🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمقارنة مع تلك السفينة، كان هذا الغواصة أطول بثلاث مرات وأعرض بكثير، وتبدو أكثر سمكًا من أي غواصة عادية
لكن ما أثار اهتمام المراسلة لم يكن حجم الغواصة، بل كونها تحتوي على زجاج!
ومن خلال هذا الزجاج يمكن للمرء أن يرى الداخل!
هل يعني ذلك أنه يمكن للمرء أن يرى مباشرة المناظر خارج الغواصة بعينه المجردة في قاع البحر؟
في تلك اللحظة، طارت قطع من الدرع من فضاء ساعة يي فِي، وتشكلت في الهواء على هيئة بساط مستطيل
هذه القطع يمكن أن تشكل درعًا، وبالطبع يمكن فردها، لكن يي فِي لم يحتج لهذه الوظيفة من قبل، أما هذه المرة فقد وجد لها فائدة
وقف على ذلك البساط المعلق في الهواء، ونظر إلى المراسلة والمصور وقال: "اصعدا، لندخل الغواصة أولًا"
كانت المراسلة والمصور في حالة ذهول، هل هذا بساط طائر؟
كيف تم ذلك؟
كيف يمكن لشيء كهذا أن يطير في السماء؟
بل ويمكنه حمل الأشخاص؟
تبادل الاثنان النظرات، ثم صعدا بحذر إلى البساط الطائر، وأجسادهما ترتجف، لكنهما لم يجرؤا على الإمساك بيي فِي
لكن سرعان ما شعرا أن البساط تحت أقدامهما مستقر للغاية، ليس لينًا على الإطلاق، بل كأنهما يقفان على أرض صلبة
رأى يي فِي أنهما تأقلما: "سآخذكما لتصوير هذه الغواصة من عدة زوايا"
بعد التحليق حول الغواصة مرتين، دخلا إليها
كان الاثنان مثل الجدة ليو عندما زارت حديقة المناظر الكبرى، ينظران حولهما بدهشة، لا بد من القول إن هذا المكان كان ضخمًا بالفعل
فالجزء البارز من الغواصة وحده يزيد ارتفاعه عن عشرة أمتار، أي بعلو مبنى من ثلاثة طوابق، كما أن للغواصة ثلاثة طوابق داخلية
وفي كل طابق العديد من الغرف الكبيرة
انطباع واحد فقط: هائلة!
الفرق بينها وبين الصورة النمطية للغواصات كان شاسعًا
وفي أماكن كثيرة، كانت هناك جدران زجاجية يمكن من خلالها رؤية المحيط مباشرة
أما الأكثر إدهاشًا فكان غرفة بطول عشرة أمتار وعرض عشرة أمتار، وجدرانها الجانبية بالكامل من الزجاج
هنا، كان الشعور وكأنك مغمور تمامًا في المحيط!
لكن في أعماق البحر، قد يكون الأمر مرعبًا!
تجولت المراسلة تحت قيادة يي فِي، في جولة تحضيرية للمقابلة القادمة
وأخيرًا، قادهما يي فِي إلى غرفة التحكم
جلس يي فِي على الكرسي، وتناول الشاي الذي قدمه الروبوت، وارتشف منه، ثم بدأ في التحكم بالغواصة للغوص: "سنذهب الآن إلى خندق ماريانا، يمكنكما إيجاد غرفة للراحة، وعندما يبدأ البث المباشر سنذهب إلى تلك الغرفة الكبيرة لإجراء المقابلة"
تبادل الاثنان النظرات، لكنهما لم يغادرا
فقد كانا يعرفان شخصية يي فِي، ولم يرغبا في إزعاجه
على لوحة التحكم، أخذت الأرقام بالازدياد، وهي تمثل عمق الغوص، وبعد وصولها إلى ألفي متر، بدأ الغوص يتسارع
نظرت المراسلة من النافذة، فلمحت السواد الدامس، وشعرت بشيء من الخوف
البحر العميق غامض وجذاب، لكنه كذلك يثير رهبة المجهول
خصوصًا على هذا العمق، حيث لا يكاد يخترق أي ضوء شمس، وحتى الكائنات الحية هنا نادرة للغاية
وهناك مصدر خوف آخر، وهو أن الطبقة الخارجية للغواصة مصنوعة من الزجاج!
إنه أمر مرعب حقًا!
فإن تحطم الزجاج على هذا العمق، فلن يكون هناك أي مفر!
لكن حين فكرت بوجود يي فِي، شعرت بالاطمئنان فورًا
ومع مرور الوقت، عادت المراسلة للتوتر، فقد فكرت قبل المجيء في كيفية إدارة المقابلة، وناقشت الأمر مع مدير القناة
لكن بعد لقاء يي فِي، اكتشفت أنها لا تستطيع أن تحافظ على هدوئها، بل إن أي شخص سيكون من الصعب عليه أن يبقى متماسكًا أمام شخص مثل يي فِي!
لذلك، بدأت تراجع الأسئلة بصمت، محاولة تهدئة نفسها
كانت تعرف أن عددًا لا يحصى من الناس في دولة التنين يتابعون التلفاز الآن، لأن هذه أول مقابلة رسمية للبروفيسور يي
في الماضي، كان كل ما يُعرف عنه مجرد تلك الاختراعات والتقنيات المذهلة التي غيرت مسار التاريخ!
أما هو نفسه، فلم تظهر له إلا مشاهد قليلة أثناء إلقاء المحاضرات، ثم يغادر برشاقة
أو وهو يحتضن محبوبته ويختفي في السحاب
هذا المزيج من الصدمة والغموض جعل الناس أكثر فضولًا لمعرفة شخصيته
والأهم من ذلك، أن البروفيسور يي ما زال شابًا، ولو كان شيخًا لما حظي بهذا القدر من الاهتمام
يمكن القول إن البروفيسور يي قد جمع حوله الكثير من الأحاديث، حتى أصبح لامعًا للغاية
وقبل الساعة الثامنة، وبعد تلقيها مكالمة، شغلت المراسلة الكاميرا وقالت: "مرحبًا بالجميع، أنا المراسلة وين لينغ من التلفزيون المركزي، وأنا الآن على عمق ألفي متر تحت سطح البحر، داخل الغواصة التي صنعها البروفيسور يي!"
انبهر المشاهدون أمام التلفاز، مقابلة تُجرى في أعماق البحر؟
"البروفيسور يي الآن في غرفة التحكم الرئيسية، يجري الفحوصات النهائية وضبط الغواصة للغوص، سأصطحبكم أولًا في جولة للتعرف عليها"
وبينما كانت تتحدث، بدأت وين لينغ الجولة من الطابق السفلي للغواصة
ورغم أن البروفيسور يي لم يظهر بعد، إلا أن الغواصة أذهلت الجميع لضخامتها، ولأن بها زجاجًا يمكن من خلاله رؤية الخارج!
استغرق عرض الغواصة وحده نصف ساعة كاملة
وأخيرًا، دخلت وين لينغ الغرفة الكبيرة المخصصة للمقابلة
كان روبوت يعد الشاي، ويي فِي يجلس إلى الطاولة، وبجانبها نافذة ضخمة تمتد من الأرض للسقف، وخارجها ظلام دامس
نهض يي فِي وقال: "تفضلي بالجلوس، لنتحدث ونحن جالسون"
وفي تلك اللحظة، أصيبت إدارة التلفزيون بالذهول، إذ ارتفعت نسب المشاهدة فجأة بنقطتين في دقيقة واحدة، لتصل إلى 22 نقطة!
جلست وين لينغ، ودفع الروبوت كوب الشاي نحوها
"شكرًا لك"، قالت وين لينغ، ثم سألت: "بروفيسور يي، كم عمرك هذا العام؟"
"ثمانية عشر"، أجاب يي فِي
رغم أنها كانت تعرف عمره، إلا أنها توقفت لحظة بدهشة: "أنت صغير جدًا، لكن إنجازاتك أذهلت دولة التنين مرات لا تحصى، ماذا تقول عن ذلك؟"
"لا شيء"
تفاجأت وين لينغ، لكنها تذكرت تعاملها معه في اليومين الماضيين، فرأت أن هذا جواب طبيعي منه
ثم قال يي فِي: "في الواقع، يمكنك فقط طرح أسئلة مباشرة، وسأجيب بما أستطيع، أما الأسئلة التي تحتاج تفكيرًا زائدًا فستخرج بإجابات مجاملة لا معنى لها"
أومأت وين لينغ: "سأنتبه لذلك من الآن فصاعدًا"
ابتسم يي فِي: "لا تكوني متوترة، اعتبريها مقابلة عادية"
ثم نظر إلى الظلام خارج النافذة: "نسيت تشغيل الأضواء، شغلوها!"
استغربت وين لينغ، أليست الأضواء مشغلة بالفعل؟
لكن في اللحظة التالية، أضاء الخارج، وأربع حزم ضوئية تجمعت لتكشف البعيد، وأصبح كل ما في الخارج واضحًا
كان ذلك قاع البحر العميق
رآه الناس بوضوح للمرة الأولى: قاحل وهادئ
كما اتضح أن الغواصة كانت تواصل الهبوط بسرعة
لاحظ أحدهم الرقم الظاهر على الزجاج: ثلاثة آلاف!
وكان هناك رمز يشير إلى العمق تحت سطح البحر، أي أننا على عمق ثلاثة آلاف متر!
ارتشفت وين لينغ الشاي، وتابعت الأسئلة، فأجاب يي فِي بإجابات مباشرة أروت فضول المشاهدين
وحين قاربت الأسئلة على الانتهاء، سألت: "إلى أي عمق وصلنا الآن؟"
"خمسة آلاف متر!"، قال يي فِي، ثم أضاف: "سرعة النزول ستكون أبطأ قليلًا، وسنحتاج لبعض الوقت لنصل إلى القاع"
"هذا هو خندق ماريانا، ما عمقه؟"
"أحد عشر ألف وأربعة وثلاثون مترًا!"، قال يي فِي: "أُقدّر أننا سنحتاج ساعة أخرى للوصول لأعمق نقطة"
في هذه اللحظة، صُدم الجميع، فحتى غير المتخصصين يعلمون أن الوصول إلى هذا العمق بالغ الصعوبة
أما المتخصصون فقد أصيبوا بالذهول، لأن غواصة بهذا الحجم لا يمكنها الغوص لهذا العمق أبدًا!
فالغواصات النووية في دولة التنين لا تتجاوز عمق ثلاثمئة متر!
وحاليًا، الغواصات من هذا الحجم جميعها تقريبًا نووية، وأقصى عمق تصل إليه هو ألف متر!
غواصة كهذه لا يمكنها الوصول إلى عشرة آلاف متر تحت سطح البحر!
إذ كلما زاد الحجم، زاد الضغط الذي تتحمله في القاع!
وعلى عمق عشرة آلاف متر، يصل الضغط على كل سنتيمتر مكعب إلى 1.2 طن!
لذلك، من المستحيل أن تتمكن غواصة كهذه من النزول لهذا العمق!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ