بعدما أنهى سمير وحسناء حديثهما في المقهى، شعرا أن الحديث لم ينتهِ، لكنهما اتفقا على الانصراف. عاد سمير إلى منزله مثقلًا بالتفكير في "حسناء". كانت أفكاره مشوشة، وكأن شيئًا جديدًا يتحرك بداخله. جلس في غرفته صامتًا، حينما جاءت ليلى ووقفت عند الباب تريد الدخول. لكنه، بطريقة ما، لم يكن يريد مواجهتها. "دعيني وحدي لبعض الوقت"، قال بنبرة حاسمة جعلتها تبتعد بهدوء، دون أي كلمة إضافية. في اليوم التالي، ذهب سمير إلى عمله وفي ذهنه مشهد لقائه بحسناء. قرر أن يفضفض لصديقه حمدي، الذي كان يعرفه منذ سنوات طويلة، قائلاً: "يا حمدي، هناك شيء يحدث معي ولا أريدك أن تخبر ليلى بأي شيء، لا أريد أن أخرب البيت." حمدي، وهو صديق العائلة المخلص، استمع بقلق، لكنه لم يستطع تجاهل ما سمعه. بعد رحيل سمير، شعر حمدي بأن عليه أن يتصرف، فذهب مباشرة إلى ليلى ليسألها عن حقيقة ما يجري في بيتهم. لم يوضح الأمر كثيرًا، لكنه أراد أن يتأكد أن الأمور لن تخرج عن السيطرة. في نفس الوقت، كان سمير في لقاء آخر مع "حسناء" في المقهى ذاته. جلسا صامتين لفترة طويلة، وكأن كل الكلمات التي كانت بينهما في السابق أصبحت ثقيلة. فجأة، قطع سمير الصمت وسألها بحذر عن زوجها ومرضه، لكن حسناء لم ترد هذه المرة. كان هناك شيء في عينيها جعله يشعر أن هذا الموضوع أصبح حساسًا جدًا. شعر سمير بالتردد، لكنه لم يستطع أن يمنع نفسه من البوح بما يختلج في داخله. "أشعر أنني أريدك... أحبك، وأنت لا تحبين زوجك. لا ذنب لنا في هذه الحياة الناقصة، يجب أن نكون معًا." قالها بجرأة، وكأن كل الأسئلة التي كان يتجنبها قد اندفعت فجأة. كان الجو في المقهى هادئًا، لكن الكلمات التي خرجت من فمه بدت كأنها كسرت حاجزًا بينهما. نظرت حسناء إلى سمير، وعيناها تحملان مزيجًا من المفاجأة والحيرة. الكلمات التي قالها كانت ثقيلة، ولم تكن تتوقعها، لكن في تلك اللحظة، لم تجب. اكتفت بالصمت، تاركة الأمور معلقة بينهما. نهضت ببطء، وأمسكت بحقيبتها، ثم نظرت إليه للمرة الأخيرة قبل أن تقول بهدوء: "الحياة ليست سهلة، سمير." غادرت المكان، تاركة سمير يغرق في دوامة من الأفكار المتشابكة. جلس في مكانه، يتأمل في تلك الكلمات، وبينما كان يشعر برغبة شديدة في ملاحقتها، قرر أن يبقى. كانت تلك اللحظة فاصلة، لحظة قراره بين ما يعرفه وما يرغب فيه

2024/10/29 · 5 مشاهدة · 356 كلمة
Ebram Luke
نادي الروايات - 2025