يستيقظ ماتياس باكرا ليجد كارلا لا تزال نائمة وهي متمسكة به فيقول في سره: لا بد أنها متعبة من ليلة البارحة فلقد كان يوما طويلا بحق، لا ضير من أخذ غفوة أخرى إذاً فلا أريد إيقاظها. يغمض جفنه لبضع دقائق ويحس بعدها بإصبع يلمس أنفه ثم رموشه ثم حواجبه يفتح عينيه ليراها مستيقظة تتحسس تعابير وجهه، وفي النهاية تضع كف يدها على خده وتقول له بابتسامة ملائكية: صباح الخير يا زوجي العزيز. فيبتسم ويرد لها: صباح النور زوجتي العزيزة. بعد أن يتبادلا النظرات لبعض من الوقت يقول لها: كيف أصبحت؟ ترد عليه باسمة: بخير وأحسن حال. وأنت؟ ماتياس: كلي بخير طالما أنت بخير. تقول له: سأقوم لأعد الإفطار قبل أن يتأخر الوقت. ماتياس: حسنا، سأذهب لأستعد للذهاب للنقابة. يقوم كلاهما ويذهبان ليقضيا ما يريدان وتودعه كارلا عندما يذهب وتقول: رافقتك السلامة، ثم إياك المخاطرة أنا أحذرك، عد قبل زمن الغداء. ماتياس: حسنا حسنا. ينطلق بعدها ويصل للنقابة، يجد ناثان لا يزال يأخذ نقود الرهانات من الشبان. ماتياس: صباح الخير. ناثان: أوووي أيها السكران منذ الصباح هل ستعطيني نقودي أم تقول لي أن آخذها من جثتك؟ الرجل: سأعطيك إياها أمهلني بعض الوقت قبل أن أجمعها لك. ناثان: هيييه ليس لدي بعض. يلتفت بعد أن يسمع صوت ماتياس ويقول: أوه صباح الخير صديقي العزيز ماتياس، كيف كانت ليلة البارحة؟ "جميلة فعلا لقد كان عشاءك طيبا". يقول ماتياس. " أجل أجل أعرف، فهذا أفضل مطعم، ولكنني كنت أقصد زوجتك، هل أخبرتها بما حدث هنا؟ ". يقول ناثان. ماتياس: لقد أخذت بطاقتي عنوة واكتشفت بنفسها. ناثان: إنها امرأة قوية بحق إذا كانت أخذت بطاقتك منك! ماتياس: إنها كذلك فعلا. سأذهب لآخذ لي مهمة الآن. ناثان: حسنا تفضل، أوي أيها النحيل متى ستعطيني نقودي. ماتياس يواصل في طريقه إلى صوفيا ويقول في سره: إنه أقرب لقاطع طرق من كونه مغامرا. يصل لطاولة الاستقبال التي تجلس عندها صوفيا ويلاحظ ماتياس وجود رجلين ضخمين يرتديان ملابس سوداء أمامها ويتناقشان معها الرجل الأول: لقد وصلنا بلاغك بظهور زمرد هنا. صوفيا: نعم. لقد تم اكتشاف زمرد هنا بالأمس. الرجل الثاني: وأين هو الآن؟ صوفيا: قد يأتي في أي لحظة الآن. ثم تنظر إليه وتقول: ذلك هو الرجل ذو السيف والشعر الأسود والملابس الأجنبية ذاك. يلتفتان له بعدها، ثم يتجه ثلاثتهم نحوه. ويتهامس الرجلان في طريقهم له. الرجل الأول: أهذا هو؟ صوفيا: أجل، إنه هو. الرجل الثاني: لا بد أنها مزحة ما! كيف لهذا الضئيل أن يكون مختارا؟ الرجل الأول: المختارون دائما شاذون عن القواعد، ألا تذكر سيادة اللواء(جينيفر) يوم تنصيبها اكتشف أنها زمردة على الرغم من أنها كانت ذات 17 ربيعا فقط لتكون أصغر من حصل على رتبة زمرد ولواء في عمر 18 لتكون أصغر من حصل على رتبة لواء أيضا. لقد كنت أظنك اعتدت على ذلك. الرجل الثاني: أجل صحيح معك حق. يركع بعدها أمامه الرجلان ويعرف الرجل الأول عنهما: صباح الخير سيادة الزمرد ماتياس. نحن من (لجان الكشف والبحث عن المحاربين الأسطوريين المسمين بالزمرد)، أنا أدعى (بولت) ورفيقي هذا يدعى (غريفت)، وصلنا بلاغ أنه تم اكتشاف زمرد هنا فأتينا لتأكيد الخبر للقيادات العليا. ماتياس: حسنا جيد ولكن ارفعا رأسيكما يا رفاق. غريفت: يمنعنا شرفنا من أن نعلو على من هو أمل هذا العالم في الحرب ضد الشياطين اللعناء. ماتياس: لا، لا داعي لذلك حقا. بولت: هذا قسمنا يا سيدي ولا نستطيع أن نحنث به. ماتياس: حسنا أنتما حران، ولكن ما هو التأكيد؟ نريدك أن تأتي معنا لمقر نقابة المغامرين الأعظم في عاصمة الملكية مدينة(بلايسد لاند) —مدينة الأرض المباركة— ليتم تنصيبك من قبل الملك وإشهارك عالميا بأنك السابع. ماتياس: حسنا ومتى كل هذه الإجراءات؟ غريفت: اليوم. ماتياس: لا أظن زوجتي تعرف شيئا عن هذا. لذا أرى أن تنتظروا بعض الوقت حتى أخبرها. غريفت: ولكن.... بولت: خذ وقتك يا سيدي فطالما نحن هنا سنكون أقرب ما يكون لحرسك الشخصي. ماتياس: وأيضا يبدو أننا أفلسنا وأنا أتيت اليوم لأحصل لنفسي على مهمة وأعود لزوجتي بعدها. غريفت: لا... بولت: سنكون بانتظارك هنا. ماتياس ينظر إليهما باستغراب ويقول: حسنا لا بأس ما دمتما مصرين. يذهب بعدها لصوفيا وبعد أن يلتفت يسمع همسات بينهما. "لماذا تقاطعني كل مرة يا هذا؟". يقول غريفت. " لأني أعرف أنك ستقول كلاما غبيا مثلك أيها الضخم فارغ العقل". يرد بولت. "ماذا قلت أيها الأصلع؟". يقول غريفت بعدها. " من تدعوه بالأصلع يا كتلة العضلات؟ ". يرد بولت. " من هو كتلة العضلات أيها السمين؟ ". يقول غريفت بتهجم شرس. " أنت هو السمين هنا". يرد عليه بولت. " أوي توقفا عن شجار الأطفال هذا أيها الاثنان". يقول ماتياس بعد أن ينظر لهما بطرف عينه. " حاضر سيدي". يردان الاثنان في زمن واحد. " إنه زمرد فعلا، يذكرني بالأمير اللواء كريستوفر عندما اكتشف كزمرد". يقول غريفت. " إنهم جميعا كذلك؛ فهم حازمون ومصير العالم بين يديهم لا أستطيع تخيل الضغط المثقل عليهم". يقول بولت. " صباح الخير صوفيا". يقول ماتياس. صوفيا: صباح الخير سيد ماتياس. ماتياس: أريد لي مهمة مستعجلة فنحن على وشك الإفلاس. صوفيا: إفلاس هل كنت مدينا لشخص ما بالذهبيات العشر اللاتي كسبتهن البارحة؟ ماتياس: كلا ولكن أخاف أن تنفد في غضون هذا الأسبوع ولا تجد كارلا ما تصرفنا منه. تضحك صوفيا وتقول: لا تخف عليها فهذه الذهبيات العشر تكفيك شهرا كاملا إذا كنت مبذرا في هذه المدينة فهي متواضعة الأسعار. ماتياس: لا أظن ذلك، فأنت لا تعرفين كارلا. تضحك مجددا وتقول: أهي صعبة لهذه الدرجة؟ ماتياس: أريد ما يعادل 15 ذهبية مستعجلة لها. تخرج له صوفيا إحدى أوراق المهمات القديمة وتقول له: هذه أصعب مهمة متوفرة لدينا كان يجب أن تنجز بينما كان ناثان وفرقته متواجدين هنا جميعا ولكن أغلبهم رحل إلى العاصمة الملكية وتركوا ناثان المسكين هنا وحيدا. متأكدة بأنه يمكنك أن تنجزها بسهولة فهي بلاتينية فحسب وستحصل فيها على عشرين ذهبية. ماتياس: عشرين ذهبية؟!!! أعطني إياها. صوفيا: هههههههه لا بد أنك مفلس جدا. تسلمه الورقة ويجلس ليقرأ المطلوب في إحدى كراسي الحانة. وكانت المهمة كالتالي: يوجد اثنان من ثعابين الأناكوندا في عرف لهما في الغابة خارج المدينة نقطة ضعفها في مؤخرة رأسها ولكنها تفرز سحرا سميا قويا عند الإقتراب منها يتطلب تفعيل التعويذة الملغية للسموم التالية: " باسم الأرواح الخمسة الحارسة لهذه الأرض آمرك يا عنصر النبات العلاجي أن تمنح هذا الجسد المبارك الحماية الإلهية من الإصابة بالسموم اللعينة وتعطيه القوة لتطهير الدنس الذي أمامه. مناعة السموم". ملحوظة: التعويذة تستهلك المانا بشكل كبير ويجب تفعيلها عندما تلقي الأفعى سمها وإلغاءها بعد اختفاء تأثير السم حتى لا يصاب المغامر بأضرار جانبية ناتجة عن تحميل الجسد فوق طاقته. يجب وضع الأنياب الاثنين العلوية لكل الأفعى في حقيبة السحر المرفقة مع الطلب. مكافأة الأفعى الواحدة عشر ذهبيات. ماتياس: حسنا، بالرغم من أن نقطة ضعفها مذكورة وطريقة قتالها مذكورة إلا أنها بلاتين. ولم تنجز حتى اللحظة لذا يجب علي توخي الحذر. ينطلق ماتياس بعدها نحو الغابة لينجز مهمته ويقابله مجددا بعض المغامرين الهواة ويحذرونه من الطريق الذي يتخذه خصوصا أنه وحيد، وأنهم سمعوا إشاعات عن تلك الأفاعي فعادوا خائفين. فيخبرهم أنه لا بأس. يواصل في طريقه حتى يشتم رائحة غريبة ويقول: ما هذه الرائحة؟ ويسمع بعدها صوت فحيح قوي يأتي من عدة اتجاهات ويقول: أوقعوني في شركهم إذن. تهجم عليه أناكوندا عملاقة من الخلف ولكنه يتجنبها بكل خفة وسهولة يحاول الهجوم عليها ولكنها تبدأ بنفث السم عليه، يرتل تعويذته ولا يتأثر به. يواصل هجومه ولكن أفعى أخرى تداهمه قبل أن يضرب الأولى. " كيف لهم أن يكونوا متناغمين هكذا؟ ". يفكر في نفسه. " لا بد من طريقة ما لمواجهتهم". يعاود التفكير. يهاجمهم بكل قوته ولكن لا يزالون يدافعون عن بعضهم وهذه المرة انضمت لهم أفعى ثالثة. " لقد زادوا الطين بلة فقط". يقول في سره. " أم ربما يمكن للسرعة الكبيرة أن تقتلهم ". يظن ذلك. " لا مكسب بدون مخاطرة". يفكر مجددا. يقلل من قوة هجومه على حساب أن يزيد سرعته ويجد أنهم أبطأ من أن يدركوه. " هذا ما كنت أصبو إليه ". يقولها وهو مبتسم. يقضي على ثلاثتهم بالسرعة الفائقة وحدها فقط.