🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
"حجم العالم الذي يراه كل شخص يعتمد على مدى اتساع رؤيته، ورؤيتهم ببساطة سطحية، السؤال التالي"
في هذه اللحظة، شعر جميع المشاهدين في البث المباشر بالفخر، وكأنهم هم المميزون، وجميعهم مستعدون لانتقاد أولئك في الخارج الذين أنكروا يي فاي سابقًا
ثم جاء السؤال الثاني، وبعد الإجابة عن بضعة أسئلة، أصبح القمر في الأمام أقرب وأقرب
وعندما اقترب أكثر، أصبحت الفوهات على سطحه واضحة تمامًا
بدأت السفينة الفضائية في التباطؤ، ثم تحركت أفقيًا ببطء، وهبطت تدريجيًا حتى توقفت فوق سطح القمر
وقبل الهبوط مباشرة، امتدت معدات الهبوط للسفينة الفضائية، وتوقفت تمامًا على القمر
ارتدى يي فاي درعه، ومع آن شين نوه، وطئا سطح القمر
قفزت آن شين نوه قفزة خفيفة، فارتفعت مترين أو ثلاثة أمتار في الهواء، ثم هبطت ببطء، وأدارت رأسها مبتسمة نحو يي فاي: "أشعر بخفة كبيرة هنا"
ترك يي فاي الكاميرا تطفو بعيدًا وقفز هو أيضًا، تاركًا آثار أقدام على الأرض
كان هذا الشعور رائعًا حقًا
بدا وكأنه يستطيع الطيران بمجرد قفزة واحدة
تعثرت آن شين نوه قليلًا، ثم قفزت مبتعدة، وقفزت عائدة: "هذا ممتع جدًا"
ابتسم يي فاي أيضًا، فبالنسبة له كان اللعب بهذا الشكل مجرد تجربة جديدة، وهو واقف على القمر يمكنه رؤية المزيد من الكواكب البعيدة
هذا هو الكون الشاسع اللامتناهي
ومع ذلك، فبالتكنولوجيا التي يملكها حاليًا، حتى مغادرة النظام الشمسي أمر صعب
مدى النظام الشمسي يُقاس بالسنوات الضوئية، فالضوء نفسه يحتاج عامًا ليغادر النظام الشمسي
وسفينته الفضائية الحالية لا يمكنها حتى أن تحلم بذلك
لكن عدم التفكير فيه الآن لا يعني أن الفرصة غير موجودة، فهو سيتمكن في النهاية من صناعة محركات أكثر كفاءة، تستطيع مغادرة النظام الشمسي بسهولة!
رأت آن شين نوه يي فاي وهو يحدق في البعيد، فاقتربت منه: "فيما تنظر؟"
"هل تعتقدين أن هناك كائنات فضائية في هذا العالم؟"
أومأت آن شين نوه: "على الأرجح… فالكون واسع جدًا، من غير المحتمل أن تكون الحياة قد ظهرت على الأرض فقط"
"لا بد أن هناك حياة في أماكن أخرى، لكنها قد تكون مثل البشر، تجد صعوبة في مغادرة نظامها النجمي"
أعاد يي فاي نظره: "دعينا نسترح على القمر اليوم، أولًا سنأكل وننام قليلًا، ثم سأأخذك إلى المحطة الفضائية، وبعدها نعود إلى المنزل"
"حسنًا"
قاد يي فاي آن شين نوه عائدَين إلى داخل السفينة الفضائية
على القمر، ما زالت هناك بعض الجاذبية، وهذا أفضل من النوم في حالة انعدام الوزن في الفضاء
كما أراد يي فاي النوم في بيئة منخفضة الجاذبية كهذه
لكن آن شين نوه لم تتبعه مباشرة، بل قالت: "هل نحفر قليلًا من التربة لنأخذها معنا؟ قبل أيام فقط، أُطلقت صواريخ لمجرد جلب كيلوغرامين من التربة للبحث…"
ابتسم يي فاي وقال: "اتصلي بالعم تانغ"
اتصل شياو باي بالرقم، وبعد دقيقة أجاب العم تانغ، وذلك بسبب بطء إرسال الإشارة
"جدي تانغ، أنا على القمر، هل تريد أن أحضر لك قليلًا من التربة كتذكار؟"
ضحك العم تانغ أيضًا، أليس يي فاي يمازحه؟
"أحضر قليلًا، فنحن لا نعلم متى سنذهب مرة أخرى، أحضر حتى لو لم يكن لها فائدة"
"حسنًا، إذًا سأحفر طنَين لأحضرهما"
لم يجد العم تانغ ما يقوله، لكنه شعر بالارتياح أكثر
فبوجود يي فاي، ما كان يُعتبر إنجازًا ضخمًا أصبح أمرًا عاديًا
"هل تستطيع الذهاب إلى المريخ؟"
"لا أعرف وضع المريخ، أرسل لي بعض المعلومات لأطلع عليها، وإذا لم يكن هناك مخاطر أخرى، فسأحفر أيضًا طنَين من التربة لأحضرهما"
"حسنًا" أغلق العم تانغ المكالمة ليرسل المعلومات
وبالمقارنة مع تربة القمر، فإن تربة المريخ بالتأكيد أكثر قيمة
فكما يقال، الندرة تصنع القيمة
لكن مجرد سماع عبارة حفر التربة بالأطنان جعل العم تانغ يشعر ببعض العاطفة
وتذكر البث المباشر الذي شاهده للتو، فلم يتم إحراج الباحثين الأجانب فقط على يد يي فاي، بل حتى نظراؤهم في بلاد التنين شعروا بالأمر نفسه
من كان يظن أن قاذفًا كهرومغناطيسيًا، حتى وإن بُني بأعلى مستوى تقني، سيكون ضخمًا جدًا، لكنه في يد يي فاي صغير بحجم إصبع الخنصر؟
كان الأمر ببساطة غير معقول
كيف يحصل على طاقته؟
لكن فكر بعدها، فقلبه يحصل على الطاقة من بطارية عالية الكفاءة تكفي لمئتي عام!
في الحقيقة، كان هذا نوعًا من التبذير، فكيف يمكن للإنسان أن يعيش مئتي عام؟
وبلا وعي، فكر العم تانغ في يي فاي، فإذا واصل البحث في مجال الأحياء، قد يتمكن حتى من زيادة عمر البشر جميعًا
جعل يي فاي الروبوت يحفر التربة
كانت هناك روبوتات في السفينة، وحتى روبوتات طائرة، قامت بكفاءة بحفر التربة وتعبئتها في صناديق ووضعها داخل السفينة
أُغلق الباب، وتم تزويد الأكسجين مجددًا
رتب يي فاي للروبوت إعداد الطعام بينما تمدد على كرسيه يلعب بهاتفه
وبعد انتهاء البث المباشر، هرع جميع رواد الإنترنت إلى المنصات المختلفة للتعبير عن صدمتهم
وكان هناك أيضًا من بدأ يتخيل المستقبل
فعلى سبيل المثال، في المستقبل قد تُباع السفن الفضائية كما تُباع السيارات الآن
ثم بعد شرائها، يمكنهم التجول في المجرة والاستكشاف!
أحد التعليقات قال: "يا إلهي، هل أنتم فريق روكيت الذي يجوب المجرة؟"
"ثقب أبيض، الغد الأبيض بانتظارك؟"
وكان هناك من عبّر عن إعجابه بجي فاي: الأكاديمي يي مذهل للغاية، نحن جميعًا بشر، فلماذا هناك فجوة هائلة؟
أحد التعليقات الأخرى قال: "نحن جميعًا أعمدة صنعتها تسع سنوات من التعليم الإلزامي، يجب أن تفكروا جيدًا لماذا هناك فجوة بينكم وبين الأكاديمي يي!"
كان الإنترنت بأكمله إما في حالة صدمة، أو ينشر النكات، أو حتى بعضهم ذهب إلى تويتر الخارجي ليبدأ بمهاجمة الباحثين الأجانب
قاموا باقتصاص أجزاء من بث يي فاي المباشر ونشروها هناك
ثم سخروا قائلين: "ألم تكونوا متأكدين أن الأبحاث بلا فائدة؟ الأكاديمي يي يستخدمها!"
بالنسبة لشعب بلاد التنين، كان بث يي فاي المباشر مهرجانًا آخر
وبينما كان يي فاي يطالع الرسائل المختلفة، اقتربت منه آن شين نوه، وسحبت كرسيًا، وجلست بجانبه تنظر إلى شاشته: "لماذا لا تستخدم ذلك العرض الثلاثي الأبعاد للمشاهدة؟"
"هذا يعطي إحساسًا أكثر واقعية، خاصة عند متابعة الجدال على الإنترنت"
تذكرت آن شين نوه أنه عندما ذهبت للبحث عن يي فاي اليوم، كان يجلس على الدرج يلعب بهاتفه أيضًا
اقتربت أكثر من يي فاي لتنظر إلى شاشته: "كنت أظن أنك لا تنظر أبدًا إلى هذه المواضيع عنك"
شعر يي فاي برائحة عطر خفيفة في أنفه، كانت صادرة من آن شين نوه، وكانت عطرة للغاية
"في البحث، قد أكون جيدًا جدًا، لكنني أيضًا إنسان، وللإنسان سبع مشاعر وست رغبات"
لم تعد آن شين نوه تنظر إلى الشاشة، بل إلى ملامح يي فاي: "أشعر أنك لا تحب التواصل مع الكثير من الناس، تبدو منطويًا في شخصيتك"
"الظهور بمظهر المنطوي ليس انطواءً حقيقيًا، فأي شخص آخر، إذا كان يملك ما يكفي من القوة والثروة، فلن يرغب أيضًا في الحديث كثيرًا مع الغرباء"
"الكثير من الناس يظهرون لطفًا، ويتقنون التعامل الاجتماعي وبناء العلاقات، لكن هذا مجرد جزء ضروري من الحياة"
"وإذا أمكن، فالكثير من الناس سيفضلون أن يبدوا منطويين!"
"في الحياة، يكفي أن يكون لديك بضعة أصدقاء حقيقيين"
"في ظل التعليم والخلفية الاجتماعية، يصبح الكثير من الناس منتجات نمطية، يحتاجون لتكوين صداقات، ويجب أن يكونوا لطفاء ومهذبين، وإذا غضبوا لا يمكنهم التصرف، وإلا فذلك خطأ، وإذا واجهوا مشاكل لا يمكنهم الاندفاع"
"وإذا تعرضوا للتنمر، فلا يمكنهم الرد!"
"وفي النهاية، يقال إن زواياهم قد صقلتها الحياة، لكنه ليس سوى تحولهم إلى سلعة نمطية صقلها هذا المجتمع!"
"ليصبحوا برغيًا، ويفقدوا ذاتهم الحقيقية"
"وهذا، في نظر الكثيرين، أمر طبيعي"
"أما أنا… فأستطيع فقط تجنب أن يتم صقلي، وأفعل ما أريد وقتما أريد، وأتجاهل من لا أريد التعامل معه!"
اندهشت آن شين نوه، فقد شعرت أن ما قاله يي فاي منطقي جدًا
فعندما يكون الإنسان طفلًا يمكنه أن يتصرف إذا غضب، لكن عندما يصبح بالغًا، إذا تصرف فعلًا عند الغضب، سيُقال إنه أحمق ومتهور وغير ناضج، وفي النهاية سيدفع المال أيضًا
أليس هذا نوعًا من الصقل؟
وفي العمل، التعامل بلطف مع زملاء لا نحبهم، ومجاملة الرؤساء، أليس هذا نوعًا آخر من النمطية؟
وهذا أيضًا ضد رغبتهم
فلو كان بوسع المرء فعل ما يريد حقًا، فقد لا يرغب كثيرون في تكوين صداقات بسهولة
حتى آن شين نوه نفسها لديها أشخاص لا تحبهم، لكنها تضطر لإخفاء كرهها في قلبها!
في مثل هذا الوضع، هل كان يي فاي هو المنطوي والغريب، أم هم في الحقيقة التعساء؟
أدار يي فاي رأسه، والتقت عيناه بعيني آن شين نوه مباشرة
كانت عيناها كبيرتين، وأنفها مرتفعًا، ووجهها بيضاويًا، وفيه بعض الامتلاء الطفولي، ما جعلها تبدو لطيفة وجميلة
وعندما التقت العيون، احمر وجه آن شين نوه، وضمت شفتيها: "هل أنت…؟"
وقبل أن تكمل، قاطعها صوت شياو باي: "العشاء جاهز"
قفزت آن شين نوه بسرعة: "هيا لنأكل"
"هل أنت ماذا؟"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ