كان ميشيل قلقاً من أن يقوم الحراس بأذيتها إن بقيت معهم لظنه بأنها مجرد فتى ضئيل ضعيف يحتاج للحماية، وقد شعر ببض الميول نحوها فهو يظنها أخاً للفتاة الوحيدة في التاريخ التي هزمته هزيمة ساحقة...

________________

_في مكان آخر...

دق سام باب منزل كريس المتوفى وهو يحمل خوذة دراجته بذراعه الأيسر، ينتظر من أخت كريس الصغرى فتح الباب..لكن لا أحد يجيب!!

دق مرة أخرى ليفتح الباب زوجان في الخمسينات من عمرهم ومعهم طفل صغير، سأله الرجل عمن يكون..ليجيبه سام بتوتر:

_" أه..عذراً إسمي سام وأنا أبحث عن الطفلة جانيت..من المفترض أنها تسكن هنا" أجابه الرجل وقد بدى شخصاً طيباً:

_" نحن سكان جدد هنا يابني، أما عن الطفلة فقد أتى شاب أشقر وأخذها قائلاً أنه سيعتني بها بعد موت صديقه.."

إتسعت عينا سام وقد علم مباشرةً أن آلبرت كان وراء إختفائها، شكر الرجل وكان سيرحل لولا أن سأله بقلق:

_" هل حدث شيء ما يابني؟ إن كانت هذه حالة إختطاف فيفضل أن نستدعي الشرطة!" إستدار سام ينظر إليه وبهدوء أردف:

_" لا..لا داعي لذلك تذكرت أنه كان عمها...أسف على الإزعاج وداعا" وركب دراجته منطلقاً بسرعة الصاروخ..

كان سام قلقاً أشد القلق على جانيت وأكبر مخاوفه كانت أن يمسها آلبرت بأذى، لكن ماكان يشغل باله أكثر في أين يمكن أن يكونوا..فهو لايعلم أين يقطن آلبرت بعد أن غادر شقة لوسي!!

إتصل بجميع أتباعه الواحد تلو الآخر آمراً إياهم أن يبحثوا عن مسكن آلبرت وهو مازال يبحث بدراجته في جميع الأماكن المحتملة..إلى أن إلتقى بتشارلي وسط الطريق...

نزل سام من دراجته مسرعاً وهو يخطو خطوات عريضة محاولاً اللحاق به وهو يناديه، توقف تشارلي وإستدار ينظر بتعجب بعد أن سمع إسمه، وحين علم أنه سام إستدار وأكمل طريقه متجاهلاً له تماماً ليتبعه سام ويردف" تشارلي أريد التكلم معك إنتظر.."

لم يتوقف تشارلي عن المشي ليلحقه سام بخطوات سريعة ليسبقه ويغلق عليه الطريق، ليقلب تشارلي عينيه ويسأل بإنزعاج:

_" ماذا تريد أنا مستعجل" ليردف سام بجدية" لاتقلق لن آخذ من وقتك، أريد فقط أن ألم أين يمكن أن أجد آلبرت" ليجيبه تشارلي بإنفعال" تعلم أنني لن أخبرك!"

وأراد المضي في طريقه لولا أن مسكه سام من ذراعه بخشونة وصرخ في وجهه بنفاذ صبر" أخبرني أين هو الأمر يتعلق بجانيت لقد أخذها عنده!!" سحب تشارلي يده بغضب وصرخ هو الآخر" وإن يكن! هو لن يفعل شيئاً لها أنت تبالغ في ردة فعلك أيها اللعين!!"

_" تشارلي فالتخبرني فقط أين هو وأعدك أنني لن أفتعل أي مشاكل لن أحتك معه أصلاً!" قال له بترجي آملاً أن يوافق..فهو يعلم أن تشارلي يملك قلباً أبيض حنون ولايمكنه تجاهل طلب أي شخص مهما كان...

صمت يحدق في عينيه قليلاً ثم إستدار وأكمل طريقه وهو يقول بضجر" إتبعني"

لحقه سام مسرعاً ومشيا مسافة ليست ببعيدة ودخلا إحدى المباني...

صعدا للطابق الأول ودق تشارلي الجرس، ليفتح آلبرت الباب، وفور رؤيته لسام رمق تشارلي بنظرة حادة ليحرك تشارلي حاجبيه مشيراً بأنه لم يستطع عدم إحضاره معه...

دخل آلبرت بغضب تاركاً الباب مفتوحاً ليلحقه سام وهو يقول" أين هي آلبرت..أين هي جانيت لما لا أجدها في أي مكان!!"

لم يجبه آلبرت بل إتجه نحو المطبخ ليوقفه سام ويصرخ في وجهه" أنا أتكلم معك ياهاذا! أين هي؟!"

صرخ تشارلي خلفه وهو يبعده عنه" أيها اللعين ألم تقل أنك لن تفعل شيئاً فالتخرج من هنا!"

وسط تلك الضجة خرجت جانيت مسرعة من إحدى الغرف أمام سام وتسأل آلبرت بخوف" ما الذي يجري آلبرت!؟"

تبادلت النظرات بين سام وتشارلي بخوف، حين لمحها سام أسرع إليها وجلس أمامها يمسك كتفيها يسأل" هل أنتِ بخير؟ هل فعل بكِ شيئاً!!"

نظرت له بإرتعاب وهزت رأسها بالنفي، حين أكثر عليها الأسئلة دفعته لتختبئ خلف آلبرت بسرعة وآلبرت يربت على شعرها يهدئها...

نظر إليهما سام وقدعلم أنه أخطأ بحق آلبرت وبشدة، وأن قلقه كان أكبر من حجم المشكلة...

وقف سام وإتجه نحو الباب وقبل أن يخرج قال" آسف على هذه الفوضى"

ليردف آلبرت بإنزعاج" لاتقلق فأنا لست وغداً"

نظر له سام بطرف عينه وخرج مسرعاً...

شعر سام بغصة ونوع من تأنيب الضمير وهو يفكر...

(هل يعقل هذا...متى إنعدمت الثقة بيني وبين آلبرت هكذا؟؟ أصبحت أبدو كالشخص السيء الآن...)

____________________

_في السفينة...

ظلت لوسي واقفة لساعات وساعات وميشيل يتردد بين مشاهدة التلفاز وبين اللعب بهاتفه الخلوي..إلى أن إنتابها النعاس...

تثائبت بصوت عالِ كطفلة دون أن تنتبه لتجد ميشيل ينظر إليها، أزاح نظره عنها مسرعاً وعاد يلعب بهاتفه...

نظر للساعة ليجدها 12:36، وضع الهاتف جانباً وبدأ يقلب قنوات التلفاز بملل..لتتثائب لوسي مرة أخرى دون وعي منها...

حدق فيها مجدداً يفكر، ولوهلة وقف بخمول ليردف:

_" هاي أنت..تعال ونم هنا" قال مشيراً إلى سريرها في الغرفة.

أفاقت لوسي من سكرتها لتجيب بتعلثم" أا..لاشكراً أنا مرتاح هكذا" قالت وعادت تحك عيناها من شدة النعاس...

نظر إليها بحدة وقال بصيغة أمر" عملك هو إطاعة أوامري أو بإمكانك الموت، أسرع ونم قبل أن أغير رأيي"

نظرت له لوسي بغضب وصرخت بإنفعال" ومن أنت لتهددني أيها اللعنة؟!!"

نظر إليها ميشيل بدهشة بينما تحدق به هي الأخرى وبعد لحظات من الصمت عادت لوسي لرشدها وقد علمت فوراً أنها قامت بإرتكاب خطاً جسيم...

عدلت وضعيتها وأخفضت رأسها للأسفل لتردف بتوتر" اا..أ.أنا أعتذر حقاً..كـ-كان هذا بسبب النعاس شعرت بصداع فجأة وصرخت هكذا...و.."

توقفت ورفعت رأسها لتجده ينظر إليها بنوع من التعجب ممزوج بالغضب وهو لايستوعب ماقالته له...

إتسعت عيناها لتردف بنوع من الخوف" أاااا...أعتقد أنني سأنام أعذرني" قالت وأسرعت للسرير إستلقت وغطت نفسها دون أن تنزع حذائها حتى..أرادت فقط تجنب إتقاء عينيهما خوفاً من أن يحرقها بنظراته...

إبتسم بإستغراب وحمل هاتفه وخرج، رفعت لوسي رأسها من تحت الغطاء تتأكد إن كان قد أغلق الباب وبوجهها تعبير كوميدي كطفلة خائفة من جدها...

جلست على السرير وحكت شعرها مكلمة نفسها" بجدية ماذا دهاني فجأة؟؟ سعيدة حقاً أنه تجاهل الأمر.."

وقفت وفتحت الباب تتأكد إن كان هناك أحد بالممر، رمت نظرها بسرعة ولم يكن هناك أي أحد...

أغلقت الباب بهدوء وبدأت تفتش الغرفة، وكلما فتحت درجاً شتمت ذوقه السيء في اللبس...

مضت دقائق وكانت لوسي قد إنتهت من تفحص كل شيء، ولسوء حظها هي لم تجد شيئاً مثيراً للإهتمام عدى صورة كانت مخبئة جيداً بين الملابس...

رفعتها لوسي قليلاً ليعكس عليها ضوء التلفاز وقد ضيقت عيناها تدقق لما فيها، لتردف" لما يخبئ هذه الصورة بكل هذه العناية ياترى؟ ولما هي ممزقة في زاوية الرجل فقط...يبدوا الأمر وكأنها قصت عن عمد..."

كانت تلك صورة لميشيل رفقة والديه في الماضي البعيد، حيث كان يبلغ عندها الأربع سنوات فقط...

أعادتها لوسي كما كانت وجلست على السرير تتنفس الصعداء وهي تقول" لاشيء مهم حقاً في غرفته، أنا متعبة...ربما يمكنني التغاطي عن المهمة والنوم قليلاً..أجل أجل فأنا إنسان بعد كل شيء"

هزت رأسها تقنع نفسها ثم أزالت حذائها الرجولي لتستلقي بكل إسترخاء على السرير وقد غطت بعد دقائق في نوم عميق...

يتبع...

سؤال البارت: هل ستتحسن علاقة آلبرت وسام وتعود إلى سابق عهدها؟؟ تابعوا معنا...

تنويه : رح وقف التنزيل لفترة بسبب الإنشغال آااااسفة😣😢رح حاول بكل جهدي أني أنزل فصل كل فترة بس بشكل غير منتظم...

شكراً على القراءة يا أروع المشاهدين...أنرتم جميعاً❤️🌹

2019/09/12 · 421 مشاهدة · 1084 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024