18 - أحداث من الماضي(الجزء2)

وقفت بإعتدال وقالت" مرحباً سيد جاكوب، لقد قصدت منزلك كي تقوم بتدريبي..." نظر إليها لثوانِ بإنزعاج ليردف وهو يغلق الباب:

"فالتعودي لمنزلك فأنا لم أعد أقوم بهذا العمل، وحتى وإن مازلت فلا أظن أن طفلة مثلك ستتحمل البقاء هنا أكثر من ساعتين"

أمسكت لوسي الباب بقدمها قبل أن يغلقه وإبتسمت بتحدٍ قائلة:

_" جربني..." وقف قليلاً ينظر إليها ويفكر، ثم ترك الباب ومشى داخل المنزل لتدخل هي الأخرى ورائه وتغلق الباب...

_________________________________

دخل المطبخ وجلس على الطاولة يتناول غداءه بينما بقيت لوسي تنظر له، أشار بيده لتجلس أمامه وقد فعلت...

صمتت قليلاً ثم قالت " لقد قدمت من أمريكا إلى هنا فقط لأجدك..أخبرني أحد الأشخاص أنك مدرب محترف، دربني رجاءً ! "

تابع أكله حتى أنهى الصحن، وقف ليغسله مديراً ظهره لها وهو يقول " هذا لم يكن ليكون بالمجان"

صمتت لوسي وحين أرادت التحدث قاطعها " يبدو أنكِ عانيت الكثير للوصول إلى هنا...،لكنني لم أعد أقوم بهذا العمل كما أخبرتك ! " كانت نبرته صارمة...تجمت بعض الدموع في عيون لوسي وهي تشعر بغصة...

ثم أتبع كلامه " لكنكِ ستكونين إستثناء...سأدربك بشرط أن تتولي أمور المنزل..أي أنكِ ستكونين المسؤولة عنه، ولتنسي أمر الدفع أيضا"

أدار رأسه بإتجاهها وهو يسألها " موافقة؟" قالها رافعاً حاجبيه..

مسحت لوسي دموعها بفرح وقد شهقت بصوت شبه مسموع تومئ له بالموافقة، ليتبع " وستتولين رعاية كاندي"

نظرت له لوسي بإستغراب تردد " كاندي؟؟"

أجاب " إنه كلبي العزيز" قالها وقد إرتسمت إبتسامة خفيفة على وجهه، ليتبع بصرامة " والآن قفي وأنهي هذا الغسيل ! "

وقفت لوسي وهي ترتجف من نبرة صوته العالية وسارعت بتنظيف المطبخ، كانت لوسي تفكر في الكلب وقد إعتقدت أنه جرو صغير أليف...

خرجت للمزرعة بعد إنتهائها وقد عرفها جاكوب على المكان، رأت بيت الكلب وكان بيتاً كبيراً, مشت حاملة طعامه وإبتسامة سعادة تشق وجهها...فور وضعها له أتى راكضاً من بعيد ينبح، قفزت لوسي كالقطة حين يرتفع ريشها للأعلى من شدة خوفها، وقد ظنته دباً أسوداً وليس كلباً...

سقطت لوسي أرضاً ولم تتمكن من الحراك وهاهو الكلب المتوحش قد وصل إليها، فور رؤيته لها واضعة الصحن بدأ بلعق خدها وهي تبعده تارة تضحك وتارة تخاف منه إلى أن ركضت داخل المنزل وأغلقته بطريقة مضحكة...

ناداها جاكوب فذهبت عنده، كان واقفاً ينتظرها خلف ظهر المنزل...حين وصلت أجبرها على حمل حقيبة أغراض ثقيلة وظلا يمشيان وسط الغابة إلى أن شعرت لوسي أنها ستسقط أرضاً من شدة الإرهاق وقد سقطت بالفعل، نظر لها بسخرية وأردف " هه علمت أنكِ مجرد طفلة في النهاية"

لتقف ببطئ كالزومبي بشعرها الذي إمتلئ طيناً أثر سقوطها...

إتسعت عينا جاكوب مندهشاً مما رآه فهو لم يتوقع وقوفها مجدداً أبداً، لكنه إدعى عدم المبالاة...

تابعت سيرها وهي ترنح يميناً وشمالاً ولازالت تحمل تلك الحقيبة الثقيلة...

إلى أن وصلا إلى ساحة وسط الغابة خالية من الأشجار، كان يوجد فيها طاولة ومكان للتدريب على التصويب وكل مايحتاجه المدربون لتدريب عملائهم...

أمرها بوضع الحقيبة أرضاً وهناك بدأت تدريبها..

مئة ضغطة كبداية..، رفع أثقال مئة مرة، والعديد من الأشياء الأخرى...

ذهب تاركاً إياها وأمرها أن لاتعود للمنزل إلا بعد أن تنهي تدريباتها ويجب أن تعيد معها الأثقال إلى المنزل...مع أنها لاتعرف طريق العودة أساساً!!

أخبرها بأنه لايمكنها الغش في التدريب فهو يملك كاميرة مراقبة في تلك الساحة...

صعب جاكوب الأمور عليها ليرى مدى رغبتها بأن تصبح أقوى وقد فوجئ بإصرارها وعزيمتها المذهلة...

كان الأمر مستحيلاً على فتاة وفي يومها الأول القيام بكل تلك التدريبات لكنها لم تستسلم، لم تنته من كل ذلك سوى في الغد صباحا، وقد خارت قواها تماماً بسبب الجوع...

ترك لها نصف قنينة ماء لتشربها وقد أنهتها في أول عشرين ضغطة...

بعد إنتهائها حملت الأغراض ومشت بتعب تبحث عن المنزل وقد تاهت في الغابة...

عادت إليه أخيراً بعد حلول الظلام، دخلت وقد كان جاكوب نائماً...

شتمته في نفسها على ما فعله لها وقد كانت كل عضلة في جسمها تشتمه هي الأخرى...

جرت لوسي قدميها للمطبخ بألم وقد ترك لها فوق الطاولة صينية طعام بدت شهية...

جلست لوسي واللعاب يسيل من فمها لتهجم على الطعام كالأسد الجائع بينما تشكره في قلبها تارة وتشتمه تارة أخرى، كان جاكوب السبب الأكبر في تغيير لوسي مئة وثمانون درجة، حيث تعلمت منه اللامبالاة، الشتم والعصبية، طريقة معاملتها مع الناس...كلها قد إنتسخت منه دون أن تعي ذلك...

مرت الأيام وقد ظبط جاكوب روتين تدريبي طبيعي لها...

بعد أربعة أشهر أصبحت لوسي تجيد الفنون الأساسية وظل جاكوب يتركها لحراسة المنزل في غيابه بينما يترك لها جدول التدريب الأسبوعي فقد كان يغادر للعمل لأيام وأحياناً لأسابيع...

ذات يوم قبل أن يحل الظلام بساعة سمعت طرق على الباب وقد غطى حجم الطارق زجاج الباب بأكمله، لكن وفور سماع لوسي الطرق علمت أنه لم يكن جاكوب فهو يمتلك طريقة مميزة في الطرق...

فتحت لوسي الباب بهدوء وهي في أتم الإستعداد، سألها الرجل طويل القامة " مرحباً يا آنسة...من تكونين؟؟"

نظرت له بشك وقالت بنبرة صارمة " الا يجب أن تعرف بنفسك أولاً أيها اللعين!!" رفع حاجبيه بصدمة ثم ضحك وقال" أعذريني، إسمي آندريه وأنا إبن السيد جاكوب..."

صدمت لوسي مما قال لكنها لم تصدقه بالكامل لذا طلبت دليلاً منه، إبتسم وأردف بهدوء " ماذا إن قلت أنني لا أملك أي دليل؟"

حدقت فيه بصمت لتقول بنبرة جدية بينما تغلق الباب:

" إذاً يجب عليك أن تعود أدراجك أيها الطفل، فلا يمكن لأمثالك تحمل مثل هذا المكان أكثر من ساعتين"

أمسك الباب برجله الطويلة تلك وبينما يبتسم قال:

" المشكلة هي أن هذا المكان منزلي وأعرف جيداً كيف أحتمله"

فتحت الباب بسرعة ليختل توازنه ثم ركلته في بطنه بقوة لكنه لم يصب بخدش بل أمسك قدمها بيد واحدة وطرحها أرضاً بقوة...

تشقلبت وضربته بقدمها الأخرى في وجهه ووقفت مجددا في وضع الملاكمة لتهدده " فالتعد أدراجك إن كنت لاتريد الإصابة بأذى ! "

رفع حاجبيه ليسأل " حقاً؟ وكيف سيحدث ذلك؟"

إنطلقت لوسي نحوه بغضب موجهة قبضتها لوجهه ليمسكها بكل خفة ولوى كلتا يديها خلف ظهرها وهمس في أذنها:

" أكره إيذاء الفتيات عادةً..لكنكِ أجبرتني على هذا فلا تلومي إلا نفسك" كان ينظر إليها نظرة شيطان بينما يلوي ذراعها ببطئ مستمتعاً بألمها وقد أوشك على كسرها وهي تصرخ ألماً منادية " كاندي~"

ليدخل الكلب بسرعة وحين كان سينقض على آندريه...

يتبع...

مبين مين يلي بالصورة فوق صح؟ يب يب هاد جاكوب مدرب لوسي...بس بنيتو العضلية اضخم وأقوى بكتير!! عجبكم شي؟ ^_^

شكرا على القراءة..أنرتم🌹💜

2019/09/09 · 569 مشاهدة · 982 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024