نحو العاصفة (3)

ججيوك . جيجيجيوك .

تم تجميد النيران على الأرض . العاصفة الثلجية كانت فى الأصل سحر متقدم فى الدائرة السابعة لذا مدى هذه العاصفة تم تقليله بشكل كبير جدًا . مدى التأثير الذي تبقي تم خفضه إلى قطر حوالي عشرة أمتار . لكن , داخل هذه العشرة أمتار , أعادت سيلفيا إنتاج سحر الدائرة السابعة بشكل بامتياز .

حتى لهيب موسبيلهايم تم الإمساك به داخل الثلج لفترة .

" هاينز , بعد ثانيتين ! " في ذلك الوقت كان ثيو قد توقع المنظر أسرع من أي أحد أخر وأشار للساحر التالي فى الدور .

قتال المجموعات كان مألوف للفرسان , لكن من الصعب إبقاء أيديهم وأقدامهم في المكان الصحيح بدون أي تدريب خاص . الوحيد القادر على لمح توقيت التدفق وقيادة المجموعة كان ثيودور , والذي قد أيقظ حواسه الخارقة للطبيعة .

تقبل هاينز , بارز البرج الأبيض , هذه التعليمات " أطلق , عاصفة ! اقبض على العدو ! "

بعد ثانيتين , حطم عملاق النار خلال الثلج السميك لكن لم يستطع الاستمتاع بشعور الراحة حتى قبل أن يتم الإمساك به في عاصفة أخرى . كان هذا سحر رياح الدائرة السادسة . تموج سجن الدوامة حول العملاق وأمسك به . تبعا للسجلات , لم تستطع الوحوش الكبيرة مثل السيكلوب الهرب من سجن الدوامة . لا , فى الحقيقة تم الإمساك بهم فيها وتمزقوا إلى قطع بأنصال الرياح .

مع ذلك , ليس كافي لإيقاف لايفاتيين .

كورورورنج ! كوارورورنج !

كان هناك قعقعة رعدية من داخل الدوامة , وبدأت العاصفة تشتعل مع إطلاق العملاق قبضاته نحو الرياح . كانت هناك تموجات هوائية عشوائية بسبب موجات الصدمة حتى بالاضافة لبعض العواصف البرقية . القوة النارية التي تجاوزت بالفعل مستوى السيد والخبير دمرت الدوامة فى النهاية .

لكن , لم يرى عملاق النار ما كان يحدث للأرض .

" أولسون "

" أيتها الأرض , أمسكي هذا الحضور المقيت في ذراعيك ! "

غرقت الأرض فجأة , وأصبح اندفاع الأرض من الأطراف سلاح ضخم . دفنت التربة عملاق النار كالتسونامي , ابتلعته أسرع من قدرة نيرانه على إذابة التربة . بالطبع , كان الضغط لا شيء سوى إمساكة كاحل , وزحف عملاق النار فى النهاية خارجًا من الارض .

اتبع ثيو النظام بترتيب بارد أخر " 30 متر في اتجاه الساعة السادسة , بعد ثانيتين ! "

تعلقت كتلة جليدية ضخم من السماء وهبطت على لايفاتيين حيث غطاه تماما بدون أي خطأ . كتلة الثلج كانت في حجم بيت تقريبا حيث كان من الصعب على النيران إذابته فورًا . بحلول وقت خروج العملاق , كان السحر التالي مستعد بالفعل .

" بعد ثلاث ثواني , أوردو ! "


تفجرت صدفة الرياح على رأس عملاق النار عدة مرات .

" 46 متر فى اتجاه الساعة العاشرة , الان ! "

تصببت الأسهم الثلجية من الأعلى ومزقت اللهيب إلى قطع .

لم تنتهي سلسلة الهجمات السحرية أبدًا . بمجرد نجاح سحر شخص ما , يتبعه الشخص الأخر . لايفاتيين الخالد استطاع التحرك بالكاد .

شاهد الجنيين سلسلة الهجمات الكاملة ولم يسعهم سوى الشعور بالذهول . قوة أي سحر يمكنه إيقاف عملاق النار كانت عظيمة , لكن الشيء الأعظم كان قدرة الشخص الذي يقود أرض المعركة هذه .

بدون ثيو , كانت هذه المقاومة ستنهار منذ فترة .

" ... مذهل . أليس هذا قريب من رؤية المستقبل ؟ أو قدرة تنبؤ معتمدة على الخبرة ؟ في كل الأحوال , إنها ليست قدرة ينبغي على شخص بهذا العمر امتلاكها "

" نعم , أعتقد ذلك أيضًا "

هذه القدرة احتوت على بصيرة يمكنها النظر للأمام ببضعة حركات , بالاضافة إلى استخدام التكتيكات التي تركز على المكان الصحيح .

كان ثيودور يمد يده براحة في نطاق لا يمكن الوصول إليه إلا عن طريق عشرات السنوات من القتال . رغم هذا , لم يكن واعي إطلاقًا لكيف كانت تصرفاته سخيفة . بدلا من ذلك , ركز على دعمه للوضع الحاضر عن طريق حساب المسافة والثواني بالنسبة للحلفاء والأعداء .

" سحقًا , هل وصلنا بعد ؟! " لم يكن لديه وقت للرمش حتى . مسح العرق على جبينه وحدق في لايفاتيين .

لهؤلاء الذين لا يعرفوا , ربما يبدوا أنهم المسيطرين على الموقف لكن لم يكن الوضع هكذا . في وسط هذه الهجمات الغاضبة , كان يتم دفع المجموعة للخلف ببطىء . بمعدل ثلاث خطوات كل عشر ثواني , كانوا يتراجعون 5 أمتار تقريبا كل دقيقة .

بالاضافة , لا يمكن الحفاظ على هذا الهجوم المتتابع لفترة أطول . سيكون الوضع خطير إن لم يصل لهدفه الأساسي في خلال 30 دقيقة قادمة .

تذكر ثيو نصيحة شراهة في رأسه , - رغم كونه جريموار , لا يملك لايفاتيين أي ذكاء . إنه يتصرف غريزيًا لغرضه الخاص , لكن يجب أت تمتثل تصرفاته للقواعد . نقطة ضعفه تقع فى القواعد .

هيئة لايفاتيين الثالثة كانت مجرد عملية وسيطة للتحول من الهيئة الثانية للهيئة الرابعة . كانت عملية لتقديم كل شيء من أجل حرق كل شيء . لهذا كانت الهيئة الثالثة عبارة عن عاصفة نارية منتشرة .

لكن , ماذا سيحدث إن لم تستطع الهيئة الثانية الحصول على كل التضحيات وتم إزعاجها باستمرار ؟

بالضبط بعد 15 دقيقة , أجاب لايفاتيين هذا السؤال .


***


لم يكن هناك شخص محدد لاحظ أولا حيث كانت كل المجوعة التي تطلق الهجمات مركزة تماما على أي تغييرات ربما تحدث فى الهدف . فبعد كل شيء , الهدف كان عملاق ناري يستطيع إذابه أي معدن في لحظة .

توقف عملاق النار عن الكفاح فجأة وانمكش إلى كرة . مظهره كان مثل اليرقة التي تنتظر خروجها , لذا شعر كل من رأى ذلك بإنذار كبير .

مع سحب ايدوين لسهمه بعناية ,

قشعريرة . شعر ثيودور بقشعريرة مريعة في ظهره .

" موت " سحر الدفاع لن يعني أي شيء بما أن كل كائن حي في هذا المكان سوف يموت .

بمجرد أن ظهر هذا الواقع في عقل ثيو صاح بقوة " الوكارد ! "

كانوا سيموتوا لو لم يكن بفضل نصيحة شراهة , لو لم يشرحها ثيو مسبقًا في غرفة المقابلة , ولو لم يكن الوكارد متواجد في هذا المكان .

" أم المياة اللطيفة , ايل مارى ! " تحرك الوكارد مباشرة تبعا لصيحة ثيو التي كانت أقرب لصراخ .

كان أيضًا بفضل سماع الوكارد مسبقًا عن خطورة الهيئة الثالثة . نقص التضحيات قلل القوة بشكل معتبر ومع ذلك فهي ليست شيئا يمكن لسحرة أقل من مستوى السيد تحمله .

[ هل ناديت ؟ ] ظهرت حاكمة عنصر الماء بسرعة . لو كانوا في مكان غير هذا عند استدعائها , كانت الأرض الجافة ستمتلأ بالماء في كل الأنحاء . بدون إعطائها كلمة للترحيب صاح الوكارد " قومي بحمايتنا من اللهيب الجبار ! "

[ ...يابن الغابة , سوف أقبل طلبك بناء على العقد ]

بمجرد أن تحدثت ايل مارى , أحاط درع أزرق بالمجموعة . كانت هذه الروح التي تحكم كل المياة . يمكنها تحمل جولة أو جولتين فقط من سحر الدائرة السابعة جحيم . لذا لا يمكن تجنب حصول المجموعة على بعض العقاب .

مباشرة بعد ذلك , تحررت كرة ساخنة خارقة .

‘ ----------------!!! ‘

لم يكن هناك صوت . الحرارة قد بخرت الهواء بالفعل منذ فترة . ثم كان هناك وميض من الضوء خطير جدًا لإحراق أعينهم . تحمل ثيو بضعة قطرات الدم التي نزلت من عينيه ونجح في النظر أمامه بالكاد .

بغض النظر عن الضوء , اخترقت حرارة موسبيلهايم الدرع . المثير للإعجاب أنهم كان يستطيعوا التنفس حتى . حاكمة العنصر كانت حبل النجاة الوحيد .

" ... جنوني " تمت ثيو حيث تعافى بالكاد ورأى المنظر أمامه . لاحظت بقية المجوعة الفارق بعد بضعة خفقات من الوقت .

" .............. ؟! "

" ..............؟! "

نظروا حولهم لحيثما يمكن رؤية الضوء والرماد . لم يكن جميل بل حرفيًا جحيم كارثي . لا حياة تستطيع النجاة على هذه الأرض المحترقة . هواء , مياة , وكل شيء أخر مطلوب للحياة قد اختفى . الخضرة المتبقية فى الأفق كانت الارتياح الوحيد . لو لم تدخل الخضرة عيونه كان سيعتقد حقًا أن العالم تم تدميره .

استعاد ثيودور هدوءه أسرع من أي أحد أخر " إنه قادم أخيرًا "

كجريموار أكل للجريموارز , لا يمكن أن يأكل شراهة كتاب غير موجود في هذه العالم .

لذا , كان مستحيل أن يكبحوا عملاق النار , هيئة موسبيلهايم الثانية . مهما كان عدد مرات تدميرها ستظهر النيران المطلقة مرة أخرى , والذين ليسوا فائقين لن يستطيعوا مقاومتها . لكن , من الهيئة الثالثة وما بعدها , ينكشف جسد لايفاتيين .

من مكان وقوف ثيو , أخذ 20 خطوة تقريبا للوصول لمركز ذلك الجحيم الساخن .

" خرزة من الضوء "

لمعت الخرزة البيضاء بضوء ساطع . لقد كانت الممر الذي يربط العالم المادي بموسبيلهايم , حقيقة الجريموار الذي تواجد لتدمير العالم . ثم لمح ثيودور أخيرًا جسد لايفاتيين وأخذ خطوة للأمام .

تشييييك .

" اكك ! "

بمجرد أن خطا ثيو خطوة أخرى , تحول جلده للون الأحمر . رغم حماية حاكمة عنصر الماء وسحر دفاع الدائرة الخامسة , لم يستطع اللحم البشري تحمل هذه الحرارة , خاصة اذا كان الشخص ليس خبير سيف أو سيد سحر .

ربما سوف ينجو بطريقة ما من عشر خطوات . بعد ذلك سوف يحترق لحمه , يجف دمه , وتتحطم عظامه . لهذا السبب كان قتال ثيو وحده من الان .

" ... ! "

" ....... ! "

كان لديه حديث صامت مع مجموعته .

رأاه أحد يأخذ خطوة أخرى وأعاد التفكير بالأمر . شخص أخر قام بمنحه سحر حماية , رغم أنه بلا معنى .

حاولت سيلفيا اتباعه لكن تم الإمساك بها بواسطة ساحر من البرج الأزرق , بينما حنى رأسه معتذرًا لعدم قدرته على المساعدة . كان لأن قوته تصبح ضعيفة جدًا في هذا المكان حيث كانت العناصر عالية الرتبة غير فعالة .

نظر ثيو إليهم جميعًا قبل أن يركز أمامه مجددًا .

" ليس بعد ... القليل بعد . أستطيع التحمل .... "

أخذ خطوة واحدة ثم خطوة أخرى . قشرت الحرارة جلده , لكن ليس لدرجة أنه سيموت . جسده وعقله المنضبطين يمكنهم تحمل ذلك القدر من الألم . عند الخطوة الخامسة , جلده الأحمر كان مقشور فعلا , وبدأت عضلاته تحترق . ثم سحب ثيو ورقته الرابحة .

ووونج ! ظهر ضوء زمردي من العلامة على ذراعه اليمنى وغلف جسده بالكامل .

الكنز القومي ظلمة . الكنز الذي يعطي قدراته لمالكه , بما فيها التميع . يملك ظلمة القدرة على تجاهل الهجمات الجسدية , لذا يستطيع التعامل مع هذه السخونة . لذا بعد أول خمس خطوات أصبح جسد ثيو شفاف . مع ذلك , لم يكن متحرر تمامًا من السخونة .

" كووك ..... ! هذا خارج قوانين الفيزياء .... ! "

نيران موسبيلهايم تضرر حتى بالأجساد الروحية . أخذ ثيو سبعة خطوات أخرى لكن الحرارة الأكثر قوة بدأت بتدمير جسده .

نجح في 8 خطوات أخرى للأمام لكن , من أجل وضعه في مدى لسان شراهة , احتاج ثيو لثلاث خطوات أخرى على الأقل . يعني أن الجحيم سيكون أقوى بثلاث مرات من هذا .

أراد ثيو حقًا الهرب الان , لكن صر على أسنانه وتابع .

" لنذهب "

اذا لم يوقف لايفاتيين هنا سوف يختفى هذا العالم . حتى اذا ظهر فائق ما لإيقافه , مازالت إلفينهايم سوف تتدمر . لن يكون بيده شيء لو لم يبدأ هذه العملية من الأساس , لكن لن يستطيع مسامحة نفسه على الهرب بعد الاقتراب لهذا الحد .

أخذ ثيو خطوة أخرى .

مع محاولته لتحمل الحرارة التي بدت كأنها ستذيب خلال عظامه , اشتكى ثيو لشخص ليس هناك .

اشتكى لسيد البرج الأبيض أورتا , الذي أعلن أنه لن يشارك في عملية الإخضاع هذه .

************************************************************************************************************

2018/03/03 · 4,115 مشاهدة · 1843 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024