38 - بإبتسامة جانبية...

تثائبت لوسي وهي تقول" هل لي أن أنام قليلاً؟"

أجاب بتسرع" أوه بالتأكيد..أنا سأخرج"

إستلقت لوسي وإستدرات بإتجاه الحائط، خرج هو وأغلق الباب خلفه...ولم تشك قط بأنه قد وضع منوماً في القهوة التي شربتها والتي كانت السبب في نومها الذي سيدوم لفترة...

________________

دخل مشيل إلى الداخل وقد حل الظهر، ليلتقي بجوناثان ويسأله" هل تعلم أين هي لوسي؟"

أجابه جوناثان مدعياً البراءة" لقد نامت، دخلت غرفتي وقالت أنها لن تخرج منها لحين وصولنا..قالت أنها لاتريد رؤيتك ثانية أيضاً، هل فعلت شيئاً سيئاً لها؟"

نظر له ميشيل بإشمئزاز وأردف" ليس من شأنك أيها الضعيف" قال بينما ينظر لبنيته العادية من فوق إلى تحت، ليمشي بجانبه ويقوم بصدمه بكتفه بكل غرور وتعجرف...

(تنام في غرفته هااه؟ ولاتريد رؤيتي أيضاً! حقيرة لعينة..فالتفعل مايحلو لها!!)

قال وجلس على طاولة الطعام يدق بأصابعه عليها من الغضب...

_____________

_بعد خمس ساعات...

_لوسي_

فتحت عيناي بثقل، محاولة التنفس بطبيعية..أشعر أن كل شيء ثقيل، أسمع كل صوت وكل حركة أقوم بها تتكرر في أذني وكأنه صدى...أين أنا؟ المكان مظلم...

بدأت أستعيد وعيي بعد أن حركت يداي، وإكتشفت حينها أنني مقيدة على كرسي...وفمي مغطىً بشريط لاصق...

حاولت تحرير نفسي لكن دون جدوى، حاولت الصراخ لكن كل مايمكن سماعه كان أنيني، ليظهر لي ظل أمامي..يقترب مني بهدوء ويهمس" إستيقظتِ إذا.."

قرب كرسياً أمامي وجلس مشعلاً مصباحاً صغيراً...

_" للأسف لايمكنني إزالة الشريط من على فمك.." قال جوناثان بينما يرفع نظارته اللعينة...

إكتفيت بالتحديق فيه بحدة، ليردف هو" أعلم أن هذا ليس لائقاً، لكنني سمعت محادثتكِ مع ذاك الغوريلا بالصدفة..أنتِ عصابية إذاً..."

عقدت حاجباي وأخذت أستمع لما لديه...

_" أتعلمين ما أكون؟" حركت حاجباي بالنفي، أردت أن أخبره بأنني لا أهتم أساساً لما يكون لكنني لم أستطع...

_" حسناً، أنا طبيب في السوق السوداء، أصحاب اليخت يقومون بإختطاف الناس وأنا أقوم بتشريحهم وأخذِ أعضائهم وسط اليخت..ليقوموا بعدها برمي جثثهم وكل مايصل لليابسة مجرد قطعٍ ثمينة من اللحم.." إتسعت عيناي، لكنني لم أرِد إبداء أي ردة فعل..وكأنني معتادة على ذلك...

_" الآن، تتسائلين ما الذي أريده صحيح؟ بالتأكيد سأقوم بأخذ أعضاء رفيقك الغوريلا، وتبقين أنتِ..."

(ذاك اللعين ليس رفيقي!!)

_" بصراحة..لقد فضلتكِ قليلاً، أنتِ تروقين لي..."

رفعت حاجباي بإستهزاء، ثم ضحكت، لم تسمع ضحكتي لكنني بدوت وكأنني أستهزء به، وذلك ماكنت أبحث عنه...

_" لا أريد أن تموتي عبثاً، لذا أعرض عليكِ أن تعملي معي..متأكد أنكِ عملتِ هذا النوع من الأعمال سابقاً، لن يكون عليكِ توسيخ يديك فأنا سأتكفل بكل شيء، سنكون ثنائياً رائعاً.."

أومأت رأسي وكأنني أوافقه الرأي، ثم تكلمت بلغة غير مفهومة، ليردف هو" تريدين الحديث؟ سأفعل بعد قليل..."

وقف عن كرسيه وركع ليسحب علب بيضاء كبيرة تشبه الحقائب من تحت سريره، وضعهم أمامي وأخذ يفتحهم، إتسعت عيناي وشعرت بالغثيان، لم أتمكن من التمثيل والإدعاء بأنني معتادة على رؤية هكذا أشياء...

أدرت وجهي أشعر بالقرف، كل ما رأيته كانت عيون، قلوب، وبعض من أعضاء جسم الإنسان..إنه مختل!!

_" أه، أعتذر على الفوضى لكنني لم أتمكن من تنظيف بقايا الدم في الصندوق لأنكم قاطعتم عملي وقد إستعجلت بإنهائه، إذاً؟ ما رأيك.."

لم أحرك رأسي أو أبدِ أي ردة فعل، ليفهم هو مباشرة بأنني لم أتمكن من مشاهدة المنظر لذا أسرع بإغلاق العلب وإعادتها لمكانها...

_" تبدين كمن لم يرى مثل هذا في حياته..لستِ كما تخيلت، اووو ياللهول تفقدين فرصتك للنجاة...لاتقلقي، حين تتحولين لمثل مافي تلك الصناديق لن أبيعك، سأحتفظ بكِ كتحفتي الفنية الثمينة..."

(يا إلهي، ما الذي فعلته لأستمر بمصادفة المجانين فقط!؟)

نظرت إليه وحركت رأسي بالنفي، لينفذ صبره ويقوم بإزالة الشريط عن فمي برقة، لأردف بهدوء" لاتلمسني مجدداً"

نظر إلي رافعاً حاجبيه" جيد كوني هادئة لنتمكن من التوصل لنتيجة..أوتعلمين؟ تبدين جميلة حين تغضبين..." قال بينما يبتسم إبتسامة بدت لي مقرفة...

لأكلمه بحدة " قلت لي أنني لم أفعل مثل هذه الأشياء في حياتي؟ ذلك صحيح، لم أوسخ يداي قط..لطالما إختطفت الفتيات الجميلات وقمت برميهن في وكر العصابات الأمريكية ليقوموا بالتكفل بهم، لكنني لم أقم قط بالتشريح فكما تعلم..أنا لست طبيبة"

نظر لعيناي بشك، لأتبع" كم تجني جراء هذا؟"

_" مبالغ لاتتصورينها..."

ضحكت وقلت" بجدية؟ الم يكفيك كونك طبيباً في المشفى؟؟"

إبتسم وأردف" حسناً، في المشفى لم يقم أحد بتقدير موهبتي في التشريح ودقتي الزائدة، لكن في السوق السوداء الأمر مختلف..بل وأؤجر عليه أيضاً.."

هزيت رأسي بإيجاب لأتبع" لا أعدك أننا سنكون ثنائياً لأنك لاتروق لي، ربما لو أنك قمت برفع شعرك للأعلى وإزالة نظاراتك ستبدو وسيماً أكثر.."

ضحك بسعادة، هل صدق كلامي ياترى؟...

_" حسناً، بقي شيء أخير وأطلق سراحك، هل أنتِ مستعدة؟"

أشرت بإيجاب مدعية العفوية، ليصرخ" أدخلا"

فتح الباب ودخل الرجل الأسيوي العجوز ومعه زوجته، أشعلا الضوء وقد أحرق عيناي قليلاً، بينما وقف سائق اليخت أمام الباب يراقب فقط...وما أدخلوه معهم كان ميشيل...

إتسعت عيناي أنظر إليه...

(لقد تمكنوا منه!)

نظر لي مرخياً عضلاته، وعلى فمه شريط لاصق، تم ربطه مع كرسي مثلي..لكنه كرسي متحرك، على الأرجح ليسهل عليهم إدخاله للغرفة...

_" إنه غوريلا بحق، حتى بعد حقنه بمصل الشلل المؤقت أخذ يقاوم ويلكم..." قال جوناثان وهو يضحك بينما يصفع ميشيل على وجهه بإستفزاز، أخذ ميشيل ينظر لي دون أن يبعد عيناه، وأنا معقدة لحاجباي أنظر إليه أيضاً...

_" وهاقد أتينا للجزء الأخير، سأضع هذه هنا.." قال جوناثان بينما يضع سكيناً صغيراً على الأرض، لكنه طويل قليلاً، أتبع يقول...

_" وسأراقبك من بعيد بينما تقومين بتقطيع الشرايين الدموية لرفيقك الغوريلا، هذا هو الشيء الوحيد الذي سيجعلني أثق بكِ..وهو الثمن للعمل معي..."

(للمرة الثانية..هو ليس رفيقي!!)

إبتسمت بتزييف، ثم قام بفك رباطي وجعلي أقف، تحسست الأماكن التي قام بربطي فيها..معصم يداي وقدماي، محاولة كسب بعض الوقت بينما افكر...لحظات أفضل من لاشيء!

(إن فشلت فستكون نهايتي ونهاية ميشيل، هو ليس رفيقي كما قال لكنني لست الفتاة التي ستقوم بقتل إنسان لتنجو!! لحظة..هل سأتردد هكذا حين أجد قاتل عائلتي؟؟ اللعنة ليس وقت التفكير في هذا، كيف يمكنني الخروج من هذا المأزق، أربعة ضد واحد..ميشيل مخدر، وتلك المرأة لاتبدو سهلة أيضاً..)

حملت السكين بخفة من الارض بينما أقول" هل يمكنني أن أختار الطريقة التي أقتله بها؟ أريد تعذيبه قليلاً..."

_" حسناً، كنت أخطط لأخذ أعضائه لكن من أجلك..تفضلي، إنه لكِ" قال مبتسماً بينما ينظر إلي بشك، أعتقد أنه يحاول قراءة تحركاتي...لن أدعه يتنبأ بها!

إقتربت من ميشيل وإبتسامة شيطانية على وجهي، نظرت لعينيه وهمست" لطالما أردت فعل هذا بك..أيها المتعجرف اللعين.."

إتسعت عينا ميشيل، أعتقد أنه صدق كلامي..هذا جيد، حين يصدقه هو سيصدقه الآخرون كذلك...

لكنه فاجأني بإبتسامة جانبية..لايمكنه التحكم جيداً بأطرافه لكنه يبتسم...

(هو يعلم بأنني لن أفعلها! اللعنة!!)

نظرت لجوناثان بطرف عيناي، إنه ينظر إلي بشك..وقد زالت الإبتسامة من على وجهه...

يتبع...

كلمات من الكاتبة: ليش مافي تفاعل؟ ليش القراءة صامتة هيك🙁☹️

سمعونا صوووتكم بالتعليقات شجعوني مشان واصل😍 يالله خلونا نوصل 5 تعليقات مشان نزل فصل جدييييد😉 أشوفكم في الفصل الجااي✋😆

شكراً على القراءة..انرتم🌹

2019/10/16 · 398 مشاهدة · 1044 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024