في احد البراري يمكن سماع صوت فتى صغير لا يتجاوز عمره 7 سنوات يضرب بسيفه على الهواء "1 2 3 4 .. 100 ..300" "
يا للعجب هذا الفتى مثابر حقا لقد كنت اشاهده منذ شهرين وهو يفعل نفس الشيء كل يوم "هل قلت ان اسمه مسلم ؟ نعم ايها العم هدوان انه مسلم ابن احد كبار الجنرالات في كولاج اجاب فتى ذو ملامح سمراء كان اسمه اسامة "حسنا يمكنك الذهاب "
"المعذرة اذا ايها العم هدوان " اجاب اسامة بكل تواضع بعد مغادرة اسامة بقي العم هدوان يشاهد تدريبات مسلم بكل اهتمام وهو يحدث نفسه "هل من الممكن انه من نسل ذلك الشخص ؟!!"
بعد ان انتهى مسلم من تدريباته لاحظ فجأة رجل بالغ يجلس بجانب شجرة ويضع مربع لوحي امامه وغارق في التفكير طبعا مسلم كان يعرف هذا الشخص الذي كان يتجسس عليه كل يوم ولكن لم يعرف هدفه ولكن ما اثار اهتمامه اللوح الغريب والقطع الموجودة عليه ويبدو ان هذا الرجل في حالة تأمل على هذا اللوح ذهب مسلم الى الرجل ليغذي فضوله حول اللوح وقف مسلم عند هدوان ولكن يبدو ان الاخر لم يرد ان يتبه له.
اول من نطق كان مسلم " ايها العم هل لي ان اعرف لماذا تنظر الى هذه القطع وكأنها كنز ؟؟" لم ينظر اليه هدوان حتى واجاب " قوتك الجسدية رائعة ولكن بدون عقل ما فائدتها ؟"
نظر اليه مسلم وهو منزعج ولكن لم يقل شيء لان من الاخلاق عند العرب احترام كبار السن وخاصة ان هذا الشخص يبدو ان حالته جيدة من لباسه فقط لم يكن مسلم غبي لكي لا يلاحظه حالته اجاب مسلم "في زمننا لا يوجد شيء سوى القوة هي التي تحميك ام ان هذه القطع هي التي ستحميك عندما تهاجمك اللصوص" سخر مسلم
اجاب هدوان بكل هدوء " حسنا انت محق ومخطأ في نفس الوقت لان القوة مهمة لتحمي نفسك ولكن هل تعلم ان البشر لم يعتمد على القوة لكي يفوز ولكن على الاستراتيجيات فكما تعلم ان البشر نجى من خلال الارادة والذكاء "
كان مسلم يتأمل في كلام هذا الرجل لأنه محق على مدار قرون كانت غارات الوحوش الذين يمتلكون اجسام تتجاوز 2 متر و جلد صلب لولا حكمة البشر وذكائهم لكانوا انقرضوا منذ زمن بالرغم من وجود هذه الوحوش الا ان انانية البشر لم تكن اقل من الوحوش لهذا كانت الممالك دائما في حروب مع بعضها البعض تنهد مسلم في ذهنه ونظر الى الرجل امامه وجده يبتسم في وجهه فاجأه كلام الرجل "اذا كنت تريد القوة استطيع ان اعطيك القوة ولكن بشرط " طبعا مسلم نظر الى الرجل بتعبير غريب لان هذا الرجل الانيق لم يكن يشبه المحارب ابدا يمكن القول انه تاجر ثري ولكن سأله مسلم "ما هو الشرط " كانت مثابرة مسلم لكي يكون اقوى احد صفاته المميزة
نظر اليه هدوان واجاب "اريدك ان تلعب معي هذه اللعبة التي امامي " اجاب مسلم على الفور "انا لا اعرف كيف العب رد عليه هدوان " لا تقلق سأعلمك " اجاب مسلم "اذا كان مجرد اللعب فلا بأس " بعد ان اجاب مباشرة اعطى له هدوان كتاب سميك امسك مسلم الكتاب وردد في ذهنه "الشطرنج" اخذه مسلم وعندما استدار ليرحل تذكر انه لم يطلب اسم الرجل فأعاد النظر الى مكان الرجل لكن لم يجد احد هناك "غريب اين اختفى هذا الرجل لقد كان هنا منذ لحظة " لكن لم يهتم مسلم كثيرا لأنه لم يعد الى القرية من 3 ايام كان يقيم في البراري التي تبعد 3 كلم من القرية من اجل تدريباته وتقوية فنون السيف لديه .
قرية كولاخ تقع هذه القرية في الصحراء وهناك الكثير من اللصوص التي تعيش بجانبها وكانت تتعرض دائما للغزو من اللصوص ولكن بفضل العديد من الجنرالات الاقوياء والمحاربين بقيت هذه القرية في مأمن تعد قرية كولاخ احد النقاط التجارية المهمة في الجزيرة العربية لانها تمر عليها قوافل التجار للتزود بالمؤن والحراس والراحة فيها .
يمكن رؤية شاب عمره 14 عام فقط يجر فتى صغير من اذنه "هل تعرف كم كنت قلق عليك ايها المشاغب اين كنت هذه الايام لقد كنت ابحث عليك منذ ثلاثة ايام "كان هذا شقيق مسلم من الاب كان مسلم يتيم الام ولكن كان لديه اخوه الاكبر من ام ثانية وكانت العلاقة بين الاثنين جيدة بالرغم من انهم ليسوا اخوة ام واب ولكن لم يمنع هذا من ان اخوة اكثر من الاخوة الحقيقيين اجاب مسلم بسرعة " لقد كنت بالخارج لايام فقط "رد عليه حمزة " لأيام فقط !! هل تريد ان تقتلني من الغضب ؟ اعلم انك تريد ان تصير محارب قوي لكي يعترف بك والدنا ولكن لا تفعل هذا مرة اخرى لان لدي اخ واحد فقط ولا اريد ان افقده "
نظر مسلم اخيه وقد لمست كلمات اخيه قلبه فعرف انه اقلق اخوه حقا هذه المرة رد عليه مسلم باعتذار " اسف لن اقلقك علي مرة اخرى " نظر حمزة الى اخيك وتنهد كان يعرف ان تصرفات اخيه لم تكن من اجل شيء فقط كان شجاعا جدا و يريد لوالده ان يتعرف به
اشفق حمزة على اخوه الصغير كانت السيدة الثانية تلد مسلم واجهت نزيف شديد ادى الى وفاتها في النهاية.
بعدها بقيت امي تعتني به عند هذه اللحظة نظر الى الطفل بجانبه كان لديه شجاعته لم تكن اقل من المحاربين حتى حمزة لم يكن شجاعا مثل مسلم .