_" خذ، لقد توسل ليتحدث إليك" قال آرثر بنبرة حادة ينظر لسام بينما يغلق الباب، جلس سام بإعتدال ينظر للشاب الصيني، ضيق عينيه وقال بهدوء" إعتقدت أننا عقدنا إتفاق بيننا وبين العصابات الصينية..ومجيئك إلى هنا يعتبر خرقاً للإتفاق...أتعلم ما الذي يمكن أن ينتج عن ذلك؟"

رفع الشاب رأسه والتوتر بادِ على وجهه:

_" لم آتِ إلى هنا لكسر أي قاعدة، صدقني لقد أتيت لوحدي خالي الوفاض فقط لأتكلم معك، أرجوك...نحتاج مساعدة منكم.."

________________________

باشر الشاب بالتحدث وقد قص عليه المحنة التي تواجهها عصابتهم ، و حسب قوله..تحاول عصابة أخرى محوهم من الوجود وهي تتوعد بأنها ستقوم بتعذيبهم واحداً واحداً قبل قتلهم، إنتقاماً لهم بأنهم قد مسّوا بأحد أفراد عصابتهم وقد كانت العصابة الصينية في موقف لايحسد عليه...

أرسل زعيم العصابة الصينية الشاب طالباً منهم أن تتّحد العصابتين معاً ليواجها هذه العصابة الكبيرة المسماة بـ (وشم العقرب) حيث أن كل أعضائها يمتلكون وشم عقرب على أجسادهم بأماكن تختلف من شخص لآخر...

شك سام بأن هناك خطب ما في كلام الشاب الصيني، لذا لم يعطه رداً بل صرفه من الغرفة آمراً إياه العودة لزعيمه وإخباره بأنه سيفكر في الأمر قبل أن يتخذ قراره...

وبالطبع، لم يكن الأمر بالمجان أو خدمة كما يسميها البعض..بل كانت الشروط أن تأخذ عصابة سام 80 بالمئة من ممتلكات عصابة وشم العقرب بينما يأخذ الصينيون الباقي وهذا ماجعل سام يشك بأن هذه مجرد طريقة لجذبهم إلى فخ...

عصابة وشم العقرب معروفة بمدى غناها وكثرة إمتلاكها للأسلحة والكثيرون منهم يظنونها من المافيا لكثرة أتباعها والفروع الكبيرة التي لديها، والعصابة الصينية أكبر من عصابة سام لذا من المستحيل أن يستغنوا عن 80 بالمئة بأكملها لهم...

أخرج مايكل الشاب مغلقاً الباب خلفه بينما جلس آرثر على كرسي أمام سام ينظر إليه وإلى قارورات الخمر الفارغة على الطاولة بإنزعاج:

_" ما الذي يحدث معك هذه الأيام؟ كل هاته القوارير بجدية؟؟ إنها ممنوعة ياصاح!!" قال وعقد حاجبيه بإستغراب، ضحك سام ووضع السيجارة في المنفضة ليقول:

_" ممنوعة!! أمازلت متعلقاً بقوانين لوسي؟"

رفع آرثر حاجبيه وقال" لاتخبرني أنك ستبطل هاته القوانين؟"

أومئ سام رأسه بثقة دون أن ينظر إليه، إندهش آرثر من قرار سام المفاجئ لكنه سعِد بذلك لأن أفراد العصابة سيفرحون بمثل هذا الخبر لذا إكتفى بالإبتسام...

_" أجل لقد أصبحت الزعيم هناااا هيا هيااا فالتنظف بين أصابع أرجلي وحك لي ظهري كما أنني أشعر ببعض الجوع أخرج وإشترِ شيئاً صالحاً للأكل"

قال سام بنبرة ساخرة بينما يحرك يديه بطريقة كوميدية مكلماً إياه بنبرة غرور، ضحك آرثر وضربه بكفه على رأسه ليردف:

_" تمالك نفسك بدأت بالتكبر عليناااا..أيها القصير الأشقر"

نظر له سام بطرف عينه وإبتسم" لم تعد تستفزني مثل هذه الكلمات أتعلم لما؟ لأنني الزعيييييم" قال بينما يضرب على صدره بفخر...

هز آرثر رأسه بخيبة أمل، ثم نظر لسام بجدية وقال" إذا؟ ماذا عن كلام الصيني...هل سنفعلها؟"

أجابه سام بضجر" أظنه مجرد كاذب لايجيد التمثيل"

إبتسم آرثر قائلاً" بالطبع فلايوجد كاذب ولا ممثل أفضل منك على الإطلاق حضرة الزعيم"

تنفس سام الصعداء ليتبع" أنا جااااد آرثر"

_" أعلم أنك كذلك، وأنا شككت في أمره أيضاً..لكنني أظن أن الأفراد لن يعجبواً برفضك مساعدة الصينيين، فجميعهم يعلمون كم سيجنون من وراء ذلك..."

هز سام رأسه بإيجاب وأردف" لاتقلق سأستشيرهم قبل أن أتخذ قراري، أحاول كسب ثقتهم هنا"

_" أستخبرهم أنت أم أذهب أنا لأخبرهم؟"

_" فالتذهب أنت، سأحاول الإتصال بلوسي"

وقف آرثر وأمسك مقبض الباب ليفتحه لكنه توقف، نظر لسام وسأله" الن تخبرني إلى أين ذهبت لوسي؟"

تنفس سام الصعداء وقال" تعلم أنني لا أستطيع فقد وعدتها..ولأصارحك، أنا لا أعلم أين هي حالياً أو ماذا تفعل"

هز آرثر رأسه بأنه تفهم موقفه وخرج...

______________

_في القصر...

رن هاتف دايمن، نظر إليه بينما يضع كأس قهوته على الطاولة، أمسك الهاتف وهو يدقق في الرقم..ضغط الزر ورفع السماعة:

_" هوووه سعيد أنكِ أجبتِ..أين أنتِ يا لوسي؟!"

إبتسم دايمن إبتسامة شيطانيةوأردف" إذاً أنت هو..عذراً لكن لوسي ليست هنا حالياً.."

_"مـن أنـ....أين هي؟! أنت دايمن صحيح!!"

_" أوه..يبدو أنها حدثتك عني" قال دايمن بنرة ساخرة بينما يقف من على الأريكة...

_" أخبرني أين هي دون إطالة" قال سام بنبرة حادة...

_" أخبرك وإلا ماذا؟ هل تظن أنني أحد حشراتك الصغيرة" قال دايمن محاولاً إستفزازه وبالفعل نجح في ذلك، غضب سام من نعته لرفاقه بالحشرات لكنه إكتفى بقول:

_" فالتعطها الهاتف أحتاج للتحدث إليها.."

_"إنها بجانبي، لكن للأسف هي لاتود التكلم معك..."

_" أعطني إياها ولاتتساخف أعلم أنها لم تقل ذلك!" قال سام وقد وقف عن كرسيه من التوتر...

_" الاتصدقني..حسناً مارأيك بهذا إذا..." سمع سام صوت لوسي على الهاتف" لا أريد التكلم معك بعد الآن أيها اللعين"

عقد حاجبيه وقال بإنفعال"..ما الذي تعنيه بذلك لوسي؟!!" رفع دايمن السماعة وقال ببرود" كما سمعت هي لاتريد التكلم معك فالتنصرف الآن ولاتتصل مجدداً"

قال وأقفل الخط بوجه بارد، مشى قليلاً في الغرفة ثم جلس على الأريكة مشبكاً أصابعه يفكر...

(لنر...لن يصدق ذلك بسهولة..حتى وإن صدق، لن يبعده عنها الكثير من الوقت...لكن هذا يكفي للوقت الحالي)

_على الجانب الآخر_

خرج سام من الغرفة قاصداً المخبئ ليجمع كل الأعضاء، وفي الطريق ظل يفكر بمسألة لوسي...

(هل يعقل أنها لاتريد التكلم معي؟ لا ذلك مستحيل..كيف أفكر بذلك أصلاً!! لكن..ماذا إن هددها؟ ماذا إن كانت تتعرض للتعذيب؟؟ ربما أجبرها بطريقة سيئة على قول ذلك!! يا إلهي أتمنى أن تكون بخير فقط...أجل ستكون كذلك هي تجيد التعامل مع أمورها ستخرج نفسها بطريقة أو بأخرى...أااخ لايمكنني التوقف عن التفكير تباً لذلك!!)

حك سام شعره بعصبية ممزوجة بالتوتر ومضى في طريقه...

______________

_فلاش باك...

_لوسي_

حين رمى الهاتف من النافذة شعرت بأن الدم بدأ يضخ في عروقي بشكل جنوني وقد فقدت أعصابي في تلك اللحظة، كنت سأقتله بالزجاج المكسور لسخريته التي فاقت الحدود!! لولا أنه أوقفني بقوله " لاداعي للغضب رميته لأنني أضطررت لفعل ذلك، سأعطيك غيره لتتكلمي مع....لايهم أياً كان"

قلت بغضب رافعةً لصوتي" ساااام!"

ذهب للدُرج وسحب هاتفاً جديداً، وقد أخذت نظرة بينما يفتح الدُرج..مليء بالهواتف الحديثة، العشرات منها...لم أهتم وحدقت به أنتظر الهاتف...

شغله وقبل أن يعطيني إياه قال" أعطيه إياك بشرط أن تقولي شيئاً من أجلي...إعتبريه خدمة"

إنفعلت فجأة وقد أحسست بأنه يحاول إستفزازي من جديد" أتريد السخرية مجدداً؟!"

_" لا أنا جاد" قال بوجه جاد وقد جعلني هذا أهدئ نوعاً ما...سئمت الاعيبه السخيفة!!

_" أخبرني ماذا تريد مني أن أقول"

_" كرري ورائي..لا أريد التكلم معك بعد الآن..قوليها لي هكذا بكل جدية" قال بينما يحرك يديه وكأنه يحاول تعليمي كيف أقولها...

(أقول له ذلك...أهو مختل أم ماذا ! )

إبتسمت بخرية وقلت" هل جننت أخيراً؟؟"

حرك رأسه مشيراً لي أن أتكلم بيمنا يحرك الهاتف بيده وكأنه سيرميه من النافذة مرة أخرى..أي كنوعٍ من التهديد...

قلبت عيناي وأخرجت الهواء من فمي بضجر لأردف بجدية:

_" لن أتكلم معك بعد الآن..أهذا كافٍ؟؟"

_" لم تقوليها بالشكل الصحيح..قولي هكذا..لا أريد التكلم معك بعد الآن أيها اللعين.." قال بوجه جدي مجدداً لأكرر ورائه بعصبية:

_" لا أريد التكلم معك بعد الآن أيها اللعين..هل إرتحت؟؟ والآن أعطني الهاتف!!"

إبتسم برضى وناولني الهاتف وتكلمت بعدها مع سام...ولم أدرِ أبداً ما الذي أراد فعله بتلك الكلمات، لم أعلم أبداً أنه قام بتسجيلها...إعتقدت أنه مجرد مريض نفسي يود سماع شيء مثل ذلك...

يتبع...

سؤال البارت: ما الذي دفع دايمن لفعل مافعله..؟ وهل سيصدق سام ذلك؟ تابعوا معنا...

ملاحظة: المنفضة هي طفاية السجائر لمن لايعلم...

كلمات من الكاتبة:

واللهي بحبكم ياا أحلى مشاهدين ومتابعين ☺عنجد بترتفع معنوياتي لما شوف عدد المشاهدات ولو بدون تعليقات ولو بدون أي تصويتات😌ولهيك...

شكراااً على القراءة للمرة التلاتة وعشرين...أنرتم واللهي يا أحلى شلة ❤️😍 🌹

2019/09/24 · 423 مشاهدة · 1158 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024