وقف دايمن أمامهم..ثم عقد حاجبيه بإنزعاج" تعالي معي لوسي.." قال مشيراً برأسه لتأتي معه، ليوقفه ميشيل بقوله" على مهلك..نحن نتحدث هنا.."

ضيق دايمن عينيه وأدار رأسه ينظر إلى ميشيل بحقد، ليتبع" خطبتي..هل تمانع؟"

_________________
قال دايمن بإستصغار، ليبتسم ميشيل بتعجب وقد شعر بتفاهة الموقف..ثم إستدار ومضى في طريقه نحو الخارج...

نظرت لوسي لدايمن وأردفت بإستعجال" أرجوك دايمن أريد أن أكلمه أريد أن أعرف فقط ما الـ-

قاطعها ممسكاً معصمها وقرب وجهه من وجهها قائلاً" لاتدفعيني للجنون لوسي.."

نظرت لعينيه بضعف، وقد تجمعت الدموع في عينيها تشعر بغصة..لتحاول من جديد" أعطِني معه عشر دقائق فقط.."

رفع حاجبيه ونظر للأرضية بعصبية والعروق بارزة من رقبته" لكِ ذلك، سآتي معكِ.."

أردفت موشكة على البكاء" أرجووك دايمن لن يتكلم مادمت معنا أرجوك عشر دقائق فقط..."

_" لا!!" أردف دايمن بحدة، لكن لوسي لم تستسلم..أمسكت كف يده ووضعته على صدرها برفق وأردفت" ألم تقل بأنني قد أصبحت مُلكك؟ أنا خطيبتك..الا تثق بي إلى هذه الدرجة!"

تنفس الصعداء وهمس" ليس قضية الثقة..أنتِ تملكين عقل طفلة ويمكنه خداعكِ في لمح البـ-

قاطعته بصرخة" دايمن!"

سالت دمعة على وجنتيها بخفة، ليغمض عينيه بعدم رضى ويردف" خمس دقائق!"

إبتسمت لوسي بسعادة " ثلاثة تكفيني!" قالت ووقفت على أصابع قدميها لتصل لوجهه، ثم قبلته قبلة خفيفة على خده وكانت تلك أول قبلة يستلمها دايمن منها...

ركضت لخارج القصر تلحق بميشيل بينما بقي دايمن متصلباً في مكانه بصدمة ممزوجة بسعادة غامرة...

رفعت فستانها لدرجة أنه قد أصبح قصيراً كاللذي إرتدته سابقاً..وهرولت محاولة اللحاق به، لم تستطع الجري بشكل سريع بسبب الكعب العالي..لتنزعه وتحمله بيدها اليمنى...

ثم صرخت من بعيد " ميشيل~!!"

إستدار بسرعة، لينظر إليها بدهشة من منظرها العجيب الذي لايمت للفتاة النبيلة بصلة!

تعجب من سرعة إستجابته لإسم ميشيل..لو كان إسمه إيثان حقاً كما قالت جوليا لما إستجاب حين نادته بميشيل، أنزل عينيه ينظر للأرض يفكر...

(هل يعقل أن ما أخبرتني به جوليا غير صحيح..كلما رأيت تصرفات هذه الفتاة أشعر بأنني أعرفها على عكس جوليا، فأنا لا أشعر بشيء حين أكون بقربها..)

هز رأسه نفياً قاذفاً لتلك الأفكار من رأسه وهو يردد كلمات بداخله:

(لن أظلم جوليا بهذه الطريقة أبداً!)

رفع حاجبيه ينظر للوسي..ينتظر منها الوصول إليه، وهي مع كل خطوة تخطوها تقفز وتصرخ" وح وح أااااح باارد الأرض باردة أح أييي قدماي!!"

وهاهي أخيراً قد وصلت...

أمسكت ركبتيها بيديها وهي تلهث، ثم اردفت" هوووه يارجل سعيدة أنها لاتثلج هنا.."

إبتسم لاشعورياً، ثم أزال الإبتسامة من على وجهه وعقد حاجبيه..تذكر وجهها حين كلمته على اليخت سابقاً...

نظرت إليه لوسي وأردفت مبتسمة" شكراً لأنك إنتظرتني..والآن، أخبرني..هل تتذكر كيف حدث وأن فقدت ذاكرتك؟"

هز ميشيل رأسه بالنفي وأجاب" كلا..لكن جوليا أخبرتني بأنني قد وقعت على رأسي حسب ما أخبرها به المفوض.."

ضحكت لوسي بسخرية وأردفت" وقعت؟ هل أنت ممن يقعون وينتهي بهم المطاف فاقدين للذاكرة!" تغيرت نبرتها للغضب وأتبعت:

_" كاذبة! لقد ضربت بعصى بيسبول أمام عيناي من قبل متشرد!! تذكر ميشيل..ألاتذكر حين أنقذتني من ذلك الجحيم وتحديت والدك؟"

_" والدي؟ جحيم؟ ما الذي تتكلمين عنه!"

تنفست لوسي الصعداء وأردفت" لاتعلم أنك إبن أكبر زعماء المافيا صحيح؟"

عقد ميشيل حاجبيه وتلى ذلك ضحكة خفيفة، لم يصدقها بل وظن أنها تمزح معه ليس إلا...

قاطعهم صوت جوليا وهي تنادي من بعيد أمام باب الحفل" إيثااااااان! أنا أحتاجك هلا أتيت..؟"

إستدار ميشيل بسرعة ينظر إليها وكذلك لوسي..لتلمح دايمن قادماً من بعيد يمشي بخطوات عريضة...

إتسعت عينا لوسي وقد علمت أن وقتها قد إنتهى، أدارت ميشيل بإتجاهها وغطت نفسها بجسده كي لايرى دايمن الذي ستفعله" هاتِ يدك!" قالت لوسي بجدية وإستعجال، ليمد ميشيل لها ذراعه بتعجب، رفعت كمه قليلاً وسألته" هل لديك قلم؟"

نظر إليها بإستغراب لتنفعل في وجهه" أيها اللعين أنا أحدثك! هل لديك قلم؟؟"

هز رأسه إيجاباً وسحب من جيب سترته قلماً، كتبت على يده عنوان وهو يشعر بالدغدعة مع كل حرف تكتبه...

_" خذ قلمك وخبى الكتابة تحت قميصك بسرعة..إسمع، كتبت لك عنوان إحدى المطاعم، لاقني هناك غداً على الساعة 9:00 مساءً، وسأخبرك كل ما أعرفه عنك بالتفصيل..."

ثم نظرت له بعيون يائسة وأضافت" فالتأتِ أرجوك..سأنتظرك"

لم يبد ردة فعل..وهاهو دايمن قد وصل، إبتسمت له بينما ينظر إليهما بشك..ليردف ميشيل" أعذروني..سأذهب إلى خطيبتي"

أسرع بالعودة إلى داخل القصر بينما يتتبعه دايمن بعينيه بدهشة مما سمع..ثم سأل:

_" خطيبته؟"

هزت لوسي رأسها إيجاباً وأردفت" أجل.."

رأى تلك النظرة اليائسة على وجهها وقد شعر ببعض الشفقة نحوها، ثم مد ذراعه لها..لتمسكها ويدخلان القصر...

شعرت لوسي أنها ستتمكن من حب دايمن وتقضي معه بقية حياتها..لكن زال أملها فور عِلمها أن ميشيل على قيد الحياة..وقد أُزيلت فكرة دايمن تلقائياً من رأسها...

لم تكن لتخون دايمن..لكنها لم تكن لتدع الأمور تجري كما هي أيضاً...

في مكان آخر..وسط قاعة الحفل، سألت جوليا ميشيل" من هي تِلك الفتاة؟ وما الذي أرادته مِنك؟؟"

إبتسم وأردف بينما يبعد بعض من خصلات شعرها عن عينيها" لاشيء عزيزتي..تقول أنها تعرفني لكني لم أصدق ذلك تماماً.."

إبتسمت جوليا بإرتياح، ثم اردفت بسعادة" غداً سيعود والدي من عمله..وأريد أن أصارحه بعلاقتنا..."

_" متى سيكون ذلك؟" سأل ميشيل بتعجب، لتجيبه جوليا" سيأتي مابين الساعة العاشرة والحادية عشر..أريد أن أطلب منك طلب إيثان.."

_" ماهو؟"

إبتسمت جوليا بلطف وأردفت" هل لك أن تقلني إلى المطار؟ أريد أن نذهب أنا وأنت فقط لإستقبال والدي وإيصاله إلى المنزل..أريد أن أفاجئه.."

إبتسم ميشيل وأردف" كما تشائين..متى آتي لإصطحابك؟"

_" الساعة التاسعة..فالتقد سيارتي الـ (رولز رويس) غداً.."

عقد ميشيل حاجبيه وتذكر الميعاد الذي أخبرته به لوسي..التاسعة مساءً...

هز رأسه نفياً قاذفاً لتلك الأفكار بعيداً، ثم إبتسم وأتبع" بالتأكيد سأفعل.."

إنتهت الحفلة بعد ساعات..وهاهم الضيوف قد رحلوا، صعدت لوسي درج القصر المؤدي للطابق الثاني..تجر أقدامها من التعب...

تنفست الصعداء بعد وصولها، مشت بخمول ناحية غرفتها لتلمح غرفة دايمن مفتوحة وضوئها مغلق، مشت ناحيتها تلقائياً ودخلت...

لم تجد أحداً فيها، وضوء الحمام بداخلها منير...

عقدت حاجبيها وفتحت الباب، لتفاجأ بدايمن متكئ على المغسلة بإنهاك وبجانب يده علب أدوية برتقالية...

عقدت حاجبيها وأردفت" دايمن..هل أنت بخير؟"

إستدار بإنفعال..ينظر إليها متسع العينين، لتردف هي بإستغراب" مابكِ؟ وكأنك رأيت شبحاً.."

هز دايمن رأسه نفياً وكأنه يحاول ان يستوعب، ثم أمسك رأسه بيده وإختل توازنه موشكاً على السقوط...

أمسكت لوسي ظهره وقد إعوج جسدها مع وقوعه...

_" دايمن..دايمن أجبني.."

_" ااااه..." أجابها دايمن بخمول، لتردف لوسي بإنفعال" سأتصل بالإسعاف!"

أمسك يدها قبل أن تذهب وأردف بصوت خافت" إنه لاشيء..ساعديني على الوقوف.."

إستدارت لوسي تنظر إليه بتردد، وإنتهى بها المطاف تساعده على الوقوف، إتكئ على المغسلة بإرهاق لتسأله" ما الذي كنت تفعله هنا؟"

نظرت للأدوية بجانب يده، ثم عادت تنظر إليه بإستفهام وسألت" ما الذي في العلب...أدوية؟ هل أنت مريض دايمن!!"

تمتم دايمن بصوت خافت" دعيني..لوحدي.."

عقدت لوسي حاجبيها وأتبعت" لن أفعل..أليس من حقي أن أعرف مـ-

قاطعها بصراخه" قلت دعيني لوحدي!!"

صرخ وإستدار مباشرة ينظر إليها متسع العينين..وقد إستوعب ماقاله، هزت لوسي رأسها إيجاباً بإنزعاج وأردفت" كما تأمر.."

خرجت بخطوات متسارعة ليردف دايمن من خلفها بترجي" أعتذر لوسي من غير قصد..لوسي..تعالي هنا رجاءً.."

أمسك رأسه بيديه وإصطدم ظهره بالمغسلة متكئاً عليها، مسح وجهه بعنف ثم بكى..أجل بكى، وبينما الدموع تنزل على خده تمتم وبصوته بحة" إلا أنتِ..كل شيء عدى هذا.."

أخذ نفساً عميقاً ينظر للأدوية بجانبه، أمسكها وفتحها بعنف ثم رمى بنصف العلبة داخل فمه...

إستدار وإتكئ بيديه على المغسلة، واضعاً فمه تحت الماء يشرب..إبتلع الدواء ثم وضع رأسه تحت الماء البارد حتى تبلل شعره بالكامل، أغمض عينيه وكلام آندريه يتردد داخل رأسه...

دخلت لوسي لغرفتها وصفعت الباب خلفها، غيرت ثياب الحفل وأخذت حماماً أراح أعصابها..ثم إستلقت على سريرها تضم وسادتها تفكر...

(ماكان ذلك..لما صرخ؟ وماهو محتوى تلك الأدوية؟؟ هل حالته خطرة أو ماشابه!! دعكِ منه لوسي، ماذا عن ميشيل..هل سيأتي غداً ياترى؟)

ظلت على تلك الحالة حتى غلبها النعاس...

يتبع...

توقعاتكم؟ آرائكم؟؟

شكراً على القراءة..أنرتم🌹 ✥بقلم إيمان إيدا✥

2019/11/17 · 483 مشاهدة · 1192 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024