تنفس الصعداء وقد تعب من برودتي ليضع الكماشة بعنف على الطاولة ويحمل بدلها أداة تشبه الملعقة، لكن شكلها أقرب إلى ملعقة الآيس كريم..مدورة وبدها أشواك صغيرة...

حملها وإقترب مني قائلاً" أتعلمين ما الذي تفعله هاته؟"

حركت رأسي بتساؤل ليجيبني" ستقوم بإقتلاع عينك الرمادية الساحرة بخفة وبراعة دون خدش العين..لكن الم بقية الجسم لن يحتمله حتى أشد الرجال..هل أنتِ مستعدة؟"

______________________________

ضحكتُ بسخرية قائلة " إنك لمجنون..." وضع الأداة بجانب عيني قائلاً:

_" لاتعلمين كم سأجني من وراء هذا..أوه لاداعي للقلق على عيناك الجميلتين سيكونان بأمان مع مجموعة العيون خاصتي، لكن هذه أول مرة أحصل فيها على لون رمادي فاتح كهذا..إنه مميز"

نظرت له نظرة أخيرة قبل أن يفعل مايوشك على فعله، لأردف بإبتسامة" لم تحصل عليهما بعد!"

أجاب بثقة بينما يقهقه بسخرية" هه ومن سيوقفني؟؟" ليفتح الباب فجأة بعنف وكأنه تم كسره...

إبتعد إدوارد عني فزعاً، ليدخل بعدها ميشيل إلى الغرفة وقد كنت سعيدة لمجيئه...لا أدري ما الذي كنت أفكر فيه بتلك اللحظة بالذات...

رفع مارك رأسه بهدوء ينظر إليه ليردف" على رسلك ياصاح! قطعت تركيزي.."

(عليه اللعنة كيف له أن يركز وسط ألمي وصراخي؟! مجنون لعين!!)

ظل ميشيل ينظر بدهشة كمن تم غسل دماغه، وكأنه كان شارداً...

نظر إلي وإلى الحالة التي كنت فيها، ليسألني" كنتِ أنتِ لوسي طوال الوقت!" أنزلت رأسي لأسفل ولا أدري لما، لكنني لم أتمكن من النظر في عينيه...

_" إستغليتني وكذبتِ علي.." رفعت رأسي بسرعة لأردف بإنفعال" أنت مخطئ!!"

إنفعل بوجهي يصرخ" إذاً مامعنى هذا؟؟ اللعنة عليك وعلى أشكالك أيتها الـ***** أنت تثيرين إشمئزازي!!"

نظرت إليه بحدة وبهدوء أردفت" ميشيل لايهمني إن كنت ستصدق ما سأقول أم لا الأمر عائد إليك، لكنني أريد منك أن تسمع هذا..."

صمت ينظر إلي بطرف عينه بغضب وحقد..لأردف أنا دون أن أرمش أو أبعد عيني عن عيناه:

_" كل ماقلته لك كان حقيقة..لم أكذب بشأن أي شيء، والأوقات التي قضيتها معك..كنت مستمتعة بذلك حقاً..كل ذلك لم يكن كذباً..." لم ينطق بحرف، ظل فقط يستمع إلي بينما أحكي له مدى صدقي وأبرر...لم أفهم لما قلت ذلك، لو أنني إستخدمت عقلي لقمت بإستغلاله للخروج، لكنني أردته فقط أن يتفهمني، ولم أرده أن يكرهني...

نظر إلينا إدوارد بينما يبتسم بدهشة، ليردف بعدها بنبرة ساخرة" لاتخبريني أنك وقعتِ في حبه! أوهووو أنت حقاً لاتصـ-" لتقاطعه لكمة من ميشيل مهشمة أنفه، ولم يكتفي، بل قام بحمل قطعة المعدن الساخنة بقماشة وقام بغرزها في كتفه بجانب قفصه الصدري...

صرخ إدوارد بينما يحرك قدميه بهستيرية..لم يتمكن من تحمل ذلك الألم، وقد إلتصقت قطعة الحديد بجسده وكأنهما إنصهرا معاً...

إرتعش جسدي من سماعي لصراخه، وبالرغم من انه قام بتعذيبي وإلامي إلى أنني شعرت ببعض الأسى إتجاهه ولم أتحمل سماع صراخه أو رؤيته وهو يتلوى من الألم...

أدرت رأسي مغمضة عيناي، لأسمع بعدها الباب الحديدي وهو يغلق بعنف، فتحت عيناي ببطئ لتقع على عينا مارك، ينظر إلي ويبتسم بسعادة..لا، لم تكن إبتسامة سعادة بل كانت إبتسامة شيطانية...إنه شيطان!

أوشكت على البكاء حين غادر ميشيل، لا أدري لم ظننته سيخرجني من هذا الجحيم اللعين...

(أنا فعلاً غبية...حقاً فيما كنت أفكر؟!)

شعرت بأنني لن أتمكن من المقاومة أكثر، سأخضع وأستسلم لهؤلاء الشياطين في النهاية..

______________

_في المستشفى...

صرخ آرثر محدثاً جلبة في المشفى" لم يأتِ أحد بعد!..كل ما أراده سام كان إرضائهم، ومن دفع الثمن جراء ذلك؟؟ كااان هو! الم تفهم بعد مايك؟؟ إنهم مجرد ملااعين لايستحقونه!! كل ما أراده كان جعل لوسي تفخر به لااا أكثر من ذلك..." قال بغصة ممسكاً رأسه بكلتا يديه...

_" إهدأ آرثر سيطردوننا من المشفى!!"

جلس آرثر بغيظ ويأس على المقعد منتظراً خروج الطبيب وقد نفذ صبره...

ليسمع مايكل ضوضاء داخل المشفى، ضوضاء تقترب منهم شيئاً فشيئاً وكأن عدداً كبيراً من الناس دخلوا إلى المستشفى دفعة واحدة...

عقد مايكل حاجبيه بشك، لتتسع عيناه بعدها وترتسم إبتسامة ذهول على وجهه، هز كتف آرثر لينظر إليه، رفع آرثر رأسه ومزاجه المعكر ظاهر على وجهه...

لتتسع عيناه بعد أن رأى مايقارب الثلاثين شخصاً متوجهين نحوهم..وكان هاؤلاء أفراد عصابة لوسي...

كان آلبرت يقف في الأمام، دخلوا المشفى بعد أن إقتحموه مبعدين الأمن عنهم، وقف كل من الممرضات والمرضى والأطباء ينظرون من بعيد بخوف وذهول...

لتسقط طفلة كانت تقف أمامهم دميتها من الخوف، أسرعت أمها إليها لتبعدها عنهم، لكن آلبرت توقف وركع ليحمل عنها دميتها ويسلمها للطفلة وعلى وجهه إبتسامة طيبة..

كادت الأم أن تقع من الخوف، شكرته بينما ترتجف وأسرعت بأخذ إبنتها بعيداً عنهم، إستدار آلبرت بإتجاه المرضى بينما يقول بصوت عالٍ" لسنا هنا لإفتعال المشاكل، أتينا للإطمئنان على صديق لنا فقط.."

قال وتقدم نحو آرثر، جلس بجانبه بينما يربت على كتفه" لاداعي للقلق سيكون بخير.."

هز آرثر رأسه وأردف" شكراً لمجيئكم.."

ملئ الأفراد أرجاء المشفى بعددهم الكبير، ظل البعض واقفاً بينما جزء منهم جلس على الأرض أو الكراسي...

مرت ساعة، وسام مايزال داخل غرفة العمليات...

خرج ممرض مهرولاً ليمسكه آلبرت" كيف حاله؟!"

ذعر الممرض من رؤيتهم ليردف بتوتر" حـ..حالته غير مستقرة سنفقده..أحتاج لإحضار المزيد من المواد.."

ليتركه آلبرت يذهب في طريقه بينما يقف شارداً متسع العينين، مر الوقت، وسام مايزال في غرفة العمليات...لم يشأ أحد من الأفراد المغادرة قبل الإطمئنان عليه...

عم الصمت الأرجاء، وتأخر الوقت، وقد غادر كل من الممرضات وموظفوا الإستقبال لبيوتهم، قلت إضاءة المشفى وأصبحت الأضواء ترمش وأحياناً تنطفئ وتنير مجدداً...

وقف آرثر وبدأ يمشي ذهاباً وإياباً أمام غرفة العمليات وقد نام مايكل وهو جالس على الكرسي...

دقائق من التوتر، وأخيراً خرج الطبيب، وعلى وجهه علامات لاتبشر بالخير...

إلتف حوله الشبان يسألونه عن حالته وآرثر ممسك بكتفيه يسأل بإنفعال...

ليهز الطبيب رأسه بعدم إيجاب قائلاً" لقد فارق الحياة...فعلنا مابوسعنا ولم نتمكن من إنقاذه..."

يتبع...

سؤال البارت: ماذا سيكون مصير لوسي ياترى؟ تابعوا معنا...

كلمات من الكاتبة: عفواً على قصر البارت🙏...متاااابعة شيقة😎😁

شكراً على القراءة..أنرتم😍

2019/10/03 · 460 مشاهدة · 881 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024