_" إذاً، مارأيك الآن؟ أستأتين معي في جولة؟؟"
أحكمت قبضتي وأنا أتمتم:_" رجل مختل" ثم صعدت السيارة...

________________________________________

صعدت السيارة بهدوء مدعية الصلابة، كان هناك رجل آخر يجلس في الخلف، لم ألحظه لأن الزجاج كان عاكساً....

أمرني بتعصيب عيناي بقماشة، ثم قيدني بأصفاد، حاولت أن أحفظ المنعطفات التي نسلكها...وقد حفظت بعضاً منها جيداً....

لم أتوصل إلى أين نحن متجهون، لكنني كنت متيقنة من أمر واحد، وهو أنني قد تعرضت للإختطاف من قبل بعض الحشرات عديمة القيمة.....

كنت خائفة...خائفة كأي فتاة عادية تم إختطافها...لكن ماكان يجعلني مختلفة هوأنني لم أظهر أياً من مشاعري السيئة التي قد إختلطت ببعضها في داخلي...

كنت أحاول إقناعهم بأنني قوية...لا يخيفني شيء، لكن ما آل إليه الأمر هو أنني قد أقنعت نفسي أيضاً بذلك...وذلك جعلني أشعر بالقوة وأتمكن من المضي للأمام، لكن في بعض الأحيان أتعثر وأعود تلك الفتاة الضعيفة مجدداً...

مرت ساعة على الأقل...أو هذا ماظننت، وأخيراً توقفت السيارة....

نزل الرجل بجانبي وسحب ذراعي بخشونة لأنزل منها، وها قد نزلت بشموخ...

مشيت بضع أمتار ثم سمعت صوت فتح الأبواب، صعدت أدراج...

وكأنني أصعد لطابق أول لعمارة ما، أربما هي فيلا بطابقين؟؟ تركني الرجل الذي كان يمسك ذراعي لأسمع صوت طرق على باب ما أمامي...

ثم فتح الباب، سحبني شخص ما إلى داخل الغرفة، ثم خرج وأغلق الباب وراءه....

بدأ قلبي بالخفقان دون توقف بينما أحرك رأسي يميناً وشمالاً كالعمياء، إلى أن سمعت صوتاً، صوت شخص وقف من على كرسيه...

رمى خطواته متجها نحوي، شعرت به وقد إقترب مني كثيرا وكأنه سيلتصق بي...

لم اتزعزع من مكاني لدرجة أني قد أحسست بأنفاسه على وجهي" ماذا تريد" قلتها بينما أرفع رأسي وكأني أنظر إليه....

لمس شعري بيده، ثم أزال العصابة من على عيوني:

" أعتقد أنني قد سألتك سؤالاً؟" قلتها بينما أضرب الأرض بقدمي بنفاذ صبر:

" لاداعي لكل هذه العصبية يا آنسة لوسي، أم يتوجب علي أن أقول لوسي جيلبرت"

حملقت فيه أكثر بعد أن نطق أسمي الكامل:

" من أنت؟؟"

_" أعتقد أنه ليس هناك ضرورة من إخفاء هويتي، إسمي دايمن...و أريد أن أعقد صفقة"

_"وماهي أيها الرجل الغامض؟؟" قلتها مقلدة وجهه بسخرية...

ضيق عينيه وبإبتسامة خبيثة قال" الم تقومي ببعض الأشياء السيئة هذه الأيام؟؟"

_"تكلم مباشرة ماذا تريد"

_" حسناً، لقد قمت بإغضاب المافيا البارحة بعد أن قمت بإهانة إبن رئيسها"

_"وماذا إذاً؟"

_" ما الذي أعتقدت أنه سيحدث بعدها؟؟"

_"ماذا؟" سألته بعدم مبالاة لألاحظ تعبيرات وجهه وقد إستفز من طريقة كلامي معه...

_" سيرغب بالإنتقام" قالها رافعا لحاجبيه...

أجبته بثقة"هو لن يفعل"

_" كيف تكونين متأكدة هكذا؟ هل تعرفينه؟" بدا مندهشاً...

_" ليس من شأنك، أكمل" شعرت بغضبه لوقاحتي، لكنه تماسك وأكمل حديثه:

_" لنفترض أنه لن يفعل، ماذا عن والده؟ هل أتظنين بأنه سيتغاطى عن الأمر ببساطة، سمعة إبنه تمسه أيضاً كما تعلمين"

_" لايهمني"

_" حسناً، لايهمك، ماذا عن رفاقك؟ أنت تجيدين معاملة تلك الجرذان، يبدون مهمين بالنسبة لك"

صمت قليلاً وقد شعرت ببعض الإنزاج...ليكمل حديثة:

_" سأخبرك أمراً، وصلتني معلومات تفيد بأن هذه (المافيا) التي وقفت بوجهها ستبعث رجالاً لإنهاء عصابتك الصغيرة بوقت ليس ببعيد، ولستم نداً لمواجهتهم"

عقدت حاجباي وقلت" بدأت تغضبني حقاً، سأسأل مرة أخيرة، من أنت وما الذي تريده!"

جلس أمامي على طاولة المكتب ليردف" سبق وأخبرتك أريد أن أعقد إتفاق، سأقوم بحماية الجرذان الذين تسمينهم رفاقك وأضمن سلامتهم وعائلاتهم، بشرط واحد"

_" يالفرحتي، وماهو هذا الشرط؟" قلتها بنبرة ساخرة...

_" أريد شرائك" قالها بوجه جدي وقد إزرق وجهي بعد سماع ذلك، (هل هو منحرف أم ماذا!!)

_" ما مشكلتك تكلم بجدية!!" قلتها مدعية الغضب وأنا أحاول جاهداة إخفاء توتري الذي بدى لي ملحوظا...

_" أنا جاد، أريد شرائك للعمل معي، تروقني مهاراتك وأساليبك للحصول على مبتغاك، وأنا أريد شراء هذه الميزات النادرة"

_" ليست نادرة حقاً" أجبته وقد شعرت ببعض الراحة، لكنني كنت أغلي في داخلي (فالتقل ذلك بطريقة واضحة صدمتني أيها اللعين!!)

_" إذا ماقولك؟" رفع حاجبيه ينتظر الإجابة...

_" لا أحب أن أعمل تحت إمرة أحد" أجبته بنبرة غرور وتكبر...

_" لابأس، لديك مهلة حتى المساء لتغيير رأيك" قالها وقد بدا متأكداً من موافقتي عاجلاً أم آجلاً...

_" قلت لك لا أريد! وكما أن أتباعي ليسوا ضعافاً كما تظن أيها المتعجرف!!" رفعت صوتي قليلاً وقد أغضبتني ردات فعله الهادئة...

_" سيتم محو عصابتك الصغيرة بغضون الـ12 الساعة القادمة" قالها وقد وقف من على طاولة المكتب، لم أجبه بل ظللت صامتة أحدق في عينيه ليصرخ منادياً: "حراس!"

دخل رجلان للغرفة:

_" فكا قيودها"

_" لاداعي لذلك حقا، فككتها وتم الأمر" قلتها وقد وضعت القيود على مكتبه بعنف...

لم أعلم ما الذي سيفعلونه بي...إن كانوا سيسجنونني أو يتركوني لأذهب حرة، إن كانوا سيتركوني لأذهب فأنا أريد معرفة المزيد عن هذا الشخص...فهو يعرف الكثير وقد يكون بحوزته ما أبحث عنه....

رفعت يدي بسرعة لأسحب مسدسي إلى أن دفعني الحارس بقوة على طاولة المكتب ووجهي قد إلتصق بها...

وقع مسدسي مني وأنا أتكلم بصوت شبه مكتوم" إبعد يديك عني أيها اللعين!!"

نزل دايمن وحمل مسدسي وبينما يتفقده قال:

_" هيه..نفس النوعية دائماً ماكاروف، إعتقدت أنك إقتنعتِ بشراء نوعية أحدث لكن لا أمل منك حقاً..."

حملقت فيه وصرخت:

_" من تكون!! وما الذي تعرفه عني؟ٍ!"

إبتسم وأشار للحارس بحاجبه ليفلتني، وقفت أنظر وقد إحمر نصف وجهي أثر إلتصاقه القوي مع المكتب، وإقترب مني دايمن وسلمني مسدسي ومعه ورقة..."جميل....خذي هذه الورقة، رقمي مدون عليها، إن غيرت رأيك إتصلي بي"

_" لا أحتاجها" قلتها ودفعت يده بعيداً...

رمقت الحارس بنظرة حقد، لم يبالي وأعطاني عصابة العيون لأضعها من جديد، وقد فعلت....

لم أستخدم مسدسي لأني علمت أن دايمن قد أفرغه من الرصاص تماماً، إنطلقنا بالسيارة مسرعين، وبعد مدة:

_" وصلنا، بإمكانك إزالة العصابة من على عينك"

أزلتها ونزلت، تأكدت من مكاني، لاشك، لقد أعادني للمنطقة التي خطفت فيها، حسناً، ماذا الآن؟؟ بدأت الشمس تغيب بالفعل...

ياللهول نسيت لوازم البيت!! سيقتلني آلبرت! أ..أين الورقة؟؟؟ هووووه هاهي، خشيت أن أفقدها، اممم لنرى...لحوم...خضار...

..لما...

لما قدماي ترتعشان هكذا...هل كنت خائفة منه حقاً؟؟ أم أنني خائفة عليهم هم؟؟....

إعتقدت أنني قد أصبحت قوية....لكن يبدوا أنني لم أتغير تماماً، على الأقل نجحت بإقناع الجميع بأني كذلك، قوية، لاتهاب أحداً،يعتمد عليها,كل مابقي هو إقناع نفسي بذلك...

"لما كل هذه الكآبة؟! اليوم تعرضت لإختطاف ولم أصب بخدش الا تعتبر هذه معجزة؟؟" قلتها بصوت عالِ وأنا شاردة أنتقي الخضار، لأتفاجأ بالناس حولي ينظرون إلي بدهشة، شعرت بالإحراج الشديد وذهبت إلى مكان آخر بتوتر...

أمسكت علبة عصير وأنا أفكر (كان ذلك الدايمن لبق جداً... قال بأنه يحتاج مهاراتي...إذاً هو يعلم كل شيء عني، وربما يعلم عن مقتل عائلتي...)

"أعتقد أنه يخفي سراً كبيراً وراء تلك الإبتسامة اللعينة!!" صرخت مجدداً وقد علمت بأنني لم أصرخ داخل رأسي بل في العلن...

أسرعت لمكان الدفع وقد إشتريت كل مايلزم تقريباً، وبينما الموظفة تقوم بعملها عدت أفكر...

(تباً لقد قام اللعين بإفراغ مسدسي...أنا لا أملك أي حظ هذه الأيام!)

سمعت شخصان خلفي يتناقشان:

_" بربك ألن تغير عادتك؟؟"

سأله الثاني متسائلاً"ماذا تقصد؟"

_"أقصد شرائك لهذه النوعية الرخيصة من الجبن...بما أنك ستشتري عاجلاً أم آجلاً فالتشتري شيئاً غالياً ولذيذاً أيها البخيل" قالها بطريقة إستفزازية جداً...

_" دعني وشأني! أنا أحب هذا النوع من الجبن ليس لأنه رخيص بل به مذاق بعجبني!" قالها الثاني وقد تضايق من كلام رفيقه..

_"على رسلك ياصاح أنا أمزح معك فقط" إبتسم وقد بدا أنه قد نال مبتغاه وهو إستفزازه...

وأنا بقيت محمقلة فيهما أفكر، شردت والموظفة تكلمني...لم أعد أسمع شيء....كل أصواتهم مشوشة...وقد دخلت لأقصى وضعية تركيز على الأطلاق...

ثم عدت لرشدي مجددا وقد إكتشفت شيئاً لم أتمكن من تصديقه" مستحيل!!!" قلتها بصوت عالي لصمت الجميع مجدداً وهم ينظرون...لكنني لم أبالي لهم وأمسكت أكياس مشترياتي وخرجت على عجل...

______________

بمكان آخر....

_ميشيل_

بعد أن أنهيت عملي إتجهت لمكتب والدي اللعين، حين أخبرني الحارس أنه قد قام بإستدعائي، طرقت الباب:

_" أدخل"

_" مساء الخير أيها الرئيس" قلتها مخفضاً رأسي وقد إستقبلني بنظرات باردة كالعادة:

_" ميشيل، بني كيف حالك؟" قالها بإبتسامته المزيفة...

_" بخير...." أجبته وأنا أنظر للأرض أفكر(هه يسأل عن أحوالي...الأمر لايبشر بخير أبداً!!)

_" جيد، أخبرني إذاً، ماذا كنت تفعل خلال الأيام الماضية أنت وتلك العفونة التي تسميها عصابة؟" قالها وهو يصطك على أسنانه...

_" أتقصد ماحدث البارحة؟" قلتها بهدوء وقد رفعت رأي أنظر في عينيه ليقلب مكتبه فجأة جاعلاً المكان في فوضى عارمة....

_" يا إبن ال*** خسرت في نزال..وضد فتاة أيضاً!! أتعلم ما الذي يتكلم عنه الناس!! لقد قمت بإهانتي وإهانة إسمي أيها المسخ!!!" صرخ معاتباً وهو يركل الأشياء يميناً وشمالاً بغضب جنوني...أما أنا، فصمت ولم أنطق بحرف...

_" لن ينفعك صمتك!!" ثم تغيرت ملامح وجهه إلى باردة ليتبع " على كل حال، ستذهب غداً بالساعة4 مساءً لتنهي الأمر كالمعتاد"

_" لم أفهم"

_" أنا أقول، أنك ستذهب غداً أنت وبعض من رجالي لتقوم بمحو تلك القذارة من الوجود"

_" الا يمكنك إرسال رجالك وحسب، لا أشعر برغبة بالذهاب سيكون الأمر مملاً" قلتها مدعياً الكسل، وأنا أحاول جاهداً أن لا أثير غضبه...

_" لا، يتعين أن تكون أنت من يذهب لمحوهم، وإلا لن تتمكن من إستعادة سمعتي وإغلاق افواه الخنازير الذين يتكلمون خلفي"

_"...أنا لا أريد فعل ذلـ-

قاطعني بنظرة مرعبة وتعلو وجهه إبتسامته المعتادة:

_" ميشيل إبني الحبيب، كلمة أخرى وسأشق عنقك وعنق رجالك كما فعلت مع والدتك تماما، إذا؟ أستفعل ذلك من اجلي؟ً"

_" حاضر أيها الرئيس"

_" لاتترك أي فرد منهم إبتداءً من زعيمتهم"

_" ....أيها الرئيس، إنها مجرد فتا-

لكمني لكمة قوية أفقدتني الشعور بفكي السفلي، أمسكت فمي بيدي مخفضاً رأسي بألم، أعطاني ملف به معلومات عنهم ثم خرجت...

وجدت صديقي مارك ينتظرني خارج الغرفة، وقف وقد بدت عليه ملامح قلق:

_" هل أنت بخير...أنت تنزف"

_" آه، هذا لاشيء...الم نكن سنذهب للمطعم؟"

_" أنظر لحالتك أستتمكن من الأكل هكذا؟؟"

_" إن لم أستطع الأكل سأحطم فم صاحب المطعم كي لايتمكن من الأكل هو الآخر....هيا أنت ستقود"

إبتسم مارك ثم خرجنا....

جلست في السيارة أفكر بينما أنظر من النافذة بشرود..(أعتقد أنني لا أريد قتل أحداً بعد الآن...خصوصاً تلك الفتاة بملامحها الطفولية...بمهاراتها تلك...هي لا تستحق الموت بهذه البساطة!)

يتبع...

سؤال البارت:

هل سيقوم ميشيل بتنفيذ أمر والده ويقتل لوسي ومن معها؟ أم أنه سيعصي أمره من أجلها ويعتبر خائناً؟؟

توقعاتكم؟؟

آرائكم؟؟

تنويه: إن أزعجكم أي خطأ أو فكرة في أي بارت سأكون سعيدة بتدوينكم لها في خانة التعليقات كـ "ملاحظة" لي وشكراً

شكراً على القراءة~أنرتم🌹

2019/09/01 · 579 مشاهدة · 1591 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024