نحو العاصفة (2)
لا , لم يكن قائد الإنت هو الوحيد الذي ركع على قدميه . حنى الإنت الأخرين فروعهم وجذورهم التي كانت مثل الأطراف بالنسبة لهم وهبطوا على الأرض أيضًا .
كان ثيودور متشوش من التصرف الغير متوقع مع استمرار بقية الإنت فى القيام بنفس الشيء . خبط , خبط , صدر الصوت في كل مرة تصطدم الشجرة العملاقة بأرض الغابة .
الدريادز , الذين كانوا يهددون ثيو بالمانا خاصتهم فقدوا أسلوبهم الشرس وانحنوا باحترام مثلما يرحب الخدم بالملك .
ثيودور الواقف في منتصف كل هذا نظر حوله بتعبيرات محرجة ولاحظ شيئا ما .
" هؤلاء .... إنهم لا ينحنون لي ؟ "
الاتجاه كان مختلف قليلا . اتبع ثيو نظراتهم واكتشف ميترا التي كانت تنظر حولها بملامح متحيرة . لم يعرف السبب , لكن بدا أن البرعم على رأسها بارز جدًا اليوم . أدرك ثيودور هذا بمجرد النظر .
في نفس الوقت , صاح الوكارد بابتهاج فجأة " بالفعل , إنه بفضل برعم شجرة العالم .... ! "
لم تكن حقيقية معروفة جيدًا بالنسبة للبشر , لكن برعم شجرة العالم لم يعد يمكنه النمو في هذا العصر . كثافة المانا كانت أقل بعدة مرات مما كانت عليه في عصر الأساطير , ونقاء دماء أرف كان أخف بكثير الان . بالاضافة , هناك العديد من الأشياء التي تداخلت مع نمو شجرة العالم .
حتى لو ضم كل الجن السامي المتبقي على القارة قوتهم معًا , لن يتمكنوا من إنماء يجدراسيل أخرى .
الأرض الأم المنسية , ميترا , كانت نوع من الأوعية . يعني أن ميترا يمكنها إنماء برعم شجرة العالم , حاكمة كل الأشجار على الأرض . لذا كان من الطبيعي للإنت والدريادز , كفصائل مشتقة من الأشجار , ألا يستطيعوا مقاومة حضورها . فبالنسبة لهم كانت ميترا كيان عليهم خدمته .
[هوينج؟ هويينج؟] .... المثير للسخرية أنهم لم يفهموا ما تقوله .
وزن ثيو الموقف بسرعة وتحدث إلى ميترا في رأسه . فى الأساس كان الدريادز والإنت فصائل غير مرنة تتطلب القوة لتتحريكها , لكن القصة مختلفة الان . سيكون من الأفضل حل الموقف بدون عنف وثيو يملك الطريقة لتحقيق هذا .
" ميترا "
[ يي؟ ] التفت ميترا الصغيرة .
" أيمكنك أن تخبري المجموعة المنحنية هذه أن يذهبوا للغابة هناك ؟ اذا قلتي ذلك ربما يستمعوا لك "
[ ا نوي! ] التفت نحو الأشجار المنحنية وصاحت بطريقة لطيفة [ خشب , فوق ! ]
في نفس الوقت , رفع الإنت أجسادهم . مع ارتفاع الأشجار الضخمة اهتزت الأرض وتبدل المشهد إلى غابة . استجاب الإنت بأصوات منخفضة حيث انتظروا أوامر ميترا التالية .
[ كما ... تأمرين ... ]
[ ... نحن .. نتبع .. الملك ... ]
[ ما .. التالي ... ؟ ]
ثم أشارت ميترا نحو الغابة على الجانب الأخر وصاحت [ فيري , اذهبوا ! ]
المشهد كله بدا ككذبة حقًا . الإنت والدريادز الذين رفضوا طلب الجن السامي باستمرار بدأوا يتحركوا بدون تردد . عبروا حطام الحجارة التي كانوا يقذفوها , وساروا فى اتجاه الغابة الكثيفة تاركين ملامح بليدة على وجوه مجموعة ثيو .
ثيودور كان معجب بميترا , والتي كانت مبتهجة لأنها حلت المشكلة .
***
بعد تراجع الفصيلتين , استطاعت المجموعة الاقتراب من المنطقة المحترقة . الأشجار القريبة قد أصبحت فحم أو تم تحويلها إلى رماد بالفعل . لو لم تحمي المجموعة نفسها بسحر مقاوم للحرارة , لكانت الحرارة كافية لتدمير عضلات تنفسهم فورًا . وأيضًا , كانت رؤيتهم غير واضحة بسبب ضباب الحرارة مما جعل من الصعب عليهم رؤية مسافة كبيرة أمامهم .
خلف ذلك , رحبت بهم امرأة بمرح كبير .
" واو , لقد تقابلنا أخيرًا ! " عندما تحدث الجنية السامية أليزا بنبرة سعيدة , انطلق شعرها الذهبي مع الرياح .
نظرت إلى ثيو فى المقدمة وصاحت " أهلًا ! سررت برؤيتك ! هل أنت الولد الذي جعل إلينوا خاصتنا تتلوى ؟ لقد فعلت كما قلت . ما رأيك ؟ أقمت بذلك بشكل جيد ؟ "
" ... نعم , جيد جدًا "
كان موقف صعب قليلا , لكن طبيعية أليزا اللعوبة في صندوق الحديث لازالت كما هي . نظر ثيودور حوله بينما يستمع لبعض الكلمات التي تقولها .
" حوالي 100 متر ؟ أكبر بكثير مما اعتقدت "
من نقطة تجمع أليزا والمجموعة , كان هناك فراغ يمتد لحوالي 100 متر للأمام . كانت مساحة مصنوعة بواسطة امرأة تطفو فى الهواء , حاكمة عنصر الرياح -- سيلفيد .
هذه سوف توفر الكثير من الوقت بقدر الإمكان لإيقاف لايفاتيين عن التحول للهيئة الثالثة . في هذه المساحة , لا يمكن أن تنتشر النيران وفقط الأشجار التي تلمس جسد لايفاتيين هي ما ستحترق . لكن , هذا الفراغ لا يمكنه سوى شراء بعض الوقت .
" أليزا , تستطيعي الحفاظ على هذا الفراغ لكم من الوقت ؟ "
" امم .. 10 دقائق ؟ 15 دقيقة ؟ أكثر من ذلك سيكون صعب "
" فهمت "
الجن السامي يحصلون على مساعدة مانا الغابة العظيمة , لكن هذا لم يكن مطلق . أليزا قد استخدمت قوى سيلفيد لبضعة ساعات بالفعل قبل وصول المجموعة . تظاهرت بالحديث بطريقة مطمئنة , لكن جبهتها ورقبتها كانت مبللة بالعرق بالفعل . لو ارتاحت للحظة حتى سوف تفقد وعيها وتسقط . فبعد كل شيء , استهلاك الفراغ لقوتها كان كبير جدًا .
من هذه اللحظة فصاعدًا , الذي سيقاتل لم يكن أليزا بل مجموعة ثيودور . وجنبا إلى جنب مع السحرة الستة , كان هناك جني سامي وحارس من أجل هزيمة الكارثة الأسطورية . مع سقوط الحمل كله عليه , أجبر ثيو نفسه على الوقوف باستقامة وصاح " إذن سوف أتحقق من ذلك مرة أخيرة "
من أجل هزيمة لايفاتيين , احتاجوا لخطط ومساعدات دقيقة . لو فشل أي أحد في تأدية دوره سيموت شخص اخر للتعويض عن هذا الخطأ .
بالتالي , كرر ثيودور الشرح الذي قاله عدة مرات بالفعل . " لا يمكن تدمير لايفاتيين بالهجمات العادية , لكن هذا لا يعني أنه لا يمكن إضراره على الإطلاق . ربما لن تكون الهجمات مميتة , لكنها سوف تستهلك الطاقة التي يخزنها لايفاتيين . لذا هدفنا الأساسي هو تقليل الطاقة المخزنة بقدر الإمكان "
تبعا لشراهة , لم تكن هناك طريقة لتدمير لايفاتيين تمامًا في هذا العصر . السحرة العظماء الذين يمكنهم تدمير الهيئة الثانية موجودين فقط في كتب التاريخ . مع ذلك , توجد طريقة لقمع لايفاتيين . علمه شراهوة القيام بها بينما يضحك بمكر .
كان الأمر مشابه لصب الماء في كأس مكسور .
" سوف نبدًا أولا بسيلفيا "
سيلفيا التي كانت على نهاية الخط أومأت وأمسكت عصاتها البيضاء بقوة .
كانت خطة ثيودور معتمدة على صب تعويذات سحرية متتالية على الهدف , فالأمر بلا معنى اذا كانوا سيركزوا كل هجماتهم مرة واحدة على خصم لا يمكن قتله .
" تابعوا بترتيب الهجوم المسبق , لكن غطوا بعضكم البعض اذا فوت أحدهم التوقيت . اذا بالإمكان , استخدموا قوة تدميرية شديدة لإزعاج ذلك الرفيق . الهجمات بعيدة المدى سيتعامل معها الجنيين , لذا لا تقلقوا "
أومأ الجنيين . يستطيع الوكارد استدعاء حاكم عنصر الماء , بينما يستطيع سهم ايدوين إبادة ألف رجل . كان ثيو يريد تخزين حاكم عنصر الماء ليلعب دور فعال ضد الهيئة الثالثة , لكنها ستكون غلطة اذا خسروا بسبب تخزينهم لقوتهم .
بالتالي , صقل الثمانية أشخاص تشكيلتهم بعمق . تدرب البعض على التحرك بنمط جيد في حين انتظر الأخرين وتحققوا من الجرعات الدوائية . كان معظمهم محنكين , وحتى سيلفيا الأقل خبرة مازالت تملك خبرة كافية .
بعد فترة قصيرة , أتى الوقت الذي كانوا ينتظروه .
" ه-هذا .... ! "
أخيرًا وصلت أليزا لحدها وحررت حاكم عنصر الرياح , وهذا سمح لموجة حرارية ضخمة بالاصطدام بهم .
هووووووووك ....
هبت رياح ساخنة من الأفق , واحترقت الأرض باللون الأسود . أحرقت النيران الارض حتى لم يتبقى أي شيء , بينما ارتفع الدخان الأسود واعترض رؤيتهم . لا أحد يمكنه النجاة في مركز هذه الحرارة .
" --- بقايا ! " صاح ايدوين الغاضب بينما يطلق ضربته .
بيينج ! انتشرت عاصفة من الأسهم فى الأفق ! وأثناء ذلك , قامت دوامة الرياح بالقطع خلال الدخان وكشفت مركز الكارثة خلفه .
كوكوكونج .... ! اهتزت الأرض وارتفع الغبار . أي وحش كبير لن يستطيع تحمل هذا وسيتحول إلى خردة مباشرة .
انفجرت موجات الصدمة من الأسهم مما جعل رداءات المجموعة تترفرف حتى . قوة ايدوين التدميرية كانت مذهلة . هجوم الخبير , الطلقة التي تحتوي على نية قتل شيء ما كانت ضخمة حقًا .
لكن , كانت بلا معنى .
‘ -------------------- !!! ‘
دارت النيران من خلف الأفق . القوة التي كان يحصرها الفراغ حتى الان أحرقت الهواء وأذابت كل شيء في طريقها . لم يكن غير معروف اذا هجوم ايدوين من استحثه أم لا , لكن تحولت حركات لايفاتيين نحو المجموعة .
" إنه قادم ! " صرخ شخص ما .
صاح ثيو غريزيا متجاهلا رأسه التي تؤلمه .
وثق بسيلفيا والسحرة الأخرين , لكن من النادر مواجهة هذا المستوى من الوحشية . بعد امتصاص خبرات ألفريد ومواجهة فخر , لم يكن الضغط مسيطر على ثيو لكن حضور لايفاتيين تجاوز تخيلات البشر .
بعد ذلك بقليل , تحرك العملاق بوتيرة مرعبة بينما يقود أثار الانفجارات خلفه .
" سيلفيا ! "
" سيدة الثلج , يمير ! "
موهبة أفضل عباقرة البرج الأزرق سمحت لها باستخدام سحر الثلج المجهز حتى عندما كانت مصدومة . الدوامة حول جسد سيلفيا بردت الحرارة بسرعة , وكشفت عن أسنانها الباردة كوحش طوله 100 متر . كانت دوامة من الصقيع حتى الوحوش المعتادة على برودة الشمال لن تستطيع تحملها .
" قوة صغيرة , العاصفة الثلجية " بما أن سيلفيا كانت ساحرة دائرة خامسة وقريبة من الدائرة السادسة , ابتلعت تعويذتها الأصلية عملاق النار .
بداية بهذه الضربة , رفع الستار عن القتال ضد الجريموار الأسطوري , لايفاتيين .
**********************************************************************************************************************************