(الفصل الجانبي: ندبة في روح الزمن)

المشهد الافتتاحي: غيبوبة الذكريات

كان الألم يمزق جسد كينشيرو المتمدّد على سرير المستشفى، لكن ألم ذاكرته كان أقسى. في غيبوبته، غاص في أعماق ماضيه، حيث تبدأ القصة الحقيقية...

(المشهد الأول: البداية - لقاء المصير)

الزمان: قبل 25 عاماً

المكان:سوق قروي عند سفح الجبل

كان كينشيرو في الثلاثين من عمره، يقف أمام طفل هزيل لا يتجاوز العاشرة، عيناه تحملان شرارة التحدي والجوع معاً.

الطفل أوكوتسو: (يمسك بسكين صدئ)

أعطني طعامك!لا تحاول مقاومتي!

كينشيرو: (ينظر إليه بتعاطف)

يمكنك أن تأخذ الطعام دون أن تهدد أحداً.الجوع لا يبرر القسوة.

أوكوتسو: (يداه ترتجفان)

العالم قاسٍ...تعلمت هذا منذ ولدت!

أمسك كينشيرو بمعصم الطفل بلمسة خفيفة، أزال السكين دون أي مقاومة.

كينشيرو:

العالم قد يكون قاسياً،لكننا لسنا مضطرين لأن نكون مثله. ما اسمك؟

أوكوتسو: (يحدق به بشك)

لماذا تريد معرفة اسمي؟

كينشيرو: (يقدم له كعكة الأرز)

لأن كل إنسان يستحق أن يعرف اسمه.

من تلك اللحظة، بدأت الرحلة...

(المشهد الثاني: سنوات التدريب - الأب والابن)

الزمان: قبل 20 عاماً

المكان:دير الجبل المنعزل

أصبح أوكوتسو في الخامسة عشرة، يتحول من طفل شارد إلى محارب واعد.

أوكوتسو: (يتدرب تحت الشلال المتجمد)

أستاذ!شاهد! لقد تمكنت من قطع تيار الشلال!

كينشيرو: (يراقب بفخر مختلط بالقلق)

مذهل...لكن تذكر، القوة الحقيقية ليست في القطع، بل في التحكم. عندما تستطيع أن تجعل قطرة الماء تتوقف في منتصف الهواء... وقتها ستكون قد فهمت معنى القوة.

أوكوتسو: (يتوقف، يتنفس بعمق)

لكن لماذا يجب أن نتحكم؟أليس من الأفضل أن نطلق العنان للقوة؟

كينشيرو: (يجلس بجانبه)

القوة كالنهر الجاري...إذا تركتَه بدون سدود، سيُغرق كل شيء. إذا حبستَه كثيراً، سينفجر. السر في التوازن.

في الليالي، كان كينشيرو يعلمه القراءة والكتابة، يحكي له عن فلسفة السيوف، عن الفرق بين المحارب والقاتل.

أوكوتسو: (في إحدى الليالي)

لماذا نحمي الناس الذين لا يستحقون الحماية؟بعضهم شرير مثل اللصوص الذين قتلوا والديّ.

كينشيرو: (ينظر إلى النار)

لأننا لا نحميهم لكونهم طيبين...بل لأننا لا نريد أن نصبح مثلهم.

(المشهد الثالث: البذور الأولى للانقسام)

الزمان: قبل 15 عاماً

المكان:قرية ناكامورا

كينشيرو و(أوكوتسو الآن في العشرين) يشهدان مذبحة مروعة. قائد عسكري فاسد أمر بقتل قرية بأكملها لأنهم رفضوا دفع ضرائب باهظة.

أوكوتسو: (يداه ترتجفان على مقبض سيفه)

لماذا ننتظر؟يجب أن نوقفهم الآن!

كينشيرو: (يمسك بكتفه)

هناك أطفال مختبئون في الكهف.علينا إنقاذهم أولاً.

أوكوتسو: (عيناها تلمعان بالغضب)

لكن بينما ننقذ عشرة،يموت مئة! هذا غير منطقي!

أنقذا خمسة عشر طفلاً، لكنهم شهدوا موت العشرات. في تلك الليلة، كان أوكوتسو يجلس وحيداً على حافة الجبل.

كينشيرو: (يقترب منه)

أعلم أن هذا صعب...

أوكوتسو: (يقاطعه بصوت هادئ خطير)

هل تعرف ما هو الصعب؟أن ترى الشر ينتصر لأن الخير مشغول بالتردد. ذلك القائد... كان يمكنني قتله قبل أن يبدأ المذبحة.

كينشيرو:

وإذا قتلته،هل ستختلف عنهم؟

أوكوتسو: (ينظر إليه للمرة الأولى بنظرة مختلفة)

نعم...سأختلف. لأنني سأقتل من أجل منع القتل، وليس من أجل المتعة أو السلطة.

(المشهد الرابع: التحول الخفي)

الزمان: قبل 12 عاماً

المكان:مقر الشوغان

أوكوتسو (الآن في الثالثة والعشرين) يصطدم بواقع الفساد في النظام. اكتشف أن أحد أعضاء مجلس الشوغان يتعامل مع عصابات تهريب الأطفال.

أوكوتسو: (يواجه كينشيرو في الحديقة)

لقد قدمت الأدلة!لماذا لا يُعتقل؟

كينشيرو: (يتنهد)

الأدلة غير كافية.وهو من عائلة نبيلة...

أوكوتسو: (يضرب الشجرة بقبضته)

إذ نبيل ها ،يغسل الجرائم؟! هذا هراء!

كينشيرو:

هذا نظام...ونحن جزء منه. يجب أن نعمل من الداخل لتغييره.

أوكوتسو: (يهز رأسه بخيبة أمل)

من الداخل؟لقد حاولت انت ذلك لسنوات! كل ما حصلت عليه هو المزيد من التنازلات!

في تلك الليلة، التقى أوكوتسو سراً بمجموعة من الثوار. كان بينيمارو بينهم.

بينيمارو: (بحماس)

انضم إلينا!مع قوتك، يمكننا تغيير النظام من جذوره!

أوكوتسو: (ينظر إلى يديه)

لقد أعطيت النظام فرصاًكثيرة... حان وقت تجربة شيء جديد.

(المشهد الخامس: التمهيد للخيانة)

الزمان: قبل 10 سنوات

المكان:أماكن متفرقة

أوكوتسو يبدأ بجمع الأتباع سراً. كان يختبر كل منهم:

أوكوتسو: (لمجموعة من المحاربين اليائسين)

ماذا ستختارون؟إنقاذ عائلتكم فقط، أم تغيير النظام الذي يهدد كل العائلات؟

كان يرى في عيونهم نفس اليأس الذي عاشه في طفولته. في نفس الوقت، كان كينشيرو يبدأ بملاحظة التغير في تلميذه.

كينشيرو: (لريوجين)

أشعر أنه يبتعد عنا...كأنه يحمل سراً كبيراً.

ريوجين: (يهز رأسه)

الفتى أصبح رجلاً...ربما يحتاج إلى مساحة.

لكن كينشيرو كان حدسه يخبره أن الأمر أعمق من ذلك.

(المشهد السادس: الليلة المشؤومة)

الزمان: قبل 10 سنوات

المكان:معبد الغابة في ليلة ماطرة

أوكوتسو يجتمع بأعضاء كاغيوتسو الأوائل. كانوا ثمانية أشخاص فقط، لكن إرادتهم كانت كالنار.

بينيمارو:

الحكومة فاسدة!الشوغان عاجزون! حان وقت التغيير!

أوكوتسو: (يقف أمامهم)

لقد حاولت طريق الإصلاح...طريق التسامح. لكنه طريق المعاناة الأبدية. هناك طريقة واحدة فقط... حرق النظام القديم وبناء جديد من رماده.

هيراكو: (يتساءل)

ولكن...ماذا عن الأستاذ كينشيرو؟

أوكوتسو: (عيناها تحملان ألماً حقيقياً)

سيكون آخر من نواجه...وأصعب من نواجه. لأنه يمثل كل ما أحبه... وكل ما يجب أن أتجاوزه.

(المشهد السابع: الاكتشاف والمواجهة)

الزمان: قبل 10 سنوات

المكان:جسر كانازاوا القديم

كينشيرو اكتشف الحقيقة. واجه أوكوتسو تحت المطر الغزير.

كينشيرو: (صوته يرتجف من الألم)

كل هذه السنوات...كنت تبني جيشاً سرياً؟ تخطط لقلب النظام؟

أوكوتسو: (يقف بشموخ)

لم أخطط لقلب النظام...بل لتدميره. لأنه لا يستحق الإصلاح.

كينشيرو:

أنت تتحدث عن دمار سيقتل الآلاف!

أوكوتسو: (يتقدم خطوة)

مئات الآلاف يموتون سنوياًبسبب هذا النظام! أنا فقط أختصر المعاناة!

المطر كان يغسل دموع كينشيرو المخفية.

كينشيرو:

علمتك كل شيء...علمتك أن تحمي، لا أن تدمر.

أوكوتسو: (يصرخ بألم)

علمتني أن أكون أقوى!والآن أستخدم هذه القوة كما يجب! لتحرير العالم من هذا الكابوس!

(المشهد الثامن: المعركة الأليمة)

تتقاطع السيوف لأول مرة بين المعلم والتلميذ. كل ضربة من أوكوتسو تحمل سنوات من الإحباط والغضب.

أوكوتسو: (يهاجم بشراسة)

لماذا تدافع عن نظام يقتل الأبرياء؟!

كينشيرو: (يدافع بحزن)

لأن البديل أسوأ!الفوضى ستقتل أكثر!

كانت المعركة غير متكافئة. أوكوتسو يعرف كل نقاط ضعف كينشيرو، كل تقنية، كل حركة. لكن كينشيرو كان متماسكاً بسبب خبرته.

أوكوتسو: (يتوقف فجأة)

هل تعرف لماذا سأنتصر؟لأنني مستعد لفعل ما لا تستطيع فعله!

أشار إلى مجموعة من الرهائن في الأسفل.

أوكوتسو:

سأقتلهم جميعاً...إلا إذا استسلمت.

كينشيرو: (عيناه تتسعان)

لا...لن تفعل هذا.

أوكوتسو: (ينظر إليه بتحدٍ)

اختبرني.

(المشهد التاسع: الذروة المأساوية)

تردد كينشيرو للحظة... وكانت تلك اللحظة كافية. أوكوتسو استغل التردد ووجه ضربة قاتلة.

أوكوتسو: (سيفه يخترق صدر كينشيرو)

هذا هو فرقنا!أنت تتردد حتى في لحظة المصير!

كينشيرو: (يسقط على ركبتيه، الدماء تملأ فمه)

لقد...فشلت... في تعليمك... أهم شيء...

أوكوتسو: (ينظر إليه من علٍ، عيناه تملؤهما مشاعر متضاربة)

علمتني كل شيء...إلا كيف أكون ضعيفاً مثلك.

تركه ينزف على الجسر، معتقداً أنه سيموت. لكن قلب كينشيرو كان في مكان مختلف قليلاً... صدفة أنقذت حياته.

(المشهد الحالي)

كينشيرو لم يستيقظ من غيبوبته، الكابوس يملأ عينيه بالدموع.

(نهاية الفصل الجانبي)

2025/10/06 · 6 مشاهدة · 1011 كلمة
Makima 🌸
نادي الروايات - 2025