26 - أتوسل إليك..أنقِذه!!

رفع دايمن حاجبيه بدهشة وأردف" هممم، كبرت وأصبحت تطلب خدمات مني أيضاً.."

_" أنا بحاجة لفعل ذلك دايمن، قلت لي أنها تخلت عنا وعن العصابة للعمل معك مقابل المال، وأنها إستغلت ثقتنا بها وضحكت علينا، بصراحة، أنا أشك في مصداقية هذا الكلام وأريد التأكد بنفسي...."

_____________________

تكلم (آلبرت) بكل عزم موجهاً لدايمن كلمات حادة، لكن دايمن لم يقف مكتوف الأيدي بل أجاب بكل إستصغار ومنّ" أهنئك لقد نلت إعجابي، هل لي بسؤال؟"

_" تفضل..."

_" من هو الرجل الذي دفع ثمن علاجك؟ ومن هو الذي أنقذك من الشرطة أكثر من عشرين مرة حين أمسكتك وأنت تسرق وتقوم بأعمالك القذرة؟ ومن قام بالدفع لك مبلغاً لايساوي خدماتك اللعينة؟؟؟"

إصطك دايمن على أسنانه وأحكم قبضته، وبنبرة غاضبة أتبع" إعتنيت بك ووكلت لك مهمة صغيرة لعينة أن ترسل لي كل المعلومات عن لوسي الجميلة وعصابتها القذرة، أوتعلم؟ أنت هو الذي خنت ثقتي بقولك لي أنك قد تركت العصابة ولايمكنك أن تبعث لي معلومات مجدداً! تركتك بحالك لتفاجئني بإتصالك وتطالبني بأشياء أيضاً! وتتهمني بالكذب بكل جرأة ووقاحة!!" فقد دايمن رباطة جأشه وأخذ يشتم بعصبية، ليتجاهله آلبرت ويقول ببرودة" فالتذهب إلى الجحيم" مغلقاً الخط دون تردد...

رمى دايمن الهاتف ليكسر المرآة أمامه محولاً إياها لأشلاء، شرب دواءً مهدئً للأعصاب ورمى جسده على الأريكة مشبكاً أصابعه، وهو يتوعد بقتل آلبرت لإهانته له فور إنتهائه من مسألة لوسي، أي مهمتها والمشكلة التي هي واقعة فيها...

شعر آلبرت أنه إرتكب خطأً لخروجه من العصابة وقوله مثل ذلك الكلام السيء عن لوسي، لكن الغيرة مازالت تحرق قلبه بكون لوسي شكت به وأعطت سام الزعامة...وكان كبرياءه يتفوق على مشاعره لذا لم يتمكن من العودة في النهاية...

________________

مرت خمسة أيام.. ولوسي ماتزال عالقة داخل السفينة المتوقفة وسط البحر، ودون أن شعور كونت صداقة عجيبة مع ميشيل، ولم تعد تخاف منه أبداً بل أصبحت تعامله بعفوية وبشخصيتها الطبيعية بكلماتها البذيئة...

وقد تقبل شخصيتها بطريقة عجيبة بحيث أنه يظنها تمزح معه حين تشتمه ولايعلم أنها جادة، تعلقا ببعض بالرغم من أنهما لم يتجاوزا الأسبوع منذ لقائهما...

دخلت لوسي غرفة ميشيل، أدار رأسه رافعاً حاجبيه ينظر إليها بعتاب، إتسعت عيناها وبوجه كوميدي تراجعت للوراء وأغلقت الباب ودقته، فتحته من جديد ودخلت بعد أن قال ميشيل"أدخل" إبتسم وأخذ ينظر للتلفاز بملل، لتجلس هي بجانبه وتردف بصوت رجولي:

_" مامشكلتك مع دق الباب؟"

نظر إليها وقال" هكذا، الم يعجبك؟"

هزت لوسي كتفيها بالنفي وبعد لحظات قالت بإنفعال" اجلللل أتيت لأخبرك شيئاً مهماً! إحزر ماهو.."

عقد ميشيل حاجبيه وسأل" ماهو؟"

حركت لوسي عيناها بتململ وقالت" الا يمكنك أن تحزر ولو لمرة؟"

_" ماهو الأمر لاتجنني!!" قال ميشيل بإنفعال..
_" فضولي جداً" قالت لوسي بإبتسامة خبيثة لتتبع بسعادة" سيعلن فيلم ***** بعد أقل من نصف ساعة!!"

وقف ميشيل بإنفعال متسع العينين بسعادة" بجدية! هل أنت متأكد؟؟"

حركت لوسي رأسها بإيجاب مغمضة عيناها وقالت" أجل أجل أخبرني إدوارد بهذا.."

عقد ميشيل حاجبيه وقال" ومن يكون إدوارد؟"

نظرت لوسي للتلفاز وأجابت بعفوية" إنه أحد الحراس، ربما قد رأيته يقف دائماً أمام غرفة الأسلحة"

_" صاحب اللحية؟"

_" أجل أخبرني وقد ظننت أن الخبر سيسعدك بما أنك من عشاق الأفلام الكوميدية.."

_" كان ظنك في محله، وأنا قد مللت من البقاء داخل هذه السفينة اللعينة.."

_" كم بقي لنصل؟" سألت لوسي محاولة معرفة الإجابة لكي تسرق الملف قبل أن تصل السفينة إلى اليابسة...

_" ستتحرك السفينة الليلة..يعني أننا ربما نصل غداً مساءاً..."

_" جيد..."

_" أطفئ النور لوكا..المشاهدة في الظلام أفضل"

وقفت لوسي متجهة نحو الضوء، وقبل أن تطفئه أضاف ميشيل" ولتحضر شيئاً للأكل، أسرع قبل أن يبدأ الفلم"

تأفأفت لوسي داخل رأسها ومشت بخمول نحو المطبخ لتطلب من الطباخ صنع شيء ما لميشيل، لكن في طريقها وجدت غرفة مفتوحة...أو بالأصح كان مكتباً، وقد علمت لوسي أنه مكتب والد ميشيل..الرئيس، والذي حاولت فتحه مراراً وتكراراً للبحث فيه عن ذلك الملف ودون جدوى..والآن هو مفتوح ولايوجد أحد بداخله ولا خارجه..أهذه معجزة أم ماذا؟؟؟

دخلت لوسي بهدوء وبدأت بحثها وهي تلمس الأغراض والأوراق بخفة، وكان هناك الكثير من الملفات التي بدت مهمة لكنها حرصت على إيجاد الملف الموكل لها، وهاهو قد وقع بين يديها...حملته وإبتسامة النصر تعلو وجهها وهي غير مصدقة أنها قد وجدته أخيراً...

أسرعت بالإتصال بدايمن بينما تغلق الأدراج التي فتحتها وفور أن حمل دايمن الخط" مرحباً.."

تجمدت لوسي مكانها ولم تنظق بحرف" لوسي..هل أنتِ هناك؟"

لم يسمع سوى نفسها الذي بدأ يتسارع على الهاتف، لتحرك لوسي يدها ببطئ وتضع الهاتف على الطاولة بهدوء..وترفع يديها عالياً معلنة إستسلامها أمام حارسين موجهين فوهات مسدساتهم نحوها، ويقف خلفهما مارك ورجل عجوز لاتعرفه...وأجل كان ذلك والد ميشيل تشق وجهه إبتسامة عريضة...

صفق مارك مبتسماً وأردف" مبارك لك آنسة لوسي، تم إمساكك متلبسة"

عقدت لوسي حاجبيها بإنزعاج يصاحبه التوتر، أمرها أحد الحراس بالإنبطاح أرضاً وقد فعلت بهدوء متجنبة إختراق رصاصة من مسدساتهم في جسدها...

_______________

_في المستشفى...

خرج من السيارة مهرولاً ليفتح بابها الخلفي ويداه لم تتوقف عن الإرتجاف ليصرخ قائلاً" أسرع واحمله معي إلى الداخل مااااايك!!"

ترك مايكل السيارة على حالها وخرج مهرولاً ليحمل سام وقد إمتلئ قميصه ويداه بدماءه، أسرعا وأدخلاه إلى غرفة الإستعجالات بينما يركض آرثر داخل المشفى ويصرخ" النجدة سيموووت!!"

أسرع الممرضون بوضعه على السرير المتحرك بينما يركضون بإتجاه غرفة العمليات والدم ملئ أرضية المستشفى البيضاء...

وضعوا على فمه جهاز التنفس وأدخلوه ليلحقهم الطبيب مهرولاً وقد توسل إليه آرثر ممسكاً ذراعه قبل أن يدخل" أرجوك أنقذه أيها الطبيب أتوسل إليك" نظر الطبيب ذو النظارات لآرثر نظرة يأس، لكنه حاول رفع معنوياته بعد أن رآى تعابير وجهه المثيرة للشفقة:

_" فقد الكثير من الدماء..لكن لاتقلق، سأبذل جهدي" قال مبتسماً ودخل مسرعاً إلى الغرفة مغلقاً الباب ورائه...

جلس آرثر على كرسي الإنتظار يمسح وجهه بتوتر وقد أوشك على البكاء، ربت مايكل على كتفه يقول بمواسآة" إهدئ آرثر أنت تبالغ، سيكون بخير"

صرخ آرثر بوجهه بإنفعال" كيف تطلب مني أن أهدأ كيف؟؟ ألم ترى كمية الدم التي فقدها!! الم ترى الجروح على جسده لقد إمتلئ بالثقوب أثر السكين..أؤلائك الملاااعين سأتأكد من إنتزاع قلوبهم الواحد تلو الآخر فقط ليستيقظ سام..فقط ليستيقظ أااااخ سأفقد عقلي!"

أخذ مايكل يهدئه ويعيده ليجلس على الكرسي بهدوء...أمسك آرثر رأسه وبدأ يبكي قائلاً بغصة" حتى في حالته هذه ولم يأتي أحد من الأعضاء ليقف معه في مثل هذا الوقت العصيب...إنهم لايستحقونه زعيماً لايستحقون..."

_فلاش باك_قبل ساعتين...

_آرثر_

حل المساء وهانحن نتجهز لخوض معركة ستكون دامية بالتأكيد...جهزنا خطة وقد إتفقنا مع الصينيين بالذهاب لجحر عصابة وشم العقرب في تمام الساعة العاشرة مساءً...

_" هل إنتهيتم ياشباب؟" قال سام ينظر للجميع بتساؤل ليجيبه آرثر" لحظة...أنا جاهز"

أردف سام بضجر" لم أسألك على وجه الخصوص.." ثم أتبع رافعاً صوته" هل الجميع جاهزون؟؟"

أجاب الأفراد بنعم وقد إنتهوا من التحضير لهذه المعركة الكبيرة...

خرج الجميع من المخزن راكبين شاحنة ضخمة، بينما ركبنا أنا وسام على دراجته النارية وكل منا يرتدي الخوذ...

في منصف الطريق وبينما يقود سام بسرعة خارقة تجعلني لا أسمع شيئاً سوى صخب الرياح، سحبت هاتفه وبعثت رسالة لزعيم الصينيين تفيد بأننا سنصل بعد مايقارب السبع دقائق...

إستلمها وأخبرني أن جماعته قد وصلت وهم ينتظرون وصولنا في الطرف الآخر...

ضربت كتف سام ليركز معي وأخبرته" إنهم ينتظرون..فالتسرع!"

_" لاتكن مزعجاً كـ لوسي أتريدني أن أزيد من السرعة أكثر من هذا!! أقود بسرعة 180 كيلو متر في الساعة!!" قال بإنزعاج دون أن يبعد عيناه عن الطريق...

يتبع...

سؤال البارت: هل سيخرج سام سالماً من غرفة العمليات؟ ومن كان السبب في إصابته حقاً؟؟ تابعوا معنا...

كلمات من الكاتبة: حدا زعل على سام ولا بس أنااااا💔😭 والله هوي حباب😢...........ووسيم كمان لاتنسوا😂💔

عنجددد شكراً على القراءة ☺ 🌹 نورتوني ونورتوا الرواية بقراءآتكم ومتابعاتكم الجميلة 😍🤩 ❤️

2019/09/27 · 434 مشاهدة · 1170 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024