إبتسم برضى وناولني الهاتف وتكلمت بعدها مع سام...ولم أدرِ أبداً ما الذي أراد فعله بتلك الكلمات، لم أعلم أبداً أنه قام بتسجيلها...إعتقدت أنه مجرد مريض نفسي يود سماع شيء مثل ذلك...

________________

_باك_في السفينة...

دخلت لوسي مع ميشيل إلى غرفة الطعام، أمرها بالجلوس أمامه وأخذا ينتاولان إفطارهما، بينما لم تبعد لوسي عيناها عن ميشيل خوفاً منه بينما هو ظل ينظر للصحن، يأكل فقط...

رفع رأسه ينظر إليها مرخياً لعينيه الزمردية" أتريد مني إنتزاع عينيك؟؟" قال بنبرة حادة كنوعٍ من التهديد...

بلعت لوسي ريقها وأزاحت نظرها عنه بسرعة تنظر لصحنها هي الآخرى وباشرت الأكل...

عم الصمت للحظات ليكسره ميشيل بسؤال" كيف حال أختك؟"

تذكرت لوسي جوري بتلك اللحظة، أحست بغصة بقلبها ولم تتمكن من التكلم بطريقة طبيعية، غمرها الشعور بالحزن مجدداً...

أنزلت عيناها لأسفل وقالت" حسناً..لقد ماتت.."

رفعت عيناها مجدداً لتجد ميشيل ينظر إليها متسع العينين بعدم تصديق...

إستغربت من تعابيره لتستوعب بعدها ماقالته وكيف فهمه ميشيل...

لم تتمكن من إخباره أنها لم تكن تتكلم عن لوسي بل عن فتاة أخرى، ولم تعلم مايجب أن تفعله أو تقوله لتصحح الوضع، لكنه لم يصمت وعاد يسأل بصدمة" متى حدث؟؟"

حركت لوسي يديها بينما تتكلم متصنعة تعابير الأسى:

_" حسناً...كان هذا قبل عشرة أيام أو تسعة..."

أمسك ميشيل رأسه بيده وعاد يسأل من جديد:

_" ...كيف..ماتت...؟"

ترددت صورة جوري في ذهنها لوهلة لتردف بصدق" ماتت في حريق..." توقفت قليلاً وأتبعت تكذب" حسناً..كانت ختي كثيرة المشاكل وسمعت بأنها قد تشاجرت مع عصابة ما وقد عاد الأوغاد للنيل منها..." قالت محدقة في عينيه غاضبة مما قام به رجاله لأتباعها...

وقف بإنفعال يمسح وجهه بيديه بتوتر وغضب وهو يتمتم" يا إلهي ما الذي فعلته!!"

نظرت له بسخرية قائلة" هل أنت بخير؟"

نظر إليها بشرود يفكر...

(ما الذي سأقوله لهذا الصغير..كيف سينظر إلي إن علم أنني وراء مقتل أخته؟؟ أااااخ لايمكنني إخباره هذا مستحيل سيمقتني طول عمله هنا..وقد فتحت سيرة أخته التي ماتت حديثاً...متأكد أنني جرحته بذلك...يجب أن أصلح الموقف ! )

كره ميشيل نفسه حين صدق أنه قد تسبب في مقتل لوسي كما اُمر، وقد علم أنه لن يتحرر من لعنته والقيود التي تحيط به كونه آلة القتل الخاصة بوالده التي تنفذ كل مايطلب منها، لم يرد موت لوسي بحق...ولم يجد خياراً سوى الإعتناء بلوكا ليخفف من تأنيب ضميره والكراهية التي يكنها لنفسه بشكل لايحتمل...

سحب كرسيه وجلس يتنفس الصعداء، رفع حاجبيه وأردف بأسى" آسف حقاً عما حل بأختك..."

هزت لوسي رأسها بإيجاب وهي تنظر إليه بحقد وتفكر...

(أيها اللعين...تأسف على موتي هاااه؟ وماذا عن أتباعي الذين قتلوا عن طريق فوهات مسدسات رجالك أيها الوغد !! أتمنى أن تدفع ثمن ذلك غااااالياً)

حك شعره وحاول تغيير الموضوع قائلاً" حسناً..من أين أنت؟"

أجابت لوسي بعفوية" من الولايات المتحدة...مسيسيبي"

_" مسيسيبي؟ الم تعاني تلك الولاية من الفقر سنة 2014؟؟"

إندهشت من معرفته وكان ذلك آخر ماتوقعته:

_"أنت تعلم عنها إذاً..." قالت بتساؤل رافعة لحاجبيها...

حرك ميشيل رأسه بإيجاب بينما يضع الملعقة في فمه، ثم تابع حديثه" وماذا عن والدك؟"

_" حسناً..لم أره منذ أن كنت صغيراً...أي وقتاً بعيداً جداً" تغيرت ملامح وجهها بينما تقول ذلك وكأنها تشمئز من ذكره فقط...

رفعت عيناها لتجد ميشيل ينظر إليها بإستفهام، لتسأله بعفوية" ماذا؟"

_" اليس والدك هو من أحضرك إلى هنا؟" قال بتساؤل ينتظر منها الإجابة، وهنا علمت لوسي أنها قد إرتكبت خطأ كبيراً بإجابتها على أسألته بشأنها، فقد أتى الحارس الذي أخذت هويته مع والده للعمل على السفينة ذاتها...

تجمدت مكانها ولم تعلم مايجب أن تقول..ومازاد الأمر سوءاً كان إتصال دايمن بها في تلك اللحظة...

(هل من المعقووول..أنني قد تركت صوت الهاتف مرتفعاً؟!!)

تغير لون وجهها خوفاً ليشير لها ميشيل بأن ترد بكل بساطة، سحبت الهاتف بهدوء وأجابت على الإتصال وعلى الفور قالت" نعم أبي..ماذا تريد"

عقد دايمن حاجبيه في الطرف الآخر..ليبتسم ويردف" ليس وقت المزاح حقاً..الم تسئمي من محاولات إستفزازي؟"

بلعت لوسي ريقها وقالت" لا يا أبي ليس بعد"

فهم دايمن في تلك اللحظة مايجري وسألها" لستِ وحدك صحيح" أجابت لوسي محاولة التصرف بطبيعية" أجل..ذلك صحيح"

_" حين تكونين لوحدك إتصلي بي..الأمر مهم"

_" بالتأكيد سأفعل" قالت وأنهت الإتصال على الفور، ليكمل ميشيل" إذا ماذا كنت تقول عن والدك؟"

هزت لوسي رأسها وأتبعت" لم نكن أنا ووالدي على وفاق..ولم نلتقِ لسنوات، كان هو ووالدتي قد وصلا مرحلة الطلاق وكنت حينها صغيراً..لكن حين كبرت علمت من كان المخطئ حقاً.."

سألها ميشيل بفضول" ومن كان؟"

أجابت لوسي بكل برودة" أمي هي المخطئة بالتأكيد" قالت وهي تشعر بثقل لكونها قالت ذلك حقاً...فهي تعلم جيداً أن والدها كان المخطئ، مع أنها كانت مجرد كذبة إلى أنها قد أزعجتها بشدة...

ضحِك ميشيل بسخرية وأتبع" لايمكنني التصديق بأن الأم يمكن أن تخطئ..."

إبتسمت لوسي بصدق وأردفت" أتظن ذلك؟؟"

أومئ ميشيل رأسه بإيجاب ووقف عن كرسيه ماضياً في طريقة قائلاً" حين تنتهي فالتأتِ لغرفتي"

هزت لوسي رأسها بإيجاب وتابعت أكلها وهي تشعر بنوع من الراحة من كلامه عن كون المخطئ ليس الأم دوماً...

أنهت طعامها بسرعة وذهبت للحمام، أغلقت الباب بسرعة وجلست بعد أن سحبت هاتفها تتصل بدايمن...

_" كيف حالك يا إبنتي العزيزة.."

_" ماذا تريد" قالت تقلب عينيهاً بضجر...

_" لم تعلميني بالمستجدات وقلقت عليك.."

ضحكت لوسي بسخرية وأردفت" يالسعادتي..تقلق بشأني هكذا"

_" وجب علي إعطائكِ مهمة إضافة لمهمتك الأصلية.."

_" وماهي" أجابت لوسي ببردة تنتظر منه الإجابة..

_" إبحثي عن ملف بعنوان (0016) لاأعتقد أن إيجادك له سيكون سهلاً لكنني متأكد من أنهم سيأخذونه معهم أينما ذهبوا...فالتتوخي الحذر"

_" سأفعل"

_" هل حصل شيء لم أعرفه؟"

_" بلى قد حصل..."

قصت له لوسي ماحدث بينها وبين ميشيل بإختصار، وقد شك في كون ميشيل يعرف كونها فتاة لتصرفاته الغريبة معها...

_" فالتبقي بعيدة عنه قدر المستطاع"

_" أنا أحااااول فعل ذلك!" إنفعلت لوسي على الهاتف لتسمع دقاً على باب الحمام...

قفزت مكانها وسقط منها الهاتف أرضاً، حملته وأوشك قلبها على الخروج من صدرها توتراً...

_" لقد تأخرت في الداخل"

صرخت لوسي بصوت رجولي معاتبة" الا يوجد بعض الخصوصية هنا؟؟ّ"

أغلقت الخط وخرجت من الحمام بضجر ليدخل بعدها رجل آخر...

وقفت أمام المرآة تتأمل نفسها ليدخل ثلاث رجال إلى الحمام محدثين صخب...

نظر أحدهم إليها ليردف" أوووه أنظروا إلى هذا...لم ننهِ مابدأناه سابقاً أيها القصير"

نظرت لوسي لهم بطرف عينها ولم تبالي...وقد كانوا نفس الرجال الذين أرادوا التنمر عليها سابقاً...

غسلت وجهها ومشت نحو الباب ليمسكها أحدهم من ذراعها" أووو إلى أين؟؟"

رمقته لوسي بنظرة مرعبة أصابته بالقشعريرة" لاتلمسني بيدك القذرة" قالت وسحبت يدها بخشونة...

_" السيد ميشيل ليس هنا لينقذك ياصغيري" قال أحدهم ساخراً وأتبع يضحك بإستهزاء...

_" أتتنمرون على الضعفاء عادة؟ هذا ليس من شيم الرجال أتعلمون؟" قالت بإستفهام رافعة لحاجبيها بينما ينظرون إليها...

يتبع...

سؤال البارت: ما الذي سيحل بلوسي؟ تابعوا معنا...

شكراً على القراءة..أنرتم🌹

2019/09/25 · 393 مشاهدة · 1033 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024