الفصل 30 : سيف و بدن

(الفصل كامل )

منظور أرثر ليوين :

نفس الموظفة التي اقتادتنا إلي الساحة هي من اقتادتنا إلي المكتب لأعطائي بطاقة النقابة النحاسية .

كل ما هو أدني من المرتبة

A

تكون بطاقته نحاسيه بينما من

A

إلي

S

فضية .

وضعتها في جيبي و من ثم قلت " جاسمين , آنت علي صلة قريبة بكاسبين ؟ "

" هو رفيق والدي فحسب . " قالتها بصوت بارد لهذا لم أسألها عن الامر أكثر , وقفت أمام اللوح لكي أري ماذا سنفعل .

" اخبريني ماذا سنفعل الان ؟ "

يمكننا أن نقوم بمهمات في مرتبتنا أو أدني أو نقوم بعمليات صيد أو أستكشاف أو ربما ...

" استكشاف مغامرة ." قالتها جاسمين بابتسامة خفيفة علي شفتيها .

*********

أخذت سيلفيا تصدر أصوات فرحة بعدما عرفت أننا سنستكشف مغارة ما .

وقفت هناك اتأمل السيفين المعلقين بي , معركة اليوم جعلتني أدرك الكثير من الأشياء , لقد امضيت الكثير من الوقت أتكيف مع نظام العالم السحري و أتدرب عليه و شحذ مهاراتي في المبارزة و استخدام تقنيات البرق و الجليد و التدرب علي أرادة الوحش سيلفيا.

و لكنني تجاهلت الشئ الوحيد الذي برعت فيه , الألتحام الجسدي .

في حياتي السابقة اعتدت علي استخدام أبسط التقنيات لأستخدام أغلب بحيرة الكي خاصتي و بهذا و بسيفي تمكنت من بلوغ القمة , و لكن في قارة ديكاثين هناك العديد من الإمكانيات و الأحتماليات إن أردت أن أصير أفضل من بهذا العالم . فيجب علي ألا أستخدم فقط هباتي في هذا العالم بل خبراتي من العالم السابق أيضاً .

و في خضم أفكاري شعرت بشخص يربت علي كتفي , نظرت للأعلي فرأيت أشقر الشعر المدعو بلوكاس يمر بجواري من ضمن حشمه و حراسه و خدمه .

" أنت لست سيئاً بالنسبة لمعزز و لكن هذا كل ما لديك , لا تتحاذق فقط لكوننا في نفس الرتبة فحتي في الرتب المتساوي هناك مستويات و أنت في مؤخرتها , فأعلم مركزك أيها العامي الحثالة . " ابتسم الفتى و مال برأسه للخلف و كأنه ينظر لي من الأعلي _يستحقرني _ و لكن حقيقة كونه أصغر مني جعلته يبدو سخيفاً بعض الشئ .

يا له من تصرف مبتذل من محض شخصية ثانوية في القصة .

لم اعبأ بالرد فنظرت لجاسمين قائلاً " لنتجه إلي البوابة "

بعد عبوري من البوابة تنبهت حواسي من المنظر , لقد كانت مدينة زيروس . لقد عبرنا عبر أحدي البوابات القلائل التي تعتبر الممر الوحيد لدخول المدينة لكونها مدينة طائرة . و قد كانت التي استخدمناها تواً هي ما توصلك للبوابة الأمامية لمنبع الوحوش .

زقزقة العصافير و صياح الوحش و هديل الماء , كلهن أصوات امتزجت لتكون صورة رائعة من داخل الطبيعة .

مشهد كل هذه الجبال مغطاة بالأعشاب و الاشجار الخلابة و في نفس الوقت مليئة الوحوش القادرة علي الفتك بأعتي المشعوئين لشئ لا يُصدق , و لكن بسبب نضوب المصادر الطبيعية علي ضفاف الغابة فلن تجد وحوشاً قوية هنا بل كلما تعمقت بها ستجد ما يروعك .

فجأة انقضت سيلفيا علي رأسي و من ثم أسرعت بينما بثتإلي رغبتها في الذهاب للتمرن , لؤبما شعوري بعدم الأطمئنان ناتج من كونها لم تترك جانبي و لو لحظة بعدما فقست من بيضتها .

" لا تقلق , ستكون علي ما يرام . إن وحوش المانا لديهم غرائز طبيعية لكي تنمو أقوي لا بد و أنها شعرت باليق لكونها في بيئة محمية طيلة الوقت " شرحت لي جاسمن بالطبع هي تسير بجواري .

واضعة يدها علي كتفي قالت " هناك مكان أود زيارته قبل الذهاب للمغارة أولاً , و لكن يجب أن نسرع فالأمور تزداد خطورة ليلاً ."

محفزة المانا بجسدها أنتلقت جاسمن إلي الأمام بينما تطردها بقوة مهاراتها الهوائية .

تبعتها بموجات هوائية أسفل قدماي و حافظت في نفس الوقت علي الأتصال بيني و بين سيلفيا , شعرت بها و هي تصطاد فريصة صغيرة , شعورها المبتهج قد أثر علي أيضاً .

تابعنا مسيرتنا لقرابة الساعتين , لقد كانت الطريقة الوحيدة التي جعلتني أتابع مع جاسمين علي رغم من كونها في مرحلة الأصفر الغامق هي دورات المانا , تلك المهارة المهمة التي باتت لي سهلة كسهولةالتنفس في حد ذاته , بينما أقوم بتجديد المانا في حين استخدامها .

وصلنا لمساحة واسعة مطلة علي مجري مائي محيطة بها الحشائش , وضعت جاسمين حقيبتها و أردت بعض الأشياء و قالت " سنخيم هنا . "

فعلت المثل و سألتها " ألن ندخل المغارة بعد ؟ " .

هزت رأسها و من ثم جمعت بعض الحطب من أجل إشعال النار ففعلت المثل أيضاً و ذهبت للغابة باحثاً عن بعض جذوع الأشجار , أشعلنا النار و جلسنا حولها فأزلت قناعي ساعياً لقليل من الراحة و في وسط هذا الصمت سألت جاسمين " ما الذي دفعك لتصيري مغامرة ؟ " , لم تجبني , مر وقت مُنذ أن سألتها فأشحت بنظري عنها متجنبا الحرج و نظرت للأخشاب المشتعلة و لكن إن لم أركز قليلاً ما كنت سمعتها تقول " اردت الإبتعاد عن أهلي . "

" فهمت .. أكانت علاقتك سيئة بهم , لكي ترغبي في هذا ؟ " سألتها و أنا لازلت أنظر للنار .

".."

" لقدساهم بجهد كبير في الحرب ضد الإلف , بيت فلامزورث يُعد من أقوي البيوت الذي أخرج العديد من متخصصي النار سواء كانوا معززين أم سحرة , لقد كان فخراً نتباهي به أمام الجميع . "

" و لكن جاسمين , ألست ــ... " نظرت لها متأملاً فجاوبتني بإيماءة صامتة .


*********
"لقد كان الصباح الباكر , أعدت اسرتي الساحة من أجل اختبار و رؤية مدى اتفاقي مع العنصر الناري و قدرتي علي التحكم بالمانا في قنوات المانا خاصتي و لكن بعدما تأكدوا أن لا تجانس بيني و بين النار عدوني غير موجودة . "

لقد كانت صامتة حزينة و هي تكز الحطب بقطعة الخشب , لم أعرف ماذا يجب أن أقول لها ,هذه هي المرة الأولي التي تبدو فيها جاسمين الباردة هكذا ...هشة .

" آسف لما حدث .. " كان كل ما تمكنت من اعتصاره من فيهي .

هزت رأسها مبتسمة و قالت " لقد عاملتني فرقة توين هورنز بشكل جيد, أنا لا أكره ما أنا عليه . "

أخذت تلعب برياح كونتها في قبضة يدها بينما يعلو وجهها العديد من المشاعر المتعددة .

غريب أمر هذا العالم مترسخة في قيم العنصرية , في يُعد البشر ادني شأناً , يتنمر من هم مشعوذين علي المعززين و من هم أعلي رتبة بمن أقل و بعض العناصر الأعلي رتبة بأخري.

إن جاسمين مقاتلة معززة تجيد استخدام المانا ذات مهارات لا مثيل لها في عمر ال 24 و رغم هذا كله و رغم أنها تُعد جهبزاً من قبل غيرها إلا أنها تنظر لنفسها طبقا ً لما ولدت عليه بكونها فاشلة .

وضعنا مزيداً من الحطب في النار ليقينا شر برد المساء و نظرت للسماء و أنا أدعو أن تأتيني رسالة من سيلفيا , فجاءني تأكيداً أنها بخير , فحاولت بعضها أن اغط في النوم و لكن جاسمين قالت " من الغريب حين أتحدث إليك لا أشعر و كانني أخاطب طفلاً ..." فتمنيت لو أنها لا تعطي للأمر شأناً و أن تنام .

*******

"صباح الخير , لقد كان يجب عليك أن توقظيني جاسمين , فما كان يجب أن تقومي بكل هذا بنفسك . "

تناولت السمك المشوي الذي أعدته جاسمين و من ثم اطفأنا النار و من المجري القريب اغتسلت و غسلت ملابسي و أخذت أستعد من أجل مغامرتنا و لكن اسمين فاجاءتني .

" خصمك في هذه الأيام سيكون أنا . "

" هاه , اقطعنا كل هذه المسافة من أجل النزال ؟ "

" إن هذه المنطقة قريب من المغارة التي نود استكشافها , لقد رأيت قتالك السابق ...بدا لي أسلوبك غريباً و كأنك تعرف الخطوات و لكنك غير معتاد علي القتال . "

" أعتقد أنها فكرة لا بأس بها . " ممسكاً بسيفي القصير .

لم اخل أنها ستتمكن من ملاحظة هذا .

" استخدم سيفك الاخر . " فكانت عيناها تنظر ناحية رقصة الفجر .*

"كيف عرفت أن هذا سيف ؟ " لم أكن أنوي أن أخفي الأمر عنها و لكنها قد باغتتني بمعرفتها .

" بمعرفتي بك فلابد و ان هذه العصي أكثر مجرد عصاة عادية . " هزت كتفها و تقدمت نحوي .

ألقيت سيفي القصير ناحية المخيم وأخرجت رقصة الفجر من غمده ليشع بضوءه الأزرق .

و بالمانا ثلمنا حافة السيف كي لا نؤذي بعضنا .

"مستعدة ؟ "

" أجـ - أجل " تلعثمت جاسمين بينما هي تحدق بالسيف .

بعد أكثر منتلويحة شعرت بألم في يدي , لقد كنت مُخطئاً , في هذا العالم يجب أن تستخدم المانا كمعزز لك لا كبديل لقدراتك , فتجاهلت تماماً هذا الأمر و ركزت فقط علي استخدامي للمانا فأهملت جسدي .

توجهت ناحية جاسمين بالسيف من اجل طعنة و لكنها صدتها بخنجريها في تلويحة أرسلت حد سيفي ناحية الارض , فجلبت قدمي الخلفية للأمام كي أتوازن و لكن خنجريها قد استعادا هيئتهما في موقفها المستعد لترسله نحوي فتراقصت يمنة متفادياً إياها فمرخنجرها بالقرب من قميصي متفادياً ضربة مباشرة , علي الرغم من كون النصال غير حادة ولكن لازالتفرصة الاصابة بخدش أو كسر في العظام قائمة مما رسخ من فكرة كونه قتالاً حقيقياً .

ركلتها بقدمي لأزيد من المسافة بيننا , لقد كانت ذراعاي تؤلمانني من التلويح بالسيف فوضعت نفسي في هيئة دفاعية .

" لقد فزت , " قالتها جاسمين مُعيدة خنجريها لغمدهما.

"أنت مُحقة , "

لقد كنت متقدماً عليها و لكن جسدي لم يحتمل , وضعت السيف في غمده ..

" جاسمين , لنجعل نزالنا هنا أكثر من محض يومين . "

ابتسمت جاسمين و أومأت .

تبقي أمامي ثلاث سنوات قبيل الألتحاق بكلية زيروس و حينها ستأتيني الفرصة كي أدرس المانا .

" سنتين , كل ما أحتاجه هو سنتين حتي يعتاد جسدي علي القتال بدون استخدام المانا . "

كنت أعرف أولوياتي في ذلك الوقت .

" أمتأكد ؟ أنت " سألتني جاسمين .

" راقبيني فحسب . " قلتها مبتسماً .

الفصل

*سيفه اسمه رقصه الفجر .

2020/01/26 · 2,596 مشاهدة · 1574 كلمة
Doukanish
نادي الروايات - 2024