🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

واقفًا عند الباب، غرق البروفيسور يان في تفكير عميق، حتى نسي أن يغادر أولًا

ظل يي في يراقب الأدوات لمدة ساعة كاملة، حتى جاءه صوت شياوباي: "سيدي، البروفيسور يان ينتظر خارج الباب منذ ساعة"

تفاجأ يي في قليلًا، ولوّح بيده، فظهرت أمامه شاشة يظهر عليها البروفيسور يان واقفًا عند الباب مطأطئ الرأس

قال يي في: "دعه يدخل"، وكان متعجبًا قليلًا من وقوفه كل هذا الوقت، فهذا إخلاص شديد، لكنه لم يغضب

فتح شياوباي الباب مجددًا: "السيد يطلب منك الدخول"

تفاجأ البروفيسور يان، ورفع ساعته لا إراديًا، فلم يكن يتوقع أنه ظل شاردًا كل هذا الوقت

وبسبب وقوفه الطويل، كانت خطواته متيبسة، فكاد يتعثر عند أول خطوة

أمسكه شياوباي ليسنده: "تمهّل، لا داعي للعجلة"

سار البروفيسور يان بضع خطوات حتى استعاد توازنه، وعندما رأى يي في، انحنى مباشرةً بانحناءة مليئة بالصدق

تقدّم يي في وأمسك بيده مساندًا: "ما الأمر؟"

قال يان: "لقد جئتُ في المرة السابقة وفي نفسي تحامل، وكانت موقفي به مشكلة، فأعتذر لك عن ذلك"

ابتسم يي في: "لا داعي، لقد اعتادوا أن يسيئوا فهمي كثيرًا"

وبينما شعر البروفيسور يان بالذنب، أحسّ أيضًا بثقة يي في، إذ كان واثقًا أن ما جرى لم يكن سوى سوء فهم

قال يان: "على أي حال، أنا لا أفهم إطلاق الصواريخ باستخدام المدافع، كنت أفكر بالخارج أن قوة هائلة ستندفع من أسفل المدفع، وهذه القوة ستنتقل من القاعدة لتشكّل ضغطًا هائلًا مع الجاذبية الكبيرة الواقعة على الصاروخ"

"تحت مثل هذا الضغط، لا يمكن لهيكل الصاروخ أن يتحمّل، لذا فإن إطلاق الصاروخ يكون بطيئًا في البداية، يصعد شيئًا فشيئًا، ثم يبدأ في زيادة السرعة تدريجيًا"

سحب يي في البروفيسور يان ليجلس إلى جانبه، ولوّح بيده: "قدّموا الشاي"

أحضر شياوباي الشاي بسرعة، ثم قال يي في: "هذا المخطط الذي أملكه هو في الأساس فكرة، ما إذا كان سيتم تصنيعه فهذا أمر آخر، لكن إن كان على الورق، فهو يستند إلى دعم نظري وعملي"

"هل فكرت يومًا يا بروفيسور يان في معدات تسرّع الصاروخ كاملًا في آن واحد؟ ليس فقط من مؤخرته، بل تسريع شامل لكل أجزائه؟"

صمت البروفيسور يان قليلًا، ثم هز رأسه: "لا"

قال يي في: "بلى"

ظهرت صورة أمام يي في، كانت لمدفع، لكنه ليس مدفعًا عاديًا، بل مدفعًا كهرومغناطيسيًا

مدى المدفع الكهرومغناطيسي حاليًا يمكن أن يصل إلى 350 كيلومترًا

وهو لا يستخدم قوة البارود، بل الكهرباء

ومع نظر البروفيسور يان إلى هذا المدفع، تغيّر تعبيره تدريجيًا، إذ أن المدفع الكهرومغناطيسي قادر على تسريع الصاروخ كاملًا دفعة واحدة، وليس فقط من الأسفل، مما يعني إمكانية الوصول إلى سرعة ابتدائية عالية، وتوفير كمية هائلة من الوقود، وبالتالي السماح بحمولة أكبر

توقف البروفيسور يان: "لكن هذا سيكون ضخمًا للغاية!"

قال يي في: "لدي معادن عالية القوة لصناعة الهيكل، أما التيار العالي الجهد فهو بسيط، يحتاج فقط إلى تحويل، ومن بين جميع تصاميمي، هذا في الواقع هو الأسهل"

شعر البروفيسور يان بالذهول، فقد بدا الأمر ممكنًا بالفعل، والمشكلة التي حيّرته وجد تفسيرها في مبدأ المدفع الكهرومغناطيسي، ومن حيث التصنيع لم يكن هناك عائق حسب كلام يي في

إن تم صنع هذا الشيء، فسيكون منصة إطلاق جديدة قابلة للاستخدام عدة مرات، وتوفّر الطاقة وتزيد الحمولة

وسيكون له فائدة كبيرة في عمليات إطلاق الأقمار الصناعية ومحطات الفضاء القادمة في لونغقوه

وقد كان قبل ذلك يزدري الفكرة، والآن أراد أن يصفع نفسه على موقفه السابق

أخرج البروفيسور يان مخططًا آخر: "كيف خطرت لك فكرة هذه الطائرة؟ أخبرني عنها وسأساعدك في معرفة إمكانية تنفيذها"

هز يي في رأسه: "أفضل القيام بالبحث بمفردي، الشرح للآخرين متعب، سأخبرك حين أنهي المنتج النهائي"

أدرك البروفيسور يان أن سبب شرح يي في له المدفع الكهرومغناطيسي كان اعتذاره له

ولم يعد يعتقد أن يي في عاجز، فقد أثبت نفسه مرات لا تُحصى

وأحس أن يي في لا يريد التعاون لأن لا أحد يستطيع مجاراة سرعة أفكاره، ولأن شرح كل شيء للآخرين حتى يُنجزوه أمر مرهق لشخص بطبيعته المنطلقة مثل يي في

غادر البروفيسور يان القاعدة الساحلية، لكنه كان مليئًا بالتطلّع لرؤية المنتج النهائي قريبًا، إذ إن نجاحه سيرفع حمولة صواريخ لونغقوه ويمنحها فرصة لتصبح القوة الأولى عالميًا

الفصل 125: الخطوة الأولى نحو الفضاء!

بعد مغادرة البروفيسور يان، واصل يي في التعمق في دراسة كم هائل من البيانات

فمن أجل الابتكار، عليه أن يتعلم

مرت أيام الدراسة الرتيبة سريعًا، وفي غضون أسبوع، وصلت آن شينّو حاملة صندوقًا، ودخلت منطقة الاستراحة في القاعدة، فرأت ليو يان على الفور

كانت مع يي في ماكرة بعض الشيء، لكن دون وجوده كانت خجولة، بل حاولت تجنّب ليو يان

أما ليو يان، فبمجرد رؤيتها، اسودّ وجهها، خاصةً حين رأت الصندوق بيدها

اقتربت منها مباشرة: "ما الذي تفعلينه هنا؟"

أجابت آن شينّو بهدوء: "جئت في إجازة، قال لي الأخ يي إن هناك مكانًا ممتعًا هنا"

غضبت ليو يان في داخلها، لكنها لم تقل شيئًا، وتوجهت نحو مختبر يي في

عند باب المختبر، نظرت ليو يان إلى الروبوت الواقف: "شياوباي، هل أستطيع الدخول الآن؟"

أومأ شياوباي

دخلت ليو يان وهي تمسك هاتفها: "آن شينّو هنا"

"ما الأمر؟"

لم تجب، بل أخرجت هاتفها وشغّلت تسجيلًا، كان التسجيل الذي أجرته عندما ذهبت لمقابلة آن شينّو قبل أيام

كان يي في يتساءل مؤخرًا عن سبب عدم سماح ليو يان له بسماع التسجيل، وظنّ أنها كانت تحاول إخافة آن شينّو

وبعد الاستماع، أومأ يي في: "إنها هنا للترفيه فقط، لا تكبّري الموضوع"

صُدمت ليو يان من ردة فعله، فمنطقيًا، كلام آن شينّو كان واضحًا في أنها تعتبره مجرد صيد سهل، لكنه لم يغضب، بل بدا غير مكترث تمامًا

قال: "هل هناك شيء آخر؟ إن لم يكن، فاذهبي لترتاحي، ما زلت أراجع البيانات"

شعرت ليو يان وكأنها تضرب في فراغ، فلم تعرف كيف تتحدث معه

خرجت لتجد آن شينّو قد رتّبت أمتعتها وتتجه نحو المختبر بابتسامة، في حين كان وجه ليو يان عابسًا

أرادت آن شينّو أن تشرح لها، لكنها لم تستطع التحدث خارج ما سمح به يي في

تجاوزتا بعضهما، ودخلت آن شينّو المختبر

رؤية يي في جعلت ابتسامتها أحلى، وجلست بجانبه: "هل تريد أن تخبر ليو يان؟"

قال يي في وهو يواصل النظر في البيانات: "إنها عنيدة قليلًا، لن أخبرها"

واكتفت آن شينّو بالبقاء قربه، فذلك يكفيها

راقبت يي في وهو يتفحص البيانات بسرعة، وشعرت بالأسى لكمية العمل أمامه

قضى يي في وقتًا طويلًا يراجع بيانات محركات الصواريخ

آلية إطلاق محرك الصاروخ تعتمد على إطلاق غازات عالية الضغط ودرجة الحرارة، ما يولد قوة دفع هائلة، وتصل سرعة هذه الغازات إلى 1700 متر في الثانية، وهو سبب الصوت المدوي أثناء الإطلاق، إذ يتجاوز صوت الغازات عدة أضعاف سرعة الصوت

بعد الانتهاء، خطرت له فكرة بدمج بنية محرك تايهاانغ المطوّر في محرك الصاروخ لجعل الدفع أقوى والحمولة أكبر

بدأ التصميم مباشرة على الحاسوب، وجاء الحساب الأول من شياوباي غير مؤهل، مع 36 نقطة خلل

بدأ بحلها واحدة تلو الأخرى، فمحرك الصاروخ أكثر دقة من محرك تايهاانغ، ولم يعدّل يي في المحرك السابق، بل صممه ونفذه ثم عززه عبر النظام

إصلاح المشاكل كان مرهقًا، فحل مشكلة قد يفتح بابًا لمشكلتين، لكن هذا مؤشر لعدم الكمال، لذا واصل المراجعة الدقيقة

وبفضل حسابات شياوباي القوية، أنهى التصميم بالكامل بعد شهرين من العمل

وكان الأمر يستحق، إذ وصلت كفاءة احتراق الوقود الداخلي إلى 90%، وسرعة الغازات من المؤخرة إلى 3000 متر في الثانية، أي أعلى بنسبة 50% من المستوى الحالي في لونغقوه، وهو تقدم قد لا تحققه مختبرات الدولة في عشر سنوات

بدأ التصنيع باستخدام المعادن فائقة القوة، وسرعان ما أنتج محركًا بقطر مترين وطول أربعة أمتار، مجرد محرك بدون أي أجزاء إضافية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/12 · 16 مشاهدة · 1211 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025