_" السيد ميشيل ليس هنا لينقذك أيها الصغير" قال أحدهم ساخراً وأتبع يضحك بإستهزاء...

_" أتتنمرون على الضعفاء عادة؟ هذا ليس من شيم الرجال أتعلمون؟"قالت بإستفهام رافعة لحاجبيها بينما ينظرون إليها...

_______________________

خرج الرجل من الحمام، رآهم لكنه لم يهتم وخرج متجاهلاً كل يحدث...
قال ذو الشارب من بينهم" وإن يكن؟"

_" فقط أردت أن أخبركم أن ماتفعلونه سيضر بكم وليس بي...لأنني لست ممن يتم التنمر عليهم، بل سأكون من يتنمر عليكم!" قالت وركلت الرجل بجانبها ليسقط وهو يمسك ركبته ألماً، إندفع نحوها الرجلان بقوة لتبتسم لوسي وقد فعلت فعلتها...

خرجت لوسي بعد عدة دقائق تنفض يديها وترتب ملابسها بشكل لائق لتمضي بعدها إلى غرفة ميشيل، دخل مارك إلى الحمام ليجد الرجال يمسكون الممسحات ويقومون بتنظيفه وقد أصبح لامعاً من كثرة التنظيف...نظر لوجوههم فإذا هي ملونة، عيون بنفسجية منتفخة، فم ملطخ بالدم وأنف مكسور...

إتسعت عينا مارك وإبتسم كاتماً ضحكته، فهو يعلم أنهم من يقومون بالتنمر على الجدد في العادة لكن هذه المرة قد إنقلب الوضع...

فور إنتهائه سألهم عمن فعل بهم ذلك..وكلهم أجابوا بإرتعاب" الفتى الجديد" هز مارك رأسه بسعادة وغادر...

وقفت لوسي أمام غرفة ميشيل كالحراس، لينظر إليها ويردف:

_" تبدو كالرجل الآلي..مابك؟ فالتجلس!"

_" هزت لوسي رأسها بإيجاب وجلست على الأريكة تراقب التلفاز معه...

ظلا صامتان لبعض الوقت، ولم تتحرك لوسي من مكانها أو تغير وضعيتها حتى...آخذة كامل حذرها وحيطتها...

أدار ميشيل وجهه ينظر إليها وضوء التلفاز يعكس على وجهها وسط ظلام الغرفة...

حدق بها لما يقارب الدقيقة ليكسر الصمت بسؤال عجيب:

_" هاي لوكا..."

نظرت له لوسي وأردفت" نعم.."

_" هل أنا شخص مخيف؟ أعني..هل أبدو كذلك في نظرك؟؟" قال ودون أن يبعد عيناه عن عيونها...

إندهشت لوسي ولم تعلم بما تجيب، إن قالت نعم فقد يقتلها، وإن أجابت بـ لا ربما سيقتلها أيضاً بما أنها تظنه مجنوناً متقلب المزاج...

_" حسناً..لاتبدو كذلك، لست مخيفاً..." قالت وأزاحت نظرها عنه بسرعة تنظر للتلفاز...

_" إذاً لما أنت متوتر إلى هذا الحد؟ تجلس في زاوية الأريكة ولم تتحرك منذ جلوسك...تبدو كالشخص الخائف" قال رافعاً حاجبيه بأنه ليس غبياً لتكذب عليه، إندهشت تفكر...

(بجدية؟ لاحظ كل هذا!! وأنا التي ظننته يشاهد التفاز ظوال الوقت...إنه ليس هيناً أبداً)

_" لكنني لم أنهي كلامي بعد" قالت ونظرت إليه رافعة حاجبيها هي الأخرى، هز رأسه إيجاباً ينتظر منها إنهاء كلامها بينما ينظر للتلفاز...

_" أكره الإعتراف بهذا..لكنني أشعر ببعض الخوف إتجاهك..لا أعني أمراً سيئاً! أنا فقط أخاف من نوباتك العصبية الجنونية..." علمت أنها قالت أكثر من اللازم لذا أضافت في آخر جملتها" سيد..ميشيل" حركت رأسها ببطئ تنظر إليه بخوف...

كان لايزال يشاهد التلفاز بوجه عابس" ليكن بعلمك أنني لست شخصاً سيئاً، لنقل أن الظروف حولتني لذلك لذا..، إن علمت لاحقاً شيئاً ما عني...أريدك أن تتذكر كلامي هذا" قال ميشيل بصوت كئيب وقد كان يفكر في شيء واحد...

(أنا نكرة !! )

أحس بتأنيب للضمير لم يسبق وأن شعر به من قبل، أيقظ نزاله مع لوسي شيئاً بداخله لم يسبق أن كان له وجود قبلاً، كانت تلك المشاعر، كلما تكلم أكثر مع لوكا تعلم أشياء جديدة غير القتل وتنفيذ الأوامر، لحظات سعيدة، حياة ممتعة...

لأول مرة يسعد بمرافقة شخص غير مارك، وقد تمنى أن لايكتشف لوكا أنه قد تسبب في مقتل أخته لوسي..دون أن يعلم بأنهما شخص واحد! كان خائفاً من معرفته بذلك لاحقاً، لذا قال له ذلك الكلام لربما يتفهمه إن علم أنه كان السبب في ذلك...

تعجبت لوسي من كلامه، لكنها لم تتعمق في التفكير وتجاهلته فقط...

________________

_في مكان آخر...

صعد سام على منصة لوسي للمرة الثانية، عازماً على إعلان أمر الشاب الصيني ويأخذ رأي الأعضاء حول ذلك، وقد أخبرهم آرثر قبل وصول سام أنه قد كسر القوانين التي وضعتها لوسي بعدم التدخين والشرب وغيرها... وكما توقع آرثر،

فقد أسعدهم ذلك بالرغم من أنهم لم يرضوا تماما عن سام كونه زعيم جديد لهم...أمسه المايكروفون وقال" شكراً لتجمعكم مجدداً، وأردت أن أستشيركم في أمر ما قبل أن أتخذ قراري لوحدي..."

صمت الجميع مترقبين لما سيقوله سام، ولم يقاطع كلامه أي أحد مثل المرة السابقة...

_" أتى اليوم إلى مكتبي شاب صيني، أمسكه مايك وآرثر ظنناً منهما أنه خرق القواعد بيننا وبين العصابات الصينية محاولاً إرفاق الأذى بأحدنا، لكنه أتى طالباً للمساعدة"

تعجب الأعضاء بينما يسأل كل واحد منهم الآخر...

_" أجل..، العصابة الصينية تواجه مشكلة مع عصابة وشم العقرب، وتريدنا أن نتحد ونجهز عليهم معاً...، وتقول أنهم سيعطون عصابتنا 80 بالمئة من الغنيمة..فما رأيكم؟ أنوافق؟ أم نرفض..."

عبر الجميع عن موافقتهم بكل حماس، لكن سام أسكتهم قائلاً" ليكن بعملكم أنه كاذب بنسبة 99 بالمئة..أتعلمون لماذا؟ لأن رقم الغنيمة هذا ليس منطقياً بتاتاً!"

أخبر سام أفراد العصابة بمخاطر وسلبيات هذه المهمة، وعن المشكلة التي سيقعون فيها إن كان هذا فخاً نصبه الصينيون لهم، لكنهم لم يبالوا بل وأصروا على الموافقة كون سام لايريد ذلك عناداً...

إنزعج سام من ذلك لكنه تمالك أعصابه، وعادوا يوجهون بعض الكلام الجارح له عن أنانيته وأن قراراته سيئة، لكنه تجاهلهم وأردف" الليلة سنقيم حفلة صغيرة...ستكون لموافقتنا على هذه الصفقة الكبرى التي حظينا بها"

صرخ الجميع فرحين بكل أنانية بينما سام يبتسم إبتسامته المزيفة مغادراً المخزن...

لحقه آرثر وأردف" حقاً أنت بارد المشاعر، كيف يمكنك تحملهم؟!"

أجابه سام بينما يمشي بعصبية" أنا لا أتحملهم لنفسي آرثر...بل أتحملهم لأن لوسي تتمنى إيجاد كل شيء في نصابه بعد أن تعود.." إبتسم بسخرية وأتبع" هذا إن عادت أصلاً"

ربت آرثر على كتفه وغادرا المكان...

دخلا المنزل وقد لحقهما مايكل، جهزا خطة جيدة بعد أن تواصل مع زعيم الصينيين، وإتفق الجميع على أنهم سيذهبون إليهم بعد خمسة أيام..أي حين يحل موعد إعدام عصابة الصينيين بالذات، ليلة الخميس...

جهز كل من أفراد العصابة أنفسهم وأسلحتهم وغيرها، وأقاموا حفلة صاخبة في نفس المخزن وقد أمضى سام وقته بالشرب مع آرثر طول الوقت بما أن الجميع مسموح لهم بذلك...

_______________

_في مكان آخر...

رن هاتف دايمن مجدداً ليرفع السماعة وأردف دون أن يعلم المتصل" مرحبا..."

_" هذا أنا.." أجاب الطرف الآخر ببرود كالعادة...

_" أوه..إنه أنت، تملك الجرأة الكافية لتتصل بي.." قال دايمن بحدة بينما يدق بأصابعه على الطاولة كأنه يعزف على البيانو لكن بقوة...

_" أعلم، لا أريد شيئاً سوى التكلم مع لوسي..."

رفع دايمن حاجبيه بدهشة وأردف" هممم، كبرت وأصبحت تطلب خدمات مني أيضاً.."

_" أنا بحاجة لفعل ذلك دايمن، قلت لي أنها تخلت عنا وعن العصابة للعمل معك مقابل المال، وأنها إستغلت ثقتنا بها وضحكت علينا، بصراحة، أنا أشك في مصداقية هذا الكلام وأريد التأكد بنفسي...."

يتبع...

سؤال البارت: هل المتصل هو الخائن..إن كان فمن هو إذاً؟؟ قبل سام الصفقة مع أنه يعلم جيداً أنه قد يكون فخاً...فما الذي سيحدث؟ تابعوا معنا...

شكراً على القراءة..أنرتم 💜🤩

2019/09/26 · 433 مشاهدة · 1024 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024