في مكان منعزل وسط الغابة جلسا سوياً لتحكي له قصة كان يجلها بالكامل


- حسناً كما ترى الأحجار الجينية تختلف عن بقية ألأحجار بختصار هي من الأقوى و ذات قوة خالصة و ما يميزها هو أنها ترتبط بدماء من يستخدمها فيتوارثها أبنائه و أحفاده و هكذا إلى أن تتلاشى و يعاد أستخدام الحجر من جديد، ما تملكه عشيرتك و يمكنها من تحريك الأشياء عن بعد هو حجر الجاذبية الجيني لقد قرأت عنه في بعض الكتب القديمة يمكنك أن تجعل شيئاً يفقد وزنه و يطير و تتحكم به عن بعد و يمكنك أن تعطيه ثقلاً كبيراً لتسحق به أعدائك، التحكم بالمياه و الصخور و النيران و تشكيلها هل فهمت مقدار القوة التي تمتلكونها ؟! إنها عظيمة .

- أي أن قدرات أهل البلدة من أشعال للنيران و نحوه ليست تقنيات بل كلها من قوة هذه الأحجار لكن .. هذه تبدوا كقصة أسطورية لكنني لا أكاد أصدق جل ما نفعله هو تحريك الأشياء الخفيفة عن بعد أما أنا فلا يمكنني حتى رفع حصى . أخبرها خجلاً من ضعفه و توقع سخريتها منه و لكنها بالمقابل حدثته بكل حكمة

- ليس هناك حجر يمكن لصاحبه اتقان إستخدامه مباشرة الأمر يتعلق بعدة عوامل منها التدريب عندها حتى أضعف الأحجار سوف تصبح أسطورية مثلا أنظر إلي . قالت و هي تنهض لتخرج حجر صغير متلألئ بلمعة زرقاء خافته و تتمتم بكلمة "تفعيل" لتتجمع قطرات المياه حول يديها مشكلة لمجموعة من قطرات الندى بينما تتكاثف أكثر و أكثر لتشكل كمية من المياة التي أخذت أسوكا تحركها بشكل متزامن مع قبضتها لتتراقص المياه حولها بشكل جميل و تلفظ بعدها كلمة "تشكيل تنين المياه" لتتكاثف المياه أكثر و تزيد رطوبة الجو من حولهما و تتشكل من المياة مجسم لتنين متوسط الحجم لتأمره أسوكا بالهجوم بعدها مشيره إلى أحدى الأشجار فيندفع التنين بسرعة كبيرة نحوها قاسماً أياها إلى نصفين، كل ذلك حدث خلال لحظات سحرية بدت بطيئة بالنسبة إليه، وبينما فتحت عينها الزرقاء خفت ضوء الحجر الصغير الذي كانت تحمله في يدها لتزفر و تقول :

- طبعاً كل هذا يستهلك من طاقتك، إنظر حجر مثل هذا -رفعته للأعلى ممسكة أيها بسبابتها و إبهامها- يمكنك إيجاده في أي سوق شعبي بثمن بخس و لكن لا يمكن لأي أحد تطويره لهذا المستوى سوى بالتدريب يمكنك أيضاً إرفاق الأحجار بسلاح أو قفاز أو قرط أو قلادة المهم أن تكون قريبة منك عند الحاجة .

- هذا مذهل ! أتسائل لما لم يخبرني جدي عن وجود مثل هذه القوة في هذا العالم لما أستمر بقول أنها لعنة ؟ . تذمر لتتسع أبتسامتها و تقول :

- لأنه اراد حمايتك، فأنت مميز .

- مميز ؟ . تسائل متعجباً أجابتها

- أنت باحث، أؤلائك الذين ينشدون المعرفة و يتسائلون في هذا العالم هم قلة و أنت منهم، فلتعرف أن هذا العالم ما يزال يخبئ لك المزيد . أخبرته و كأنها كانت نقطة محورية في حياته سرت رعشة غريبة بين أوصاله و ترددت كلماتها في رأسه، من ينشدون المعرفه ؟ سأل نفسه عن أمر تلك الطفلة العجيبة و التي كانت تقف أمامه راسمه لأبتسامة صادقة على شفتيها بينما تراقصت الرياح من حولها لتلعب بردائها و تبعثر خصلات شعرها الشقراء و أراد أن يعلق على كلماتها و لكن رؤية ما أنبثقت في رأسها فجأة لتفتح عينها هلعة و تصرخ قائلة :

- القرية الآن ! .

في تلك الأثتاء وبينما كان يمارس أهل القرية عاداتهم بشكل روتيني كان هناك أمر مريب يحدث و غمامة سوداء تكاد تطل بنحسها عليهم

عند المذبح ...

الرياح تحرك الجرس المعلق عند باب المذبح على فترات متابعدة لتشكل نغمات متكررة و رتيبة اعتادتها اذانا ذلك الرجل الكهل الذي كان متربعا وسط الأرضية امام نار متقدة علفت حولها الخيوط و السلاسل و شيء من الاحجار اللامعة و الريش و التي كانت تتحرك مع حركة الرياح كذلك .

بقي جالسا مكانه مغمضا عينيه بملامح ساكنه بينما و في اقصى يمينه اتكئ احد ما على الحائط محدقا بملل بذلك االرجل الكهل الذي بدى كمن قد فقد كل اتصال له بعالمنا، و بينما اخذ ذلك الشخص يتنهد بملل تحدث الرجل الكهل فجاة بالغة القديمة و بنبرة محذرة و مضطربة قال:

- إيوزسيد-إي إيسكأي إيسلتهاكيأي قوهتا نغهكي !إيوزسيد-إي إيوزسيد-إي !!! .
{احذروا القوة العظيمة تحيط بكم ! إحذروا إحذروا!!!}

- إيسكأي إيسلتهاكيأي ؟! . {قوة عظيمة ؟!}

- إيمق بنإيسز إيق هجان قلتكه فكي ! . { أنت بالذات يجب أن تعرفهم !}

- يوساكمه ! . {خلصني}

- فكي إيس أنديكي . {هم العرافين}

قال الرجل الكهل لتعبس شفتي ذلك الشخص المتكئ و التي كانت الوحيدة الظاهرة من جسده ربما كان التوتر يرتسم على ملامح وجهه فكر الرجل الكهل لبضع ثواني قبل يتحول عبوس الرجل الغامض إلى أبتسامة شرسة وا سعة و يحدث نفسه بهمس "اذا فقد بدأ تحركهم"

- جافاي اوجات إين إياو وو . {جهز حجر الباحث}

- إيكيتغا . {أمرك}

دفع الرجل الكهل بأحدى الصخور لتزاح أحدى بلاطات المذبح والتي خبأت بأسفلها صندوقاً أسود عقد بحبال العنكبوت الحمراء

- هذا هو ؟ . سأل الرجل و هز الكهل رأسه ليضع الصندوق داخل الحقيبة المثبته على خصره أسفل عبائته و يتبسم بمكر مخرجاً طرة كبيرة من معطفه تلألأت أعين الكهل فرحة بها ظناً من أنها أموال بينما كانت في الحقيقة مجموعة من الأحجار النارية و التي كانت مهيأة لأطلاق ضربة قاضية، ما لم يعرفه ذلك الخائن البائس بأن من خان شعبه لن يربح مطلقاً، كانت لحظات نطق فيها ذلك الرجل كلمة "تفعيل" و بأبتسامة ماكرة و نظرة منتشية قال للكهل الذي أعترته ملامح الخوف

- سلم لي على أسيادك أيها الحكيم زايرا فقد كنت خير عون لنا و مكافئتك هي الموت السريع .

صرخ الحكيم زايرا هلعاً :

- لا لا أرجوك سيدي لقد خدمتكم لقد.. فعلت كل ما أمر..."تشكيل الرمح الناري" و نعم لم يمهل الرجل ذلك الحكيم فرصة حتى يكمل جملته الأخيرة لينطلق من الطرة سهم ناري و يخترقاً جسد ذلك الخائن ليصرخ بينما تحترق دمائه مع جسده بينما خرج ذلك الرجل من المذبح مزيحا تلك القبعة و أخيراً عن وجهه و كاشفاُ عن وجه مليئ بالوشوم السوداء عينيه التي حملت نظرات شيطانية بحته و توسعت أبسامته أكثر بشكل جنوني بينما بدى التعطش للدماء جلياً في عينعهيه بينما يضرب برجله الأرض ليحلق عالياً و كأن الجاذبية قد عدمت و يشكل كرتين من النيران الملتهبة

- يال رائحة الشواء الجميلة . قال بنبرة قاتل مختل بينما يلقي بكرانه الملتهبة على مجموعة من أطفال القرية و الذين كانوا يلعبون على مسافة بعيدة عنه ليحترقوا على الفور و يقهقه بينما يستمع إلى صرخاتهم المتألمة اليائسة بينما يطير مندفعا نحو قلب القرية ليحرقها و من فيها .

رؤيتها أنذرتها بالخطر

الأنديكي 5 انتهى


2018/08/31 · 373 مشاهدة · 1039 كلمة
Jska12
نادي الروايات - 2024