فى اليوم التالي , بدأ الناس الذين قضوا الليلة بلا نوم تقريبًا بدخول الغابة العظيمة مع شروق الشمس . منظر الاشجار والشجيرات التي تجاوزت طول البشر كان رائع بحق . عندما وضعوا أقدامهم فى الداخل اختفى ضوء الشمس المنطلق للأسفل , وترك خلفه بضعة اشعة فقط .
مع ذلك , لم يكن هذا الشيء الوحيد الذي تغير .
" سنكون أسرع اذا تقدمنا نحو اليمين "
" اه , حقًا ؟ "
على عكس السابق عندما كان سيد البرج الأبيض هو المسؤول , ايدوين وثيو كانا يقودا المجموعة الان . بغض النظر عن ايدوين الذي يعرف الغابة , لما أخذ ثيودور هذا الدور ؟ بسبب الليلة الماضية . قدرة مراقبته سمحت له بملاحظة الوحوش أسرع من أي أحد أخر , لذا كان محتوم انه سيحصل على الثقة الكاملة لسيد البرج الأبيض .
بالتالي , أصبح المرشد الثاني للمهمة .
" حسنا . للدقة , إنه دور ميترا " ثيودور كان مدرك لثقل الفتاة الصغيرة على رأسه .
في كل مرة يأخذ خطوة يدور برعم ميترا ويرن صوتها المبتهج والمشرق من فوق رأسه . لا يعرف اذا كان هذا لأن طبيعة الغابة العظيمة أعجبتها أو شيء أخر , لكن ميترا كانت مثارة حقًا بعد دخول الغابة .
" ميترا "
[ هيييي -- ....ووونج؟ ]
" يجب أن أعتمد عليك مرة أخرى "
كما لو كانت تنتظر مدت ميترا ذراعيها للخارج [ هوينج! ]
كانت الان تعرف كيفية استخدام القوة , لذا ارتفع البرعم بشكل طبيعي . ظهر الضوء الأخضر الغامض , ونقل المشهد تجاه رأس ثيودور . انقسم الطريق نحو اليسار واليمين لذا تفحص كل الاحتمالات . واكتشف ثيودور أنه لا يوجد شيء فى الطريق الأيسر ثم نظر للجانب الأيمن .
لكن سرعان ما ظهرت تعبيرات غريبة على وجهه .
" سير ايدوين "
" نعم أيها الرجل الطيب "
" هل في هذه الغابة ذئاب بقرون على جبهتها ؟ اذا اتجهنا إلى أسفل الطريق الأيمن لثلاث كيلومترات سوف نقابلهم "
" ذئاب بقرون على جبهتها ... إنه ذئب القرن الرعدي ربما "
في غابة حيث لا يمكنهم رؤية ما يفوق 100 متر كانت قدرة كشف ثيو للأنحاء ممتازة ومفيدة . بفضل ذلك لم يواجهوا أي وحوش لمرة واحدة حتى واستطاعوا الذهاب خلال الغابة العظيمة بدون أي تدخلات .
" إذن ينبغي علينا تجنبهم . سيكون من المزعج اذا واجهناهم "
" هل هم خطيرين كفاية للتسبب بضرر ؟ " سأل سيد البرج الأبيض من مكان استماعه للمحادثة .
" لا ليس خطير . إنه ليس مخلوق قادر على النجاة فى أعماق الغابة . التهديد الأعظم من ذئب القرن الرعدي ليس قوته القتالية لكن الضوضاء "
" الضوضاء ؟ "
" سيخرج الرعد من القرن على جبهتهم , وينتج انفجار صوتي مثل الرعد بالضبط . سوف يجذب كل الوحوش فى المناطق المحيطة ثم يهرب من أجل النجاة "
أومأ الوفد لهذا التوضيح السهل .
السحرة متخصصين في مجالات معينة , لكن معظم المخلوقات التي تعيش في الغابة العظيمة غير معروفة لهم .
بفضل إرشاد هذين الشخصين تمكنت المجموعة من تجنب أي احتكاك غير ضروري . وعندما كانت هناك مناسبات يلزم فيها مواجهة الوحوش ...
بييينج !
احتاج ايدوين فقط لاطلاق سهمه مرة لكي تفرغ الوحوش المكان .
كان مختلف عن سهم العاصفة الذي يتسبب بدمار هائل . كان هذا سهم سريع شفاف ينقسم إلى دزينات أو مئات القطع ويخترق رؤوس المخلوقات , كانت تقنية تستحق أن يطلق عليها " أمطار الأسهم "
ودزينات من الأجساد الخالية من رؤوس تسقط على الأرض فى الحال .
" مذهل . هذه قوة فئة السيد " أعجب به ثيو فى داخله وكان أمر لا يصدق أن ايدوين القوي كان مهذب جدًا معه .
بغض النظر عن اذا كانوا أوجريز أو ترولز , كل من يصيبه السهم يموت . ورغم افتقاده قوة طلقة ثيودور السحرية كانت سرعة السهم ومساره مخيفين حقًا . حتى لو تنبأ به بحاسته السادسة ربما لن يستيطع ثيو تجنبه أو الدفاع ضده .
لا , باعتبار أن ايدوين لم يكن جادًا الان , فمن المحتمل أن سهمه أكثر تهديدًا من الطلقة السحرية .
" ... أنا سعيد جدًا أنه ودود , صحيح ؟ "
[هوي؟] أصدرت ميترا صوت متعجب , لكن أنهى ايدوين الوضع وعاد . أشار إلى منطقة وجود الوحوش سابقًا وقال " أيها الرجل الطيب , سوف نأخذ استراحة هنا "
" هنا ؟"
" نعم . فى المستقبل سيكون هناك الكثير من بيوت الوحوش القوية ومن المرجح أننا لن نتمكن من تجنبهم تمامًا , حتى مع قدرات الرجل الطيب . هذا أخر مكان نستطيع أخذ استراحة فيه "
اقتنع ثيودور ونظر إلى سيد البرج الأبيض .
رفع أورتا يده وقال " خذوا استراحة في تلك المنطقة الفارغة . سوف نبدأ التحرك خلال ساعتين . افعلوا ما تريدوا في هذه الفترة واذا سببتم ازعاج غير ضروري ستتم معاقبتكم بشدة "
لمعت عيون السحرة عند كلمات " افعلوا ما تريدوا " لماذا أتوا إلى هنا ؟ كان من أجل اكتشاف أسرار الأرض الغامضة التي تسمى الغابة العظيمة . لم يهتموا بالتعب الذي تراكم فى اليومين الماضيين حيث التقطوا أي مادة وقعت عيونهم عليها . شخص ما أخرج مجرفة حتى وبدأ يحفر الأرض . صورة الساحر الأنيق قد اختفت منذ وقت طويل بالفعل .
نظر ايدوين للمنظر بتعبيرات مرتبكة " ... يا فاعل الخير , سحرة البشر هذه الأيام نشيطين أكثر مما اعتقدت "
" هاهاها .... "
حتى سيلفيا كانت تملأ بعض الزجاجات من تيار المياة وتضعهم في جيبها الفراغي . كان مستحيل أن تقارن بين صورهم والسحرة الموجودين فى القصص . الوحيد الذي لم يتحرك كان ثيودور . بالاضافة إلى سيد البرج الأبيض الذي كان واقف في مكانه .
سار أورتا نحو ثيو وايدوين وفتح فمه " سير ايدوين , أيمكنني سؤالك عن شيء ما ؟ "
" تحدث "
" بالنسبة لنا نحن البشر , يعرف الجن بحراس الغابات . كنت أتسائل اذا نشاط التجميع هذا تصرف وقح "
" هذه الشائعة نصفها صحيح ونصفها خاطىء "
كان الجن يعرفون بالفصائل التي تحمي الغابات . فى الواقع , غالبا ما أحرقوا الغابات , ذبحوا الحيوانات بلا رحمة , وهاجموا هؤلاء الذين قاموا بغزو أرضهم .
رغم هذا لم يتردد ايدوين في قول أن الشائعة نصف صحيحة " نحن نحمي ترتيب النظام الطبيعي , لا الاشجار والنباتات والحيوانات البسيطة . تجميعكم للعينات لا شيء مقارنة بهذه الغابة الشاسعة لذا لا يوجد سبب لأن أوقف الأمر "
" هوه , إذن ماذا عن صنع طريق بالسحر الهجومي ؟ حيوية الغابة تعني أنه لن يكون من الصعب الاستشفاء من ضرر كهذا "
اهتزت حواجب ايدوين . " ... كلامك ليس خاطىء . لكن لا داعي لصنع هذا التشوش الغير ضروري . لا أعتقد أن من الصحيح فعل شيء كهذا لتسريع خطواتنا قليلًا "
" هذه هي قيم الجن . لا تشعر بالحاجة لتحطيم الإطار من أجل التقدم ؟ "
" هذا الإطار هو ما يجب علينا حمايته "
كلا الصوتين كان هادىء ومع ذلك شعر ثيو بالتوتر بين الاثنين . الجدال الصغير الذي بدأ من قصة تافهة ليتحول إلى منطقة لا يستطيع ثيو فهمها . الجن والبشر ....هل من الممكن أن الفصائل المختلفة ترى مشاهد أخرى عند الخطو في عالم الفائقين ؟
قرر ثيودور الاستماع بهدوء فحسب للمحادثة بين السيدين . ثم قفزت ميترا فجأة .
[هوييت؟!] ميترا التي كانت نائمة على رأسه رفعت صوتها فجأة ونظرت فى الأنحاء .
السيدين كانا مذهولين بالصوت ونظروا حولهم في عجلة , لكن لم يستطيعوا الشعور بأي شيء . كانت هناك الغابة التي تمتد أمامهم فقط بالاضافة إلى أصوات الطيور . فقط ثيو الذي شارك حواسه مع ميترا تمكن من سماعه .
- عذرا , من أنت ؟
... صوت شخص ما كان يتحدث . لم يكن صوت حسي لكن صوت منقول خلال اتصال عقلي , مثل شراهة .
كان الصوت منقول خلال اتصاله مع ميترا . تذكر أن إلينوا تحدثت معه ذات مرة بهذه الطريقة لكن , قبل أن يتمكن ثيو من الاستجابة , سمع شخص يتحدث مجددًا . وكان صوت مختلف هذه المرة .
- لما هذا الضجيج ... الصوت كان نعسان كما لو أنه استيقظ من النوم للتو .
- ماذا , هل حدث شيء مثير ؟ الصوت التالي كان كالجرس الجيد .
- لا تتحدث معي عن لا شيء . بعد ذلك كان صوت منخفض كدمدمة وحش .
- لا , لقد سمعته بوضوح ! كان أول صوت سمعه ثيو .
الأصوت الأربعة المجهولة لمست رأس ثيو ولم يسعه سوى السؤال " ... من أنتم ؟ "
في تلك اللحظة أصبحت رأسه صامتة فجأة لكن لم يدم طويلا هذا الصمت .
- ماذا ؟! أحدهم قد اتصل بالشبكة العصبية حقًا ؟
- من ؟ اكشف هويتك الحقيقية !
- تيتا ! لا تعتقدي أن تلك الفتاة تعبث معنا أليس كذلك ؟
- لا يمكن . ربما قد وصلت لأراضي الثلج بحلول الان .
- إذن من الذي تحدث للتو ؟
أصاب الصداع ثيو بسبب كل هذه الأصوات . كان صداع لم يشعر به عندما تحدث لشراهة , ميترا أو إلينوا . هل لأنه ليس معتاد على الحديث بهذه الطريقة ؟ حاليًا , بدا من الضروري تهدئة الأصوات المرتبكة .
" أمسك ثيو جبهته بلا وعي وقال " اسمي هو ثيودور "
- ثيودور ؟
- ايه ؟ أعتقد أنني سمعته من قبل .... ؟
- لا أعرف . من كان هذا ؟
أخيرا , صاحب الصوت خفيف النبرة غير الأجواء . - اه , أنا أتذكر ! البشري الذي أنقذ إلينوا ! أأنا محق ؟ أجبني !
" هذ-هذا صحيح "
- اعذرني , كيف سار الأمر حتى الان ؟ تلك الفتاة لازالت متعادلة صحيح ؟ هل أمسكتها ؟ كيااه , رومانسية بين بشري وجنية بعد وقت طويل ! اذا كانت ذاكرتي صحيحة , فقد مرت 1,500 سنة !
كانت أول مرة يسمع شخص يتحدث بسهولة هكذا , لذا لم يسعه سوى أن يكون مصعوق . هو ليس غير اجتماعي , لكن الشخص الأخر لم يعطه مجال للحديث حتى . ورغم أن صوت واحد فقط من كان يتحدث الان , بدأت رأسه توخزه مرة أخرى .
لحسن الحظ , أتى صوت الخلاص بسرعة .
- ثيودور ؟! كيف أنت بالفعل ..... ؟
" اه , إلينوا ! "
كان سعيد جدًا لسماع صوتها لدرجة أنه صاح بإسمها . ايدوين كان يشاهد ثيو وصنع تعبيرات مذهولة , لكن لم يستطع ثيو الانتباه له . كونه سمع صوت معروف , سأل ثيو عن هذه الظاهرة الغير مسبوقة بسرعة .
ردت إلينوا بنبرة متفاجئة , - ثيودور قد دخل إلى شبكة يجدراسيل العصبية , التي تسمى راتاتوسكر . فقط أسلال أرف المباشرين من يمكنهم لمسها .
**********************************************************************************************************************************