نزلت اسوكا من القارب بعدما رست به في الضفة الشرقية ثم اخذت تسحبه الى اليابسة

حملت حقيبتها القماشية و ربطت حزامها الجلدي الذي ثبتت فيه خناجرها حول خصرها و اخيرا اخذت تتأكد من رباط حذائها و اخذ ما تبقى من طعام و طبعا مصباحها..

بعد فترة من السير تبينت اعمدة الطوطم التي كانت عبارة عن اشجار نحتت عليها وجوه اشخاص

ابدت دهشتها رغم ملامحها الباردة و اللطيفة في نفس الوقت "يالها من تماثيل، اذا هذا ما يسمى بالطوطم؟ انها مدهشة" حدثت اسوكا نفسها ثم اكملت طريقها صوب القرية و التي كانت عبارة عن خيام بسيطة مصنوعة من الجلد و بعض القماش

فور دخول اسوكا الى الحدود حتى اخذ رجال القرية اسلحتهم بينما اسرعت النسوة لحماية الاطفال و الماشية

- اولاي. قالت اسوكا و هي تلصق كف الايمن يديها على صدغها الايمن

عندها بادلها الجنود التحية قائلين
- اولاي. و مقلدين نفس حركة يدها

- من انت يا فتاة و كيف لك دخول هذه القرية دون ان ينذرنا الحرس؟!. قال رجل عجوز يضع تاجا من الريش عرفت اسوكا فورا بانه الزعيم

- اولاي ايها الزعيم، اعذرني على تطفلي و وقاحتي و لكنني لم اقابل اي من الحرس عند الطوطم.

- اولاي، اعذارك مقبول و لكن هل قلت لي لا حرس ؟. سال الزعيم و علامات الغضب ارتسمت على وجهه

- اجل كما سمعت ايها الزعيم. قالت اسوكا و ما زالت نحدق بعيني العجوز

- ذلك الاحمق هوبار. قال بكل غيظ و الشرار يتطاير من حوله.

ثم رفع يده للسماء متمتما بكلمة "تفعيل" و ما هي الا بضع ثواني سمعت بعدها صرخات فتى ما قبل ان يظهر و هو يطير نحو الزعيم و الدموع تتساقط من عينيه بينما اخذت اسوكا تراقب الموقف و بقية السكان يضحكون على منظر الفتى

- اي اي اي مؤخرتي.. هي يا جدي لما قمت بركلي هكذا؟.

- و هل تتجرأ على السؤال يا شقي؟! هاا لقد اتى زوار الينا و لم تكن هناك، هل كنت تتجسس على اهل البلدة المجاورة مجددا هوبار؟!.

- اء اء... سحقاً اجل كنت اراقبهم، جدي افهمني ارجوك هذه التقنيات التي يستعملونها ما هي الا ابتكارات من صنعهم، ان تعلمنا هذه المهارات عندها، سنعيد المياه لنا و ايضا... و ايضا نستطيع ارجاع بلادنا الام...

كانت اعصاب الزعيم تنتفخ و تنبض كلما تحدث الشاب و في النهاية لم يتمالك اعصابه و رفع قبضته في السماء ليرتفع بعدها الشاب دون ان يستطيع الحركة و كأن العجوز يقبض عليه بيد عملاقة خفية فتحت اسوكا فمها بدهشة "حجر جيني؟ ي
انه احد الاحجار الأسطورية تلك" حدثت نفسها بينما اخذ الزعيم يؤنب الشاب

- اياك و التلفظ بمثل هذا الكلام بعد الان و الا سانفيك، انت اصلا لا تملك نفس القدرة التي يملكها اهل القرية جميعا، و تريد العودة للديار؟! لا تكن سخيفا يا فتى، استمع لي جيدا لدينا ضيف هنا، عرفها على القرية ثم خذها الى المذبح لتقابل الحكيم زايرا، هل فهمت؟.

كلمات الزعيم جرحت الفتى للغاية و لكنه التزم الصمت و خضع لأوامره متقدماً نحو اسوكا

- لكنني اتيت لمقابلتك و ليس الحكيم ايها الزعيم.

- اعلم ذلك جيدا و لكن يجب ان يقابلك الحكيم اولا ليرى نجمك، انها عاداتنا مع الضيوف، بعد انتهائك ساكون في انتظارك في خيمتي الى حينها، اولاي.

-حسنا اذا، اولاي.

سارت اسوكا بجانب الشاب
اسوكا

- اولاي، انا ادعى اسوكا.

- ادعى هوبار هوك.

- هوك، بمعنى نسر؟ انه اسم مميز فعلا، للاسف انا لا املك اسم عائلة لذا فقط اسوكا.

- حسنا اسوكا.. لما اتيت الى قبيلتي؟ انت تعرفين بانها منطقة محظورة للعامة؟.

- نعم اعلم لكنني اتيت لكم لانني ابحث عن احدهم.

-؟. تعجب هوبار بينما ابتسمت اسوكا ثم قالت

- امم اريد سؤالك عن تلك القوى التي يملكها جدك، هل هو حجر اسطوري؟.

- هاه حجر؟ ما الذي تقولينه، تلك ما هي الا لعنة الصقت بعشيرتنا منذ زمن طويل.

- لعنة عما تتحدث، انها قوة مفيدة للعالم، الم تسمع بالاحجار الاسطورية؟!.

- اجل اجل سمعت عنها انها احجار تعطي مستخدميها قوى فوق طبيعية لقد رايت اهل البلدة القريبة يستخدمونها لإشعال النار، و لكننا مختلفون نحن نملك تلك اللعنة بدون استخدام حجر .

- لانه حجر جيني.

- ها؟ حجر جيني؟ مالذي يكونه هذا؟.

ظلت اسوكا تحدق بعيني الفتى لفترة بينما كان هو متحمس لسماع اجابته "شرارة حب المعرفة و الحماسة المتقدة ما تزال حية في عينيه، ذلك الفتى.. مميز"

اخذت اسوكا تلتفت حولها ثم همست

- حسنا ساقول لك لكن دعنا نجلس في مكان منعزل و هادئ اتفقنا ؟.

- اتفقنا اذا اتبعيني.

قال هوبار و هو يبتسم بحماسة شديدة و يسبقها نحو مكان مل بينما نظرت اسوكا حولها بنظرات شك و كان هناك من يراقبها و تمتمت لنفسها "حقا، ان الجهل امر مخيف للغاية، اسفة ايها الجد و لكنني لا استطيع تجاهل هذا، فقبل كل شيء هذه هي مهمتي كانديكي"

هل سترحل غمائم الجهل من على سماء سكان تلك القبيلة ؟

الانديكي 4 انتهى


2018/08/31 · 371 مشاهدة · 767 كلمة
Jska12
نادي الروايات - 2024