هززت رأسي و تركته ليكمل حديثه .."لدى مغامري الرتبة بي أو من هم أعلي الحق في كفالة مغامر جديد من أجل الأختبار و بناءً علي اداءك سوف يتم تقييمك ,و بهذه الطريقة ستعفى من عناء البدء كرتبة منخفضة , سوف يشتمل هذا الأختبار علي جزء عملي, و الأن و علي ما يبدو من اسلحتك فأنت يا أما سياف أو معزز ؟" ثم نظر متحيراً للعصاة السوداء المربوطة بخصري أسفل سيفي القصير .

"أجل ."

" حسناً ! عادة ما يكون هناك فحص لجوهر المانا خاصتك قبيل الأختبار و لكننا سنتجاهل هذا من أجل الأنسة فلامزورث " ثم أردف و هو يفتح باباً في الجزء الاخر من حجرته " ماري , فلتأخذيهما إلي حجرة الأختبار ."

"حـ - حاضر " من ثم دخلت عاملة الأستقبال مسرعة الخطى لنا و قالت " من بعدك سيد نوت , سيدة فلامزورث ."

أخذت أتأمل جاسمن من خلف قناعي , ألهذا السبب أصرت علي القدوم ؟ لقد ذكروا اسم فلامزوث ببالغ الأحترام ؟ و لكن ما يكون منزل فلامزورث هذا ؟

أغلقت عيني سامحاً بقليل من الضوء لكي تتعودا علي التغير المفاجأ للإضاءة حينما خرجنا من الرواق المظلم , حينما نظرت حولي باتت لي ملامح القاعة جلية , لقد كانت قاعة داخلية مفروش أرضها بالتراب مضاءة بشدة بينما يحيط بها المدرجات التي بدت كما لو كانت درجات ضخمة , في حين كانت المدرجات خالية عدا العشر أو أكثر من الأشخاص المنتشرين هنا و هناك و جوٌ من العصبية المنتشر في الأجواء لتجتمع أبصارهم كلهم علي الشخصين الواقفين في منتصف الحلبة .

" رجاءً اتبعاني لمقعدكما , هناك عدد لا بأس به من المُختَبرين اليوم ."و من ثم انحنت قائلة " فقط انتظرا إلي أن يناديكما المختبر و لا تقلقا فسوف أتعجل الأمر ."

وضعت سيلفيا بيني و بين جاسمين بينما ملت إلي الأمام قليلاً حتي أري بوضوح المقاتلين .

"هاه!" لوح الرجل الضخم أصلع الرأس فأسه طويله المقبض باتجاه خصمه بكل ما أوتي من قوة , لقد كان جلياً أنه في وضع لا يحسد عليه , لقد كان خصمه رجلا قصير القامة بالنسبة له بندبة تمتد علي وجنته أسود الشعر , و بكل سهولة كان قادراً علي تفاضي هجماته .

و بوجه محمر من الإزعاج و الحسرة صرخ الرجل الضخم " تلقي هذه ! " حقيقة أنه أعلن عن ضربته القادمة قد تعني شيئين إما أنه واثق من نفسه أو ببساطه محض هاوي , و لكن في حالته هذه فيبدو التالي .

فأسه الذي رفعه عالياً أخذ يشع بضوء برتقالي قاتم و حرارة أخذت تشع منه و من ثم ردد " الجحيم المحطم !" , مثل المشعوذ الذي يردد اسم تعويذته يقوم المعزز بترديد اسم الضربة و لكن في حالته أيضاً لم يكن هناك من داعِ لهذا , فمن مكاني هذا يمكنني رؤية خصمه الذي ينظر ناحية الفأس الهاوي ناحيته بملل و صوت تنهيدته يداعب اذني ليحرك سيفه العريض في طريق الفأس .

فجأة يرن صوت الحديد المتقارع ذا النغمة المميزة ليلقى بعدها الفأس بعيدا عن صاحبه , دالاً علي نتيجة هذا النزال .

وقف الرجل هناك ثاغر الفاه ناظراً إلي يديه الفارغة غير مصدقاً أنه قد خسر .

" مهارتك كحامل فأس منعدمة و حسك القتالي ضعيف ...هذا فقط و انا أحاول أن أكون لطيفاً معك , أنت تحاول أن تعتمد علي قدرتك الجسدية بعيداً عن قدرتك المعززة مما يخل من توازن هجماتك . أنت تقول أنك بلغت الخامسة و الثالثون . يمكنني وضع شخص بمهارتك في الرتبة إيي و لكن و لكونك متلاءماً مع عنصر النار هذا و إن جاز تسمية الحرارة الضعيفة التي أخرجتها بنار فسأجعلك في الرتبة دي

.."لقد كان المختبر قاسياً في حديثه و لكنني لم أكن قادراً علي الأختلاف معه في أي شئ قاله .

" التالي ! ديان وايتهال ! " صرخ المختبر بينما أخذ الرل الضخم في العودة للمدرجات مطأطأ الرأس ملتقطاً فأسه في طريق عودته .

" قادمة ! " جاء الصوت من الطرف الأخر من المدرج في حين أن فتاة في زي مشعوذ أخذت تتحرك ناحية الساحة محاولة ألا تقع في طريقها , أخذت تخرج عصاتها من زيها الذي يبدو كما لو كان ثوب حمام مزخرف بدون أن تقع .

بدأت أصوات الضحكات تعلو من بين الجمهور المتناثر هنا و هناك بينما هم ينظرون للفتاة الصغيرة ذات الشعر البني المموج المربوط خلف رأسها لتقف الفتاة و إن جاز القول انها في العمر ما بلغت من مرحلة المراهقة بخجل وسط كل هذا .

" يا لها من مضيعة للوقت – فلترسب هذه الفتاة و لتدعنا ننتهي من كل هذا . " من بين الحضور جذب انتباهي هذا الصوت الصادر من فتي تبدو علي ملامحه العجرفة .

لم يبدو الفتي أكبر مني في العمر مما أثار دهشتي كون هناك أحد يسعي للتقدم لأن يكون مغامراً في هذه العمر الصغيرة , من ثيابه الخاصة بالمشعوذين المزخرفة التي و بحق كانت تجعل ثياب الفتاة كما لو كانت ثوب حمام دالاً علي أصله النبيل , لقد كان الفتي أشقراً بشعر أمتد لأذنيه تماماً فوق عينه ليجعل منه جذاباً بحق , لقد كان ينظر إلي الساحة برأس مرفوعة و ابتسامة مستفزة تدل علي مدى عجرفته .

و لكن ما جذب انتباهي هي الجوهرة التي كانت تلمع فيي ضوء القاعة الجالسة فوق عصاته السحرية بالقرب من خصره .

لم أطل النظر نحوه فقد كان من الأشخاص الذين لا أطيقهم .

أشحت بنظري نحو الساحة فوجدت المختبر الرجل قد أُستبدل بامرأة ترتدي زي مشعوذة مما يجعلها من يقوم باختبار المشعوذين , و بعد نحنحة خفيفة لتصمت الساحة أعلنت

" أهيم ! ديان وايتهال ! ثمانية عشر عاماً , مشعوذة في مرحلة البرتقالي الصلب بتخصص مائي ! دعينا نبدأ " و من ثم أعطت المفكرة التي كانت تقرأ منها للمختبر و أمسكت بعصاتها السحرية .

أخذت المُختَبَرة بالقاء تعويذتها , لتبدأ فقاعات المياه في التكون من حولها كحاجز دفاعي , لم يكن المشعوذين القدرة علي تعزيز أجسادهم لهذا عن بداية أي نزال سحري يقوم المشعوذين بإلقاء تعويذات دفاعية , و لكن المختبرة لم تقم بهذا بل قامت بإلقاء تعويذة فوراً

" العاصفة الرملية !" صرخت المشعوذة شاحبة الوجه لتترتفع الرمال و تتجه نحو الفتاة فتختلط بالمياه المحيطة بها لتتحول إلي فقاعات من الطين ,

" تحرير ! "

قالتها الفتاة لتفقد فقاعات الطين قدرتها و تسقط فتتراجع الفتاة للخلف و تتمتم و المياه تتجمع علي عصاتها ...

" مدفع المياه ! "

لتندفع المياه في شكل كورة نحو خصمها .

ان تكون مشعوذاً في مرحلة البرتقالي الصلب يعني أنك ستصير متخصصاً فبالتالي لن يمكنك استخدام تعاويذ غير تلك المرتبطة بعنصرك .

لم تقم المختبرة بالدفاع في مواجهة القذيفة المائية القادمة نحوها بل تفادتها ناحية اليمين ...ملياً أدركت أن هذه هي المرة الأولي التي أري فيه معركة بين مشعوذين فوجدتها فرصة لا بأس بها كي أدرك أسلوبهم بعيد المدي و كيفية التصدي له كمقاتل قصير المدي .

"انفجار " قالتها الفتاة بعدما مرت المياه بالقرب من المختبرة لتنفجر القذيفة فيمتلأ المدرج بسحابة من التراب .

لقد كان الفتي النبيل الذي كان يسخر من الفتاة يهز رأسه في احتقار .

" ليست سيئة" تمتمها جاسمين بجواري .

أخذت السحابة الرمليه تنقشع لتظهر الفتاة واقفة بمفردها في الساحة بينما من خلفها تخرج المختبرة من تحت الأرض و بطرف عصاتها تلمس بها راس الفتاة .

" ييك ! " قفزت ديان في فزع .

" يجب أن أعترف أن تحكمك بعنصرك ليس سيئاً , آنسة وايتهال لقد كنت واثقة زيادة عن اللزوم بتسلسل هجماتك السابق بدون أي استعدادات دفاعية , و لكن كفاءة التحكم لا بأس بها ..الرتبة -سي "

تنهدت الفتاة . أن تكون في الرتبة سي في عمرها هذا ليس بالأمر السئ .

2020/01/21 · 4,960 مشاهدة · 1197 كلمة
Doukanish
نادي الروايات - 2024