فتح الباب ودخل ثم دخلت لوسي وراءه بهدوء... لتصدم لوسي مما رأته، كان مارك جالساً متكئً على الأريكة وبجانبه يجلس...ميشيل!!

تراجعت لوسي خطوة للوراء بتوتر خوفاً من أن يتعرف عليها، وقد نسيت تماماً بأنها متنكرة في هيئة فتى...

ويالسوء حظها، كان ميشيل في مزاج معكر...رمق الحارس نظرة غضب ووقف بهدوء والعروق قد إرتسمت على رقبته من شدة الغضب...

مشى متجها نحو الحارس وقد علم الحارس أنها نهايته، قام بخنقه وهو يرفعه للأعلى والحارس يقاوم ويحرك رجليه محاولاً الإفلات من بين يديه...

ضيق عينيه وهمس " كيف تجرؤ على دخول الغرفة دون طرق الباب!!"

تكلم مارك خلفه وهو يقرأ " دعك منه لاينبغي أن تزعج نفسك لأجل قمامة..."

أنزله ميشيل ببطئ وترك رقبته، إنحنى الحارس وهو يسعل ويعتذر، نظر إليه ميشيل لوهلة ثم قال ببرودة " غيرت رأيي...فالتمت" كسر له رقبته في أقل من ثانية ليسقط أرضاً...

قفزت لوسي مكانها دون أن تشعر وهي تنظر بذهول من منظر الجثة بجانبها، نفض ميشيل يديه بغضب ليردف مارك خلفه:

" بجدية أقتلته هنا ! " نظر له ميشيل وقال بعدم مبالاة " هذا الأحمق كان يتجسس عليك ليلة البارحة..سعيد أنه أتى إلي قبل أن أنسى وجهه" رفع مارك حاجبيه ينظر إليه، ثم عاد ينظر للكتاب بعدم مبالاة...

نظر ميشيل للجثة بإشمئزاز ثم رفع نظره لتقع عيناه على لوسي وإلتقت أعينهما، شعرت لوسي بنوعِ من الخوف في تلك اللحظة...

ضيق عينيه ينظر إليها بشرود يفكر ويفكر...

(أين رأيت هذا الوجه من قبل؟..هل يعقل أنه...)

إقترب منها بينما هي تتراجع ببطئ بطريقة مشبوهة دون وعي منها وهي تفكر وتفكر...

(أرجوك لاتتعرف علي ! لاتتعرف علي ! لاااااتتعرف علييي !!! )

بعد لحظات من الصمت سألها بفضول " ما إسمك؟؟" بلعت لوسي ريقها وقد هربت كل الكلمات من فمها...

(إسمي؟؟ فكري في إسم إسم..الا يوجد لديك واحد إضافي! كيف لم أفكر في إسم مستعار!!!..)

أجابت بتوتر " أممم لوكا..أجل لوكا ذاك هو إسمي" كان ذلك إسماً قد قرأته في إحدى الجرائد وهو إسم روسي...

هز رأسه بإيجاب ثم أتبع يسأل " امم...هل لديك أخت تؤأم..تجيد الفنون القتالية؟؟"

أرخت لوسي عضلاتها وجهها وقالت بدون شعور " ها؟؟"

سألها مجددا لتجيب بإبتسامة معوجة " أههه أجل لدي أخت تؤأم..كيف عرفت؟؟"

إبتسم بنصر وأردف بصوت خافت " علمت ذلك!" نظر إليها وأتبع " أنت جديد هنا؟؟"

أومأت لوسي برأسها ليردف " فالتنظف آثار هذه الجثة إذاً"

أومأت لوسي بإيجاب لتسحب الجثة وقد إرتسمت على وجهها ملامح باردة تنظر في فراغ...

نظر إليها مارك نظرة سريعة ليبتسم إبتسامة شيطانية وعاد يقرأ الكتاب مجدداً...

سلمت الجثة لإحدى الحراس ليتكفل بها ومشت داخل السفينة تتفحصها، ولم يفارق تفكيرها ذلك المشهد المريع الذي رأته...

(اللعين، لقد فعلها حقاً ودون أن يرمش له جفن..أخطأت بالحكم عليه...إنه مجرد شيطان لعين آخر!! على كلِ، يجب علي تجنب دخول غرفته قدر الإمكان لا أريد مشاكل فوق رأسي..)

إتصلت بدايمن وقصت له كل ماجرى، ليتكلم بإنفعال:

_" كم أنتي خرقاء لما صعدتِ السفينة أتريدين الموت إلى هذه الدرجة !! " أجابت بسخرية " وكأنك تهتم ! " تنفس الصعداء وبقلق أتبع:

_" الشخص الذي قتل كان جاسوساً مثلك، وقد قطع الإتصال معي فجأة وفهمت مباشرة أن أمره قد إنتهى...إسمعيني جيداً، ميشيل هو إبن زعيم المافيا الكبرى، لذا إياك ثم إياك وإغضابه أو الإقتراب منه...أما مارك فهو معروف بذكائه الحاد يمكنه أن يكشفك في أية لحظة..فالتبقي يقظة.."

لم ينه كلامه حتى قطعت الإتصال لأنها قد سمعت خطوات بالممر تتجه نحوها، إلى أن ظهر حارس وهو يقول:

_" الفتى المستجد؟" أومأت بإيجاب ليتبع " تعال معي سأعرفك بعملك الجديد"

لحقته لوسي إلى أن وصلا إلى غرفة ميشيل..إتسعت عيناها تسأله بإنفعال " أاا...المعذرة، أليست هذه غرفة السيد ميشيل؟؟" أجاب بنعم وقبل أن تكمل أسألتها دق الغرفة ودخل...

قال الحارس وهو يكلم ميشيل " لقد أحضرته كما طلبت سيدي"

ليردف ميشيل " أدخله"

أشار الحارس لها بالدخول وقد فعلت، رمت خطوات قصيرة المدى ووقفت تنظر لميشيل تارة وللحارس تارة أخرى محاولة فهم مايجري...

ناداها ميشيل بحدة " أنت ! " أجابته بإنفعال " نعم سيدي!"

أغلق الحارس الباب وغادر " ستعمل من الآن فصاعداً تحت خدمتي..مفهوم؟؟" قال ميشيل ينظر للوسي بجمود وقد شدد على كلمته الأخيرة...

صدمت لوسي من قوله لتجيب بإنفعال مرة أخرى" ماذا!!!"

هز رأسه يقلد كلامها بسخرية" ماتتذا؟ إن لم يعجبك عملك يمكنك القفز من السفينة قبل أن آمرهم بسلخ جلدك! كما أنني وكلت لك أسهل مهمة فالتكن شاكراً أيها اللعين!!"

عدلت لوسي وضعيتها وهي تقول " سامحني على وقاحتي سيدي لقد إندهشت فقط من ذلك..أعني...إنه لشرف عظيم لي أن أعمل تحت إمرتك..."

إبتسم ميشيل وهو يتمتم " هيه~...ليس سيئاً"

سألته لوسي " هل تريد شيئاً آخر سيدي؟" نظر إليها وقال:

_" لاشيء حالياً...أريدك أن تتوقف عن مناداتي سيدي سيدي، أسمي ميشيل ميشييييل هل فهمت؟؟" أومأت بإيجاب وقبل أن تغادر سألها مجدداً " أخبرني ماكان إسمك؟؟" نظرت إليه بطرف عينها لتجيب " لوكا..." هز رأسه وأشار لها بالإنصراف لتخرج هي على عجل...

مشت في الممرات وهي تشتم نفسها على طريقة كلامها الذليلة معه...

( إنه لشلف عذيم لي أن أعمل تهت إملتك...ماهذا الهراء الذي قلته!! اللعنة بدلاً من الإبتعاد عنه إزددت قرابة منه مامشكلته؟! لحسن حظي أنه أحمق وظن بأنني أخ للوسي ياله من أخرق..غبي لعين...)

إبتسمت لوسي تفكر بغباءه العجيب، إلى أن إصطدم كتفها بكتف حارس ضخم يمشي برفقة رجلين وقد بدى عدوانياً جداً...

إستدار وصرخ في وجهها " كيف تجرؤ !! "

نظرت له بطرف عينها وتابعت سيرها دون أن تكترث ليحاصرها رفاقه وهم يمنعونها من المرور...

تكلمت بنبرة تهديد دون أن تنظر إليهم " سأقولها مرة واحدة...إبتعدوا عن طريقي..."

ضحك أحدهم بسخرية ليردف " وإلا ماذا ياقصير القامة؟"

رمقته بنظرة سخط قد أشعرته بنوع من الخوف..لكنه شتمها وحاول ضربها، تجاوزته وقبل أن تلكمه لكمة تهشم بها عظام وجهه صرخ شخص خلفها " ما الذي يجري هنا ! "

توقفت مكانها وقد علمت أن صاحب الصوت كان ميشيل...

عدل الحراس وضعيتهم وإنحنوا له وهم صامتون والخوف بادِ على وجوههم، ليقترب ويسألها " ما الذي يجري هنا لوكا؟؟؟"

حدقت في عينيه وقلت " حدث سوء فهم فقط سألتهم عن الممرات وأرادوا أخذي بجولة حول المكان..."

نظر لها بشك وقد علم أنها كانت تكذب، لكنه تجاهل الأمر ومشى في طريقه...

مشت هي الأخرى في الطريق المعاكس تتفقد السفينة بينما الحراس يرمقونها بنظرات إستغراب، لم تكترث لهم وتابعت سيرها وهي تفكر...

(فقط لو أنه لم يأتي في تلك اللحظة بالذات، لقد أنقذهم من بين يدي حقاً..يجب أن يكونوا شاكرين...)

كان يمكن للوسي أن تقول الحقيقة لكنها لم ترد أن تراق دماء على عاتقها فهي تعلم جيداً أنه عصبي وكان سيقتلهم دون تردد...

لم يملك ميشيل أي شيء عزيز حياته سوى صديقه المقرب مارك، وكان يعتبر الباقي مجرد حشرات عديمة القيمة وأنه هو المتحكم في حياتهم..إن كانوا سيعيشون أو سيموتون كله منوط بمزاجه، وهذا أنبت الغرور والتكبر فيه منذ الصغر كونهم يخافونه ويخافون سخطه...

دخلت إحدى الغرف ليأتي أحد الحراس ويناديها...

لم ترد عليه في البداية لأنها لم تعتد إسمها الجديد لوكا، ثم إستدارت بسرعة تنظر إليه ليردف " السيد ميشيل يناديك" تأفأفت لوسي داخل رأسها وتبعته إلى غرفة ميشيل...

دقت الباب ودخلت لتجده يدخن سيجارة بينما يقلب قنوات التلفاز مديراً ظهره لها، ليردف بنبرة إنزعاج " لما تأخرت؟"

تنفست لوسي الصعداء وقالت بتململ " لقد تهت في السفينة"

ضحك بتعجب وقال " أها هكذا إذا...من الآن فصاعداً هذه ستنام معي في هذه الغرفة...ذلك هو سريرك هناك" وأشار بيده لسرير جميل تحت النافذة...

قالت بإنفعال " ماذا؟؟؟" نظر إليها رافعاً حاجبيه ينتظر ماستقول لتتبع " اا..أعني لدينا غرفة نوم خاصة بالحراس صحيح؟؟"

قال ببطئ آمراً إياها " وأنا-أريدك-أن-تنام-هنا(يرفع حاجبيه)"

شعرت لوسي أنها أغضبته نوعاً ما لذا إكتفت بالإيماء بإيجاب.. " إبق واقفاً امام الباب قد أحتاجك في شيء ما..فأنا محب للخدمات السريعة" قالها بسخرية وعاد ينظر للتلفاز من جديد...

يتبع...

سؤال البارت:

ما الذي يخطط له ميشيل؟ ولم إبتسم مارك حين رأى لوسي؟؟ تابعوا معنا...

سؤال الكاتبة: بواصل تنزيل الفصول ولا بوقف القصة؟ مشان إزا عجبتكم أواصل وإزا لا بوقف الكتابة..شاركوني رأيكم بالتعليقات❤️😊

شكرا على القراءة..أنرتم🌹

2019/09/11 · 493 مشاهدة · 1245 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024