الفصل 19 : هل يجب علينا التعاون؟

صدم باهر بما رآه لقد وجد بسام وبدر أمامه فقال بدهشة: "أنتما.., ما الذي تفعلانه هنا؟! " هل من الممكن أنهما أحسا بشيء خطر مثله؟

تفاجئ بدر برؤية كل من بسام وباهر لكنه قرر أن يبحث عن الشيء الذي أحس بأنه خطر ولقد كان مجرد قرد أزرق نحيل!

ضحك بسام بشدة وقال: "لقد شعرتم بالخطر من هذا القرد الأزرق الهزيل؟! أنتم حقا مضحكون, هاهاها " ضحك بسام بشدة وكان يشير إلى القرد الهزيل.

كتما بدر وباهر غضبهما وقالا بداخلهما:

"إذا لما أتيت أنت! "

"إذا لما أتيت أنت! "

تنهد القرد الأزرق وقال.

[وأنا الذي ظننت بأن لا أحد سيكتشفني إلا لو أدرك قوة الروح أو كان بنطاق الروح..] هذا ما قاله القرد, لكن مهما رأينا الثلاثي هؤلاء هم ليس حتى قريبين من إدراك قوة الروح فكيف شعرا به؟!

حدق بسام به وقال: "ما الذي تقصده! " هو بالفعل أصبح يشك بأمر القرد الأزرق هذا, فهو بعد كل شيء تحدث! والوحوش التي بإمكانها التحدث ليست بسهلة! هذا القرد الذي استخفوا به سيكون وحشا قويا قطعا!
"هيهي, أليس هذا يعني بأننا مميزين؟ على الرغم أنني أرفض كونكما مثلي! " الجملة الأولى قالها بسام بغرور وهو يحك أنفه بينما الجملة الثانية قالها بغضب بينما يحدق بهما, حقا مزاج هذا الفتى غريب, تارة سعيد وتارة غاضب, كيف أحمد يمكنه اتباع شخص مثله؟!

ابتسم القرد الأزرق وقال بوقار.

[فعلا! أنتم أشخاص غامضين وقد تكونون مميزين لذا...] صمت القرد الأزرق قليلا وبدأ جسده يتضخم حتى أصبح طوله مترين تقريبا وكان كتلة عضلات فقال بصوت خشن للغاية.

[لذا سأقتلكم هنا والآن!] لكن القرد الأزرق لم يتوقف هنا بل بدأ بالتضخم أكثر فأكثر بينما كان بسام يقول بوجه مرعوب: "أوي, أوي, أوي, أوي, أوي, أوي, أوي, أوي, أوي, أوي, أوي, أوي! "

عندما أنهى القرد الأزرق تضخمه قد أصبح بطول 10 متر تقريبا! لم يكن قردا أزرقا ضعيفا كان الغوريلا الزرقاء الضخمة!

بلع بسام ريقه وهو ينظر لهذا المنظر المروع!

ابتسم باهر بسخرية وقال: "أويا! ما بال هذا الوجه المرعوب؟ هل من الممكن أن هذا القرد الأزرق الهزيل هو من تسبب في ذلك؟ " إنه ينتقم على طريقته الخاصة, الوحش الذي كان بسام يسخر منه هو الآن قد أرعبه.

نظر بسام نحو باهر بغضب وقال: "أيها الوغد, أنا بالطبع أخاف من.." قال آخر جملة بينما يحاول أن يتصنع الشجاعة, لكنه عندما نظر للغوريلا الزرقاء الضخمة أكمل بتوتر: "من مجرد غو-غوريلا صغيرة؟ " هو لم يعلم ماذا يقول.

"أوي! أنتما! هذا ليس الوقت للمزاح! " قالها بدر بكل جدية, فالحوش الذي أمامهم ليس غوريلا زرقاء يستطيعون تولي أمرها, هذا الوحش هو الغوريلا الزرقاء الضخمة ذات المستوى السابع من النطاق البدني!!! حتى باهر الذي كان يسخر من بسام هو هلع للغاية فبلع ريقه وقال: "حسنا.."

نظر بدر نحوه وقال بهدوء: "أظن أن من الأفضل أن تهرب! هذا الوحش يستطيع قتلك بضربة واحدة, غير أنني لن استطيع أن أضمن سلامتك لأني..." نظر نحو الغوريلا الزرقاء الضحمة وابتسم ابتسامة مريرة وقال: "لأني لن اضمن سلامتي حتى! "

أوي, أوي, أوي, أوي, أوي! هل من الممكن أن بدر يستخف بباهر؟! باهر الآن بالمستوى الثاني من النطاق البدني ومع أساس روحه القوي هو بقوة شخص بالمستوى الثالث لذا هو أضعف من بسام بمستوى واحد فقط!

عندما أراد باهر أن يتحدث سمع كلام أصمته.

"أوي, لا تستخف به.." لقد قالها بسام بكل هدوؤ وبرود, يبدو أنه قد هدأ أخيرا, لكن كلامه قد فاجئ بدر للغاية, ففي النهاية هو يظن أن باهر مجرد شخص بالمستوى الأول! لكنه تنهد وقال: "هذا ليس من شأني.."

" آسف لقولي هذا لكن..., من تظن نفسك؟! فقط لأنك أقوانا لا تظن بأنك القائد هنا! كلنا نستطيع حماية أنفسنا!! " قالها باهر بغضب بينما كان يحدق ببدر بشدة وكأن عينيه ستخرج من مكانها لكي تلقن بدر درسا!

ابتسم بدر وقال: "لكن يجب علينا التعاون لهزيمة هذا الوحش.."

"أوه.." هذا ما أصدره باهر لقد نسي قوة الوحش الذي أمامهم, إذا لم يتعاونوا هزيمتهم ستكون واضحة.

"إيه؟ هل يجب علينا التعاون؟! " قالها بسام بتفاجئ, لقد فهماه بدر وباهر على الفور هو شخص يكره التعاون يحب ينهي كل شيء للنفسه ويأخذ كل المتعة لنفسه.

قال بدر: "ماذا؟ هل تظن أننا سنستطيع هزيمة وحش بالمستوى السابع لوحدنا! " تفاجئ بسام على الفور, هل من الممكن أنه سيغضب ويتجاهله؟ هذا سيكون سيناريو سيء للغاية!

"إيه؟ منذ متى أصبحت الغوريلا الزرقاء بهذه القوة؟! " قالها بسام بكل دهشة بينما كان يحاول التفكير بإجابة منطقية لسؤاله.

"ها؟ " هذا ما صدر من فم بدر, هو مازال لم يعرف هوية عدوهم ومع ذلك كان يتبجح!

تذمر بدر وقال: "هذه ليست الغوريلا الزرقاء, هذه هي الغوريلا الزرقاء الضخمة! "

صرخ بسام بغضب وقال: "ها؟! لا تمزح معي! فقط لأنك زدت كلمة [ضخمة] زادت قوة الوحش بمستويين! لا تظن بأنني طفل يسهل التلاعب به! "

صدم بدر مما سمعه, فقط إلى أي درجة هذا الفتى غبي؟ وضع كفه في رأسه.

في تلك اللحظة كان باهر يحاول أن يكبح ضحكاته, لما كان عليه التفوه بمثل تلك الكلمات؟ كان من الواضح أن يكون بدر القائد أفضل خيار, فباهر حتما لا يريد التعامل مع بسام.

قال بدر بغضب: "لا يهم ماهية الوحش الذي أمامنا فهذا لا يغير أنه بالمستوى السابع ويجب علينا التعاون لكي نهزمه! " لقد تحمل بما فيه الكفاية من غباء بسام.

[أوي! متى سوف تنتهون؟!] صدر صوت مهيب من الأعلى لقد كان صوت الغوريلا الزرقاء الضخمة.

تقدم باهر وابتسم قبل أن يقول: "آسف على التأخير, وهل أنت مستعد للموت! "

[مت!]

يد عملاقة لوحت في الأرض ودمرت العديد من الشجار لكن تراجع باهر وتفادى اليد, فقط تلويحة من يده فعلت كل هذا!

قفز بسام وتفادى ذراع الغوريلا ثم قال: "[اللكمة المتفجرة]" ولكم معدة الغوريلا لكنه تلقى تلويحة قذفته بعيدا وجعلته يحطم عدة اشجار فوقف وقال: "اللعنة! إلى أي درجة هو قوي؟! "

قفز بدر وتفادى هجمات الغوريلا بسرعة فائقة فاجأت باهر وبسام ثم ضرب بكفه معدة الغوريلا وجعله يتراجع للخلف ثم هبط وتراجع. لقفد تفاجئ الاثنين بما فعله بدر أنه حقا يستحق لقب العبقري!

لكن الغوريلا غضبت وبدأت بلكم الأرض بشدة. استطاع بدر وبسام التراجع لكنهم لم يرون باهر!

بعد توقف الغوريلا خرج باهر من السحب الترابية وجسمه مغطى بالغبار بينما يقول: "هوف, لقد كان ذلك وشيكا! " لقد رأى للتو الموت بعينه!

قال باهر لبدر: "لكن الآن ماذا سنفعل؟ تلك الغوريلا اللعينة قوية للغاية! " إلى الآن ليس لديهم فرصة للفوز, غير فارق القوة هناك أيضا فارق الحجم بينهم.

"كل ما علينا هو ضربها حتى الموت! " قالها بسام بينما يبتسم ابتسامة شريرة.

"أتمنى إن جعلتنا نفعل ذلك على راحتنا! " قالها بدر بينما كان يتنهد, من المستحيل أن تتركهم الغوريلا يضربوها حتى الموت.

"همم, إذا أنا سأكسبكم فرصة! " قالها باهر بعد تفكير طويل.

"حسنا! " وافق بدر على الفور, هو يعلم أن باهر شخص ذكي وأنه شخص يعتمد عليه!

ذهب باهر إلى أمام الغوريلا وقال بسخرية: "أوي أيتها الغوريلا! لدي سؤال لكِ! "

حدقت الغوريلا به ثم قالت.

[ماذا تريد؟]

ابتسم باهر وانتهز الفرصة وقال: "الغوريلا الزرقاء وحش بالمستوى الخامس, بينما أنتِ بالمستوى السابع والفارق بينكما هو كلمة [ضخمة] لكن عندما يسمع أحدهم الاسمين لن يظن أن الفارق بيكما هو مستويين! "

[هذا صحيح! من المفترض أن يسمونني بـ [الغوريلا الزرقاء العملاقة] أو [الغوريلا الزرقاء المهيبة] ومن تلك الأسماء!]

ابتسم باهر وأكمل: "بالضبط! كلمة [ضخمة] ليست كافية لإظهار مدى قوتكِ! " إنه يستدرج الغوريلا بكل سلاسة.

نظر بدر نحوه بدهشة وقال: "هذا..." هو وثق بباهر وبذكائه لكن ذلك كان فوق المتوقع!

بعد فترة من نقاشهما قال باهر بداخله: "الآن! "

"أظن أفضل أسم لكِ هو.."

" الغوريلا الشمطاء! "

[ماذا تقول؟!] غضبت الغوريلا وبدأت بالهجوم على باهر الذي تفادى كل هجوماتها واختبئ خلف شجرة.

[أتظن بأنن لن أراك!] عندما كانت قبضة الغوريلا تسقط على الشجرة, كمية من الموجات أرجعت قبضتها للخلف.

"الآن! "

بعد سماع هذا الإشارة, قفزا الاثنين وانطلقا للغوريلا, لكن قبل وصلهما يد الغوريلا لوحت وقذفت باهر لمكان غير معروف.

نظر بدر للخلف وصرخ: "باهر!!! " ثم أكمل بداخله: "كنت أعلم بأنه سوف—" لم يكمل كلامه بحيث أن ذراع الغوريلا الثانية لوحت وألصقت بدر بالأرض بينما كان يبصق الدماء.

صرخ بسام: "أيها الأحمق لا تفقد تركيزك! " عندما وصل بسام إلى وجه الغوريلا بعدما تفادى تلويحاتها, أرجع كفيه للوراء ثم جعلها تصطدم بوجهها ومن قوة الموجات المنطلقة سقطت الغوريلا على مؤخرتها.

تراجع بسام ونظر لبدر الذي قال: "أرأيت! لقد—"

قاطعه بسام بهدوء: "أيها الحق ثق بي! "

"وكأنني سأثق بغبي مثلك! " على الرغم من أنه سخر للتو منه لكنه لم يغضب بينما تقدم للأمام بكل هدوء.

لقد علم بدر بشخصية بسام, صحيح أنه غبي لكنه ليس بمتهور أو طائش, هو يفكر بكل شيء قبل فعله, ولذا لم يغضب من سخرية بدر له فما الفائدة من غضبه هنا والآن؟

"هيا فلنكمل ما بدأناه أيتها الغوريلا الشمطاء " قالها بسام وانطلق نحوها بينما كان بدر يلحقه.

----------------------------------

انتهى الفصل~

تأليف: الامبراطور.

2017/07/19 · 852 مشاهدة · 1392 كلمة
TheEmperor
نادي الروايات - 2024