عندما يوشك ماتياس وكارلا على الوصول للمطعم تقول له كارلا: ومن صديقك هذا؟ ماتياس: قابلته اليوم بعد الدرس الصباحي عندما كنت نائمة. كارلا: ماذا؟ متى نمت بالضبط؟ أذكر أني استيقظت في فراشي اليوم ولم أجدك في الشقة. ماتياس: لقد نمت بعد أن أنهيت تعليمي اليوم لا بد وأنك أجهدت نفسك فوق طاقتك فعلا، لدرجة أنك لم تستيقظي ولا لمرة أثناء حملي إياك طوال الطريق. كارلا يحمر وجهها وتقول له: هل حملتني كل الطريق فعلا؟ ماتياس: من سوف يحمل زوجتي عوضا عني عندما ترمي نفسها بين يدي نائمة بعمق كهذا؟ يزداد احمرار وجهها وتقول: لا بد أنني أنهكتك كثيرا اليوم. ماتياس: كلا كلا، فأنا لدي لياقة عالية بعد كل شيء. وأنت هي زوجتي لذا كل ما أفعله لك من مسؤولياتي وواجباتي اتجاهك. يزداد احمرار وجهها وتلتفت نحو الجانب الآخر وتقول له: يبدو أننا وصلنا. فيرد لها مبتسما ويقول: هذا هو الجانب اللطيف منك الذي أحب رؤيته. فيجدان بعدها ناثان واقفا أمام الباب ليستقبلهما. "عزيزي ماتياس، الرجل المعجزة لهذا اليوم". يقول ناثان بشغف. " آنسة كارلا، أعتذر لأنني لم أحظ بشرف تقديم نفسي لك سابقا صباح اليوم ولكن، أنا صديق مقرب لزوجك ماتياس، وأدعى ناثان". يواصل بعدها. "تشرفت بمعرفتك ناثان". ترد كارلا. " لي الشرف آنستي، والآن هلا ندخل قبل أن يتأخر موعد حجزنا كثيرا لأن هذا أكبر وأشهر مطعم في المدينة". يقول ناثان. وبعدها يدخلون ليروا كثرة الناس الموجودين فيه وعدد العمال وجمال ونظافة ورقي المكان. "إنه مطعم راق فعلا". تقول كارلا بتعجب. " نعم نعم، تفضلا بالجلوس هنا هذه طاولتنا". يرد بعدها ناثان. يجلسون بعدها يبدأون بتناول المقبلات يجلب لهم النادل زجاجة من النبيذ الفاخر ويسألهم إذا كانوا قد حددوا طلباتهم، فيقول لهما ناثان أن يطلبا ما يشتهيان وألا يخافا بشأن الفاتورة فهو من سيدفع. يختار كل منهم طلبه وتدور بعض الحوارات بينهم. "ماتياس! صديقي العزيز لا أعرف كيف أشكرك على ما فعلت اليوم". يقول ناثان. " لا، لا داعي للشكر حقا فأنا لم أفعل شيئا كبيرا حتى". يرد ماتياس. ناثان: كلا، إن ما فعلته سيكون خبر العام. انتظر حتى يسمع به الملك . كارلا: وماذا فعل بالضبط حتى يسمع به الملك؟ ناثان: ألم يخبرك بعد؟ ماتياس: أنتظر الوقت المناسب لذلك. ناثان: طالما ترى كذلك فلا مانع لدي. كارلا: ماذا فعل أيها الصبيان؟ ناثان: زوجك اليوم، جعلني أصبح من شخص مدين إلى أغنى رجل في المدينة. كارلا: وكيف ذلك؟ النادل يصل ومعه العشاء. "يبدو أنه حان وقت الأكل". يقول ناثان. تكشر كارلا عن وجهها لناثان قليلا وتنظر إليه باحتقار ثم يقول لها: آنستي رجاء لا تغضبي علي، فزوجك هو من طلب إخفاء الأمر عنك حتى يحين موعده. كارلا: ماتياس! ماذا فعلت؟ ماتياس: رجاء انتظري عودتنا للبيت وسأخبرك بكل التفاصيل لاحقا. كارلا: حسنا. ناثان: هل هدأت الأوضاع الآن؟ يمكننا إذن بدء الأكل بسلام. يبدأون أكلهم ويتبادلون أطراف الحديث بعضا من الوقت ويبدأ ناثان سؤال ماتياس عن حياته وموطنه وكيف أصبح قويا هكذا وبعد أن يحكي له تقول له كارلا: أراك قد دعوتنا لمائدة فخمة في مطعم فاخر لذا أتوقع منك أن تكون تاجرا عظيما أو شيئا كهذا؟! ناثان: تاجر؟! ماتياس! ألم تذكرني ولو عن طريق الخطإ لزوجتك. ماتياس: لقد عدت إلى البيت قبل أقل من ساعة إذا لم تكن تعرف. ولم أحظ بفرصة لخوض حديث مع كارلا غير أننا مدعوان من طرفك. ناثان: أسامحك لأنك صديقي وصارحتني بالأمر. ولكن كارلا، أنا لست تاجرا، بل أنا مغامر من الرتبة الذهبية . كارلا: مغامر من الرتبة الذهبية؟!! لا بد أنك المحارب المشهور في هذه المدينة ب(الخنجر الأحمر). ناثان: نعم، إنه أنا. كارلا: قابلت شخصا مهما مثله ولم تتعب نفسك عناء إخباري حتى؟ ماتياس: إنه صديق لي فقط صادف أنه مغامر. ناثان: صديق فقط؟!! يالك من شخص قاس يا ماتياس. بعد أن ينهوا طعامهم يستمر حديثهم لزمن طويل حتى يقول لهم ناثان: الحديث معكما جميل جدا ولكن الوقت تأخر فعلا وحجزنا شارف على الانتهاء. إلى لقاء آخر. يودعانه ويسيران في شوارع المدينة المضاءة بسحر جميل وتقول كارلا: إنه شخص طيب فعلا. ماتياس: بلى إنه كذلك. يصلان للشقة ويرميا أنفسهما في أسرتهما وتقول كارلا: يبدو أن النقود التي معنا لن تكفينا بعد ثلاثة أيام أخرى. ماتياس: لا داعي للقلق. كارلا: أنا خائفة من أن نفلس وندخل في حالة ديون. ماتياس: كارلا. كارلا: كلا، لا بد أن صديقك ناثان سيساعدنا إذا أخبرته. ماتياس: كارلا. كارلا: نعم يا عزيزي. ماتياس: لقد حصلت على وظيفة اليوم وحصلت على بعض النقود. كارلا تندهش وتقول: ماذا؟ كيف؟ ومتى ذلك؟ وما هي تلك الوظيفة؟ لقد عدت مغرقا بالدماء، لا تخبرني أنك أصبح قاتلا مأجورا فبقوتك هذه متأكدة أن العديد سيطلبونك. ماتياس: كلا، لقد أصبحت مغامرا. وذهبت في مهمة وحصلت على بعض النقود ولكن لا أدري إذا كانت تكفينا. كارلا: ومن هناك تعرفت على ناثان إذاً، لا بد أنه ساعدك في مهمتك اليوم. ماتياس: كلا، ولكن. كارلا: هل هو قوي حقا كما يشاع عنه؟ لا بد وأنه غني جدا فهو من الرتبة الذهبية بعد كل شيء. أتساءل إن كان صديقا حقيقيا لك كما قال، كان ليساعدنا في محنتنا هذه. ماتياس: كارلا. كارلا: ماذا؟ ألا ترى أني أفكر في طريقة لجعلنا أغنياء. يخرج ماتياس العملات من جيبه ويقول: لقد حصلت على عشر ذهبيات اليوم في المهمة ولكن لا أدري هل ستكفينا للأيام التالية أم لا؟ كارلا: نعم، عشر ذهبيات حتما ستكفينا مدة طويلة في هذه المدينة، هذا سيحدث إذا ما هدانا إياها ناثان، أرأيت المطعم الذي دعانا إليه الليلة؟ يضع ماتياس العملات أمام كارلا،تنظر إليها بدهشة وتقول: مهلا! ماذا؟ لديك عشر قطع ذهبية! من أين حصلت على عشر قطع ذهبية؟ ماتياس: أخبرتك قبل قليل ولكنك لم تكوني منتبهة. كارلا: ماذا؟ كيف لم أكن منتبهة؟ ماتياس: حسنا رددي ما قلته قبل أن أخرج لك العملات إذاً. كارلا: لقد أصبحت قاتلا مأجورا وقتلت رجلا وامرأته وحصلت على عشر ذهبيات من زعيم مافيا. ماتياس: من بين ما ذكرت، المعلومة الصحيحة الوحيدة التي قلتها هي أني حصلت على عشر قطع ذهبية أما الباقي كله من تأليفك. هل أدركت أنك لم تستمعي شيئا مما قلت؟ كارلا: حسنا آسفة أعدك أني سأستمع تاليا. ماتياس: لقد قابلت ناثان اليوم. كارلا: أها، كمل. ماتياس: ودعاني لأنضم لنقابة المغامرين. كارلا: أها، طيب. ماتياس: وحدث أمر ما. كارلا: أها، طيب...... مهلا لحظة، وما هو الأمر ما؟ "إنها تستمع فعلا هذه المرة". يقول ماتياس في سره. ماتياس: حسنا، يمكنك القول أنه أمر ما. كارلا: كلا يجب أن أعرف بصفتي زوجتك. ماتياس: حسنا حسنا، يمكنك القول أنني سأكون شخصا مهما للأيام التالية. كارلا: كيف يعني ذلك شخصا مهما؟ ماتياس: تعني أن أكون شخصية بارزة في المجتمع. كارلا يأكلها الفضول وتقول له: لا تكثر الكلا أعطني بطاقة مغامرك. ماتياس: كلا لا أستطيع. كارلا تنظر إليه بعيون ملتهبة وتقول: هذا ليس طلبا، بل هذا أمر، أعطني تلك البطاقة. يخرجها بكل هدوء وخوف ويعطيها لها، تنظر إلى واجهة البطاقة وتقرأ بهمس مع صوت يعلو كلما تتقدم: نقابة المغامرين، بطاقة مغامر، الاسم: ماتياس، العمر27،الحالة الاجتماعية: متزوج، تاريخ الميلاد31/7/806،الجنس: ذكر، الرتبة... عندما تصل لها تصرخ في وجهه إلى أن يسمعها الجيران: الرتبة زمرد، لقد أصبحت زمردا اليوم ولم ترد أن تخبرني إلى أن اكتشفت بنفسي، كيف تعد نفسك زوجا صالحا؟ وتبدأبرميه بالوسائد ولكنه يتجنبها ويقول لها: اهدئي رجاء، سوف تزعجين الجيران. كارلا: كلا لن أسكت دعهم يعرفون أنك زوج لا يراعي مشاعر زوجته. ماتياس: لقد أخبرك ناثان سابقا أنني أنتظر الوقت المناسب لأخبرك. كارلا: هذا ليس أمرا يمكن تأجيله. ماتياس: لقد اكتشفت في النهاية. كارلا: بنفسي. ماتياس: في النهاية كنت سأخبرك. كارلا: لم تخبرني إلى أن عرفت بنفسي. بعد أن تنتهي من رمي الوسائد وكل ما تجده أمامها عليه ترتمي في حضنه وتدعه يسقط على ظهره في السرير وتقول: زوجي مغامر زمردي، من أكثر حظا مني في العالم؟ ولكن لا تظن أنني سأسمح لك برمي نفسك في مهمات خطيرة عشوائية فقط، لن أسامحك إذا مت أو أصابك مكروه. وتنام بعدها وهي في حضنه ممسكة ببطاقته وتحضنه بقوة أكثر وتقول بهمس وهي نائمة: زوجي مغامر زمردي، من أكثر حظا مني في العالم؟ "يالها من فتاة عجيبة! لا تزال تصرفاتها الصبيانية كما هي". يقول ماتياس في نفسه بينما يبتسم." لا أظنها ستتركني قريبا لا خيار غير النوم هكذا إذن". يفكر ماتياس. ينظر لوجهها المبتسم وهي نائمة. "أنا هي الأكثر حظا". تهمس مجددا وتنام عميقا هذه المرة. " كلا، بل أنا الأكثر حظا لأنك زوجتي". يهمس لها ويقبلها على جبينها ويقول في نفسه: لقد كان يوما طويلا بحق، أتسائل ما قد يحمله لي الغد؟