27 - "فالتذهب إلى الجحيم مجدداً"

إستلمها وأخبرني أن جماعته قد وصلت وهم ينتظرون وصولنا...

ضربت كتف سام ليركز معي وأخبرته" إنهم ينتظرون..فالتسرع!"

_" لاتكن مزعجاً كـ لوسي أتريدني أن أزيد من السرعة أكتر من هذا !! أقود بسرعة 180 كيلو متر في الساعة!! " قال بإنزعاج دون أن يبعد عيناه عن الطريق...

__________________

مر الوقت وهاقد وصلنا، وقفنا بعيداً عن المكان ببضعة أمتار ننتظر وصول رفاقنا، وقد وصلوا بعدنا بعدة دقائق...

إتفقنا مع الصينيين بأن يختبئ هُم في الطرف الأيمن بينما نحن نأخذ الطرف الأيسر، وفور وصول رفاقنا إتصل بهم سام على عجل...لكن لا أحد يجيب!!

حين لم يجيبوا في المحاولة الثانية عقد سام حاجبيه وصرخ آمراً:

_" فاليركب الجميع الشاحنة الآن!!"

وقف الجميع ينظر لسام بإستفهام وقبل أن يسأل أحد عن السبب صرخت أنا بحدة" ماذا تنتظرون أسرعوا!!"

ركض الجميع بإتجاهها وكانت الصدمة بعد وصولهم إليها...

خرج العديد من الرجال من خلف الشاحنة وكأنهم قد إختبؤوا خلفها فور نزول عصابة سام منها، صرخ سام بتوتر"اللعنة!" وركض إلى الجهة اليمنى التي من المفترض بالصينيين أن يكونوا فيها ينتظرون جماعته، وقد لحقوا به محاولين فهم مايجري وأول ماخطر على بالي كان (إنها نهايتنا!!) ...

توقف سام عن الركض يلهث بينما ينظر بذهول، فقد حصل ماكان يخشاه بالظبط...

عشرات من الرجال يحاوطون بالمكان من كل إتجاه، إحداهم يقفون في الطابق الثاني يوجهون فوهات بندقياتهم نحونا مباشرة، والآخرون على الأرضية يحملون أسلحتهم البدائية، خناجر، عصايا، مضارب، سيوف، كل مايمكن أن يؤلم العدو قبل أن يموت...

مرتدين ملابس مبهرجة بألوان زاهية...وجميعهم ينظرون إلينا ويبتسمون بوحشية متعطشين لسفك المزيد من الدماء الليلة، وأهم مافي الأمر..لا أثر لعصابة الصينيين..كل هذا كان من تدبيرهم، إنه فخ لعين!!

صرخ أحدهم وقد كان ضئيل الحجم طويل الشعر، يحمل على كتفه عصاً مليئة بالمسامير..:

_" تروقني النظرة على وجهك أيها القصير، أعتقد أنك الزعيم...هل أنا مخطئ؟"

تقدم سام بخطوات تملؤها الثقة ليتكلم بحدة" بإختصار، ما الذي تريدونه؟"

ضحك الرجل الضئيل بإستهزاء بوجهه الكريه وأردف" كم أنت جرييييئ، أوليس علينا نحن أن نسألكم هذا السؤال أيها المتطفلون؟"

تقدم رجل ضخم أسود مفتول العضلات حاملاً كيساً كبيراً بيده وإقترب منا" فالتضعوا أسلحتكم هنا" قال بصوت خشن وأول من وضع سلاحه كان سام...

ليضع البقية أسلحتهم وعلى وجوههم نظرة يأس، خوف، مرتعبين مما سيحصل لهم بعد هذه اللحظة، لحظة وضعهم للسلاح في أيدي الأعداء...

قال الرجل ضئيل الحجم" أنت أيها الأشقر...فالتصعد للطابق إذهب مع كورتيز للطابق الثاني..زعيمنا يود رؤيتك" قال موجهاً كلامه إلي، بينما أنا ظللت أحدق فيه بنظرات حادة دون حراك...

ليوجه لي الضخم الأسود مسدساً على جبهتي" أتحاول إخافتي بهذا؟" قلت رافعاً بصري نحوه بينما أبتسم بسخرية..ليجيبني الضخم بصوت خشن" ما رأيك أن نجرب؟" وأوشك على سحب الزناد لولا أن وخزني سام على ذراعي يشير لي بعينيه أن أذهب..وقد فعلت...

ركب الرجل أصفاداً على يدي ومشيت أمامه صاعداً الدرج المؤدي للطابق الثاني، بينما أنظر لعصابتنا من جانب الدرج، أصبحت تبدو كالنحل التي سلب منها أملها وسلاحها للعيش..أي إبرها السامة...لكننا لسنا ضعيفين ومسالمين كالنحل..نحن دبابير بالأساس...

وصلت لغرفة مغلقة ملصق عليها صور لألبومات إحدى المغنيات، مخبئهم تعمه فوضى غير طبيعية، بل حتى أشكالهم هي فوضوية ومبهرجة...

طرق الباب بقوة ودخل بينما يدفعني بعنف أمامه لأدخل أن الآخر، رأيت أمامي طاولة مليئة بالمخدرات وزجاجات الويسكي...تحوم المكان رائحة تنتة، وخلف الطاولة يجلس رجل في الأربعينات من عمره، ذو شعر أسود عليه علامات الشيب، يضع سيجارة على فمه النتن..بلحيتة المنقطة على وجهه...

_" آرثر اليس كذلك؟" قال بينما يجلس بإعتدال ينظر إلي بخبث...

_" ما الذي تريده؟" قلت بحدة مختصراً الموضوع، وقف ومشى بهدوء ناحيتي وقد أزال السيجارة من فمه واضعاً إياها على المنفضة، ثم أردف" أوتعلم، أنت تروق لي، ما رأيك بالإنضمام لعصابتي المتواضعة؟"

ضحكت بطريقة مبالغ بها مستهزأً بزعيمهم ذو البدلة الرمادية وقلت" فالتذهب إلى الجحيم السابع والتسعين"...

رفع حاجبه بغضب وأشار للرجل الضخم خلفي ليلكمني على بطني لكمة جعلتني أفقد الرؤية تماماً...

بصقت دماً ووقعت على الأرض ضاغطاً بيداي على بطني من شدة الألم، ليجلس هو القرفصاء أمامي ويمسكني من شعري ينظر إلي بحقارة رافعاً حاجبيه" خسارة كبيرة لي أن أفقد شخصاً مثلك، مهاراتك وجسمك المدرب بشكل مثالي، وفاؤك لرفاقك، ودعنا لاننسى وسامتك أيضاً" قال وضحك ساخراً بينما يقف ويمشي وسط الغرفة في دوائر...

_" فالتذهب للجحيم مجدداً" قلت بصرامة بينما أرمقه بنظرات حادة زادته إعجاباً بصلابتي...

_" ما الذي تريده؟ نقود؟..ااااه أعلم أنها لاتهمك لديك لكثير، السلطة؟ سأضعك في أعلى وأفضل منصب، فقط أطلب ماتريد..."

كلمته بعدم مبالاة"تريد حياتي؟ فالتأخذها هي لك بالمجان..." نظر لي بإنزعاج، تنفس الصعداء وأردف بتململ:

_" دعني أعلمك أن هذا العرض لن يدوم أكثر من دقيقة واحدة، فإما أن تموت..أو أن تنضم وتثبت ولائك لي..."

رفعت جسدي على الأرض بصعوبة وقد بدأ ذاك الزعيم اللعين بالعد وهو يدور في الغرفة" تسعة وخمسون، ثمانية وخمسون، سبعة وخمسون.."

جلست في تلك الدقيقة أفكر بينما أستجمع البعض من قواي وأرتاح من أثر تلك الضربة المؤلمة...

_______________

_فلاش باك_قبل دقيقة...

_في الطابق الأول_

_سام_

صعد آرثر الدرج ولم يبعد عيناه عنا، أعلم كم هو متوتر الآن وهم أيضاً، لكن لاوقت لذلك...يجب علي أن أفكر بطريقة للخروج من هنا وفي الحال!

قامت العصابة بجعلنا واقفين بإستقامة في ثلاث صفوف...

أنا في الصف الأمامي بالوسط، أما مايك فقد كان واقفاً في الصف الثاني على اليسار أي خلفي، وقد كنت أنا الوحيد مصفد الدين...

أدرت رأسي أتفحص المكان وقد رأيت حارساً على جانبي الأيسر يبعدني بأربع أمتار أو أكثر، وقد كان يحمل بندقية كلاشنكوف (AK-47) ...

جلس ضئيل الحجم أمامنا يبعدنا بثمانِ أمتار وخلفه يقف رجاله مملئين المكان بأعدادهم الكبيرة...

_" أوتعلمون ماسيحل بكم؟ سيتم صلب واحد منكم ويتم ضربه بهاته العصى الجميلة إلى أن يموت.." قال الضئيل ملوحاً عصاه المليئة بالمسامير، رفع حاجبيه وأتبع بكل وحشية:

_"ولأصارحكم، لن يستغرق الأمر أكثر من دقيقتين للشخص الواحد، والممتع في الأمر أنكم ستشاهدونه يتلوى من الألم بينما يصرخ..آااااا كم أنا متحمس!! إنتظروا فقط أوامر الزعيم، سنبدأ فور معرفتنا إن كان رفيقكم سينضم إلينا أم لا...لدي الكثير من طرق التعذيب المنوعة، وأنا متلهف لتجربتها..."

علمت أنهم يرغبون بضّم آرثر لجماعتهم، وأعلم أيضاً كم أن رأسه يابس ولن يفعل ماسيقولون، وأستنتج من ذلك أنه سيبحث عن طريقة للخروج والفرار...ما الذي يمكنني أن أفعله لمساعدته وإخراجنا من هذا المكان العفن؟!

حركت رأسي للخلف قليلاً أنظر لرفاقي ورائي، وكان واضحاً مدى توترهم وخوفهم بتعابير وجوههم دون التمعن فيها، وقد لاحظت مايك ينظر إلي من تحت نظاراته الطبية...

قد شعرت ببعض الحر وأحسست بالعرق ينزل بهدوء على خدي...

أخذت نفساً وتقدمت للأمام خارجاً عن الخط...وقد تبادرت في ذهني فكرة للخروج من هذا المأزق، لكن كل هذا يعتمد على فهم مايك لإشارتي...

صرخ الرجل على يساري" أنت!! عد إلى الصف!" قال متجهاً نحوي بعنف وقد أشرت لمايك بطرف عيني، وأتمنى أنه قد فهم إشارتي اللعينة تلك...

ركض أحد رفاقي موزيس ليدفع الرجل بكل قوة بينما يصرخ، وقد كان موزيس ضخماً قوي البنية بلحية طويلة مبعثرة على وجهه، رماه أرضاً وأسرعت أنا بأخذ السلاح بالرغم من كوني مقيداً إلى أنني صوبت الرشاش ناحية الرجل الضئيل..ذو القميص الوردي...

نظرت له وبإبتسامة عريضة قلت" أتسائل من سيقوم بتعذيب من؟"

رفع ذو القميض الوردي حاجبيه وأردف بينما يصفق" رائع، جيد جداً..والآن ماذا ستفعل مع كل هؤلاء القناصين فوق؟؟ أستقتلني مقابل موتك وموت كل رفاقك؟ هييييييه~ لم أكن أعلم أنك بهذا الغباء، توقعت شيئاً أفضل، لقد خيبت أملي.."

قال وقد تقدم رجلان أمامه محاوطان به تماما بحيث لايمكنني التصويب نحوه، أطلقت النار على السقف لإخافتهم وكسب بعض الوقت لكن دون جدوى...

أتى أربع رجال من حولي وقاموا بطرحي أرضاً بعنف على وجهي، وأسرعوا بإزالة السلاح من يدي..ليقترب مني الرجل ضئيل الحجم، ينظر إلي بإستصغار كيف يكبلونني مثل الكلب الهائج، داس على يدي بعنف وقد أحسست بأنها كسرت من شدة الألم...

_" أتسمي نفسك زعيماً وأنت لاتجيد حتى حماية نفسك؟؟" قال بكل حقارة بينما يجلس القرفصاء يسحب سكيناً يدويا وأتبع:

_" ما رأيك ببعض الخدوش على وجهك إفتتاحاً لحفلتنا الجميلة هذه الليلة؟ أم أنك تفضل إنتزاع بعض الأسنان الضارة..؟ أعتقد أنني سأبدأ بك أولاً" قال بينما يحرك السكين حول وجهي وقد لامسه...

_" أتعلم لما أسمي نفسي زعيماً؟ لأنني أضحي بنفسي من أجل إنقاذ أتباعي، ليس مثلك أيها الرخيص ذو الوجه الكريه...تأمر أتباعك ليقوموا بتغطيتك بأجسادهم وحمايتك..." قلت بكل ثقة ساخراً منه وعلى وجهي إبتسامة النصر...

_" هاااااه حقاااً؟ تنقذهم؟؟ إذاً أرني كيف تفعل ذلك!!" إنفعل الضئيل مقرباً السكين حول وجهي عازماً على تشويهه، وقد نجحت في إستفزازه وإغضابه...

سام_" لك ذلك... (يبتسم) "

يتبع...

سؤال البارت: كيف سيخرج سام من هذا المأزق؟ وهل سيتمكن آرثر من الفِرار ومساعدته؟ تابعوا معنا...

شكراً على القراءة..أنرتم🌹😍

2019/09/28 · 381 مشاهدة · 1322 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024