🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دخل البروفيسور يان إلى القاعدة يقوده روبوت، ينظر حوله بدهشة واضحة

كانت هناك قاعدة كبيرة بهذا الحجم قريبة منهم، ومع ذلك لم يكن على علم بوجودها إطلاقًا

ما أدهشه أكثر أن الباحث الوحيد الموجود هنا هو يي فاي، أما البقية فجميعهم روبوتات

حاليًا توجد مصانع مؤتمتة بالكامل، لكن مثل هذه المصانع لا تنتج إلا أشياء محددة

ورغم أنها لا تحتاج إلى تدخل بشري، إلا أن قدرتها على التكيف محدودة للغاية

لكن هنا، كانت الروبوتات تمتلك قدرة على التكيف

وكلما راقب البروفيسور يان الوضع أكثر، ازدادت دهشته؛ فكل شيء هنا يسير بانتظام، بل وبكفاءة عالية للغاية

كانت الروبوتات تتحرك ذهابًا وإيابًا بانشغال

وأصوات معالجة المعادن تتردد من داخل كل مصنع

ومن خلال الأبواب المفتوحة للمصانع، كان بالإمكان رؤية الآلات وهي تعمل بكفاءة عالية جدًا

ولم يلتفت البروفيسور يان لشيء آخر إلا عندما دخل إلى المختبر

كان هناك صورة ثلاثية الأبعاد تطفو في الهواء

طبقات عديدة من الأوراق كانت مطوية في الجو

وبشكل تلقائي، أراد البروفيسور يان أن يدور حولها

لكن قبل أن يفعل، اختفى كل ما في الهواء فجأة، وكأن شيئًا لم يكن

كان المختبر فارغًا تمامًا، ولا يوجد فيه سوى يي فاي الذي وقف من الطرف البعيد للمختبر

استعاد البروفيسور يان هدوءه: "هل هذه تقنية العرض الثلاثي الأبعاد؟ لقد سمعت عنها من قبل، لكن هذه أول مرة أراها، إنها مذهلة بحق!"

ابتسم يي فاي وقال: "بروفيسور يان، ما الذي جاء بك إلى هنا؟"

قال البروفيسور يان بابتسامة: "جئت لأرى كيف تسير أبحاثك، مع كل هذه الاتجاهات البحثية، هل قررت من أين ستبدأ؟"

قال يي فاي: "ما زلت أبحث في المحركات، لكن من منظور شامل، سواء كان المحرك أو غيره من المكونات، فكل شيء هدفه الوصول إلى الفضاء"

ارتعشت شفتا البروفيسور يان؛ لم يكن في كلامه خطأ، بل كان حقيقة مباشرة

لكن أن يجري يي فاي الأبحاث بمفرده ويقول إنه سينظر إليها من منظور شامل، فهذا معناه أنه سيبحث في كل شيء بنفسه

لم يكن البروفيسور يان متأكدًا في تلك اللحظة إن كان يي فاي مفرط الثقة، أو يستعرض نفسه، أو أنه لا يدرك تبعات كلامه

"هل لديك أي أفكار بالفعل؟" سأل البروفيسور يان

أومأ يي فاي: "حاليًا، لدي خمس طرق أكثر كفاءة"

تلألأت عينا البروفيسور يان؛ يي فاي عبقري، عبقري حقيقي، وإن قال إن لديه خمس طرق أكثر كفاءة، فحتى إن كان يبالغ، فلا بد أن واحدة منها على الأقل قابلة للتطبيق

"حدثني عنها"

أخرج يي فاي عدة رسومات تصميمية سريعة: "لقد رسمتها كلها"

أخذ البروفيسور يان الأوراق، وأول شعور انتابه أن عينيه تكاد تصاب بالعمى؛ هل هذه الخربشات السريعة تعتبر مخططًا تصميميًا؟

لكن بالتدقيق، استطاع تمييز صاروخ في أعلى إحدى الرسومات

لكن ما هذه الدوائر على أطراف الصاروخ؟

نظر البروفيسور يان إلى يي فاي باستفهام، ولم يشأ أن يقول له إن الرسم فيه مشكلة: "شياو فاي، ما هذه الحلقات بجانب الصاروخ؟ لم أفكر يومًا في تعليق أشياء على خارج الصاروخ، فما هي؟"

قال يي فاي: "هذه محركات خارجية، أفكر في تسريع الصاروخ بأكمله للوصول إلى تسارع معين"

أصيب البروفيسور يان بالذهول؛ ما وظيفة الصاروخ أصلاً؟ ولماذا يضيف محركات خارجية عليه؟

ألا يتطلب ذلك تقنية أصعب بكثير؟

لاحظ يي فاي تعبير وجهه وقال: "لدي محرك أقوى من محرك (أفتر ويف)، يمكنه دفع الصاروخ إلى الفضاء

زيادة التسارع بشكل عام يمكن أن ترفع السرعة بسرعة كبيرة

وإذا ساعدنا الصاروخ على الوصول إلى تسارع معين، فسنوفر في الوقود، كما أن حمولة الصاروخ ستكون أكبر لأن الرحلة ستكون أقصر!"

أصبح نظر البروفيسور يان جادًا؛ للوهلة الأولى، يبدو ما يقوله ضربًا من الخيال، لكن إن تحقق، فسوف تتحسن قدرة الصواريخ على حمل الحمولة بشكل كبير

قال: "الفكرة جيدة فعلًا، لكن تطبيقها صعب جدًا"

ثم نظر إلى الورقة الثانية، وكانت أغرب؛ نصفها صاروخ والنصف الآخر طائرة

سأل البروفيسور يان: "ماذا يعني هذا؟ طائرة متصلة بصاروخ؟"

قال يي فاي: "الصاروخ يُتلف بعد استخدام واحد، وهذا في رأيي إهدار، سيكون من الأفضل لو استطعنا استعادته، لكني لا أجيد الرسم المعقد، لذلك رسمت طائرة بسيطة بدلًا منه

بهذه الطريقة، لن نبحث عن موقع هبوط أو نحسبه، لأن الصاروخ سيعود طائرًا"

لم يعارضه البروفيسور يان، لكنه شعر للحظة وكأن يي فاي ليس عبقريًا بل… أحمقًا!

ثم التقط الورقة الثالثة، وكانت أغرب؛ مدفع وفي فوهته صاروخ

قال يي فاي مباشرة: "هذه لإعطاء الصاروخ تسارعًا قويًا، يمكن التفكير في استخدام مدفع"

ظل وجه البروفيسور يان جامدًا، لكن في داخله كان يصرخ؛ هل المشكلة أن الصاروخ لا يتسارع بسرعة؟ وهل الحل هو إطلاقه من مدفع؟

ثم تصفح الصفحتين التاليتين بلا اهتمام، فلم يفهمهما جيدًا ولم يسأل عنهما

كانت بالنسبة له أوهامًا لا يمكن تطبيقها

قال: "جئت فقط لألقي نظرة، سأغادر الآن"

فهم يي فاي أنه رفض أفكاره كلها دون دراسة جدواها، فابتسم ولوح بيده، وأمر الروبوت أن يوصله للخارج، ثم عاد لمتابعة البيانات

بعد مغادرته، جلس البروفيسور يان في السيارة واتصل بعميد تانغ

رد العميد مبتسمًا: "ما الأمر يا يان؟ ما الذي جعلك تتصل بي اليوم؟"

قال البروفيسور يان: "أنت تعرف أن يي فاي طلب مني بيانات قبل أيام، ذهبت لأرى تقدمه، وأظنه لم يلق نظرة على البيانات أصلًا! يعتمد فقط على خياله لبناء صاروخ!"

اختفت ابتسامة العميد تانغ تدريجيًا: "هل هذه طريقتك في التعامل مع عبقري؟ هل سألته كيف سينفذ أفكاره؟"

"ولماذا أسأل؟ من الواضح أنها مستحيلة التنفيذ!"

"إذًا دعني أسألك، هل من الممكن صنع مدفع مداه 4300 كيلومتر؟ أو مقاتلة سرعتها ماخ 16؟ أو فرقاطة سرعتها 300 عقدة؟ أو ليزر مداه 1000 كيلومتر؟ أو تلك الروبوتات، والدروع، والآلات…؟"

"في نظرك، هل يمكن تنفيذها؟!"

أصبح صوت العميد تانغ حادًا: "لقد خيبت أملي، أتظن أن مكانتك تجعلك صاحب الحكم الصائب دائمًا؟ أتظن أنك خبير في الفضاء فتقلل من شأن يي فاي؟ تظن أنه لا يمكنه النجاح بمفرده فجئت لتشاهد الفشل؟"

"ألم تفكر أنك أمام عبقري، وعبقري ذكي جدًا؟ حتى لو أخطأ، كان يجب أن تناقشه وتوضح له الصواب والخطأ، وتوجهه، لا أن تتصل بي لتقول إن الأكاديمي يي لا يستحق الاهتمام!"

ثم أغلق الخط

جلس البروفيسور يان واجمًا، وقال: "أوقف السيارة، عُد بنا!"

لقد أيقظه توبيخ العميد تانغ من غفلته؛ جاء محمّلًا بالأحكام المسبقة، ومن البداية لم يصدق أن يي فاي قادر على إنجاز شيء

وبسبب هذا الانحياز، تجاهل تصميماته تمامًا، بل وحتى راوده شك بأنه أحمق

عاد إلى بوابة القاعدة، فخرج روبوت: "سيدي يسأل ما غرضك"

قال البروفيسور يان بثبات: "كنت مخطئًا للتو، أريد الاعتذار شخصيًا ومناقشة تصاميمه"

توقف الروبوت لثوانٍ ثم قال: "سيدي يقبل اعتذارك، لكنه لن يراك!" ثم عاد وأغلق البوابة

ظل البروفيسور يان صامتًا؛ كانت غلطته كبيرة، لكن يي فاي لم يمنحه فرصة

وفي تلك اللحظة، شعر وكأن قلبه يُخدش؛ فهل يمكن أن تتحول مستحيلات اليوم إلى ممكنات على يد يي فاي؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/12 · 15 مشاهدة · 1084 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025