رفعت رأسها بسرعة والقلق بادٍ على وجهها، بينما تفكر...

(هل هو إدوارد؟ كلا إن إدوارد مصاب، أتمنى أنهم لم يحضروا لي مجنون آخر ليقتلع لي أسناني وأحشائي...)

ليدخل ميشيل حاملاً كماشة حادة وعلى وجهه نظرات باردة، إتسعت عينا لوسي بدهشة..كلا بل بصدمة!

(لحظة..لاتخبروني أنهم أرسلوه ليقوم بقتلي!!)

____________________

إقترب منها بهدوء بينما يحدق في عينيها بحدة، لتبعد لوسي جسدها محاولة الرجوع للوراء والخوف بادٍ على وجهها...

وصل إليها لتصرخ" أبتعد عني..لاتلمسني!" فقدت لوسي رباطة جأشها وبدأت بالإرتجاف وهي تتصبب عرقاً، وبشكل غير متوقع أوشكت على البكاء...

إبتسم ميشيل وأردف" أنتِ حقاً تخافين مني...، لاتقلقي لست هنا لإيذائك..جئت لإخراجك من هذه الغرفة العفنة!"

_______________

_فلاش باك_قبل عشر دقائق...

_ميشيل_

كنت قد دخلت غرفتي وإستلقيت على سريري، والأفكار برأسي أهلكتني ولم ترد تركي بحالي..أردت النوم فقط!!

لأسمع ضوضاء في سطح السفينة، عقدت حاجباي وإعتقدت أنني أهلوس، لكنني تأكدت بعد أن سمعت الرجال يركضون داخل السفينة وقد مروا ناحية غرفتي محًدثين جلبة...

بحثت عن مسدسي، لكنني لم أجده... (تباً لقد نسيته في غرفة مارك!)

فتحت الباب بهدوء وركضت مسرعاً نحو السطح، صعدت السلم مخرجاً نصف جسمي أنظر...

رأيت تبادل عنيف لإطلاق النار، بين رجالنا ورجال آخرون لم يبدو كرجال العصابات..يبدو أنهم من منظمة ما..أو من المافيا ربما؟!

وقعت عيني على رجل يرتدي سماعة الطيار ينزل من مروحية مميزة، مشى بثقة بينما يقوم بتعبئة بندقيته التي بدت لي رشاشة..لايمكنني تحديد ماهي من هذا البعد...

لتلتقي أعيننا فجأة، ضيق عيناه ينظر لي.. (مامشكلته ينظر إلي هكذا! هل أنا أعرفه؟)

تجاهلته ونزلت عائداً داخل السفينة، أردت الذهاب لغرفة مارك وإلتقاط سلاحي...لكنني تذكرت شيئاً أهم...

(ماذا عن لوسي؟ إن تركت هناك ستموت وحسب! لحظة..وما شأني أنا بذلك؟؟ لما أفكر بواحدة مثلها أصلاً!! من الأفضل أن ألتقط سلاحي وحسب...)

مشيت ناحية غرفة مارك، وقبل أن أصل ببضعة أمتار توقفت أفكر...

(ماذا لو أن ماقالته حقيقة؟ تباً لست معتاداً على الفتيات..هل كانت صادقة ياترى..أم مجرد كاذبة لعينة ! ..لما لا أسألها بنفسي!!)

غيرت إتجاهي وركضت ناحية الحجرة الرابعة...

فتحت الباب ووجدتها تنظر إلي متسعة العينين، إقتربت منها لأفتح أصفادها لكنها أخذت تبتعد بخوف، بدأت بالإرتجاف وقد كانت أول مرة أراها بمثل هذا التعبير..، حسناً هي فتاة بعد كل شيء...

واسيتها قائلاً أنني لن أؤذيها..وأنني قد أتيت لإنقاذها، بدت مندهشة من كلامي..وكأنها إرتاحت نوعاً ما...سعدت حقاً برؤيتها، أعتقد أنني سأخرجها من هنا بعد كل شيء...

_______________

_باك_

_" هاه!" أطلقت لوسي شهقة مسموعة بينما تنظر إليه بتعجب، ونزلت على وجنتيها دمعة هاربة...

جلس على ركبتيه وأخذ يفك قيودها، أسرعت بإنزال رأسها لتصرخ مدعية الغضب" أخبرتك أن لاتلمسني أيها اللعين!!"

نظر إليها بحدة قائلاً" لاتظنين انني أفعل هذا من أجلك! أنا فقط أستخدمك لأتحدى والدي..لا أريد أن أكون دميته بعد الآن..تفهمين!! إياك والتفكير بأشياء أخرى!"

قال وعاد يفك الأصفاد، نظرت له لوسي بتعجب ولم تنطق بحرف، بعد إنتهاءه:

_" إنتهيت..هل يمكنكِ الوقوف؟" قال بينما يمد يده نحوها ليساعدها على الوقوف، لتصفعها لوسي قائلة" أنا لست ضعيفة..بالتأكيد أستطيع الوقوف!!"

_" أهكذا تتكلمين مع منقذك؟"

صرخت لوسي بوجهه" الم تأتِ لتقوم بتحدي والدك وليس لإنقاذي!!"

إتسعت عينا ميشيل ليردف" هل يهمك إلى هذه الدرجة الفرق بين كوني أتيت من أجل إنقاذك..أو لتحدي والدي؟"

صمتت لوسي تفكر...

(لحظة..لما قلت ذلك؟ ولما إنفعلت بوجهه أساساً؟؟ هل فعلاً إنزعجت لأنه لم يأتِ من أجلي!! لا لا هذا هراء..هو يقوم بالتلاعب بي لن أدعه ينال مني!)

_" من سيهتم بذلك يا رأس الديك!!"

_" ر..رأس الديك؟؟؟" وقف ميشيل غير مستوعب لما قالته له..لم يجرؤ أحد طوال حياته بنعته بمثل هاته الصفات أو شتمه...

دفعته لتتبع" إبتعد أنت تسد الطريق أيها الغوريلا!"

عقد حاجبيه وإستدار يقول" أتظنين أنكِ ستنجين مني بعد قولكِ لمثل هذا الـ..." سقطت لوسي أرضاً ولم تتمكن من الحراك أو الوقوف، ليسرع إليها ميشيل يسألها" لايمكنكِ المشي صحيح؟"

أجابته بإنهاك وبكل وقاحة" إخرس أيها اللعين..مـ..ـن تظنني!؟"

بينما وجهها ملتصق بالأرض غير قادرة حتى على رفعه والتكلم بطبيعية، قام ميشيل بحملها، لتنظر هي له بإستغراب، ويبدأ قلبها بالخفقان وهي لاتدري لما...

_" أتركني أيها اللعين..أنا بخير دعني أريك كيف أستطيع المشي بحرية...إبتعد!!" صرخت لوسي في وجهه ليردف هو بصراخ أعلى" الا يمكنكِ أن تصمتي لدقائق!؟ أنتِ ثقيلة جداً!!"

صمتت لوسي وقدِ إحمر وجهها خجلاً، فعلا..لايسكت العصبي غير المتعصب!!

تأوهت لوسي فجأة لينفعل ميشيل" ماخطبك؟؟"

_" ظهري..ظهري لاتلمسه إبتعد!!"

تركها لتقف بصعوبة، نظر لظهرها من قميصها الذي ذاب بسبب الحديد الساخن...

_" اللعنة..هل يؤلمك؟" عقد ميشيل حاجبيه وكأنه حس بألمها...

_" أحمق! بالتأكدي هو يؤلم!!" صرخت لوسي بإنزعاج بينما تلمس ظهرها بهدوء...

أردف محاولاً مواساتها" ليس بالأمر الجلل..أنا أيضاً أمتلك واحدة على ظهري..."

صرخت في وجهه" أخرق أنت لاتساعد هكذا!!"

تنفس الصعداء، ثم مشى أمامها وجل القرفصاء بينما يقول" إصعدي.."

_" لا اريد" أجابت لوسي دون تردد وبعناد..

" هل ستصعدين أم لا؟؟"صرخ في وجهها مجدداً، لتردف مدعية العصبية بينما تركب فوق ظهره:

_" لن أكون مدينة لك على هذا أفهمت؟؟"

إبتسم ومشى، ليردف قبل أن يخرج من الغرفة" أنتِ حقاً ثقيلة"

ضربته على رأسه بينما تجيب" لم أطلب منك أن تحملني!!"

أردف بحدة" أضربيني مجدداً وستفقدين يدك!"

ضمت لوسي يدها إلى صدرها بسرعة خوفاً من نوباته العصبية الجنونية..فهو على عكسها، لايدعي الغضب كما تفعل هي دوماً لتغطية مشاعرها الحقيقية...غضبه الجنوني حقيقي!!

في الطريق أخذت تفكر...

(لما أنا أشعر بالخجل؟ وقلبي يخفق أيضا! إعتدت أن يحملني آلبرت هكذا حين أصاب..وسام وآرثر أيضاً، ليست أول مرة يحملني فيها رجل فمِمّ أنا خجلة؟؟)

ثم خطر ببالها سؤال عجيب"هي ميشيل، حين تخرج من هذا المكان سيتم نعتك بالخائن صحيح؟؟"

_"نعم..وماذا في ذلك؟"

_" إذاً ما الذي ستفعله حين تخرج من هنا؟"

أجاب بعفوية" حسناً..لا أعلم، أعتقد أنني سأعيش حياة طبيعية خالية من الفوضى..."

هزت لوسي رأسها بإيجاب ليسأل" لما سألتِ هذا السؤال؟"

أجابت بعفوية هي الأخرى" لا شيء حقاً..فقط خطر ببالي هكذا"

واصل ميشيل المشي بخطوات سريعة، ليصادف رجالاً يتبادلون إطلاق النار في الداخل مغلقين الطريق...

ركض بإتجاه مخرج آخر، وكانت تلك غرفة بها بابين، يمكنه المرور عبر دخوله الباب الجانبي ويخرج من باب آخر داخل الغرفة..ذلك سيخرجه في طريق الصعود للسطح مباشرة...

دخل الغرفة بهدوء ليجد والده يجمع الملفات بكل برودة، إلتقت أعينهما وعلى وجه جورج علامات تعجب وصدمة...

_" إذاً هذا هو الأمر..." قال جورج ببرودة بينما يبحث عن مسدسه، وضع ميشيل لوسي بسرعة ليركض بإتجاه والده وقد أمسك جورج المسدس بالفعل، أمسك ميشيل يد والده ورفعها للأعلى مصوباً المسدس نحو السطح بكل جرأة...

_" أتتجرء على إعتراض طريق رئيسك؟؟" إنفعل جورج في وجهه، ليجيبه ميشيل:

_" أرأيت، هذه هي مشكلتك..بدل أن تقول في وجه والدك قلت الرئيس، لطالما كان همك الوحيد النفوذ والسلطة والمال..لا أتذكر ولو لمرة أنك قد ناديتني بإبني..."

حدق ميشيل في عيني والده بحدة وجرأة...ليتبع جورج ببرودة بينما يترك المسدس من يده:

_" أنا لم أُربِك على هذا أبداً، أن تنصاع لمشاعرك..إعتقدت أنني دفنتها منذ زمن بعيد..."

أجابه ميشيل بثقة بينما ينظر للوسي" أجل..وبفضل هذه الفتاة إستعدتها مجدداً..."

نظرت له لوسي بتعجب وهي لم تستوعب ماقاله، ظلت صامته تفكر كالبلهاء...

(لحظة..ما الذي كان يقصده بذلك؟؟)

يتبع...

سؤال البارت: هل ستتمكن لوسي من الهرب خارج السفينة؟ وماذا سيكون مصير ميشيل؟؟ تابعوا معنا...

شكراً على القراءة..أنرتم🍵☕️

2019/10/08 · 403 مشاهدة · 1100 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024