إبتسم ثم فتح الباب...رمى السجائر ثم اشار بيديه لتدخل أولا....
ظلت تحدق فيه لثانية، ثم إتسعت عيناها لتفهم ماكانت تعنيه إشارته،
أومئت برأسها ودخلت...

________________

جلست على أحدى كراسي المحل, أغلق جايمس الباب ثم نظر إليها وقال:
_"ماذا تشربين؟؟

لوسي_" رجاءً لاتتعب نفسك حقاً أنا مستعجلة"
أومئ جايمس برأسه بأنه تفهم وضعها, ثم قرب الكرسي الأخر ووضعه أمام كرسيها وجلس فيه...

لوسي_" في الحقيقة أردت أن أعيد لك لك ماتبقى من مال القلادة"
تنهد جايمس ونظر إليها قائلاً:

_" أتفهم شعورك لوسي...لكن هل جربتِ أن تتفهمي شعوري؟

_" صدقني أنا لا أقصد شيئاً سيئاً أنا فقطــ-"
قاطعها وبهدوء:
_" أنتِ تدوسين على كرامتي هكذا"

صمتت لوسي وقد جعلها كلامه تشعر بنوع من تأنيب الضمير, نظرت إليه وقالت:
_" أسفة...لم أفكر أبداً على هذا النحو..."
نظر لعينيها...ثم إبتسم بمكر وقال:

_" سأقبل إعتذارك بشرط....أن تقبلي هديتي وتغلقي الموضوع"
إبتسمت لوسي لبساطته ثم أردفت:

_" حسنً..أنا موافقة"
عم الصمت الأرجاء...ليكسره جايمس بسؤال جريء:

_" ظننت أنكِ لم تريدي رؤيتي ثانيةً..."
لوسي بصدق:

_" لماذا؟ ما الذي جعلك تظن هكذا؟؟
_"حسناً هذا لأني أغضبتك بسؤالي سابقاً"

_"سؤال؟؟...أه ذلك...حسناً في الحقيقة.....في الحقيقة أنا لم أغضب، بل توترت...قليلاً"

(ياااااه ما الذي أقوله >.

جايمس بدهشة_"حقاً؟؟ إذاً أنتِ لم تنهضي لأنكِ غضبتِ مني صحيح؟

أومئت لوسي رأسها بنعم بينما تحدق بالأرض من التوتر، وبعد لحظات قال جايمس:

_"إذا...هل يمكنني أخذ رقمكِ؟؟

(لقد قالهااااااااا ×_×!!! لقد كان شكي في محله يا إلهييييييي! هل يريدني أن أصبح حبيبته؟؟ يا إلهي ماهذا ياله من عديم حياااء! تباًاااا قلبي يخفق بسرعة توقف أيها القلب الأحمق!كـ..كيف سأجيب؟!..أجل أجل صحيييح أجيب السؤال بالسؤال...)

بلعت لوسي ريقها وبتوتر:
_" أا...ه.هل يمكنني أن أعرف لماذا؟؟

أجابها جايمس وبكل صراحة:
_" بالتأكيد...ببساطة أردت أن نصبح صديقين...لذا فكرت في تبادل أرقام الهواتف..أو البريد الإلكتروني, أردت أن أخبرك بذلك البارحة لكنك بدوتِ مشغولة"

صممت لوسي للحظات،وفي تلك الأثناء....

(هيه....هييييييييه⊙_⊙!!! مجرد صديقين؟؟؟ أكان كل ذلك التوتر من أجل لاشيء؟؟ تبا لي،ً أشعر بأنني عديمة الحياء هنا! هوووووف سعيدة أنه لم يكن كما ظننت...)

قالت لوسي وقد بدت على وجهها علامة الراحة:
_" بالتأكيد سأعطيك رقمي لذا سجله عندك"

وبينما هو يسجل الأرقام:
لوسي_" أخبرني جايمس...كم عمرك؟؟"

أجاب:
_"25..وأنتِ؟؟"
لوسي بدهشة:
_" حقاً؟؟؟ أنت تبدو أصغر من سنك...عمري 17"

_"حسناً الكل يقول هذا"
_"يااااه....لهذا السبب تجيد التصرف كالنبلاء...وأنت لطيف أيضاً^_^"

لم يتماسك جايمس وضحك بصوت عالي من كلامها بينما هي تنظر إليه بإستفهام؟؟
جايمس محاولاً إمساك ضحكته:
_" أهه....إذا هذا هو رأيك عني" ثم عاد يضحك من جديد...

لوسي_" أنا لا أمزح *^*"

_" أسف أسف...لكن هذه أول مرة يقول لي فيها أحد هذا"
صمتت لوسي وهي تدقق في المتجر يميناً وشمالاً،قال جايمس وهو يبتسم حتى بانت أسنانه:

_" في الحقيقة لم أعتقد أنكِ ستقولين هذا..."
_" لماذا؟؟

_" حسنا بدوتِ لي فتاة خجولة"
تعالت صوت ضحكات..لكن هذه المرة كانت صادرة من لوسي:

_"أهاهاااهه....أنا بالفعل فتاة خجولة"
قهقه جايمس ثم أردف:

_"الفتاة الخجولة لاتقول بأنها خجولة"
إنفجرا ضحكاً معا....ثم قالت لوسي:

الأمر ليس كذلك...فأنا أشعر بالراحة عند الحديث معك.."
_"يسعدني سماع ذلك أيتها الخجولة"

إبتسمت وقالت:
_"ما رأيك....لنصبح أخوين بدل صديقين" قالتها بينما ترفع أصبعها السبابة بإتجاهه

إبتسم ثم رفع حاجبيه قائلاً:

_" هل أنتِ متأكدة؟؟ ليكن بعلمك أنني سأكون أخاً مزعجاً!"

ضحكت وقالت:
_"أجل أجل لابأس بكِ أيها الأخ المزعج^_^"
سألها :

_" اليس لديك إخوة؟
_" بلى أمتلك أختاً صغيرة مشاغبة" ثم أنزلت عينيها تنظر للأرض....إبتسمت وأتبعت"...حقاً لا أدري كيف كان سيكون العالم لو لم تكن موجودة معي"

صمت للحظات ينظر إليها بوجه خالي من التعبير...
ثم إبتسم وبنبرة ممزوجة بنوع من الغرور قال:
_" لابأس فسيكون لديكِ أنا"

إبتسمت قائلة:
_" يالك من مغرور...يجب أن أعيد النظر في جعلك أخاً لي"
_ "لقد فات الأوان للتراجع، السلعة التي تباع لاتستبدل ولا ترد!"

_" مادخل السلعة بالموضوع؟؟ هل كثرة بقائك في المتجر مزقت عرقا من عقلك؟

ضحكا بصخب كالمجانين, وضعت لوسي يدها تمسح دموعها بينما ترفع عينيها للأعلى قليلاً...حتى رأت ساعة المتجر,

الساعة 12:34....
وقفت لوسي من على الكرسي بسرعة o_0,
ثم قالت بهدوء:
_"جايمس هل هذه الساعة صحيحة؟"

نظر إليها جايمس بذهول:
_" أجل هي صحيحة...ما الأمر مابك؟؟ وكأنك رأيت شبحاً؟"
_"الوقت...الوقت... ساندريلا.... أقصد يـ.يجب أن أسرع"

ضحك جايمس قائلاً:
_" هل أنتِ بخير؟ هل أثر عليك جو المتجر أو ماشابه؟"
لوسي تصرخ:

_"جايمس هذا ليس وقت المزاح أمي أخبرتني أن لا أتأخر ستقتلني ياجايمس أتدري كم هي مخيفة؟؟"

جايمس مهدئاً:
_" حسناً حسناً لاداعي للقلق سأوصلك بالسيارة"
_"لاشكراً سأذهب ركضاً إنه أسهل"

رد عليها جايمس بغضب:
_" سأوصلك لمنزلكِ لوسي لن تذهبي لوحدك هل تعلمين كم الساعة؟؟؟
_" لابأس أنا أعود كل يوم تقريباً في هذا الوقت لادـــ"

قاطعها بهدوء:
_" واجبي كأخيك أن لا أدعكِ تتعرضين للأذى...وواجبك كأختي أن تطيعي أوامر أخيك؟...هيا معي إلى السيارة"

لم تقل لوسي أي شيءً...بل تبعته كالآلة إلى سيارته المركونة خلف ظهر المحل متعجبة من تصرفه....

(لم هو قلق علي هكذا....إنه شخص إلتقيته البارحة؟؟)
ركبا السيارة ثم إنطلقا....
لم تمض سوى دقائق حتى وصلا....

كان مشهداً رهيباً....
عمارة بأكملها تحترق حتى أصبحت رماداً....

_" ما الذي يحدث هنا؟؟" قالها جايمس مذهولاً مما يراه،
بينما تنزل لوسي من السيارة بسرعة راكضة إتجاه الحريق تاركة جايمس ورائها...

جايمس وهو ينزل من السيارة:
_" لوسي إنتظري هذا خطر!"

ركض خلفها مهرولاً، وقفت لوسي تردد كلمات غير مفهومة:
_" أ....مي....جـ...جوري"

حضنتها الجارة كاميليا وهي تحاول تهدئتها:
_"لقد إتصلنا بالإسعاف لكنهم تأخرو كثيراً...سعيدة أنكي كنتِ خارج البيت يابنيتي, لابأس متأكدة أنهم بخيــ-
دفعت الجارة بقوة وركضت مسرعة داخل البناء الذي يحترق مناديةً على أمها وأختها,

ركض جايمس ورائها وقد غطا أنفه بقميصه:
_" لوووووسي!! ما الذي تفعلينه بحق خالق الجحيم عودي"

أمسكها من ذراعها وسحبها بخشونة حيث إندفعت إلى صدره, رفعت رأسها إليه وهي تبكي:
_" أرجوك أتركني جايمس أمي وأختي بالداخل أنا متأكدة من أنهما خائفتين سأخرجهما أتركني أتركني"

صرخ بوجهها بملامح جدية:
_" لوسي؟ لقد فات الأوان, لا أمل من هذا المبنى، سينهار بعد قليل!
إبتلعت لوسي لسانها تنظر إلى عينيه من الصدمة....

_" أمسكي هذه ضعيها على أنفكِ...لاتتركي يدي مهما حصل!"
قالها وهو يركض نحو الخارج ولوسي تركض ورائه دون أن تنطق بحرف...تحدث نفسها:

(هل أنا في حلم....أهو مجرد كابوس مزعج؟؟ إن كنا كذلك فأنا أريد الإستيقاظ...لايمكنني تحمل أكثر من هذا!!)

في اللحظة التي خرجا فيها إنهار المبنى ليصبح رماداً يتطاير وسط الرياح..وسيارات الإطفاء لم تصل بعد...

جلست لوسي على ركبتيها تراقب الشرارات وهي تنطفئ الواحدة تلو الأخرى, ودموعها التي لم تتوقف عن التساقط تحجب عنها الرؤية تماما.....

(أريد الإستيقاظ من هذا الكابوس...لما لايمكنني ذلك؟ رأسي يؤلمني...أشعر بالتعب...لا أريد المزيد من هذا..)

وسط الضوضاء...وسط صخب الجيران....

"لقد رأيت شخصاً مريباً كان يخرج من هذا المبنى.....أظن أنني رأيته يحمل برميل بنزين!"

قالها أحد الجيران القريبين من المبنى....

لم تلتقط لوسي سوى هذه الجملة التي حفرت في رأسها..
لم تعد تسمع بوضوح مايصرخ به الناس حولها...لم تعد تستطيع الحركة من مكانها....تنفسها أصبح طبيعياً....لازالت في صدمة...

جلس جايمس على ركبة واحدة ينظر إلى عينيها بوجه خالي من التعبير....

حضنها بلطف ثم أردف قائلاً:
_" لابأس عليكِ...سيمر هذا" قالها وهو يربت على شعرها الحريري بكل هدوء....

إلى أن فقدت وعيها...

يتبع...

شكرا على القراءة♥ أنرتم

2019/08/25 · 606 مشاهدة · 1110 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024