداتي سيدي فهذا محرج". يقول لها ماتياس. " حسنا سيدي، أوبس، آسفة سيدي، أوه، تفضل سيدي". تتكلم بتردد مجددا وتناوله ورقة المهمة ومعها حقيبة صغيرة. يضحك عليها مجددا ويقول: هوني على نفسك فأنا في النهاية أظل ماتياس صديق الشقي ناثان. "ح.. حسنا سيدي". تتكلم بتلعثم مجددا. يضحك عليها مجددا ويقول: شكرا لك. يذهب لساحة المغامرين ويجلس ليرى ما المطلوب في المهمة. كان المطلوب من أن يقتل عدة عناكب كارثة موجودة في الغابة خلف المدينة وستكون المكافأة على حسب عدد الرؤوس التي يضعها في الحقيبة السحرية المعطاة له مسبقا. " لا بد أنها ستكون مهمة جيدة وما هي صعوبة قتل عدة عناكب". يفكر في نفسه. يذهب بعدها لناثان يجده يمسك برأس السكران ويعنفه، ويقول له: لقد وجدت مهمة جيدة أنا ذاهب لأنجزها الآن. ناثان يلتفت نحوه ويقول: احرص على أن تحصل على كثير من المال. ينطلق بعدها للغابة ويبحث فيقابله بعض المغامرون المصابين بجروح بليغة ويحذرونه من وجود تلك العناكب فيقول لهم: لقد حصلت على مهمة بقتلهم. يقول له أحد المغامرين: أيها السياف، هذا ليس وقتا ملائما للمزاح إنها مهمة عدنا منها نحن الخمسة بهذه الحالة بالرغم من موت رفيقين لنا فارجع أدراجك حتى لا تموت. "شكرا على نصحكم ولكني اتخذت القرار". يرد ماتياس. يقول له مغامر آخر: إذا ما وجدت جثامين رفاقنا لم تؤكل بعد فرجاء أعدها للنقابة حتى يتسنى لنا تأبين جثتيهما وحرقهما تكريما لشجاعتهما. " حسنا، لكم ذلك". يرد ماتياس. يواصل طريقه حتى يجد تلك العناكب الأربعة منتشرة في الغابة كل بشباكه وفرائسه ويرى جثة المغامرين فيقول: وصلت قبل فوات الأوان. يتقاتل مع العناكب بكل سهولة، يقطع كل الشباك بسرعة فائقة ويقطع أرجل العناكب أولا ثم يلاحظ أنها بدأت تنمو من جديد فيقول: لم تسمى كارثة من فراغ إذاً. يجب علي تقطيعها وقتلها قبل أن تتجدد ولكن كيف؟ لا بد أن لها نقطة ضعف ما. يبدأ بعدها في تقطيع العنكبوت الأول كاملا مع ترك رأسه سليما. يعود لتجدد مجددا. يلاحظ بعدها أن الأجزاء تجتمع عند نقطة معينة فيقول: لا بد أنها ما أريده. يقطعه مجددا وقبل أن تتجدد يهاجم المكان الذي تتجمع في الأعضاء مجددا ويكتشف أنها أقرب ما يكون لبلورة صغيرة، فيكسرها بمؤخرة سيفه فتتوقف عن التجمع مجددا، يقول في نفسه: لقد ماتت كارثة واحدة وتبقت ثلاث. يهاجم الثلاثة البقية بسرعة أكبر ويبقي على رؤوسها جميعا. يجلس ويقول: كيف ستدخل رؤوس عملاقة كهذه في حقيبة صغيرة كهذه. لا ضير من محاولة إدخالها. يجرب إدخال الأول فتدخل بسلاسة ويقول: إن هذا السحر مفيد جدا. ويواصل إدخال البقية ويقول بعدها: الآن حان وقت العودة. فيتذكر بعدها الجثتين ويقول: كدت أن أنسى، يجب علي أن أعيدهما أيضا. يربطهما الاثنين بإحدى شباك العنكبوت ويضعهما على ظهره وينطلق للعودة بسرعته الفائقة، يصل للنقابة قبل مغيب الشمس بقليل ويضع الجثمانين ويقول لصوفيا: لقد ذهبا مع أصدقائهما اليوم وقتلا على يد العناكب الكارثية ولكنني أحضرت جثتيهما للتأبين والحرق. تنطر إليهما صوفيا وتقول: نعم لقد أخذوا طلب المهمة بالرغم من أني قلت لهم أنها فوق طاقتهم ولكنهم رفضوا، على الأقل سيستطيع أهلهما عمل جنازة لائقة لهما. شكرا لك على ذلك. ويضع لها في الطاولة الحقيبة ويقول لها: لقد وجدت أربعة عناكب فقط ولكن قضيت عليهم جميعا. "قضيت عليهم جميعا؟!". تقول صوفيا بتعجب." لا، لا عجب في ذلك فأنت زمرد بعد كل شيء يا سيدي".تقول صوفيا. "واجهت مشكلة في معرفة نقطة ضعفهم لذا أخذت وقتا طويلا في قتلهم". يقول ماتياس. صوفيا: نعم إنها عناكب لعينة فعلا. حسنا على الأربعة رؤوس ستحصل على 10 قطع ذهبية. يستلم بعدها النقود يشكرها ويقول لها: إلى اللقاء. في طريقه إلى البيت ينظر إلى نفسه وهو مغرق بدماء الرجلين ويقول: كلا، لن ترحمني كارلا اليوم؛ فأنا متأخر أصلا ومليء بالدماء، يا إلهي أنقذني. يفتح باب الشقة فيجدها تبكي في السرير ويقول لها: لقد عدت. فترتمي في أحضانه وتقول له: لا تعمل عملة كهذه مجددا فقد كنت خائفة أن يصيبك مكروه. فيقول لها: كارلا، أنا مغطى بالدماء لا أريد أن أوسخك. " كلا، لا أريد أن أفارقك حتى لا تتركني مجددا ". ترد عليه بعد أن تغمس وجهها الباكي في صدره. يربت عليها ويقول: دعينا نستحم ونلبس أحسن ملابسنا فنحن مدعوون لعشاء فاخر الليلة. كارلا تمسح دموعها وتقول بصوت جهش: من هذا الكريم اليوم؟ ماتياس: إنه صديق لي فقط. ويواصل المسح على شعرها وتهدئتها وفي النهاية يستحم كل منهما على حدة ويذهبان لمطعم الزهرة في الموعد المحدد.