جلس سمير مع الفتاة التي اختارت أن تُدعى "حسناء"، في زاوية هادئة من المقهى، حيث تداخلت رائحة القهوة مع صمت الكلمات غير المنطوقة بينهما. كانت نظراته مترددة في البداية، لكنه شعر بالراحة عندما أدرك أن "حسناء" ليست هنا لتصدر أحكامًا، بل لتستمع. بدأ سمير يروي قصته مع ليلى، زوجته التي لطالما أحبها، لكنه لم يعد يشعر بالقرب منها. "لقد تغير كل شيء بيننا... لا أدري متى حدث هذا، لكني أشعر أنني لا أعرفها بعد الآن." نظر بعيدًا، وكأن الكلمات تزداد صعوبة عليه كلما نطق بها. "كأننا نعيش في عالمين مختلفين... ولا أعرف كيف أعود إليها." استمعت "حسناء" بصمت، تاركة لسمير المساحة ليفرغ ما بداخله. كانت تفهم كل ما يقوله بطريقة عميقة، ولكن لم ترد أن تظهر له ذلك. عندما انتهى من الحديث، التفت إليها يسأل بعينيه سؤالًا صامتًا: "هل لديك شيء لتقولي؟" ابتسمت "حسناء" بهدوء، وبدأت تتحدث بحذر، وكأنها تنقل أفكارها على أطراف الكلمات دون أن تكشف كثيرًا. "أحيانًا، تجد نفسك تعيش مع شخص، لكنك تشعر أنك غريب عنه. يمكن أن يحدث هذا لأي أحد... حتى لو كنتما في علاقة طويلة." توقفت لثانية، ثم أضافت: "لديا زوج..." ، جمد سمير للحظة، لكن "حسناء" تابعت وكأنها لم تلحظ توتره. "كان يعاني كثيرًا، لكنه لم يكن يعرف كيف يشارك آلامه. كان يفضل الصمت، وربما الهروب أحيانًا. ربما لو كان يتحدث أكثر... لما وصلنا إلى هذه النقطة." شعر سمير وكأنها تتحدث عن شيء يعرفه جيدًا، لكن لم يجرؤ على الاعتراف به. "وماذا حدث بينكما؟" سأل بنبرة فضولية، يحاول أن يخفي ارتباكه. "حسناء" تنهدت بهدوء، ثم نظرت إلى فنجان القهوة أمامها. "أحيانًا، الصمت يصبح جدارًا بين الأشخاص. ربما لو تحطم هذا الجدار في الوقت المناسب، لكانت الأمور مختلفة." ثم رفعت نظرها إليه بابتسامة حزينة، وكأنها تريد أن تقول أكثر لكنها تعرف أنه لن يكون من السهل استيعاب كل شيء. سمير لم يدرِ كيف يرد. هل من الممكن أن تكون هذه الفتاة تتحدث عن شئ شبيه لما يدور في بيت سمير من مشاكل زوجية دون أن تدري؟ أم أنها تعرف، لكنها تختار ألا تكشف عن الحقيقة؟ كان هناك شيء غريب في هذا اللقاء، لكنه لم يستطع أن يبتعد. ربما، في هذا الحوار المستتر، وجد كل منهما مرآة تعكس ما يختبئ في أعماقه. ولكن قالت حسناء أن زوجها مريض فاي نوع من المرض هذا هل هو قعيد ام لديه مشاكل صحيه لم تقولها .النتيجه أن سمير لاحظ أن مرض زوجها هو نقطه حزنها فهل تريد الانفصال عنه ولكن الواجب يجبرها التحمل ؟ فكيف ستكون الحياه وهي شابه في ريعان شبابها .كل ما أثار فكر سمير أنهم متشابهان رغم اختلاف القصه .فالتشابه يكمن في أن حياه كلا منهما ينقصها شئ لتكون حياه سعيده مرضيه

2024/10/29 · 5 مشاهدة · 417 كلمة
Ebram Luke
نادي الروايات - 2025