وسط سماء ملبدة بالغيوم الداكنة، كانت السيارات الطائرة تشق طريقها عبر الأجواء المضطربة، تحيط بها هالة من التوتر المكثف. في قلب الموكب، كانت السيارة السوداء الفاخرة التي يستقلها الإمبراطور بلاين سكارليث، حاكم إمبراطورية سكارليث القوية. كانت عيناه الداكنتان تضيقان بغضب مكبوت، وأصابعه تنقر بإيقاع متسارع على مسند ذراعه الجلدي.

"الأمر يزداد سوءًا..." تمتم بصوت منخفض لكنه كان مشبعًا بالسخط. لم تكن المشكلة في الهجوم الوحشي الذي اجتاح الإمبراطوريات الستة، بل في ردود فعل الحكام الآخرين. لم يكن هناك أي ثقة متبادلة، لا تحالفات، لا تعاون. الجميع كان يشك بالجميع. كان من الواضح أن هذه الوحوش لم تظهر هكذا فجأة، كان هناك يد خفية تحركها، ومع ذلك، لم يكن أحد مستعدًا للجلوس والتعاون لكشف الحقيقة.

ضاقت عيناه بينما استعاد في ذاكرته ملامح أولئك الحكام في الاجتماع الأخير. فالكون فيرزادن بدا وكأنه يستعد لشن حرب إذا لزم الأمر، ريكس زاندرا كان غاضبًا ومستعدًا للقتال بدلاً من التفكير بعقلانية، أليستر إيسكار كان غامضًا كالعادة، وكأنه يعرف أكثر مما أظهر. أما روبرت نيفيريا فقد كان مترددًا، متوجسًا، يخشى اتخاذ أي خطوة قد تقلب اقتصاد إمبراطوريته رأسًا على عقب. لكن الأكثر إزعاجًا كان موقف إمبراطورية رافيندال. عدم حضورهم للاجتماع مرة أخرى كان مثيرًا للريبة، وكأنهم لم يتأثروا على الإطلاق.

أغمض عينيه وأخذ نفسًا عميقًا، لكن غضبه لم يهدأ. عندما بدأت السيارات في الهبوط نحو القصر الإمبراطوري، فتح عينيه ونظر إلى المدينة أسفلهم. لا تزال آثار الهجوم حاضرة. جثث مخلوقات الكابوس أُزيلت، لكن رائحة الموت لم تغادر المكان بعد. المباني المدمرة، الشوارع التي امتلأت بالحطام، والأهم من ذلك، العيون الخائفة التي نظرت إلى السماء، كأنها تنتظر هجومًا آخر.

عندما توقفت السيارة أمام القصر الضخم، اندفع الحراس لفتح الباب له، لكنه لم ينتظرهم. خرج من السيارة بسرعة، عباءته السوداء الطويلة تتمايل مع الرياح الباردة، ومضى مباشرة إلى الداخل، عابراً الممرات الطويلة بخطوات سريعة وغاضبة. لم يكن في مزاج يسمح له بسماع أي تبريرات من أحد.

حين دخل إلى مكتبه الفخم، أغلق الباب خلفه بعنف، ثم رمى عباءته على الكرسي، وتوجه مباشرة إلى النافذة الكبيرة المطلة على المدينة. قبضته تشد على حافة النافذة الرخامية وهو يراقب الأضواء الخافتة التي بدأت تتوهج مع حلول الليل. كان من الواضح أن الشعب لا يزال في حالة من الفزع، لكنهم يحاولون التظاهر بأن الأمور طبيعية.

"هذا عبث..." قال بصوت منخفض لكنه كان مشحونًا بالغضب. "لا يمكننا الاستمرار بهذه الطريقة."

جلس أخيرًا على مكتبه، وأخذ نفسًا عميقًا محاولًا استعادة هدوئه. لكن عقله كان يعمل بسرعة، يحلل الاحتمالات، يبحث عن حل لهذا الفوضى. لم يكن لديه أدنى شك في أن هذه الهجمات لم تكن مجرد صدفة. كان هناك من يقف خلفها، شخص أو جهة أرادت إشعال الفوضى بين الإمبراطوريات، وربما أكثر من ذلك.

نظر إلى الأوراق المتناثرة أمامه، التقارير التي قدمها له مستشاروه عن الخسائر، عن الأضرار، عن الاستعدادات لأي هجوم قادم. لكنه لم يكن بحاجة إلى قراءتها ليعرف أن الوضع ليس في صالحهم. وإذا استمر الحكام الآخرون في التردد، فستكون هذه مجرد بداية لعصر من الفوضى المطلقة.

أغمض عينيه للحظات، ثم تمتم: "يجب أن أتصرف... بطريقتي الخاصة."

كان هناك قرار يجب اتخاذه، وكان يعلم أنه لن يعجب أحدًا، لكنه لم يكن يهتم. فقد حان الوقت للتحرك قبل فوات الأوان.

...

...

في قاعة مظلمة مضاءة بنور خافت صادر عن الشموع السوداء المتناثرة في زوايا المكان، وقف إدغار سكارليث أمام والده جاستين، عيناه مشتعلة بالغضب المكبوت، بينما كان والده يجلس على كرسيه الكبير المصنوع من العظام السوداء، متأملاً ابنه بنظرة هادئة تحمل في طياتها الكثير من الأسرار.

إدغار، الذي لم يستطع كتم غضبه أكثر، ضرب بقبضته على الطاولة الحجرية الضخمة أمامه، صوته يملأ القاعة: "ألم تقل أن كل هذا لأجل التعاون؟ ولكن الآن، حصل العكس تمامًا! الجميع يشك في بعضهم البعض أكثر من أي وقت مضى! لقد جعلتنا هذه الهجمات في موقف لا يُحسد عليه، وأنت لا تبدو مكترثًا بذلك على الإطلاق!"

رفع جاستين عينيه ببطء، وابتسامة غامضة ترتسم على وجهه: "إدغار، التعاون سيحدث... لكن فقط عندما يحين الوقت المناسب. عندما نطلق أحد الكوابيس السبعة، سيُجبر الجميع على العمل معًا. وهذا سيكون قريبًا جدًا."

توسعت عينا إدغار بدهشة ممزوجة بالغضب، صوته انخفض لكنه أصبح أكثر حدة: "هل... هل تخطط لإطلاق أحدهم؟ هل فقدت عقلك تمامًا؟ هل تعلم ماذا يعني ذلك؟ لقد كلفنا احتجازهم أرواح عشرات القديسين، حتى نحن بالكاد استطعنا السيطرة عليهم! إذا فقدنا السيطرة، فإن العالم كله سيسقط في الفوضى!"

نهض جاستين من كرسيه، مشى ببطء نحو إدغار حتى وقف أمامه مباشرة، ثم وضع يده على كتفه وقال بصوت بارد ولكن حازم: "وهذا هو المطلوب، يا بني. لا يمكن للعالم أن يتحد إلا عندما يكون على شفا الدمار. عندما يشعر الجميع بالرعب المطلق، عندها فقط سيفهمون أن لا خيار لديهم سوى التعاون. وعندها فقط، ستجلس عائلة سكارليث على العرش الحقيقي لهذا العالم."

إدغار دفع يد والده بعيدًا، واستدار متراجعًا خطوتين إلى الوراء، نظر إلى والده نظرة مختلطة بين الخوف والاشمئزاز: "أنت مجنون...!"

ابتسامة جاستين لم تتغير، لكنه أدار ظهره وسار نحو النافذة الكبيرة المطلة على المدينة المظلمة، حيث أضواء القصر تلقي بظل مخيف على شوارع الإمبراطورية. "ربما... لكن المجانين هم من يغيرون العالم، أليس كذلك؟" قالها بصوت خافت لكنه كان يحمل وزنًا ثقيلًا من التهديد.

إدغار لم يقل شيئًا، فقط نظر إلى والده نظرة أخيرة قبل أن يستدير ويغادر الغرفة بخطوات سريعة وغضب يتأجج في صدره. لم يكن يعرف ماذا عليه أن يفعل الآن، لكن كان هناك شيء واحد واضح له تمامًا...

إذا استمر والده في هذا الطريق، فقد لا يكون لديه خيار سوى إيقافه بنفسه.

...

...

بعد مغادرة إدغار سكارليث، بقي جاستين واقفًا في مكانه للحظات، متأملاً بصمت. عيناه الحادتان كانتا تحملان بريقًا خافتًا، وكأنهما تستشرفان المستقبل القريب. ثم، بهدوء قاتل، همس لنفسه: "أسبوع واحد... أسبوع واحد فقط وسينجح كل شيء."

ابتسم ابتسامة خفيفة، لكنها لم تكن تحمل أي أثر للدفء، بل كانت باردة، كأنها ولدت من أعماق ظلام لا نهاية له. اتجه نحو النافذة الكبيرة التي تطل على الإمبراطورية، عينيه تتجولان في الأفق المظلم، وكأنهما تبحثان عن شيء غير مرئي.

جلس على كرسيه الجلدي الفاخر، وأسند ظهره للخلف وهو يفكر. أسبوع واحد فقط، وبعدها سيتغير كل شيء. سيبدأ عهد جديد، عهد لن يكون فيه مكان للضعفاء أو للمترددين.

فتح درج مكتبه وسحب منه وثيقة قديمة، حوافها محترقة جزئيًا، وكأنها نجت من حريق كاد أن يلتهمها بالكامل. وضعها على الطاولة أمامه، ثم مرر أصابعه على الكلمات المكتوبة عليها بلغة قديمة نادرًا ما تُستخدم الآن. تمتم ببضع كلمات غامضة، فتوهجت الأحرف للحظات قبل أن تخبو مجددًا.

"الوقت يقترب..." قالها بصوت منخفض لكنه حمل ثقل قرون من التخطيط.

وقف مجددًا واتجه نحو باب مخفي خلف مكتبه، فتحه بلمسة خفيفة، ليكشف عن ممر طويل مضاء بمشاعل زرقاء خافتة. خطا إلى الداخل، تاركًا وراءه كل الشكوك والتردد. لم يعد هناك مجال للعودة.

في نهاية الممر، وقف أمام باب ضخم من الحجر الأسود، عليه نقوش قديمة تروي قصصًا عن كيانات لم تعد موجودة في هذا العالم. مد يده ولمس سطح الباب، فاهتزت النقوش للحظات، وكأنها استجابت لوجوده.

"أسبوع واحد فقط..." قالها مجددًا، قبل أن يخطو إلى الداخل، تاركًا الظلام يبتلعه بالكامل.

...

...

[منظور إيثان سكارليث]

كان المكان هادئًا كما هو الحال دائمًا، مجرد صمت مطبق يقطعه صوت تنفسنا. جلست أمام سيرين، أنظر إليها بجدية، بينما كانت تلهو بقطعة بسكويت أخرى، عيناها البريئتان تتأملاني بفضول.

"سيرين... أريد أن أخرج من هنا، هل يمكنك مساعدتي؟"

توقفت يدها في منتصف الطريق إلى فمها، طرف لسانها يلعق الفتات العالق على شفتيها، قبل أن تتسع عيناها في صدمة، ثم عبست بطريقة طفولية واضحة.

"ماذا؟ يستحيل! من سوف يلعب معي إذًا؟ أنت لا تعلم كم كنت أنتظر أحدًا يأتي إلى هنا، وبعد كل هذا الوقت، تريد المغادرة؟ مستحيل!"

شعرت برأسي يؤلمني من كلماتها، وضغطت أصابعي على جبهتي بإحباط. "ماذا... اللعنة..." همست لنفسي.

سيرين كانت... غريبة. مزيج من الطفولة والجنون، ومن الصعب توقع ردود أفعالها.

حاولت تهدئة نفسي، ثم نظرت إليها مجددًا: "حسنًا، ما رأيك أن تخرجي معي؟ سأريك هذا العالم الذي لا تعلمين شيئًا عنه."

سكتت للحظات، وعادت لتناول البسكويت ببطء وكأنها تفكر.

"الخروج؟" همست لنفسها.

رأيت الشرود في عينيها للحظة، وكأنها تحاول تذكر شيء ما، ثم فجأة، رفعت رأسها وعيناها تلمعان بحماس طفولي:

"حقًا؟ سيرين تحب الاستكشاف!"

وضعت يدي على وجهي، وتنهدت. "يا إلهي... هل هذا يعني أنك موافقة؟"

قفزت من مكانها بحركة مرنة للغاية، تدور حولي كما لو أنها تتخيل عالمًا جديدًا بالكامل أمامها. "سيكون هذا ممتعًا! لم أغادر هذا المكان من قبل! هل هناك أشياء لذيذة أكثر من البسكويت؟ هل هناك ألعاب؟ هل هناك أناس آخرون؟"

ابتسمت قليلًا رغم غرابة الموقف، وقلت: "نعم، هناك كل ذلك... لكن أولًا، كيف يمكننا الخروج؟"

توقفت فجأة عن الدوران، ثم نظرت إليّ كما لو أنني طرحت أغبى سؤال في العالم، ومدّت يدها اليمنى إلى الفراغ أمامنا.

في البداية لم يحدث شيء، لكن بعد لحظة، تلاشت أجزاء من الفراغ كما لو أنها تذوب، وظهر باب مظلم ملتف بهالة بنفسجية غريبة.

"هكذا." قالت ببساطة، ثم نظرت إلي بابتسامة متفاخرة.

حدّقت إليها مذهولًا، ثم قلت: "... أنتِ تمازحينني، صحيح؟"

هزّت رأسها بالنفي، ووضعت يديها على خصرها. "بالطبع لا، يمكنني الخروج في أي وقت! كنت فقط أنتظر شيئًا ممتعًا ليحدث."

أشرت إلى البوابة ببطء. "وهذا يعني أنك لم تخرجي من قبل لمجرد أنك لم ترغبي بذلك؟"

أومأت بحماس. "بالضبط!"

شعرت برأسي ينبض من الغضب المكتوم، لكنني أخذت نفسًا عميقًا، وأجبرت نفسي على التزام الهدوء. "حسنًا... فلنخرج إذًا."

اقتربت من البوابة، لكن قبل أن أخطو بداخلها، سمعت صوت سيرين وهي تضحك خلفي: "هذا سيكون ممتعًا جدًا! أتساءل... ماذا سنجد هناك؟"

...

...

وقفت وسط الأشجار الكثيفة، شعرتُ بقشعريرة تسري في جسدي بينما كنت أحدق حولي. الظلال التي تتراقص بين الأغصان العالية، الهدوء المريب، والرائحة الرطبة التي تحمل آثار دماء قديمة... كل شيء كان يوحي بأن هذه الغابة ليست مكانًا طبيعيًا.

"ما هذا؟ اللعنة! غابة الكابوس مجددًا!" تمتمتُ وأنا أضغط على أسناني بغضب.

نظرت إلى سيرين، التي كانت تقف بجانبي تتمايل وكأن الأمر لا يعنيها،

"لماذا هنا بالذات؟"

"ماذا تقصد؟ لقد كانت مصادفة."

نظرت إليها للحظة، مصادفة؟ ههههه، يا لك من مجنونة."

تنهدتُ، واضعًا يدي على رأسي، بينما أحاول تجاهل إحساسي بأنني وقعتُ في ورطة جديدة. حدقتُ حولي مجددًا، لا شيء سوى الأشجار العملاقة، أوراقها الممزقة تهمس مع الريح، الأرض الرطبة، والهواء الذي يحمل نكهة الخوف.

"حسنًا، ليس هناك شيء، فقط الكثير من الأشجار." قالت سيرين وهي تنظر حولها بفضول طفولي.

"اللعنة... وأنا الذي ظننت أنني ابتعدت عن مخلوق الضباب وذلك العملاق الذي بلا ملامح..." اجتاحتني قشعريرة وأنا أسترجع لحظات الرعب التي واجهتها هنا سابقًا.

"حسنًا، هل يمكنك نقلنا إلى مكان آخر؟" سألتها بلهجة يائسة.

أمالت رأسها قليلاً، ثم رفعت يدها اليمنى بتردد وقالت: "إيثان، ماذا تظنني؟ هذه البوابة قد استهلكت الأليترا."

"الأليترا؟" كررتُ ببطء وأنا أحدق بها بعدم فهم، "ما هذا؟"

نظرت إليَّ بدهشة حقيقية: "ماذا؟ كيف لا تعلم؟ إنها الطاقة المخزنة داخلك، بمجرد نفاذها لن تستطيع استدعاء شيء."

"تقصدين نواة الروح؟" سألتها بينما أحاول الربط بين المصطلحين.

"حسنًا، ربما أنتم تسمونه هكذا، لا يهم، إذاً... أين سنذهب؟" سألت وهي تتنقل بين الأشجار بخفة وكأنها تستمتع بهذه اللحظة.

تنهّدتُ، لم أكن أريد البقاء هنا ولو لثانية إضافية. "كنت أريد العودة إلى إمبراطورية سكارليث، لكنني وقعت في هذه المتاهة مجددًا."

ابتسمت سيرين بمكر وهي تضع يديها خلف رأسها: "حسنًا، هذه مشكلة كبيرة، أليس كذلك؟ إذن علينا إيجاد طريقة للخروج، لكن مهلاً... ربما يمكننا استكشاف المكان قليلاً!"

حدقت بها وكأنها فقدت عقلها: "استكشاف؟ هل أنتِ جادة؟ هذه غابة الكابوس، كل شيء هنا يريد قتلك!"

أخذت خطوة للأمام، ثم التفتت إليَّ قائلة: "لكن إيثان، أليس هذا ممتعًا؟ المغامرة؟ الإثارة؟ ربما نجد شيئًا مثيرًا للاهتمام."

شعرت بارتعاش طفيف في معدتي، لم أكن واثقًا مما إذا كان من الخوف أو الانزعاج من تصرفاتها اللامبالية.

وفجأة، سمعنا صوتًا غريبًا...

صرير الأشجار خلفنا، أنفاسٌ ثقيلة تتردد في الأجواء، وكأن هناك شيئًا يراقبنا.

التفتُ بسرعة،، بينما سيرين لم تفعل شيئًا سوى الابتسام بثقة.

"إيثان..." همست وهي تشير بعينيها إلى الظلال المتحركة خلف الأشجار، "أظن أن هناك من يريد الترحيب بنا."

أغمضت عينيّ لثانية، ثم فتحتها ببطء: "أجل... وهذه ليست بشارة جيدة."

في لحظة، ظهر مخلوق غريب الشكل، طوله تجاوز الثلاثة أمتار، جسده مغلف بدروع عظمية سوداء، وأعينه تشع بوميض أحمر.

استدعيت السيف الشيطاني، أحد سماتي الفريدة. لم يكن معلقًا على خصر، لكنه استجاب لي فورًا، ظهر في يدي مغطى بطاقة داكنة متوهجة.

"يا إلهي..." تمتمتُ بينما كنت أرفع سيفي. "هذا ليس جيدًا أبدًا."

ابتسمت سيرين وهي تمسك بقطعة بسكويت من العدم وتأكلها: "حسنًا، يبدو أننا لن نشعر بالملل هنا."

المخلوق أطلق صرخة مريعة، لم تكن مجرد صرخة، بل موجة من الطاقة السلبية اجتاحت المكان، جعلت الهواء يزداد كثافة. شعرتُ بثقل غريب يضغط على جسدي، لكنني قاومته.

تحرك بسرعة لا تتناسب مع حجمه، اندفع نحوي كالسهم، مخالبه تمتدّ باتجاهي.

قفزتُ للخلف، مستخدمًا قوة السيف الشيطاني، انطلقتُ بسرعة خارقة، ملتفًا حوله، وقبل أن يتمكن من ردّ الفعل، قطعتُ ذراعه اليمنى بضربة واحدة.

لكن...

الذراع المقطوعة لم تسقط، بل تحولت إلى كائن آخر، مخلوق صغير بأسنان حادة قفز نحوي مباشرة.

"تبًا!" لوّحت بسيفي بسرعة، محطّمًا المخلوق قبل أن يصل إليّ، لكن المخلوق الرئيسي استغلّ الفرصة، موجّهًا ضربة وحشية إلى جانبي الأيسر.

شعرتُ بألم حارق، جسدي طار بضعة أمتار قبل أن أتمكن من التوقف.

مسحتُ الدم عن زاوية فمي، نظرتُ إلى الجرح في جانبي، ليس عميقًا لكنه مؤلم.

"إيثان، هل تحتاج مساعدة؟" سألت سيرين وهي تمضغ قطعة جديدة من البسكويت.

"اصمتي!" صرختُ بغضب، ثم عدتُ للهجوم.

القتال استمر لدقائق طويلة، كل مرة كنت أضربه، كان يتجدد بطريقة ما، وكأن موته غير ممكن.

لكنني لم أكن لأستسلم.

بترتُ رأسه أخيرًا، وعندما سقط جسده، تحول إلى رماد أسود تبعثر في الهواء.

[لقد قتلت وحشا خاملا]

[لقد حصلت على أربع شظايا إضافية]

سقطتُ على ركبتيّ، أتنفس بصعوبة، بينما سيرين كانت تنظر إليّ وكأنها تستمتع بعرض مسلٍ.

"إذن، هل نفعلها مجددًا؟" سألت بابتسامة.

نظرتُ إليها بعيون نصف مغلقة، ثم وقفتُ بصعوبة، "علينا إيجاد مخرج من هذا الجحيم أولًا... قبل أن يُقرر شيء آخر مهاجمتنا."

لكن قبل أن أكمل كلامي، شعرتُ بتلك القشعريرة مجددًا...

لم يكن هذا المكان ليسمح لنا بالمغادرة بسهولة.

2025/03/09 · 41 مشاهدة · 2178 كلمة
Vicker
نادي الروايات - 2025