خرج الطبيب من غرفة العمليات وعلى وجهه علامات لاتبشر بالخير...

إلتف حوله الشبان يسألونه عن حاله وآرثر ممسك بكتفيه يسأله بإنفعال...

ليهز الطبيب رأسه بعدم إيجاب قائلاً" لقد فارق الحياة...فعلنا مابوسعنا ولم نتمكن من إنقاذه..."

____________________________

شعر آرثر بتلك اللحظة أنه فقد كل شيء...فقد الشعور بالحياة...فقد فرداً من عائلته، شخصاً كان بمثابة شقيقه الأصغر الذي يقوم هو بتحمل أخطائه ونصحه...

دفع آرثر الطبيب لا إرادياً ودخل غرفة العمليات، ليجد سام مغطىً بالدم على السرير وقد إصفر وجهه...

إستدار آرثر ولم يتحمل رؤيته، مسح وجهه بيديه وعاد ينظر إليه من جديد ليمسك القماش أبيض اللون ويقوم بتغطية وجهه وقد اوشك على النحيب والبكاء، ليسمع تحت الغطاء:

_" آرثر.."

تجمد آرثر في مكانه، قرب يديه ببطئ وقلبه يخفق بسرعة ليزيل القماش...

وجد وجه لوسي تحدق فيه بطريقة وأردفت بصوت خشن" هل أنت بخير!!"

ليستيقظ آرثر فزعاً وقد أوشك على السقوط من الكرسي...

أردف آلبرت بقلق" أنت بخير؟؟" نظر إليه آرثر ولم يستوعب بعد أنه كان مجرد كابوس، ثم وقف وأردف بإنزعاج:

_" كابوس لعين!"

نظر حوله، كان نفس جو الحلم..لكن الطبيب لم يخرج بعد من غرفة العمليات...

مشى قليلاً، ليلمح آلة بيع العصير وقد شعر بالعطش، ذهب إليها بينما يسحب من جيبه النقود ويضعها فيها بخمول...

وبعد ضغطه للزر سمع صراخ رفاقه وكأن المشفى أصبح ملعباً لكرة القدم...

ترك النقود في الآلة ليركض ناحيتهم مهرولاً، حين وصل رآهم يحاوطون بالطبيب بعض منهم يقبله والآخر يحمله على كتفه، البعض يبكي والآخر يضحك...

إندهش وقد إرتسمت على وجهه إبتسامة، ليقترب ويعانق مايك يسأله" إنه بخير صحيح؟" أجابه مايكل بينما يبكي مبتسماً:

_" أجل، إنه بخير.."

أتت الطفلة التي سلمها آلبرت لعبتها سابقاً لترى مايجري، نظرت لهم بتعجب ثم ذهبت بإتجاه آلة بيع العصير، لتجد علبة عصير مرمية تحت...

إرتسمت على وجها ملامح ذهول يصاحبها سعادة، وكأنها قد وجدت كنزاً وليس مجرد علبة عصير، حملتها بسعادة وركضت إلى الغرفة التي بها أمها...

________________

_في مكان آخر_بعد ساعتين...

جلس دايمن في كرسي على الشرفة، مرتدياً معطف يقيه من النسيم البارد...، ممسكاً هاتفه ويقلبه منتظراً مكالمة..،مكالمة مهمة بالنسبة له...

مر مايقارب العشر دقائق وهو جالس ينتظر، ثم نظر إلى ساعة يده فإذا هي تجاوزت الثالثة صباحاً...

عقد حاجبيه وتنفس الصعداء يتمتم" يبدو أنها لن تتصل..."

كان الإتفاق بينه وبين لوسي هو أن تتصل به كل 24 ساعة، وإن لم تتصل خلالها يعني ذلك أن شيء ما قد حدث لها، لكنه إنتظر ثلاث ساعات إضافية، لأنه يعلم أن لوسي متهاونة جدا وقد سبق وأن مرت 24 دون أن تتصل به...

ولكن ثلاث ساعات كانت كثيرة...لم يطق الإنتظار أكثر ليقف بعنف ويمشي لداخل مكتبه بعصبية وتوتر، منادياً حارسه...

دخل الحارس وعيناه تدل على أنه كان نائماً" نعم سيدي؟"

أمره دايمن بصرامة"جهز لي الرجال ومروحيتي، سننطلق بعد عشر دقائق!!"

أومئ الحارس رأسه إيجاباً وركض مسرعاً، أزال دايمن معطفه وأخذ يتجهز هو الآخر...

______________

_في السفينة...

دخل رجل للحجرة الرابعة..التي توجد بها لوسي...

كانت لوسي قد غفت، ليرمي سطل ماء مثلج على وجهها، إستيقظت فزعة تشهق، نظرت إليه بعدم إستيعاب، ليضحك هو:

_" يالها من ملامح..من سمح لكِ بالنوم!" شدد على كلمته الأخيرة ليصرخ بينما يضربها بعصى بيسبول، بالأخص على بطنها، بصقت لوسي دماءً من فمها وقد شعرت بألم لايحتمل...

دخل عليهما الرئيس..والد ميشيل" الم تتكلم بعد؟"

إستدار الرجل وبإحترام أردف" ليس بعد سيدي..إنها عنيدة"

هز رأسه إيجاباً ليردف" أقتلها" أومئ الرجل رأسه وإقترب من لوسي دون تردد ليردف الرئيس من خلفه:

_" حاول الإطالة بذلك قدر الإمكان، أريدها أن تتعذب لأسمع صراخها وأنينها يدور في إذني، إفعل ذلك كي أرتاح..." قال بينما يجلس على الكرسي بكل برودة وهدوء، نظرت له لوسي بحقد تفكر...

(مجنون...لقد وقعت بين حفنة من المجانين!)

قرب منها سكيناً كبيراً وكأنه مخصص للذبح، قربه نحو بطنها رافعاً قميصها للأعلى، بدأت لوسي بالإرتجاف، لكنها حاولت إخفاء خوفها لتردف بحدة بينما تنظر إليه" إلمسني وستندم!"

رفع بصره ينظر إليها..ثم قرب السكين ليلامس بطنها...

(لايمكنني الموت هنا وعلى يد حثالة! أنا لم آخذ بثأري من قاتل عائلتي بعد..لا، لن أموت هنا ذلك مستحيل!!)

أنزل عينيه مركزاً على عمله بينما يهمس" فالتلزمي الهدوء، لأنني موشك على فتح بطنك وإستخراج أحشائك منها..."

أبعد السكين وحين أراد إدخاله بقوة صرخت" سأخبرك! لذا إبتعد عني أيها اللعيين!!"

رفع الرئيس حاجبيه بإعجاب، بينما يبتعد الرجل عنها قائلاً بحدة" هاتِ ماعندك"

نظرت لوسي للأرض مدعية الإستسلام بينما تقول" إستأجرني رجل، يدعى جوزيف.."

لم تكن لوسي تجيد الكذب كما يفعل سام، لذا حاولت قدر الإمكان أن لاتلتقي عينيها مع الرئيس أو الحارس لأنهما سيكشفان كذبتها في لحظة...

_" من يكون؟" قال العجوز منتظراً منها أن تجيب، إدعت لوسي بأنها تسعل لكي تطيل الوقت، بينما تفكر...

(أعتقد أن دايمن قد لاحظ إختفائي..تباً لا أدري كم هي الساعة الآن..، هل يعقل أنه لن يأتي من أجلي؟ طبعا رجل مثله لن يأتي من أجل فتاة لاتجيد شيئاً سوى الشتم..لكن لايزال هناك أمل، تباً لذلك! يجب علي أن أكسب المزيد من الوقت!!)

_" أحتاج بعض الماء..." قالت لوسي مدعية الإنهاك ليصفعها الرجل ويسحبها من شعرها بعنف وغضب قائلاً:

_" لامزيد من الألاعيب!"

_" أتركها! وأحضر بعض الماء.." أمره الرئيس بصرامة، ليعتذر الرجل ويخرج مسرعاً لجلب بعض الماء...

_" جهزي نفسك إن كانت هذه لعبة..سأحرص على إدخالهم لكِ في الفرن وشيك حية..." قال بينما ينظر إلى عيونها بشك...لتردف لوسي:

_" لاااااا الرحمة! فالتعفو عني أرجوك..هل ظننتني سأقول شيئاً مثل هذا؟ الخنازير أمثالك هم من يجب أن يطبخوا في الفرن وليس أنا.." قالت لوسي مستفزة إياه وعلى وجهها نظرة مخيفة أكثر من نظراتهم الشيطانية...

وقف مقترباً منها ليسمع طرقاً قوياً وفتح الباب بعدها بسرعة، دخل أحد الحراس بإنفعال بينما يقول" أعتذر على إزعاجك سيدي..لكننا نتعرض للهجوم! تمت رؤية عدد من المروحيات متجهة نحونا..أعتقد أنهم قد وصلوا إلينا الآن!!"

عقد العجوز حاجبيه والقلق بادٍ على وجهه ليخرج بسرعة بينما يأمره" جهز الرجال..سنتصدى لهم!"

أومئ الحارس رأسه ومشى معه تاركين باب الغرفة شبه مغلق...

إرتسمت على وجه لوسي إبتسامة النصر وقد سعِدت بأن دايمن لم يتخلى عنها...هي ستعيش!

ظلت معلقة لمدة عشر دقائق، وهي لاتسمع شيئاً سوى ضوضاء في السطح، لتسمع فجأة الباب الحديدي وهو يفتح ببطئ...

رفعت رأسها بسرعة وقلق بينما تفكر...

(هل هو إدوارد؟ كلا إن إدوارد مصاب، أتمنى أنهم لم يحضروا لي مجنون آخر ليقتلع لي أسناني وأحشائي...)

ليدخل ميشيل حاملاً كماشة حادة وعلى وجهه نظرات باردة، إتسعت عينا لوسي بدهشة..كلا بل بصدمة!

(لحظة..لاتخبروني أنهم أرسلوه ليقوم بقتلي!!)

يتبع...

سؤال البارت: هل سيقوم ميشيل بأذية لوسي حقا..؟ وهل ستنجو هي من المصيبة التي وقعت فيها؟؟ تابعوا معنا...

2019/10/04 · 406 مشاهدة · 1005 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024