بعد ثلاثة أيام، وفي طريقي إلى أكاديمية الأبراج، التقيت بغراب.
"...."
صرير الغراب.
كان الغراب جالسًا على جدار منطقة سكنية، يبدو غير مهتم بي، منهمكًا في تنظيف جناحيه.
...نعم، لن يهتم بي. الغربان موجودة في كل مكان.
واصلت السير.
خطوات معدودة فقط.
[ما زلت بحاجة إلى تدريب عينيك أكثر قليلاً.]
توقفت عند سماع هذا التعليق، ثم التفتت نحو الغراب.
تخلى الغراب عن تصرفه الهادئ السابق وحدّق بي مباشرة.
"غريغوري."
[نعم، إنه أنا.]
"كنت أعتقد أنك محبوس في السجن."
[بالطبع. إنه مكان قذر، ولكنه آمن ومؤمَّن بشكل مزعج. لكنهم لا يستطيعون إيقاف قدرتي. قدراتي ليست سحرية. إنها قدرة خاصة بسلالتي.]
سجناء إيتيوس يرتدون قيودًا تمنعهم من استخدام السحر أو الهالة، ولكن يبدو أن القدرات الوراثية يمكنها تجاوز هذه القيود.
[مع ذلك، القدرات الوراثية عادة لا تمتلك قوة فتاكة. لهذا السبب تتجاهل الإمبراطورية الأمر ببساطة. أو ربما لأن التكنولوجيا السحرية لم تصل إلى هذا الحد بعد.]
"إذن، لماذا اتصل بي السجين؟"
شعرت بالحرج وأنا أتحدث بجدية مع غراب.
أتمنى أن يوضح غرضه بسرعة.
[لا داعي لأن تكون حذرًا جدًا. لقد أتيت لأساعدك.]
"مساعدة؟"
[لا أعلم ما الذي تظنه، لكنك منقذ حياتي. الغربان كائنات تعرف قيمة الامتنان. ما رأيك؟ هل تثق بي؟]
رفرف الغراب أمامي بجناحيه وكأنه يحاول كسب ودي.
...وما الذي يهم؟
[جئت لأعطيك معلومة. إنها مهمة.]
"ما هي؟"
حرك الغراب رأسه يمينًا ويسارًا، وكأنه يتأكد من عدم وجود أي شخص بالجوار.
يبدو أن الأمر في غاية الأهمية.
[من بين الشائعات المنتشرة في أكاديمية الأبراج، هناك واحدة لم أنشرها أنا.]
"…!"
حقًا.
هذا أمر لا يمكنني تجاهله.
"…إذن أنت تقول إن شخصًا آخر استغل الفرصة ونشر شائعة مختلفة؟"
[نعم. هناك شخص يريد الاستفادة من تلك الفوضى. أو ربما يسعى للانتقام. في كلتا الحالتين، إنه شخص خطير.]
في ذلك الوقت، كنت منشغلًا جدًا بمحاولة الهرب من الطلاب الذين كانوا يطاردونني، ولم أتمكن من التفكير.
لكن عندما تنتشر العديد من الشائعات التي لا يُعرف مدى صحتها، فمن الطبيعي أن يضيف البعض أمورًا جديدة بينها.
"ولكن هل يمكن لشخص ينشر شائعات فقط أن يكون خطيرًا؟ أعتقد أن معظمهم مجرد مزاحيين."
[بالطبع، هذا هو الأغلبية. ولكن فكّر في الأمر. لقد تسللتُ إلى القصر لتشتيت انتباه منظمة إندوس، وسيطرتُ على الحراس لتحويل الأنظار للخارج. ومع ذلك، تم القبض عليّ بواسطة كراكن. لماذا تعتقد ذلك؟]
"أليس لأن قدرة الكشف لدى كراكن ممتازة؟"
[بالطبع، مهارة التعقب لدى إندوس رائعة، لكن لو كانت لديهم قدرة كشف خارقة، لكان قد تم القبض عليّ منذ زمن طويل.]
"ما الذي تحاول قوله؟"
عندما سألت، نظر الغراب مباشرة إليّ.
كانت عيناه الخالية من التعبير توحي بشيء مريب.
[هناك عضو من 'إندوس' بين طلاب أكاديمية الأبراج. ذلك الشخص هو من سرب معلوماتي إلى كراكن.]
"…وهذا الشخص هو من ينشر الشائعات؟"
[إذا كان تخميني صحيحًا.]
شعرت برأسي يمتلئ بالأفكار.
لم يمضِ سوى ثلاثة أيام منذ معركتي مع كراكن، ومع ذلك، يبدو أنني على وشك التورط في حادثة أخرى، وكأنني لم أتمكن من الراحة أبدًا.
"...حسنًا، فهمت. دعنا نبحث عنه."
[حسنًا.]
واصلت السير، لكن طاقتي كانت مستنزفة تمامًا.
ثم قفز الغراب على كتفي الأيسر.
"…ما الذي تفعله؟"
[أريد الذهاب معك.]
"انزل عن كتفي. إنه ثقيل. قم بالتحقيق بنفسك."
[من الصعب دخول أراضي أكاديمية الأبراج كغراب عادي. سيكون من الأسهل التحرك بحرية إذا كنت حيوانًا أليفًا لطالب من الأكاديمية.]
"…إذن، تريدني أن أتظاهر بأنني قمت بترويض هذا الغراب؟"
[الأمر ليس تظاهرًا بالنسبة لي. إنه بالنسبة لك. تظاهر بأنك قمت بترويض هذا الغراب. عندها، لن يعترض الطلاب أو المعلمون.]
شعرت برغبة عارمة في تغطية وجهي بيدي.
في إيتيوس ، تُعتبر الغربان رمزًا للتشاؤم والسحرة، تمامًا كما هو الحال في كوريا.
أنا أحاول بشدة تحسين صورتي، لكن يبدو أن الأمور السيئة بدأت تلتصق بي أكثر فأكثر، فروندير دي روش .
[إذن، دعنا نذهب. لم أجرب حياة المدرسة من قبل. إنه أمر مثير.]
صرير الغراب. أصدر ذلك الصوت المزعج كما يحلو له.
هل عليّ أن أخبر الآخرين أنني قمت بترويض شيء كهذا؟
أشعر أن كتفي مثقل.
وخاصة كتفي الأيسر.