الفصل 28 ...الجزء الثاني
اختبار
"التالي ! إليجاه نايت! " أعلن المختبر .
"هنا.." من علي بعد صفين جاء صوت فتى بدا أصغر من غريمه الأشقر , علي يميني كان ذا شعر أسود يغطي جبهته و ثياب عادية طويلة الأكمام و عدسات تعطي لمن يراه أنطباعاً بكبر سنه علي الرغم من شكله , لم أري عليه أي سلاح فشككت كونه معزز و لكن رؤيتي للمرأة التي لم تترك مكانها دل علي عكس ذلك.
فجأة هلم موظف كان يدون بعض الملحوظات جانباً إلي المرأة و أخذ يهمس شيئاً في أذنها لتتسع عينا المرأة الضيقتين في ذهول فوق وجهها الشاحب قبيل أن تستعيد رباطة جأشها من جديد .
" إليجاه نايت ! العمر عشرة أعوام ! لقد أُعلمت تواً بمكانتك , من الأن فصاعداً أنت من الرتبة بي "
الرتبةبي و في مثل عمره هذه بدون أن يُختبر حتي ؟!
رأيت علامات الدهشة علي وجوه الجميع و حتي المختبر المعزز بات ينظر ناحية الفتى بوجه مندهش .
و لكن من هو موضع الأهتمام لم يكترث فاكتفي بانحناة صغيرى ليعود بعدها إلي مقعده بدون أي كلمة أخري .
" التالي ! لوكاس ويكس !"
" همف ! أعتقد أنه قد حان دوري أخيراً " قفز فجأة الفتي النبيل أشقر الشعر من موضعه و عصاته في يده يمشي متبختراً ناحية الساحة .
نظرت المختبرة مرة أخري في ملحوظاتها بدهشة بادية علي وجهها قائلة " لوكاس ويكس , 11 عاماً مشعوذ في ....المرحلة البرتقالية الخفيفة , متخصص في العنصر الناري "
ماذا ؟ أبلغ هذه المرحلة بالفعل ؟ كيف لهذا أن يحدث ؟
و بدون أن ينحني ,اتكأ الفتي علي عصاته متكاسلاً .
" دعنا نبدأ ." قالتها المختبرة و بامتعاض بادى بسبب قلة أدب الفتي و في تلك اللحظة قفز لوكاس للخلف صائحاً " انهض يا حارسي ! "
( الحارس الناري )
فاشتعل عمود من النار أمامه مرتفعاً نحو السماء ليكشف عن جسد شبيه من البشر يبلغ المترين من اللهب .
يبدو أنه علي قدر من المهارة الكافية لدعم غروره .
بالطبع بدت المختبرة مندهشة و لكن بحنكة لوحت بعصاتها و بكلمات قليلة تشعل بها تعويذتها .
( مقبرة الأرض )
ثلاث مسطحات مثلثلية الشكل من الأرض الصلبة أحاطت بالجسد الناري داخل شكل هرمي .
لقد كان رد فعل سريع , فبمجرد أن يستهلك الحارس الناري للأكسجين الموجود بسجنه فسيختفي و لكن الفتي بدأ بالفعل في تمتة تعويذته " بطيئة جداً , يا آنستي "
(النفحات النارية)
توهجت الجوهرة أعلي عصاته بضوء شديد لتخرج منها شرارات قد تبدو مسالمة و سرعان ما انفجرت كالألعاب النارية متفرقة في مجموعات صغيرة لتطفو حول الساحة تحيط بالمختبرة و الفتي .
" إن الفتي جيد " مدحته جاسمين .
لم أكن مدركأ لما يحدث و لكن سرعان ما عرفت .
ظهرت ملامح الجدية علي وجه المختبرة في حين صرخ الفتي قائلاً بينما هو يسرع بالتراجع" انفجار" .
انفجرت تلك الشرارات النارية بقوة متجهة نحو المرأة .
أشارت المختبرة بعصاتها تجاه الأرض و تمتمت
( حقل شظايا الأرض ) لتعلو قطع الصخور و تحيط بها لتقابل أشعة اللهب المتجهة إليها فتنعكس بمجرد الأصطدام بها و تتجه ناحية الفتي .
بوجه شاحب ألقي الفتي تعويذته ( تحرير) فسقطت الشرارات المحيطة بهما و لكن لا شئ قد حدث لأشعة اللهب المتجهة نحوه فتمتم مجددا ( أعصار اللهب)
من حوله تكونت رياح نارية و التي سرعان ما تواجهت مع أشعة اللهب ليمتزجا سويا بينما يقف الفتي في عين ذلك الأعصار .
( اختراق )
لقد كانت المختبرة , قالتها فتحولت الأحجار المحيطة بها لقذائف سريعة توجهت ناحية الفتي لتقضي علي اللهب المحيط به و تقف علي قرابة من رأسه ...
" كيف تجرؤين ! هذا الأسلوب السئ من محض مختبرة يجب أن يُسجل و أن يجازى " وقف الفتي هناك ممسكاً لعصاته أمامه ليقي نفسه بينما اختفي من علي وجه تلك التعابير السمجة و يحل محلها الشحوب .
" تمالك نفسك يا سيد ويكس , لدي القدرة الكافية لتمنعني من قتل فتى مغرور أهوج " بهدوء طمأنته المختبرة لتتركه يسب و يلعن في سره .
" قدرتك علي التحكم بعنصرك و ابداعك مدهشين و طالما أدركت حدودك و بقيت حذراً فستحظي بمستقبل باهر , أعتقد انه يحق لي أن أضعك في الرتبة بي , ألا تتتفق معي يا جورج ؟ "
ثم نظرت للمختبر المعززمتساءلة فهز كتفيه دليلا علي عدم اعتراضه .
و علي ما يبدو ان كل الاتهامات التي وجهها لوكاس للمختبرة قد تلاشت فقد علت وجهه ابتسامته المتعجرفة .
" وااه ! "
" وحش أخر قد ظهر !"
" سحقاً كم أود الذهاب للمنزل ! "
باقي الحضور أخذوا يتحدثون بغيرة متعجبين و غيرهم من انهوا الأختبار يتمتم بين اقرانه .
" ما الذي ظننتموه أيتها القردة الناطقة ؟ أحسبتموني من مستواكم ؟ "
و من ثم شق طريقه إلي مقعده بينما المختبر الأخر قام بلا أي دلالات علي الكلل مصافحاً المرأة ليقف في الساحة .
" التالي ! نوت ! رجاءً فلتأتي إلي هنا "
وضعت جاسمين يدها علي كتفي قائلة " حظاً موفقاً "
و بمعدما أومأت لها تاركاً سيلفيا لها متجهاً إلي الساحة .
" يبدو أنك هنا بناءً علي كفالة أحدهم فلا يوجد عنك أي معلومات و لهذا فلتدعنا نبدأ و لنري ما لديك . " قالها بينما هو يحاول النظر من بين شق العين في قناعي ليري من هو أسفل هذا القناع .
أخرج المختبر سيفه كما فعلت .
" فلتبدأ "
قالها و من ثم اتجه نحوي طاعناً ناحية رأسي علي ما يبدو راغباً في إخافتي .
و لكن علي نقيض توقعاته لم أحاول التفادي بالأنبطاح أو التراجع بل تمايلت برأسي قليلاً متفادياً السيف و قمت برفع السيف عالياً متجهاً به ناحيه الرجل .
اتسعت عينا الرجل في ذهول محاولاً التفادي و لكن هيهات فما كان من السيف إلا و كان مضطجعاً علي رقبته , لم يجرؤ الرجل علي الحراك خوفاً من الأصابة بالرغم من درع المانا .
" يكفي هذا " قاطعنا صوت قائلاً "تنحي جانباً يا جورج سأكون أنا مختبر هذا السيد ."
التفت فرأيت كاسبين يسير من الرواق المجاور لجاسمين .
" سـ سيدي ؟ أتنوي اختبار هذا المترشح ؟ " تراجع جورج عن سيفي بأريحية قدر المستطاع و لكنه لم يستطع اخفاء حبيبات العرق التي أحتشدت علي جبهته .
" أعتذر و ان بدوت وقحاً و لكن لا داعٍ لشخص من المرتبة
AA
أن يقوم باختبار مترشح ؟ سأكون كافياً لهذا . " مكملاً قالها و هو يمسح الدماء بيده بسرعة .
و لكن نظرة كاسبين تجاه عنقه قد أسكتته . لقد كان من الغريب لرئيس فرع النقابة أن يقوم بأختبار مترشح.
لم أكن لأكذب و أقول أنني لم أتفاجأ , فكلما ازدادت المرتبة كلما ازداد الفارق في القوة بين المرتبات المختلفة فالرتبة
AA
علي سبيل المثال دليل علي أن حاملها أوقي ب 10 مرات من ذا المرتبة
A
.
فلابد له و أن يكون في مرحلة أخري من القوة, و قد كان هذا أمر أثار من فضولي .
" أن كافله شخص ذا صلة بي و لهذا أشعر بضرورة أختباره بنفسي ."قالها ضاحكاً بينما يده تمتد إلي سيف المبارزة المعلق علي خصره .
" دعنا نبدأ ."