انا أتذكر جيدا لحظاتي الاخيرة...!!

كانت ليلة باردة تتسلل إلى مدينة سيول، حيث كنت أعمل بجد في مكتبي الصغير.

كانت الضوضاء تتلاشى ببطء مع اقتراب الساعة من منتصف الليل، ولكن لم أستطع التوقف عن العمل. كنت أعاني من التعب الشديد بسبب العمل المفرط وضغوط الحياة اليومية التي كنت أتحملها.

عندما قررتُ أن أخذ قسطًا من الراحة والعودة إلى منزلي، شعرتُ بدوارٍ شديد. حاولتُ التماسك ولكن دون جدوى، وفي لحظة من الغفوة القصيرة فقدتُ توازني وسقطتُ إلى الأرض بقسوة.

وفيما كنت أحاول النهوض، تبين لي أن السيارات تمر بسرعة عالية في الشارع المجاور.....!!

بينما اندفعت السيارات بسرعة على الطريق، لم يكن هناك أحد يلاحظني وأنا أتلوى على الأرض، متأثرة بالصدمة والألم.

وكانت تلك اللحظة الأخيرة التي عشت فيها قبل أن أفقد وعيي، حيث تمتزج الظلام مع الصوت المخيف للسيارات المارة...؟!

وبينما كنت أتصارع الموت وأحاول بجد أن ابقى في وعيي، ظهرت إمرأة غامضة أمامي تبكي بيأس في ظلام دامس.

لم تكن وجهتها مألوفة لكنها أثارت بي مشاعر عميقة من الدهشة والارتباك، وكأنني كنت اعرفها ولاكن كانت ذاكرتي ضبابية بالفعل.

تأملتُ ملامح المرأة، مع عيونها الحمراء الملفتة وشعرها الأحمر اللامع، وشعرتُ برغبة قوية في فهم ما ترمز إليه.

ما هي رسالتها وما السبب وراء بكائها الحزين؟ هل كانت هذه المرأة جزءًا من الحلم أم أنها واقعية؟

قالت المرأة بصوت هامس ومليء باليأس: 'فلتنقذيني...!! , فلتنت....!!'، لكن كلماتها انقطعت قبل أن تكتمل، مما جعلني أشعر بالارتباك والتساؤلات حول معنى هذا النداء الغامض.

هل كانت المرأة بحاجة إلى المساعدة؟ وإذا كانت كذلك، فما هو الخطر الذي تواجهه؟

وفجأة.....!!

وجدتُ نفسي في غرفة فاخرة متألقة بسحرها وأناقتها، حيث ينبعث الضوء الناعم من الثريات الفاخرة ليملأ الغرفة بأجواء من الدفء والرقي.

تميزت الغرفة بأثاثها الفاخر والمصمم بذوق رفيع، فالأثاث المنسق بشكل مثالي مع الأقمشة الفاخرة والتفاصيل الدقيقة يضفي على المكان جاذبية خاصة.

وفي وسط الغرفة، كانت تبرز مرآة كبيرة، كمركز لجاذبية الغرفة، ومصدرًا للاستكشاف والتساؤل.

بعد أن تجاوزتُ الدهشة الأولى، هرعتُ بسرعة نحو المرآة بقلق وتوتر، أحاول التأكد مما إذا كانت هذه واقعية أم مجرد حلم.

وعندما واجهتُ وجهي في المرآة، اندهشتُ لأرى نفسي قد تجسدتُ في رواية قد قرأتها تدعى "بالحب المطلق".

"هاه...!؟"

"ماهذا بحق الجحيم..!!؟"

انها رواية رومانسية كأي رواية...!!

"في عالم مليء بالمؤامرات والأحداث الدرامية، تتقاطع حيوات القديسة وولي العهد مع الشريرين الخبيثين، الدوق "ليوس اديفوان"و "سينثيا هارت".

تبدأ القصة بتقابل البطل "كلود جرانديور"، ولي العهد، بالبطلة "شيري براند"، ابنة البارون وقديسة الإمبراطورية.

ينشأ بينهما حب عميق، لكن العلاقة تتعقد بوجود الطرف الثالث، دوق "ليوس اديفوان" الملعون، الذي يسعى لتدمير سعادتهما.

وبوجود الشريرة الثانوية"سينثيا هارت" خطيبة البطل، تنوي تحقيق غايتها ايضا عبر تدمير علاقتهما وتصبح الامبراطورة بسلام.

تتصاعد التوترات والصراعات بين الأبطال والشريرين، ويتوجب عليهما مواجهة تحديات عديدة للبقاء معًا رغم كل الصعوبات.

وفي النهاية، تتحقق مصير مؤلم للأبطال والشريرين، حيث يلقى الدوق و الشريرة حتفهما بعد فشل مؤامراتهما، وتستعيد المملكة سلامها واستقرارها.

وانا، وجدت نفسي قد تجسدتُ في جسد الشريرة "سينثيا هارت" ابنة الدوق "هارت".

"انها حقا جملية جدا....!!"

امرأة جميلة بشكل مثير ومغري، تتميز بعيون ذات لون أحمر جذاب وشعر يتألق بلون اللهب، تبدو كالمشعل الذي يحرق قلوب الراغبين في الاقتراب منها. هي شخصية غامضة تجمع بين الجاذبية والخطورة، مولعة بعالم السحر والغموض....!!

مما أثار دهشتي وتساؤلاتي حول الواقعية لهذه الظاهرة الغامضة.؟!

بينما لأنظر إلى صورتي المنعكسة في المرآة، أشعر بالتوتر يتصاعد مما جعلني أتساءل إذا كان هذا كله جزءًا من حلم بعد الموت أم أن هناك شيئًا ما يحدث في الواقع.

ولكني تقبلت الحقيقة واتخذت قرارًا بالعيش بسلام، قررت أن أتجنب التورط مع الابطال حتى أحافظ على حياتي.

لا أريد الموت مثلما حدث مع "سينثيا" في القصة الأصلية. لهذا قررت متابعة حياتي والاستمتاع بالرفاهية التي ولدتُ فيها، فقد كنت أعتقد أن النهاية ستكون سعيدة ولن يموت أحد.

ولكن هنا، اكتشفت وجه البطلة والبطل الحقيقي، حيث خططوا لقتلي عمدًا فقط لأنني كنت خطيبة البطل.

وبما أن العائلتين اتفقتا على هذا الزواج، لم يكن بالإمكان فسخ الخطوبة، لهذا تم قتلي عمدًا لكي يتمكن القديسة وولي العهد من الزواج.

هذه الخيانة الفظيعة جعلت قلبي يملأ بالكراهية تجاههما. بعد أن كنت قد قبلت الحقيقة وأعدت ترتيب حياتي بسلام، تغيرت كل المشاعر داخلي.

لقد كانوا يومًا محبوبين ومحترمين بالنسبة لي، ولكن الآن، أصبحوا أعداء في عيني. هذه التجربة الصعبة غيرت كل شيء.

في لحظة صادمة ومؤلمة...!!

أدركتُ أن الحب والثقة ليست دائمًا مضمونة في هذا العالم القاسي.

2024/05/23 · 60 مشاهدة · 682 كلمة
نادي الروايات - 2025