دخلت لوسي لغرفتها وصفعت الباب خلفها، غيرت ثياب الحفل وأخذت حماماً أراح أعصابها..ثم إستلقت على سريرها تضم وسادتها تفكر...

(ماكان ذلك..لما صرخ؟ وماهو محتوى تلك الأدوية؟؟ هل حالته خطرة أو ماشابه!! دعكِ منه لوسي، ماذا عن ميشيل..هل سيأتي غداً ياترى؟)

ظلت على تلك الحالة حتى غلبها النعاس...

____________________

_غداً الساعة 7:00 مساءً...

_لوسي_

مر اليوم كأي يوم عادي..صباح ممل ولحظات مملة أكثر...

وأنا شاردة فقط أفكر طيلة الوقت..هل سيأتي ميشيل حقاً؟ أم أنه لن يأتي...

لم يأتي دايمن إلى القصر اليوم..لم أفهم ماخطبه فبالعادة يأتي ويعتذر وأنا أسامحه شيء طبيعي، لكن هذه المرة بدى الأمر وكأنه يهاب رؤيتي..ما السبب؟ لا أعلم بالتحديد...

أرسل لي زهوراً وعليها بطاقة إعتذار..لكنه لم يأتِ بنفسه ويقدم إعتذاراً...

تجاهلت الأمر فلدي أمور أهم أفكر فيها، إرتديت ملابسي العادية..بنطال جينز وقميص أبيض بحجم كبير عليه كتابة...

ثم خرجت، وبصراحة..مللت من سؤال السائق لي كل مرة إن كنت أحتاج توصيلة..إلى أن صرخت في وجهه" هل لك أن تكف عن سؤالي نفس الشيء في كل مرة!"

إتسعت عيناه بدهشة، ثم أومئ براسه إحتراماً وأردف" كما تطلبين يا آنسة.."

أدخلت يداي في جيوبي بغيظ ومشيت بجانبه" وأتمنى أن توقف كلمة آنسة..نادني لوسي وحسب"

إستدار ينظر إلي بتعجب..بعيونه المائِلة تلك...

توقفت لوهله أنظر إليه وأردفت بحدة" أعتذر لأنني صرخت..لكن مزاجي ليس في محله.." قلت وإستدرت بسرعة أمشي...

لكنني أحسست بنظرات التساؤل والتعجب قادمة منه..لم أهتم وتابعت مسيري...

إستقليت سيارة أجرة وأوصلتني إلى منزل آرثر..والذي أخبرني سام عن عنوانه سابقاً...

دقيت الجرس، وقد كان القصر ضخماً حقاً..أتى إلي حارس البوابة ينظر إلي بشك وريبة" من تكونين؟"

قلبت عيناي وأردفت" أهكذا تعاملون الزوار عادة؟"

إبتسم ينظر لشكلي بسخرية، ثم أردف بإستهزاء" نحن لانستقبل الزوار أمثالكِ عادةً..."

رفعت حاجباي أنظر محدقة فيه بعدم مبالاة..ثم أردفت بنبرة آمرة" نادي على آرثر..أريد أن أكلمه"

عقد حاجبيه وشتمني..ثم مشى ناحية كرسيه وجلس دون أن يعيرني إهتماماً..وما الذي فعلته أنا ياترى؟

تسلقت السياج وقفزت بخفة إلى الداخل..إستدار فور سماعه لصوت خلفه لأفاجئه بلكمة على وجهه أسقطته أرضاً...

أمسكته من ياقته وصرخت في وجهه " لاتستقبلون الزوار مثلي عااااااادة هاااااااااه!!"

حدقت فيه بغضب ليبلع ريقه وشعرت به يرتجف، سمعت صوتاً خلفي...

_" ما الذي يحدث هنا..يا إلهي!"

شهقت إمرأة من خلفي بخوف، بعد أن رأتني جالسة فوق الحارس وأنفه ينزف دماً، نظرت لها بغيظ، ثم وقفت عنه وأردفت بينما أوجه إصبعي السبابة نحو الحارس" تمتلكون حارس قليل أدب!!"

ثم وجهت إصبعي ناحيتها هي وصرخت" هل أنتِ إحدى أقارب آرثر الجشعين؟ ليكن بعلمك أنني سأوسعك ضرباً إن حاولتِ منعي من الدخول وملاقاته! أخبريني أين هو!؟"

إتسعت عيناها تنظر لكن ليس بخوف..بل بدهشة، لتنفجر ضحكاً بينما تلطم بيديها على بطنها بهستيرية..نظرت لها بإستغراب لأصرخ" ما المضحك!!"

إستجمعت المرأة نفسها بصعوبة محاولة إيقاف ضحكتها الهستيرية وصدقاً...لقد إستفزتني!

أخذت المرأة نفساً عميقاً وأردفت" لوسي صحيح؟"

عقدت حاجباي بإستفهام، لتتبع" لما لم تتصلي بآرثر وحسب؟"

لم أجبها لأنني ولغبائي نسيت هاتفي في القصر..لاحظت صمتي المتعمد فأشارت بيدها إحتراماً وأردفت" تفضلي..سأرشدكِ لغرفته.."

أومئت برأسي ومشيت معها بينما الحارس ينظر لكلتينا بإستغراب...

دخلت القصر..صعدت الدرج وبصراحة ودون تفاخر..بدى لي اصغر من حجم قصرنا بقليل...

دقت باب إحدى الغرف ودخلت قائلة" إستيقظ آرثر..لديك زائر"

سمعته يتكلم خلف الباب" دعيني وشأني جودي..من الذي سيأتي لزيارتي بمثل هذا الوقت؟؟"

خرجت إلى الرواق وأشارت لي أن أدخل وإبتسامة عريضة تعلو وجهها، لم أبالي ودخلت ببرود قائلة" هاي..كيف حالك يارجل؟"

_" لوسي!!" إنتفض من سريره فزعاً، لأردف بسخرية" ما الأمر وكأنك رأيت شبحاً.."

أجاب بقلق معقداً لحاجبيه" لما أتيتي؟ هل حدث شيء ما لسام؟؟؟"

إبتسمت وأردفت" أااااحمق، أتيت لأطمئن عليك ليس إلا.."

قلت وجلست على سريره بجانب قدميه أنظر لوجهه الذي أصبح يشبه الكعكة إثر لكمات دايمن...

عينه متورمة، ويضع ضمادات لاسقة بأنحاء وجهه..بجانب فمه جرح...

ضحكت بمرح وأردفت" بجدية أصبحت أوسم الآن"

أمسك خده وأردف ببرود" بسبب مافعله خطيبك اللعين بي.."

نظرت لي المرأة الواقفة وأردفت بطيبة" ماذا تشربين؟"

هزيت رأسي بالنفي وأردفت" شكراً..لكن لاداعي لذلك فأنا لا أخطط للبقاء هنا طويلاً.."

إبتسمت وأردفت رافعة حاجبيها" لاتخجلي إعتبري نفسكِ في بيتك"

ضحِك آرثر وأردف بإستفزاز" لاتقلقي خالة جو هي لن تخجل بطلب شيء سيملئ بطنها.."

شعرت بأنه يستدرجني لأضربه أمام المرأة، لكنني إكتفيت برمقه بنظراتي الحادة..بلع ريقه وصمت...

تنفست الصعداء وأردفت بإبتسامة" بعض القهوة رجاءً.."

أومئت المرأة برأسها وخرجت مغلقة الباب بهدوء، لأستدير ناحية آرثر وأردف" إذاً..ما الذي كنا نتكلم عنه؟"

نظر لي بإنزعاج وأردف بضيق طفولي" خطيبك.."

_"آه دايمن..أنا أعتذر نيابة عنه..هو ليس شخصاً سيئاً في الحقيقة.."

قلب فمه بإنزعاج وإستلقى على السرير بخمول، لأعقد حاجباي وأتبع" إنهض أيها اللعين أنا أكلمك!"

سحبته من أذنه حتى جلس وهو يتأوه من الألم" آاااي أي أي أتركيهاااا لقد جلست أتركيهاااا!!"

تركت أذنه ليمسكها هو بألم ويدلكها برقة..بينما يقول بغيظ" أتسائل ما الذي فعلته لأعلق وسط إثنين منكِ داخل حياتي!"

رفعت حاجباي بتساؤل وأردفت" إثنين مني؟"

أشار بعينيه ناحية الباب وأردف" هذه كانت خالتي جودي..وهي نسخة مطابقة تماماً لكِ.."

دق الباب وفتح..لتدخل نفس المرأة والتي كما أخبرني آرثر أنها خالته جودي، حاملة صينية الشاي بيدها...

_" لما لم تطلبي من الخادمة أن تحضرها وحسب؟" أردف آرثر بدهشة، لتجيب جودي بينما تضع الصينية على الطاولة:

_" أردت أن أكرم ضيفتنا اليوم..هل تمانع؟"

إتسعت عيناي أنظر إليها بدهشة..إنها ليست كباقي الأغنياء بل هي متواضعة...

إبتسمت إبتسامة صغيرة لاشعورياً، ثم أردفت" شكراً جزيلاً لكِ.."

_" العفو...إذاً؟ هل أنتما تتواعدان؟"

إنفعل آرثر بوجهها قائلاً" جو! أتدعين البلاهة أم ماذا؟؟"

أمسكته من أذنه وأردفت بينما تشتعل عيناها غضباً" أدعي البلاهة هاااه! راقب ألفاظك آرثر وإلا أهنتك أمام رفيقتك!"

ثم إبتسمت وكأن شيئاً لم يحدث وعادت للكرسي تجلس بأدب، قهقهت بصوت خافت..ثم أمسكته أنا من أذنه وأردفت" من سيحب طفل مدلل كهذا؟"

أنزلت فنجانها وأردفت وكأنها تفهمتني" أجل أجل صحييييح!"

نظر لها آرثر بضجر وأردف" في صف من أنتِ!"

ضحك كلانا، لأردف" بالمناسبة آرثر..سمعت أنك أصبحت الوريث..تهانينا.."

هز آرثر رأسه ببرود ولم يشكرني حتى...

عقدت حاجباي وأردفت" ماذا؟ لما كل هذا الصمت..هل نحن في جنازة!"

هزت جودي كتفيها بإستسلام، ثم بدأت هي وآرثر يقصان علي ماحدث كله...

تفاجأت بصدق..مر بكل هاته الأشياء، وأنا التي ظنتت أنني الوحيدة التي تعاني هكذا...

إستمتعت حقاً بالجلوس معهما وخصوصاً جودي..هي مرحة وتشبهني في عدة أشياء..لقد أحببتها...

مر الوقت دون أن أشعر، نضحك ونلقي النكات ونقص على بعضنا مواقف مضحكة ومحرجة بينما نشرب الشاي...

إلى أن وصلتني رسالة من دايمن، سحبت هاتفي ونظرت إلى ماكتب فيها..وكان كالآتي:

*أريد التكلم معكِ لوسي..أين أنتِ؟*

بعثت له رسالة: *أنا في الخارج حالياً..سأكون في المنزل مايقارب الـ..ربما الساعة الحادية عشر*

فور وصول تلك الرسالة له إستقبلت منه إتصالاً، تنفست الصعداء وآرثر ينظر إلي..ثم أردف" فالتجيبي.."

هزيت رأسي بإيجاب ثم نظرت لجودي" أعذروني" قلت ووقفت أمام النافذة أكلمه...

_" مرحباً" قال بنبرة بااااردة جدااا..لأجيبه:

_" مساء الخير..هل من خطب؟"

_" أجل لوسي هناك خطب..أريد أن أعرف ما الذي ستفعلينه خارج المنزل حتى الساعة الحادي عشر!" إنفعل على الخط، عقدت حاجباي وأجبته ببرود" آها، دايمن لدي شيء مهم يتوجب علي فعله..ولن أعود إلى المنزل قبل الثانية عشر!"

قلت وأغلقت الخط في وجهه، نظرت إلى الساعة لتتسع عيناي بصدمة..إنها التاسعة إلا ربع!

_" يا إلهي يا إلهي يا إلهي تأخرت تأخرت.." تمتم لاشعورياً بينما أحمل حقيبتي بإستعجال..لتردف جودي" هل من خطب؟"

حركت رأسي إيجاباً وأجبتها" أجللل لدي موعد ونسيت تماماً الوقت، إنه موعد مهم جدااااا..أستأذن منكما علي الذهاب..أراكما لاحقاً!"

نظرت لآرثر، فإذا به يلوح بيده يودعني بعينين متسعتين...

(يبدو أنه مندهش من طريقتي المهذبة في الحديث...أو أنه سعيد لأنني راحلة!)

إبتسمت إبتسامة صغيرة، ثم لوحت لهما بيدي وخرجت أركض..ليوقفني صوت من خلفي" لوسي..إنتظري.."

إستدرت أنظر إلى جودي التي نادتني، لتردف بعجل" فالتدعي سائقي يقلك.."

ترددت قليلاً لكنني وافقت في النهاية، ركبت السيارة وإنطلقت...

يتبع...

أرائكم؟ توقعااااتكم؟؟ متاااابعة شيقة😉

وشكراً على القراءة...أنرتم 🌹 ✥بقلم إيمان إيدا✥

2019/11/18 · 456 مشاهدة · 1196 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024