_2018/12/12 صباحاً...

Russia_in_Smolenskaya. روسيا_بمنطقة سمولينسكايا....

بينما يرمقها حارس البوابة بنظرات شك...

إتجهت نحو المبنى تمشي بكل ثقة مرتدية نظارتها الشمسية وهي تهتز يميناً وشمال بكعبها العالي...

فتحت حقيبتها، وسحبت منها هاتفها الخلوي، ضغطت على الأرقام ثم أرجعت شعرها الأسود خلف أذنها:

_" أهلاً عزيزي كيف حالك؟ أجل أجل سأدخل الأن للسفارة البريطانية...لا لاتقلق عزيزي سأسجل بطاقتي وآتي إليك...أجل....أراك لاحقاً"

مرت بجانب الحارس، أنزلت نظارتها وبإبتسامة تشق وجهها الصافي:
_" صباح الخير"

إبتسم وقد ذهبت ملامح الشك من على وجهه:
_" صباح الخير يا آنسة"
ثم دخلت...

جلست في إحدى قاعات الإنتظار، سحبت من حقيبتها مجموعة من الأوراق، بدأت تقلب الصفحات واحدة تلو الأخرى...
ثم وقفت وذهبت إلى المستقبلة أمامها وكلمتها باللغة الروسية:

_" مرحباً، جئت إلى هنا لأقابل السفير دانييل آبو سمعت أنه سيكون هنا اليوم؟؟
_" مرحباً بكِ يا آنسة...من تكونين؟ ماصفتك لتأتي لمقابلة السفير؟"

_"بالتأكيد، قرأت خبر أن البعثة الدبلوماسية البريطانية قد أعلنت عن وظيفة شاغرة للجادين، هي مشرف على جزيرة ليهو الصغيرة"

_" أجل...هل تريدين التسجيل؟
_" أجل بالطبع "

_" من فضلك أعطني ملفك الشخصي"
_"تفضلي"

قرأته المستقبلة بصوت شبه مسموع:
_".....إذاً...الآنسة (آن) تبلغ من العمر21 سنة أمممم...."

تغيرت ملامح وجهها بينما نزلت قطرة من العرق على جبينها، مسحتها ثم رفعت عينيها للأعلى بخوف:

_" أا...الآنسة آن المسؤولة عن الماركات العالمية لشركة(****)؟؟؟
أومئت لوسي رأسها بإبتسامة

_" أ أ.ااعذريني لم أستقبلكِ بطريقة مهذبة من فضلكِ تفضلي من هنا"
أدخلتها غرفة ضيوف الشرف:

_" إنتظريني هنا رجاءاً"
جلست وأشالت نظارتها ثم وبصوت خبيث:
_" أجل سأنتظر كثيراً، لم اعتقد انه من السهل التنكر بهيئة شخص مشهور...او ربما الموظفة غبية جدا"

أغلقت الباب بإحكام، ثم سحبت ثياب الموظفين من حقيبتها، غيرت ثيابها ورمتها في القمامة...

رفعت شعرها الطويل للأعلى وألصقت الإسم (تعريف الشخصية) على جيب قميصها الأبيض...

إرتدت نظارات طبية وخرجت من الغرفة تحمل بعض الملفات، مشت بكل هدوء ناحية المصعد....

ضغطت على الزر وهاهي تنتظره، فور صعودها ضغطت الزر المؤدي لآخر طابق في المبنى، ضغطته عدة مرات...

وحين كاد الباب يغلق أمسكه رجل طويل القامة ذو وجه هادئ، بأكتاف عريضة، شعره أسود يصل لكتفيه يضمه للخلف برباط، يحمل جاذبية خاصة....إستأذنها وصعد، لكنه لم يضغط أي زر من الأزرار....

قالت الفتاة دون أن تنظر إليه:
_" أوه سيدي، أرى أنك لم تضغط أي زر من أزرار المصعد...يالها من صدفة...." ثم رفعت رأسها تنظر إليه وأتبعت

"أن تكون متوجهاً لنفس الطابق الذي سأصعد إليه، بالرغم من كون هذا الطابق محظوراً لايصعد إليه سوى القليل!"

إبتسم ثم نظر إليها:
_"هل يزعجكِ وجودي يالوسي؟
_" أنت تعترض طريقي أندريه...ولاتنادني بإسمي هنا أيها اللعين!"

_" لاتقولي ذلك هذا يحزنني...كما أنني أتيت إلى هنا لأقوم بإنهاء مهمتي وليس إعتراض طريقك"
تنهدت لوسي ثم ضيقت عينيها وقالت:

_" وهل تظنني سأصدق هذا أيها اللعين؟ أنت ملتصق بي كاللبان! توقف عن هذا أيها المختل!"

ظل مبتسماً ينظر إليها دون الرد عليها وهذا ماجعلها تصيح غضباً:
_" اللعنه عليك لاتصمت أيها الوغد التافه قل شيئاً!"

رفع رأسه ينظر لباب المصعد:
_" أعتقد أننا قد وصلنا ياجميلتي"

فتح باب المصعد ليقابلهما رجل ببذلة يدخن سيجارته...
نظر إليهما بعينان يملؤهما الشك:

من أنتما وما الذي تفعلانه هنا؟؟ هذا الطابق محظور صعوده!
نظرت إليه لوسي بإغتياظ من طريقة كلامه، ثم عادت تنظر لأندريه:

ما رأيك في التخلص منه أيها اللبان؟ لا أريد أن أهدر طاقتي على لعين مثله"
نظر إليها الرجل بغضب:
_" ماذا تقولين أيتها الـ-

ولم ينه كلامه ليسقط أرضاً أثر ركلة من أندريه:
_" حسنٌ جميلتي, أعتقد أنكِ تدينين لي بواحدة"

أطلقت لوسي زفيراً طويلاً بتعجب:
_" ياااااه أرجلك أصبحت طويلة بحق يارجل! وطولك قد زاد بشكل مخيف..."

أشار بيديه كي تنزل من المصعد وأردف بإبتسامة تشق وجهه الحنطي:
_" السيدات أولاً"

نزلت لوسي وقد عبرت فوق الشخص المغشي عليه وكأنه قمامة، إستدرات ثم رفعت إصبعها السبابة في وجه أندريه وأردفت:

_" إسمع يا أندريه أقسم أنك إن قمت بإعتراض طريقي أو القيام بأي عمل يخرب مهمتي سأحرص على كسر سيقانك الطويلة هاته بحيث تجبر على الجلوس في كرسي متحرك طيلة حياتك أفهمت! الن تنزل من المصعد أيها الوغد؟

_"أصبحتِ عصبية جميلتي وهذا يخرب جمالك...أخبرتكِ مسبقاً لوسي، لدي مهمتي، هدفي في الطابق الثاني أردت أن اتأكد من سلامتك فقطِ"

_فالتغرب عن وجهي أيها المختل"
أندريه بصوت لعوب:
_" إلى اللقاء جميلتي إعتني بنفسكِ"

_" فالتتعفن في أعماق الجحيم كي لا أراك مجدداً أيها اللبان اللعين"

وأغلق باب المصعد، فتشت لوسي جيوب الرجل الملقي على الأرض، سحبت منها بطاقة الكود لفتح الأبواب، وسرقت بعض النقود من محفظته

قامت بربطه ورميه في إحدى الخزانات المفتوحة....
لبست قفازات بدون أصابع ثم أزالت غطاء لإحدى فتحات التهوية ودخلت فيها...

مشت على بطنها بهدوء، حتى وصلت للفتحة المطلوبة، مكتب السفير....
كانت تراقب الوضع بصمت بينما يحدث إحدى الشخصيات الهامة عبر الهاتف...

كان العائق الوحيد بينه وبينها أن إحدى الموظفات كانت تقف تنتظره لينهي إتصاله...أجل، إنها موظفة الإستقبال التي كلمتها سابقاً، أنهى إتصاله:

_" من الذي سمح لكِ بالدخول هكذا؟؟
_" ا.أاعذرني سيدي...لكن هناك آنسة تنتظرك في القاعة"

_" ومن سمح لكِ بقبول زيارة بدون موعد؟! إذهبي وأطرديها في الحال"
_" لكن سيدي...إنها الآنسة آن، صاحبة إحدى أكبر الشركات في العالم"

فتح فمه حتى كاد أن يلامس الأرض...ثم:
_" تلك الـ(آن) الحسناء؟؟ إذهبي إليها بسرعة وقومي بتضييفها كما يجب سآتي في الحال"
_" حاضرة"

خرجت الموظفة مهرولة من المكتب، إبتسمت لوسي وقالت في صمت:
_" أيها المسن الخرف سأعمل على تلقينك درساً لن تنساه أبداً"

إرتدت قناع الوجه ثم عدت حتى ثلاث....وخرجت من مخبأها حاملة مسدس ماكاروف، كثيراً ماتحمل لوسي هذه النوعية من المسدسات نظراً لخفته ولكونه صغير الحجم ويسهل تخبئته،

وجهته نحو السفير:
_" إرفع يديك وإستدر ببطئ وإلا فجرت رأسك أيها المسخ"
لكن ولسوء حظها كان قد رفع سماعته وإتصل بالموظفة...وقد سمعت الموظفة تهديد لوسي له...

على الهاتف:
_" الو...الو ما الذي يحدث عندك سيدي؟؟ سأبعث لك الحراس حالاً!"
وضع الهاتف على مكتبه وإستدار ببطئ وبصوت مستفز ليكسب الوقت:

_" عجباً؟ أتت الحسناء بقدميها إلى مكتبي..كم يسعدني هذا"
_" أيها المسن القذر! أبعد هذه النظرات المقرفة عني حالاً وإلا فجرت رأسك"

_" حسناً حسناً" أغمض عينيه وأتبع" إذاً ماذا تريدين؟ أموال...عندي الكثير..."
_" أريد المعلومات...."
_"معلومات؟؟؟"
_" عن الحادثة التـ-

ولم تنه جملتها حتى دخل عليها الحراس وهم يصوبون فوهة المسدسات نحوها:
_" إرمي سلاحكِ أرضاً!"
نظرت لهم بطرف عينها ثم أعادت النظر للسفير:

_" أيها اللعين!" قالتها وهي تصطك على أسنانها غضباً، نزلت ببطئ ثم وضعت المسدس أرضاً وركلته بإتجاههم:

_" لاتقترب منها كثيراً قد تكون مسلحةً" قالها أحد الحراس بينما يحدث الآخر،
رفعت لوسي يديها للأعلى وهي تقول بضجر:

_" يا إلهي أنتم حقاً عديمو الذوق أربعة ضد إمرأة واحدة هذا كثير جداً علي...أنا أستسلم" قالتها محاولةً إخفاء توترها...

أومئ أحد الحراس للآخر بإشارة تأمره أن يذهب ويقيدها...لتفاجأه لوسي بركلة بين رجليه جعلته يصرخ الماً، أخذت سلاحه ورمت جسده عليهم ليشتت إنتباههم،
ركضت نحو السفير ممسكة ياقته وهي توجه فوهة المسدس على رأسه:

_"كونوا مطيعين وأخرجوا من الغرفة فأنا لن أتردد في تفجير رأس سيدكم بطلقة من هذا المسدس الرديء"

صرخ السفير وهو يتصبب عرقاً:
_" إفعلوا كما تقول حالاً"

فتراجعوا للخلف ببطئ بينما يقول أحدهم:
_" لن تنجي بفعلتك هذه الدعم سيصل قريباً وسنرى من منا سيفجر رأس الآخر"

صرخت لوسي بنبرة مرعبة:
_" أخرجوا حالاً!"

خرج الجميع من الغرفة، رمت لوسي السفير على الارض وسحبت شريحة صغيرة وركبتها على جهاز الكمبيوتر الموضوع في مكتبه،

حملت جميع الملفات في اقل من دقيقة....حتى دخل الحراس عليها مجددا وبأعداد هائلة...لكن لم يجدوها؟!

صرخ السفير:
_" بسرعة لقد قفزت من النافذة بحزام إلكتروني لاتدعوها تفلت!
هبطت لوسي بخفة ثم أزالت الحزام بسرعة...ليفاجأها عدد من السيارات تقف أمامها مغلقة كل الطرق،

كاد قلب لوسي أن يخترق صدرها من التوتر والخوف إلى أنها كانت تقف شامخةً وكأنها تملك خطة، وهذا مابث الرعب في داخل الحراس الذين يوجهون أسلحتهم نحوها الآن:

_" إستسلمي إنها نهايتك"

يتبع...

شكراً على القراءة..أنرتم🌹

2019/08/25 · 630 مشاهدة · 1226 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024