**الفصل الثاني: قديسة طائفة الشيطان، أنا موافق!**
---
تحت القاعة المقدسة القديمة، سمع الناس إعلان بدء مراسم اختيار التلاميذ، فاستعد كل منهم بحماسة وتوقع كبير.
تجمع الحضور في خمس صفوف طويلة، تحت إشراف المختص باختبار المواهب.
أمامهم، توجد حجرات اختبار ضخمة، وعلى كل شخص وضع يده على الحجر ليتم اختبار عظامه.
"شي هاو، عظامه من الدرجة الدنيا، غير مؤهل!"
"يي تشيان، عظامها من الدرجة الدنيا، غير مؤهلة!"
"لي تشن، عظامه من الدرجة الدنيا، غير مؤهل!"
…
على الرغم من أن كثيراً من الناس حضروا للاختبار، فإن معظمهم كانوا يملكون عظاماً من الدرجة الدنيا، ولا يلبّون متطلبات طائفة الخالدين القديمة.
فقط من كان عظامه من الدرجة المتوسطة يُعتبر مؤهلاً، ويكون له فرصة للانضمام إلى طائفة الخالدين القديمة. ولكن، مجرد الوصول إلى المعايير لا يعني القبول النهائي، حيث يمكن أن يُرفض أي شخص لديه مشكلة صحية أو حالات غير مرغوبة أخرى.
أصيب الذين لم يتأهلوا بخيبة أمل، وخرجوا منكسرين، مما أضفى جوًا من القلق والخوف على أولئك الذين ينتظرون دورهم للاختبار.
ولكن بعد مرور بعض الوقت، ظهرت نتيجة مغايرة.
"هوانغ لين، عظامه من الدرجة المتوسطة، مؤهل!"
كان هوانغ لين شاباً نحيلاً، وعيناه تبدوان منهكتين، وكأنه يعاني من الإرهاق.
بمجرد أن سمع عن تأهله، بدا عليه الفرح، في حين نظر إليه الآخرون بنظرات إعجاب وحسد.
ثم تحدث زعيم الطائفة قائلاً: "أيها الزعماء، من يرغب في ضم هذا الشاب هوانغ لين؟"
تبادل زعماء القمم النظرات لبعض الوقت، ثم تحدث أحدهم قائلاً: "قمة الرعد ترغب في ضم هوانغ لين."
لكن زعيم قمة أخرى تدخل قائلاً: "مهلاً! أرى أن هوانغ لين ذو مظهر كأنه يعيش في نوم دائم، أعتقد أنه يناسب قمة الخمر الخالد!"
رد عليه زعيم قمة الرعد بحدة قائلاً: "بل يبدو أن هناك طاقة برق داخل جسده، مما يجعله مناسباً لقمة الرعد!"
احتد النقاش بين زعيمي القمتين، حتى تدخل زعيم الطائفة وطلب من هوانغ لين أن يختار بينهما. وبعد علمه بأن قمة الرعد تمتلك موارد تدريب أفضل، انضم إليها دون تردد.
أما تشو فِنج، فلم يحاول المنافسة للحصول على هوانغ لين، حيث أن قمة ياو تشي تفتقر للموارد، وهوانغ لين شاب واقعي، فلن يختار قمة فقيرة مثل قمة ياو تشي.
ومع مرور الوقت، كان معظم المتقدمين يحملون عظاماً من الدرجة الدنيا، مما جعلهم يغادرون بخيبة أمل، بينما انضم بعض المؤهلين إلى القمم الأخرى، باستثناء قمة ياو تشي، التي لم ينضم إليها أحد.
بينما كان الزعماء يتلقون التلاميذ، لاحظ تشو فِنج كيف كان زعيم قمة السماء الروحية، هاو شيو، يتلقى العدد الأكبر من التلاميذ، بفضل موارده الغنية وقوته العالية.
وبعد أن ألقى هاو شيو نظرةً ساخرة على تشو فِنج، شعر الأخير ببعض التوتر، حيث كانت يداه تمسكان الكرسي بشدة.
مع اقتراب نهاية مراسم الاختيار، أعلن عن اختبار آخر شخص.
"يي تشينغ تشن، عظامها من الدرجة المتوسطة، مؤهلة!"
كانت يي تشينغ تشن شابةً جميلة وذات ملامح باردة، ذات قامة رشيقة لكن بوجه شاحب، مما أضاف إلى جمالها غموضاً، لتتفوّق على جميع الفتيات الموجودات.
سأل زعيم الطائفة الزعماء إذا كانوا يرغبون في ضم يي تشينغ تشن، لكنهم تبادلوا النظرات ولم يتقدم أي منهم، حيث لاحظوا أن عظامها بها أضرار طفيفة، ما يجعل فرصها في تحقيق إنجازات كبيرة محدودة، بالإضافة إلى إصابتها بإصابات داخلية، تتطلب علاجًا مكلفًا.
نظرت يي تشينغ تشن بخيبة أمل، حيث لم يرغب أحد بضمها، رغم أنها لم تكن شخصاً عادياً، بل كانت القديسة في طائفة الشيطان، إحدى طوائف الشر الشهيرة.
هربت من طائفة الشيطان بعد أن أرادوا تزويجها قسراً لتحالف مع طائفة الشر "التسع يِن". وعندما رفضت، حاولت طائفتها إجبارها وضربوها لتقبل بهذا الزواج، لكنها استغلت فرصة وهربت، بينما طاردها أفراد من الطائفة للتخلص منها، حتى وجدت نفسها بالقرب من طائفة الخالدين القديمة.
ولتتمكن من البقاء في مأمن داخل الطائفة، قامت بتدمير طاقتها الشيطانية وخسرت قوتها، مما أثر على عظامها.
لكن مع إعراض زعماء القمم عن قبولها، شعرت بالقلق، حيث قد يتم طردها من الطائفة، مما يعرضها لخطر الموت على أيدي طائفتها السابقة.
في هذا الوقت الحرج، كسر تشو فِنج الصمت قائلاً: "يا زعيم الطائفة، أود أن أضم يي تشينغ تشن إلى قمة ياو تشي!"
صُدم الجميع بهذا القرار.
حاول زعيم الطائفة تحذير تشو فِنج قائلاً: "أعلم أنك تسعى لضم تلميذ لتفادي فقدان منصبك، لكن عليك أن تعلم أن عظامها تالفة، ولن تحقق إنجازات كبيرة، وربما تكون أضعف منك أيضاً."
وأردف بعض زعماء القمم بنصائح مماثلة، مشيرين إلى أن إصلاح عظامها يتطلب دواء من الدرجة الثالثة، وهو نادر.
لكن تشو فِنج لم يعر أي اهتمام لنصائحهم، وتوجه نحو يي تشينغ تشن بابتسامة دافئة.
"يي تشينغ تشن، قوتي متواضعة وإدراكي محدود، لكنني أرغب في أن تكوني تلميذتي، هل توافقين؟"
ضحك البعض من كلماته، معتبرين أن أسلوبه هذا غير لائق للقبول.
شعرت يي تشينغ تشن بدفء في قلبها؛ فقد بدت كلماته صادقة، وفي طائفة الشيطان، كانت تشتاق دوماً إلى شخص صادق.
نطقت بهدوء: "أنا موافقة."
ابتسم تشو فِنج بسعادة عند سماع ردها، وكأنها خطوة أولى ناجحة. لكنه تفاجأ بصوت مقاطع قائلاً:
"انتظر!"