نظر إليها ميشيل بدهشة، إنفجرت في وجهه دفعة واحدة..يبدو أن ذلك إستفزها أكثر من اللازم...

تمتم ميشيل" لحسن الحظ تمكنا من صعود هذا اليخت الصغير..، لو لم يحدث لكنا في عِداد الأموات..تباً الا يمكنها أن تكون شاكرة على هذا قليلاً!!"

وقف من مكانه هو الآخر ودخل...

______________

_فلاش باك_قبل سبع ساعات...

_" لقد إبتعدنا ميشيل اللعنة سنغرق..اللعنة عليك لما سحبتني معك إلى البحر!!" تذمرت لوسي وهي متمسكة بقوة في حلقة النجاة، ليردف ميشيل بحدة" كان هذا قراركِ!"

_" أعلم فالتخرس فقط!" صرخت لوسي محاولة التجديف وقد تعبت يداها...

_" أشعر بالجوع" تمتم ميشيل وقد سمعت لوسي كلماته، لتثور هي وتصرخ:

_" تشعر بالجوع هاااا؟ إن كنت كذلك فأنا أشعر بالألم! كل جزء من جسدي يحرقني..إن هذا ليس وقت التذمر!!"

تمتم ميشيل متجاهلاً لحديثها" أتسائل من الذي يتذمر هنا.."

_" ميشيل.."

_" ماذا؟"

أرى ضوءً من هنا..."

_" ضوء؟؟ أنتِ تتخيلين ذلك، فالتأخذي إستراحة"

_" ششششش! أتسمع ذلك؟؟"

_"......."

_" أعتقد أنه صوت يخت صغير..."

_" إن كان كذلك فستكون نهايتنا!"

نظرت له لوسي بتعجب" نهايتنا أم نجاتنا؟!"

_" أيتها الحمقاء سيفرمنا جدفي معي هيا!!" صرخ ميشيل وقد باشر بالتجديف ولوسي، ليصل إليهم اليخت في أقل من دقيقة...

سحب ميشيل ساعته الأثرية رافعاً إياها عالياً كي تعكس ضوء اليخت، وقد إنعطف اليخت بإتجاه آخر بعيداً عنهما...

ليلتفت أحد الراكبين وكان رجلاً عجوزاً" أرى ضوءً!!"صرخ بصوت عالٍ ميقظاً زوجته من فراشها، أسرعت إليه تسأله:

_" ما الذي حدث؟؟"

_" أرى ضوءً قادماً من هناك..." قال وأشار بيده لمنطقة لوسي وميشيل..

_" يا إلهي! إنهم أناس!!" صرخت المرأة وأسرعت إلى غرفة التحكم لتطلب من السائق التوقف، وقد سمح أصحاب اليخت بالصعود معهم...

صعدت لوسي بينما تلهث، لتسرع إليها المرأة وتردف" آباكاه كامو بايك بايك سايجا؟(هل أنتِ بخير؟)"

عقدت لوسي حاجبيها ولم تفهم كلمة مما قالت، لتستدير لميشيل وتردف" هل فهمت شيئاً؟؟"

حرك ميشيل رأسه بعدم إيجاب ليكلم الرجل زوجته"ماريكا تامباثنيا أورانج آسينج(يبدو أنهم أجانب)"

هزت المرأة رأسها بإيجاب وكلمت لوسي ملوحة بيديها كي تفهمها" أكوت أكو سايانج، أكو أكانج مامباري سايانج(تعالي معي عزيزتي، سأعطيكِ بعض الملابس)"

إستدرات لوسي تنظر لميشيل وهي تقول" يبدو أنها تريدني أن أتبعها..مارأيك؟ لايبدون كأشخاص سيئين.."

عقد ميشيل حاجبيه وأتبع بجدية" إفعلي ماترينه مناسباً، لكن كوني حذرة.."

أومئت لوسي رأسها وتبعت المرأة، ليتمتم ميشيل بصوت خافت" أعتقد أنها لغة إندونيسية..، أجل أظن ذلك..كما أن وجوههم وملامحهم آسيوية..."

______________

_باك_

جلست لوسي على كرسي بعد أن أشارت لها المرأة بفعل ذلك" ثانك يو(شكراً لكِ)" قالت لوسي وعلى وجهها إبتسامة رقيقة، لتومئ المرأة رأسها تبتسم هي الاخرى بينما تضع الأطباق على الطاولة...

دخل ميشيل إلى الداخل وجلس هو الآخر، بينما أوقف السائق اليخت وجلس هو والعجوز على الطاولة، عم الصمت الأرجاء ولا يسمع شيء سوى أصوات الملاعق التي تلمس الأواني الزجاجية...

بلعت لوسي ريقها وأردفت" ميشيل...الا تشعر ببعض التوتر في الجو؟"

نظر لها بطرف عينه وأردف" الم تكوني غاضبة مني قبل قليل؟"

قلبت لوسي عيناها وأردفت بتلاعب يصاحبه إنزعاج" هاها أجل نسيت شكرا لتذكيري..."

قالت وعادت تتناول طعامها دون أن ترفع رأسها عن الصحن...

نظرت المرأة لزوجها تكلمه، وهو يرد عليها وشاركهما السائق الشاب في الحديث أيضاً، لم تفهم لوسي كلمة مما كانوا يقولون وهذا أزعجها بعض الشيء، ليُفتح باب مُقابل لوسي ويدخل منه رجل في الثلاثينات يرتدي نظارات طبية، بدى لهم مستيقظاً من نومه بشعره المجعد وملابسه الغير مرتبة...

إتسعت عيناه فور رؤيته للوسي وقد بدى مندهشاً، ليكلم الرجل العجوز يسأله عنهم، وقد أخبره ماحدث...

أعاد نظره للوسي، حركت يدها في الهواء بترحيب، ليردف هو مبتسماً"مرحباً بكم على يختنا المتواضع..."

تفاجأت لوسي بعد أن تكلم معها بالإنجليزية، ليجيبه ميشيل ولم يبد مندهشاً" شكراً لإستضافتنا.."

ذهب الرجل ليغسل وجهه، أدارت لوسي وجهها بسرعة تنظر لميشيل بتعجب" هل علمت أنه يتكلم لغتنا؟"

_" حمقاء، بالتأكيد إن ملامح وجهه أجنبية، شعر اسود وبشرة بيضاء.."

_" همم...فهمت" هزت لوسي رأسها وعادت تأكل..لتنفعل بعدها قائلة" أجل! يمكننا أن نسأله عن وجهتنا التالية!"

_"كنت سأسأله فور خروجه من الحمام.."

رمقته لوسي بنظرات حادة وأردفت" توقف عن إدعاء الذكاء أعلم أنك لم تكن ستسأله"

_" أجل أجل لن أرد عليكِ.."

تنفست لوسي الصعداء، ليتبع هو" تبدين مرتاحة جداً معهم..لايجب عليكِ الثقة بالناس إلى هذه الدرجة..يالكِ من ساذجة!"

قبل أن تشتمه دخل الرجل ذو النظارات إلى الغرفة، إقترب وجلس على الطاولة بينما تبتسم لوسي بتزييف...

مد يده للوسي قائلاً" أنا جوناثان.." قبل أن تمد لوسي يدها سبقها ميشيل وصافحه وعلى وجهه إبتسامة مزيفة:

_" أنا ميشيل..وهذه لوسي، تشرفنا بمعرفتك"

عقدت لوسي حاجبيها ترمقه بنظرات حادة، ليرفع هو حاجبيه مشيراً أن تصمت، أدارت وجهها ولم تتفوه بحرف...

_" هذه إندرا، وهو ديو..أما السائق فيدعى روبي، وجميعهم من إندونيسيا"

نظر له ميشيل رافعاً حاجبيه" ومن أين أنت؟"

_" أنا من واشنطن.." أجاب بينما يرفع نظاراته بإصبعه، لتسأله لوسي" في أي منطقة من واشنطن؟"

إبتسم وأجاب" من (سبوكين)، لما...هل يعقل أنكِ كنتِ تعيشين فيها؟"

_" ليس حقاً..لدي رفيق يعيش هناك.."

أخذا يكلمان بعضهما بكل عفوية وسلاسة وقد أغاظ ذلك ميشيل، لكنه لم ينطق بحرف..فقط يرمقهما بنظرات مكهربة بينما يشتمهما داخل رأسه...

_"هل لي بسؤال آنسة لوسي؟"

_" تفضل"

_" كيف آل بكم المطاف وسط البحر..."

صمتت لوسي قليلاً ولم تعلم بما تجيب، لينقذها ميشيل بقوله" لانريد التكلم عن ذلك حقاً...نرجو المعذرة سنخرج للسطح قليلاً"

وقف عن كرسيه يشير للوسي بعينيه أن تتبعه، لتعقد هي حاجبيها وتنزعج من تصرفه الوقح معهم...

وقفت ولحقته إلى السطح، إنفجر ميشيل في وجهها يعاتبها" ماهذا؟ تكلمينه وكأنه صديق طفولتك هل أنتِ خرقاء أم ماذا!!"

_" وما شأنك أنت؟!"

_" ما شأني؟؟ كدتِ تكشفين عن كيفية وصولنا إلى البحر..إذهبي وأخبريه أنني قاتل وأنكِ فتاة عصابات أيضاً!"

إنفجرت لوسي في وجهه هي الأخرى وقد نفذ صبرها" لم أكن سأخبره أي شيء مهم مامشكلتك بحق؟ من أنت لتتدخل في شؤوني أيها اللعين!!"

_" اييييي فالتخرسي يا إبنة الـ****-" لكمته لوسي قبل أن ينهي جملته وقد إشتعلت غضباً " لاتتكلم معي بعد الآن، حين نصل لوجهتنا سيذهب كلٌ منا في طريق..."

أمسك ميشيل خده رافعاً حاجبيه ليردف محاولاً إستفزازها" اه اه وكأننا كنا سنظل معاً حين نصل..."

لتدخل هي دون أن ترد عليه، نظر للبحر لوهلة، ثم تنفس الصعداء وهو يتمتم" يبدو أنها قد غضبت حقاً هذه المرة...لقد بالغت في كلامي، لكنها تجرأت على لكمي! تلك اللعينة.."

دخلت لوسي بينما تمشي بخطوات عريضة، لتمر بجانب جوناثان وقد سألها" هل حدث شيء ما؟ تبديـ-" قاطعته لوسي بقولها:

_" لم يحدث شيء!" فتحت باب غرفته وقبل أن تدخل سألته بحدة" هل لي أن أستعيرها؟"

توتر قليلاً من مخاطبتها له بتلك الطريقة، لكنه أجاب" بالتأكيد..خذي وقتكِ"

دخلت لوسي وأغلقت الباب دون أن تشكره حتى، إستلقت على السرير في الغرفة، وهي تفكر...

(أخرق اللعين، ليس له الحق ليشتم أمي...فاليذهب إلى الجحيم لا أريد رؤيته مجدداً، اللعنة لما نحن عالقان على نفس اليخت!!)

أدارت رأسها تنظر على يمينها، رأت مكتب صغير...

أخذت تدقق في الغرفة محدثة عقلها...

(غرفة صغيرة لطيفة..حتى ديكورها خفيف جدرانها بيضاء هااادئة، لديه ذوق جميل في إقتناء الأشياء...)

إبتسمت لتسمع دقاً على الباب، جلست بسرعة وأردفت" أدخل"

دخل جوناثان حاملاً كوباً من القهوة، أغلق الباب بينما يقول" هل مازلتِ غاضبة؟"

سألته رافعة حاجبيها" هل بدى علي إلى هذه الدرجة؟"

_" حسناً..نوعاً ما أجل" قال بينما يسلمها الفنجان وعلى وجهه إبتسامة طيبة...

_" شكراً لك" قالت لوسي بينما تأخذ الكأس من يده، شربت شفة بينما تنظر لغرفته...لتردف" غرفتك جميلة.."

رفع نظارته بيده بينما يقول" شكراً على الإطراء"

نظرت له لتردف" أنا جادة..لطالما تمنيت غرفة كهاته"

إكتفى بالإبتسام ولم يبعد عيناه عنها، لتسأله هي" القهوة لذيذة..هل أنت من أعددها؟"

_" أجل..سعيد أنها أعجبتك"

تثائبت لوسي وهي تقول" هل لي أن أنام قليلاً؟"

أجاب بتسرع" أوه بالتأكيد..أنا سأخرج"

إستلقت لوسي وإستدرات بإتجاه الحائط، خرج هو وأغلق الباب خلفه...ولم تشك قط بأنه قد وضع منوماً في القهوة التي شربتها والتي كانت السبب في نومها الذي سيدوم لفترة...

يتبع...

متابعة شيقة...

7 comment مشان أنزل بارت جديد😉

شكراً على القراءة🌹

2019/10/12 · 397 مشاهدة · 1223 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024