🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في غضون أسبوعين فقط، حصل ملايين الأشخاص على أطراف صناعية، وبعد فترة من التدريب أصبحوا بارعين في استخدامها، حتى وصلوا لمرحلة تحريكها بسهولة كما لو كانت أطرافهم الأصلية

ولا يزال هناك المزيد من الأشخاص في الانتظار، لكنهم رأوا الأمل

وحصل يي فِي أيضًا على كمية هائلة من البيانات

ففي كل مرة يستخدم فيها شخص ذراعًا أو ساقًا ميكانيكية، تُسجَّل جميع الإشارات الكهربائية لحركاته في قاعدة بيانات يي فِي

اكتشف يي فِي أن هناك عددًا كبيرًا من الإشارات الكهربائية المكررة بدرجة كبيرة

ومن هذا المنظور، لا يوجد اختلاف كبير بين الناس!

ومع استخدام ملايين الأشخاص للأطراف الصناعية وإجراء مئات الملايين من التعديلات عليها، أصبحت الإشارات الكهربائية لكل حركة شبه ثابتة

ثبت يي فِي جهاز استقبال على معصمه، وبدأت يده تؤدي حركات مختلفة، بينما كانت الذراع الميكانيكية المجاورة تتحرك بشكل متزامن

كانت حركات أصابع الذراع الميكانيكية مطابقة تمامًا لحركات يي فِي

ومع وجود دعم قوي من البيانات، أصبح تحليل القارئ للإشارات العصبية الكهربائية بالغ الدقة، مع خطأ شبه معدوم

كانت هذه هي الخطوة الأولى، وقد أوشكت على الاكتمال

الخطوة الثانية كانت معالجة هذه البيانات لتمكين الذراع الميكانيكية من فهم إشارات كهربائية أكثر تعقيدًا!

"لكن هذا يتطلب من الروبوت حسابًا مستمرًا، ووقتًا طويلًا مدعومًا بقاعدة بيانات ضخمة"

بعد أن حدد يي فِي اتجاه الحساب، ترك الروبوت ليقوم بالعمليات، ودخل الدفيئة التي زرعت فيها فول الصويا

وفي غضون شهر تقريبًا، نضجت محاصيل فول الصويا

كانت كل نبتة فول صويا بارتفاع يقارب المتر ونصف، وتعلقت على أغصانها قرون ممتلئة وثقيلة!

بالمقارنة مع إنتاج فول الصويا العادي، كان الإنتاج أكبر بمئة مرة!

اتصل يي فِي بالأكاديمي شيه: "الفول نضج، رتب لإرسال أشخاص لحصاده"

كان الأكاديمي شيه ينتظر هذه اللحظة منذ زمن، فجاء فريق ومعه صحفيون

كان من الضروري الترويج لمثل هذا الإنجاز

انبهر الباحثون برؤية نباتات فول الصويا التي تكاد تبلغ طول الإنسان، واندهش الصحفيون عند تصوير المشهد

مثل هذا الحجم الكبير من فول الصويا؟

كانت هذه المساحة الصغيرة وحدها قادرة على إنتاج عشرات آلاف الكيلوغرامات!

سجّل الأكاديمي شيه وفريقه بيانات مهنية متنوعة، ثم بدأوا بالتصنيف والحصاد

احتُفظ ببعض النباتات كاملة لأغراض البحث، بينما قُطعت أخرى، واستُخدمت حبوبها كبذور للزراعة القادمة

حتى التربة التي زُرع فيها فول الصويا عالي الإنتاجية أُخذت للدراسة!

وفي نفس الظهيرة، انتشر الفيديو

ألن يكون فول الصويا عالي الإنتاجية هذا لا يقهر؟

لكن بينما فرح الكثيرون، بدأت التعليقات تعج بالجدل، وتحدث البعض عن التلوث الجيني ومشاكل الكائنات المعدلة وراثيًا

وفي الوقت نفسه، نشرت مؤسسات دولية "موثوقة" تقارير تقييم، تؤكد أن فول الصويا هذا لا بد أن به مشكلة!

كانت هذه المؤسسات تقدم حججًا "مدروسة"، زاعمة أن إنتاجية كهذه لا يمكن أن توجد في هذا العالم، وأن ذلك مخالف للطبيعة، وأنه تعديل وراثي

ثم بدأوا في عرض ما وصفوه بـ "النتائج الخطيرة" للتلوث الجيني، وطالبوا بنشر كامل لعملية البحث لإثبات أن فول الصويا هذا طبيعي

وبالتوازي، ظهرت على الأخبار تعليقات مسمومة كثيرة، حتى أن البعض ذكر مسألة الأرز عالي الإنتاجية، ملمحًا إلى أنه أيضًا مشبوه

وبدأ عدد كبير من رواد الإنترنت في الانجرار وراء هذه الادعاءات، مطالبين بتوضيح رسمي

لكن المسؤولين في دولة التنين لم يسارعوا إلى إصدار بيان، فالتصريحات الرسمية لا تُقال عبثًا، وإذا صدرت فيجب أن تحسم الأمر تمامًا

أما يي فِي، فعلم على الفور أن القوى الخارجية لم تعد قادرة على الجلوس مكتوفة الأيدي

لقد أرادوا القضاء على مسألة فول الصويا عالي الإنتاجية في مهدها، فلو بدأت دولة التنين بزراعته، أين سيبيعون فولهم بعد ذلك؟

فدولة التنين تستهلك ثلث إنتاج العالم من فول الصويا سنويًا، و90% منه مستورد!

ومع هذا الإنتاج الضخم، لن يعودوا بحاجة للاستيراد، فكيف لا يقلق الخارج؟

لذلك استأجروا جيوشًا إلكترونية لتشويه سمعة المحصول، بل وحتى المؤسسات "الموثوقة" بالخارج وقفت لتهاجمه

كان يي فِي قد تحدث هاتفيًا مع العميد تانغ، وكان الأخير سعيدًا؛ طالما أن فول الصويا سليم، فإن مصداقية الدولة ستجعل الشعب يثق، وسينقلب الأمر على تلك المؤسسات التي ستفقد مصداقيتها!

وكان هذا أمرًا رائعًا

تولى يي فِي هذه المرة مهمة توجيه الرأي العام، لأن المحصول من إنتاجه، وكلامه سيكون أكثر تأثيرًا

كما أن صغر سنه سيجعل أي انفعال منه أكثر مصداقية أمام الناس

وفي نفس اليوم بعد الظهر، تصدّر خبر بث مباشر ليي فِي منصات التواصل الكبرى، وكان موضوعه "الدرع الآلي"!

الدرع، رومانسية الرجال

منذ الطفولة وهم يشاهدون الرسوم المتحركة عن الدروع الآلية، فكيف لا يتحمسون لرؤية درع حقيقي الآن؟

ورغم أن يي فِي نشر سابقًا مقطعًا قصيرًا، إلا أنه لا يقارن بالبث المباشر

وفي تلك اللحظات، كان الملايين في حالة ترقب

كان يي فِي أيضًا متحمسًا، فلطالما توقفت ترقية الدرع بسبب مشكلة التحكم

لكن مع إنشاء قارئ الإشارات الكهربائية وتخزين كم هائل من البيانات، بدأ نظام التحكم في الدرع يكتمل تدريجيًا

فكمية الإشارات التي أرادها يي فِي لم تكن فقط لتحريك الأذرع والأرجل الميكانيكية، بل لاستخراج أنماط من وسط هذه البيانات الضخمة

أنماط تتعلق بالإشارات الكهربائية!

وقد نجح يي فِي فعلًا في العثور على هذه الأنماط بعد تشغيل الروبوت بحمل زائد

صحيح أن النظام لم يتمكن بعد من التعامل مع التعقيدات العالية، لكنه صار قادرًا على تحليل بعض الإشارات البسيطة!

بمعنى آخر، صار بإمكان يي فِي إلى حد ما معرفة ما يفكر فيه الشخص!

وحتى أنه، لو جُرّبت التجربة على شخص موصول بجهاز قراءة دماغية، يمكنه تحويل بعض الإشارات إلى أفكار ونقلها إلى عقل الشخص!

لكن هذه التقنية لا يمكن التحكم بها بدقة بعد

دخل يي فِي المستودع، وألقى نظرة على الدرع الآلي الذي يبلغ ارتفاعه ستة أمتار، ثم ركز ذهنه على النظام

خلال نصف شهر من تركيب الأطراف الصناعية، لم يستخدم التعزيزات المتاحة في النظام، ولا يزال لديه استخدامان متبقيان!

نظر إلى الدرع بحماس: "درع، عزز القوة الهيكلية!"

"درع، عزز الدفاع!"

تعزيز القوة الهيكلية يعني أن المفاصل تتحمل قوة أكبر، ومع وجود طاقة كافية يصبح الدرع بالغ القوة!

أما تعزيز الدفاع، فهو تقوية شاملة، حتى لا ينهار الهيكل عند exert قوة أكبر

بعد إنهاء هذه التعزيزات، دخل يي فِي الدرع، وثبّت جسده، وركب أجهزة قراءة الإشارات على أطرافه الأربعة

ومع تحكمه في الدرع للمشي، قفز فجأة، وانقلب مرتين في الهواء، ثم هبط بثبات على الأرض — كان المشهد مذهلًا!

امتلأ يي فِي بالسعادة؛ كان اتجاهه صحيحًا

الآن، مجرد فكرة واحدة منه تجعل الدرع ينفذ ما يتجاوز حدود البشر، وسرعته أيضًا أصبحت أعلى

لم يعد التحكم قائمًا على تحريك اليد فحسب، بل أصبح قائمًا على الخيال!

وهذا أمر مدهش فعلًا!

لكنه أدرك أيضًا خطورة هذه التقنية، فلو وصلت إلى يد غيره، ستكون العواقب كارثية، لذلك يجب أن تبقى في يده وحده

خرج يي فِي مرتديًا الدرع، وبدأ البث المباشر الثاني له

كان البث يُعرض في نفس الوقت على منصات الفيديو الكبرى، وحتى التلفزيون المركزي خصص له قناة

فقد كان يي فِي مهمًا للغاية، ويستحق كامل الاهتمام

أمسك روبوت بالكاميرا، ونقل للمشاهدين ما يجري داخل المصنع، حيث كان هناك عدد كبير من الروبوتات العاملة

وفي الساحة الداخلية، وقف الدرع الآلي شامخًا، وعلى ظهره سيف ضخم، ومظهره غاية في الروعة

كانت غرفة البث المباشر تعج بالتعليقات، كلها تمجد روعة المنظر وقوة الدرع

وبالمقارنة مع الدرع في الفيديو الأول، كان هذا الدرع أجمل بكثير، وبنيته أكثر انسجامًا وانسيابية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/11 · 28 مشاهدة · 1151 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025