17 - أحداث من الماضي(الجزء1)

مين يلي فوق بالصورة ياترى؟؟ نهاية الفصل تعرفوا 😏

______________________________

قفزت لوسي إلى داخل السفينة بكل رشاقة...وهي لاتعلم ما الذي ينتظرها في الداخل...

______________________________

تسللت ببطئ محاولة المرور عبر الحارس دون أن يلاحظها، رمت خطوات قصيرة المدى بهدوء شديد ليفتح حارس آخر الباب أمامهما، رآها وصرخ " هااااي أنتِ! قفي عندك!!"

قفزت وقد ركلته ركلة جعلته يطير، أمسكت ذراع الحارس الثاني وقد خلعتها من مكانها بينما تغلق فمه بيدها الأخرى كي لايصرخ ألماً...

أنهت عليهما وفتحت الباب بهدوء تتفقد المكان وكانت هناك الصدمة...

المكان ممتلئ بالرجال الضخام يرتدون البدل، بطريقة تجعل من المستحيل لأي شخص المرور بينهم دون أن يكشف...

تنهدت وأغلقت الباب مجدداً، أزالت ثياب الحارس ذو الجسم الضئيل ولبستها ثم رمته هو وصديقه في عمق البحر من الشباك بعد أن تأكدت أنه يمكنهما العودة سباحة إلى الميناء...

دخلت إلى الحمام وهي تنظر لنفسها في المرآة تفكر...

(مازلت أبدو فتاة..لما؟ أه أجل إنه شعري...لا أريد قصه حقاً، لكنه لن يتم لي مهمتي!) أمسكت سكينها اليدوي وقصته دون تردد حتى أصبحت أقرب للصبيان من كونها فتاة...

حدقت في نفسها بالمرآة بنوع من الأسى (حقاً..أبدو كفتى، أتسائل إن كنت سأحصل على حياة عادية يوما ماً..لكنني لن أضيع كل مجهودي هباءً..لم يتم إرغامي على فعل هذا بل كان قراراً إتخذته بنفسي...أجل..لاحياة قبل أخذ ثأري...)

_فلاش باك_

_2014/03/20 مساءً...

إنهارت لوسي بعد فقدانها لعائلتها وقام جايمس بنقلها المستشفى...

إستيقظت وقد وجدته جالس بجانبها يمسك يدها وهو نائم...

حركت يدها ببطئ ليستيقظ وينادي الطبيب بسرعة، ثم أمسك يدها بكلتا يديه وأردف" كيف تشعرين الآن.."

شردت قليلاً...ثم صرخت بإنفعال" جايمس! ماذا حدث..عائلتي...أين هم؟ تم نقلهم للمستشفى أليس كذلك؟!!"

حاولت الوقوف من سريرها لتترنح وتسقط ارضاً...

أسرع جايمس بمساعدتها وإعادتها إلى السرير وهي تقاومه وتنادي على أمها وأختها..إحتضنها وهمس في أذنها بهدوء:

_" لوسي...إن عائلتك قد رحلت للأبد، أنا آسف من أجلك..."

توقفت لوهلة....ثم دفعته بعيداً" كاذب..أنت تكذب!!" قالت وقد وقفت محاولة الخروج من الغرفة بحثاً عن عائلتها إلى أن دخل الطبيب وأمر الممرضة وجايمس أن يعيداها إلى السرير وقام بحقنها بمهدئ...

توقفت لوسي عن الحراك وهي تحدق في فراغ...

أمسك جايمس يدها وجلس بجانبها وهو يحدثها أن كل شيء سيكون بخير...لكنها لم تكن تستمع له بل كانت غارقة في التفكير...والشيء الوحيد الذي خطر ببالها أنها لم تكن كذلك..

(لم تكن تلك حادثة..بل كانت جريمة قتل متعمدة!!)

خرج الطبيب وظلت هي وجايمس لوحدهما..وقررت أخيراً التحدث بعد نصف ساعة من الصمت، سألت بغصة:

_ " جايمس..ما الذي تظن أنه حدث حقاً؟"

نظر إليها وتنفس الصعداء..ثم أجاب:

_ " قالت الشرطة أنها كانت حادثة..تسرب غاز في الطابق الثاني وقد إنفجر حارقاً جميع الطوابق جاعلاً الهرب من المبنى أمراً مستحيلاً..."

نظرت له لوسي ورفعت حاجبيها تسأل " الشرطة قالت ذلك؟؟"

أومئ جايمس برأسه لتتبع هي بينما تنظر بعيداً " لم تكن كذلك..." سألها جايمس " ماذا تقصدين؟؟"

أتبعت لوسي " لم تكن حادثة...بل جريمة قتل، أقسم أنني سمعت ذلك بأذناي...قال شخص لرجال الشرطة بأنه رأى شخصاً يحمل برميل بنزين..مازال يتردد صوته داخل رأسي جايمس !! "

إتسعت عيناه ليسأل بتعجب " ماذا عن الشرطة؟ قيل أنه ان إنفجار غاز وليس بنزين ! "

مسحت لوسي وجهها بيديها وأردفت " أجل...لا أدري حقاً جايمس..لا أدري" عم الصمت الأجواء لتكسره لوسي بطلب:

_ " جايمس..هل لي بكأس ماء؟" أومئ جايمس برأسه وخرج مسرعاً، ملئ لها كأس ماء بارد وأحضر بعض الطعام وعاد للغرفة...ليجدها خالية...إختفت لوسي!!

قلب المشفى رأساً على عقب وهو يبحث عنها...

كانت لوسي قد تسللت للخارج بعد أن غيرت ثياب المشفى بثياب تعود لإحدى المرضى هناك، علمت أن جايمس لم يصدق ماقالته بل كان يواسيها فقط...

مشت في الطريق ضائعة...لم يعد لديها مكان تعود إليه...

أول مكان قصدته كان مكان الحادثة، وقد دقت الباب واحداً تلو الآخر تبحث عن ذلك الرجل الذي أبلغ الشرطة أنها جريمة قتل، ويالصدفة..ذلك الرجل كان قريب جارتها روز...

إلتقت لوسي بالجارة وقد دعتها لدخول بيتها لكن لوسي رفضت...

سألتها عن ذلك الرجل بعد أن أعطتها مواصفاته ليفاجأها رد روز" أه تقصدين السيد كروفت بالطبع لقد غادر البلد ليلة البارحة فجأة قائلاً أنه حصل على فرصة عمل عظيمة هناك..لما تسألين عنه؟"

إتسعت عينا لوسي وقد غادرت دون أن تجيب الجارة بشيء...

ركضت دون توقف ودون تفكير، كادت أن تصدمها شاحنة وسط الطريق لكنها لم تبالِ ولم تركز...

ثم رأت مركز الشرطة على يسارها، مشت نحوه ودخلت...

تكلمت مع شرطي كان واقف هناك وأخبرته أنها من العائلة التي توفيت البارحة في حادثة...

" أه حادثة الغاز المتسرب..إذهبي للداخل ستجدين مكتب..تكلمي معهم" وذهب مع رفيقه، دخلت المكتب كما أخبرها وجلست ثم قصت ماحدث لرجل في متوسط العمر...

ليفاجأها رده" لم يخبرنا أحد عن ذلك..وكما أن ملفات الحادثة موجودة على أنها حادثة غاز، أنا عن نفسي تفحصت المكان هناك وكانت مجرد حادثة"

لم تصدق لوسي ماسمعته...لكنها أرادت التأكد أكثر لذا سألت:

_" أريد التكلم مع أنتوني إذا أمكن..." ليرفع حاجبيه ويسأل" وما الذي تريدينه من السيد أنتوني؟؟"

تلبكت لوسي قليلاً لكنها أخبرته بهدوء" أخبرتني والدته قبل أيام أن أسلمه شيئاً لكنني نسيت فعل ذلك..."

هز رأسه بأنه تفهم، لكنه فاجأها بإجابة واحدة:

" لقد توفي أنتوني في حادث سير ليلة البارحة هو وصديقه..كانوا يقودون وهم ثملون...إلى أن علقت سيارتهم في السكة وسحقوا تحت القطار"

صعقت لوسي مما قال...شكرته وحملت نفسها وخرجت والصدمة بادية على وجهها...وأول مافكرت فيه كان:

(ماالذي يحدث هنا؟ ! يبدو الأمر وكأن العالم كله يحبك مؤامرة خلف ظهري...هذامستحيل..لايمكن حدوث كل هذه الصدف في أن واحد !! )

كان أنتوني جارها في الحي المجاور وقد كانا يعرفان بعضهما منذ الطفولة لكنهما ليسا قريبان جداً من بعض...وكان هو ذلك الشرطي الذي أخبره السيد كروفت عما رآه...وجميعهم إختفوا فجأة وفي ليلة واحدة!

إتكئت لوسي على الحائط لدقائق وهي تضم ركبتيها لصدرها وبكت بحرقة وألم...إلتفت الناس حولها وهم يسألونها عما حدث لها... لكنها فقط كانت تصرخ بألم تتمنى فقط أن تخرج من هذا الجحيم...أحست بأنها فقدت كل شي.. فمن أين ستبدأ؟؟

أتى جايمس مهرولاً نحوها وهو يكلمها لكنها لم تكن تسمع شيئاً فقط ضوضاء غير واضحة...ثم شعرت بدوار...

حملها جايمس ومشى..بدى الأمر وكأنه تصوير بطيئ لإحدى الأفلام..تشوشت الصورة..ثم أغمي عليها...

أوقف سيارة أجرة وأعادها للمشفى وأخبره الطبيب أنها تحتاج قسطاً من الراحة فقط...

إستيقظت ليلاً...ولم تتمكن من النوم..فقط تفكر في ماستفعله..أو لأكون أدق، فيما يجب أن تفعله...

ليست لوسي تلك الفتاة التي لا تترك شخصاً مسها بأذى دون عقاب...لكن كان العكس تماماً بالنسبة لمن يؤذي أحب الناس إلى قلبها...كانت لتمزقه لأشلاء من أجلهم!

إنتهت فترة راحتها في المشفى وقام جايمس بدعوتها للمكوث في منزله ريثما تسوي أمورها لكنها رفضت..

مكثت لمدة أسبوع مع جارتها روز وقد كان جايمس يعرج إلى بيتها كل يوم ليطمئن عليها،كانت تستقبله وكأن شيئاً لم يكن، تبتسم، تضحك، تتكلم، وقد عادت لعملها دون إنقطاع وبدوامين أيضاً...

ثم وفي يوم من الأيام مر جايمس عليهم وكان الوقت مبكراً جداً...وقد خطط أن يأخذ لوسي في نزهة لتغيير الجو فلديها اليوم عطلة...

دق الباب..فتحت روز وعلمت أنه أتى من أجل لوسي..

نادت لوسي فوراً لتستيقظ لكنها لم تجب، دقت باب غرفتها ودخلت...فلم تجدها، بحثت في المنزل جيداً وهي تنادي لكن لايوجد أحد...

أخبرت جايمس أنها ليست في المنزل...

صدم من كلامها ليبعدها ويدخل المنزل على عجل، دخل غرفتها وهو ينادي...

نظر إلى الغرفة نظرة سريعة ليجد ورقة على الطاولة، وقد كتب فيها كالآتي:

*أيتها الخالة روز..شكراً جزيلاً على إستضافتي كل هذا الوقت..آسفة لأنني رحلت فجأة وأعتذر إن كنت قد سببت لكي أي متاعب...أريد أن أطلب منكِ خدمة، أخبري جايمس أنني شاكرة له كثيراً وأنني آسفة لعدم ذهابي معه اليوم كما إتفقنا..لاتقلقي علي لقد سويت أموري وسأكون بخير لوحدي....(من لوسي)*

ضغط جايمس على الورقة بغضب وخرج من الغرفة...

كانت لوسي قد عملت في مطعم السيد توم كعادتها...وقد دخل في المطعم رجل بدى سيئاً شكلاً وهيئة...

حين أراد تسديد الفاتورة أخبرته أنها قد سددتها مسبقاً، وقد سألته إن كان لديه وقت للحديث معها بشأن موضوع ما...

وقفا أمام باب المطعم تسأله عن وجود مدرب جيد وخبير بالأسلحة...

أخبرها عن شخص يعرفه وهو ماتبحث عنه بالظبط ولم يكن كأي مدرب عادي بل عمل جنرال سابق في الجيش وفي الإستخبارات الأمريكية أيضاً...لكن المعلومة لم تكن مجانية بالطبع...

كان المدرب موجوداً في روسيا، ولم تعتبر لوسي وصولها لروسيا أمراً مستحيلاً، حيث أن سيرها في هدف الإنتقام بدأ للتو...

أخبرت مديرها أنها ستتوقف عن العمل عنده ولم يكن شيئاً غير متوقع بالنسبه له فهو ظن بأنها ستتوقف فور سماعه بموت عائلتها...

أعطاها نقود تعادل عملها عنده لمدة أربعة أشهر وقد فوجئت بذلك...

لم ترد لوسي قبولها في البداية لكنها لم تكن في وضع يسمح لها بالرفض...

ذهبت للبنك وسحبت كل النقود هناك حيث أن والدتها كانت تضع كل قرش عملت من أجله لجمع المال الكافي وتسديد ديون زوجها الهارب...لكنه لم يكن بالمبلغ الكبير...

فور خروجها من البنك فوجئت بوجود رجال ينتظرون خروجها وكانوا هم أصحاب الديون...هناك إتخذت لوسي قرارها بمغادرة البلد...

رغم خوفها منهم حاولت لفت إنتباههم بشيء أخر وفرت هاربة وهم يلاحقونها، إلى أن ركبت القطار السريع وأغلقت الأبواب وقد نجت منهم بأعجوبة...

بعد يوم من مكوثها في إحدى الفنادق سافرت لروسيا قاصدة عنوان ذلك المدرب، مر أسبوع من المعاناة وأخيراً وصلت إلى منزله، كان منزله يقع وسط مزرعة وكان البيت ريفياً وهادئاً...

طرقت الباب بكل عزم وقد كانت تحاول إخفاء توترها...

فتح الباب شخص بدى في منتصف العمر...وقد كان عريضاً طويل القامة يمتلك نظرة مخيفة نوعاً ما...

شردت لوسي قليلاً وقد هربت الكلمات من فمها...

وقفت بإعتدال وقالت " مرحباً سيد جاكوب، لقد قصدت منزلك كي تقوم بتدريبي..." نظر إليها لثوانِ بإنزعاج ليردف وهو يغلق الباب:

"فالتعودي لمنزلك فأنا لم أعد أقوم بهذا العمل، وحتى وإن مازلت فلا أظن أن طفلة مثلك ستتحمل البقاء هنا أكثر من ساعتين"

أمسكت لوسي الباب بقدمها قبل أن يغلقه وإبتسمت بتحدٍ قائلة:

_" جربني..." وقف قليلاً ينظر إليها ويفكر، ثم ترك الباب ومشى داخل المنزل لتدخل هي الأخرى ورائه وتغلق الباب...

يتبع...

الشخصية هي لوسي بعد ماقصت شعرها داخل السفينة...حبيتوها شي؟ وهل طلعت متل ماتخيلتوها؟؟😍

شكراً على القراءة...أنرتم🌹 ❤️

2019/09/08 · 507 مشاهدة · 1543 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024