في مساء اليوم الثاني من ابحار الصغيرة رأت أصنافاً من المخلوقات العجيبة التي تسكن نهر الميمر العظيم مثل سمك العسلية الذي فورما تراه تظن بأن وحشاً مهيباً ذا عينين عسلية قد خرج لك بينما ما هي في الحقيقة سوى زوجين من الأسماك الضخام و الذين تشبه زعانفهم العلوية شكل العينين مما يسبب أختلاط الأمر على من يراهم لأول مرة، و شكرت الله أنها قد تعلمت عنها قبل أن تغادر المعبد لأن تلك الأسماك لست لطيفة جداً في العادة .

ظلت لعدة ساعات تتأمل الطبيعة من حولها الأشجار المتناثرة حول المكان و الكثبان الرملية البعيدة التي تشتهر بها صحاري و من البعيد شاهدت مداخن مصانع المعدات الثقيلة التي تشتهر به صحاري، فصحاري كانت و ما تزال مركز الصناعة في كل أندانيا أي العالم.

تسلل إلى مسامعها صوت الطبول الذي اخذ صداه يتردد و يرتفع مع صمت المكان حول اسوكا التي كانت مستلقية على ظهرها في القارب الخشبي تراقب القمر و النجوم في السماء.. "ساصل في الغد" حدثت نفسها و هي تضع يدها على قلبها الذي بدات نبضاته تتراقص مع طرقات الطبول، اغمضت عينيها متذكرة شقيقها الاكبر ادريسات عندما وضعها في ذلك الممر و طلب منها الفرار، فور تذكرها لذلك اليوم نهضت و هزت راسها بسرعة ثم عادت لتتنهد.

- يا صغيرة. حدثها صوت امرأة شابة من الجهة اليمنى من القارب لتنظر اسوكا نحو محدثتها و التي كانت تسبح وسط الاعشاب و الاوراق قريبا من ضفة النهر بجوار القارب لتعقد اسوكا حاجبيها لقد كانت امرأة حسناء للغاية بشعر بني و طوق ازرق يتماشى مع لون عينيها النيلي لكن شيء ما مختلف بشأنها و هو تلك الحراشف التي تغطي ذراعيها

- تبدين متعبة للغاية حاولي النوم قليلا يا صغيرة سوف اقوم بحراستك. قالت المرأة و مدت يديها نحو اسوكا فتفطنت اسوكا على الفور بان التي امامها ليست بشرا بل انها السبب في طلب الرهبان منها عدم النوم مطلقا في الليل

- كلا لا اريد، لن اثق بك فأنت احد الفادهانا!. قالت اسوكا و هي تزيح بجسدها الى منتصف القارب

- اوه، اتعرفين من اكون؟. قالت الفادهانا و هي تضحك ثم تحدثت و نغم المكر يرن صداه بين كلماتها

- مثير للغاية قلة هم من يعرفون بامر الفادهانا حسنا اخبرني من هم الفادهانا؟. سالت لتجيب اسوكا بثقة

- الحاصدات و هن انثى الانس الذين حلت عليهم لعنة الحوريات فاصبحن نصف بشر يسكنون الميمر ينامون صباحا و يستيقظون ليلا متعطشات للدماء يقضون عمرهم و هن يبحثن عن فريسة ليمتصوا دمائها لكي يرجعوا بشرا.

- نحن مخيفون صحيح ؟ ههه حسنا يا صغيرة ساعرفك بنفسي انا ادعى فرييا ماذا عنك ؟.

سالت فرييا و التزمت اسوكا الصمت
ضحكت المرأة و هي تخرج زعنفتها الزرقاء المتلالئة التي كانت تخفيها داخل مياه النهر
- اسوكا؟. قالت فرييا لتتسع عينيا اسوكا لا اراديا بينما كانت فرييا تضحك للحظات ثم اصبحت جدية و قالت بهمس

-نحن نعرف الكثير.

- كيف وصلتي الي ؟ انا لم اشرب من مياه النهر. قالت اسوكا و هي تحدق نحو عيني الحورية الفاتنة فرييا بنظرات باردة خالية من الخوف لتبتسم و تقول

- شعرت بطاقتك اللذيذة تسري في دمائك، انت مميزة يا صغيرة. اخذت فرييا تتكئ بيديها على القارب و لعقت شفتيها قبل ان تسال

- تعرفين القواعد صحيح ؟. قالت و هي تنظر بمكر نحو عيني اسوكا

- تطرحين علي لغزا ان اجبته بشكل صحيح لي الحرية و ستعطيني اغلى ما تملكينه و ان فشلت ستشربين دمي. اجابتها اسوكا بهدوء

- حسنا اذا دعينا نبدأ الان، اللغز هو قصيدة تقول كالتالي {هو من الأجسام غير مجسم ... له حركات تارة وسكون
إذا بانت الأنوار بان الناظر ... وأما إذا بانت فليس يبين} فما يكون ؟. سالت فرييا و هي تبتسم بثقة بينما بدا الخوف يتسلل الى قلب اسوكا و هي تتسائل "ما هذا اللغز العجيب؟"

{ قصيدة محيرة طرحتها فرييا هل ستتمكن اسوكا من الاجابة ام ان مغامرتها ستنتهي في بدايتها؟ }


الانديكي 2 انتهى


2018/08/31 · 346 مشاهدة · 611 كلمة
Jska12
نادي الروايات - 2024