لم يكن هناك داعي للعودة بسرعة . استعاد ثيو بعض التحمل , لكن مازال ضعيف . بالتالي لم يملك القوة للركض أو القفز فوق الأشجار .
مع ذلك على عكس جسده المتعب , كان الجميع غيره يلمعون بإشراق . لقد كانت معركة حياة أو موت حيث تم إعادة إحياء أسطورة الجن , لكنهم قد نجوا منها .
حاولوا تجاهل التعب المتراكم داخلهم وتحدثوا مع بعضهم أكثر من المعتاد . فى النهاية , بطبيعة الحال أصبح ثيو مركز الحديث بما أنه الشخص الذي أنهى لايفاتيين .
" بالمناسبة , لقد كنت مذهول حقًا ! أيها البارز ثيودور ! " قال أحدهم بينما يربت على كتفه .
" هاه ؟ مذهول ؟ "
" لم أعرف أن هناك طريقة للنجاة من هذه السخونة المروعة ! لا أعلم بشأن فيرونيكا , لكن لا يمكننا أن نأخذ بضعة خطوات هناك حتى "
الساحر متوسط العمر كان لديه لحية بيضاء ويرتدي رداء يرمز للبرج الأزرق , لكن لم يتردد في معاملة ثيودور بهذه الطريقة الودية . ربما شعر بترابط بعدما قاتلوا معًا .
الساحر المدعو فيليب الذي استهدف لايفاتيين بالكتلة الجليدية الضخمة , أثنى على شجاعة ثيو وهمس بينما يحدق في ذراعه اليمنى " الشيء على ذراعك , هذه قدرة الكنز القومي صحيح ؟ "
صوت فيليب كان يشير إلى أنه نصف مقتنع بالفعل , لذا تنهد ثيو بارتياح . باستثناء حاكمة العنصر , لم يدرك أحد وجود شراهة .
استعاد تعبيراته بشكل طبيعي وأعطى فيليب الإجابة التي يريدها " نعم هذا صحيح . سعيد أنها كانت عونًا لنا "
" بالفعل ! في لحظة رؤية هذه الزمردة تذكرت جلالته . بفضلها , تم إنقاذ جميع حيواتنا . أليست هذه بركة ميلتور ؟ "
" إنه كما يقول فيليب . لن أتمكن من الاقتراب حتى بدون ظلمة "
ما قاله نصف صحيح ونصف خاطىء . لم يكذب ثيو , لكنه لم يشكف كل شيء . كان هذا هو العذر الذي استخدمه ثيودور ساحر الدائرة الخامسة فقط . فبعد كل شيء , إنه الكنز القومي ظلمة والذي حتى سيد البرج الأبيض لا يفهم حقيقية قوته . أصر ثيو قبل العملية أن بإمكانه هزيمة لايفاتيين بقوة الكنز القومي , وشدد على أنه وحده من يستطيع تدمير جسده .
قوة الجن السامي رأت أن ثيو كان يقول الحقيقة .
فى الواقع , لم يقل ثيو أنه يستطيع تدميره بظلمة بل قال فقط ‘ يمكن استخدام ظلمة لتدمير جسد لايفاتيين ‘
لو جلسوا وفحصوا الموقف كله بهدوء , ربما يتمكن بعض الناس من اكتشاف شيء مريب . لكن , لقد كانوا يواجهوا كارثة وكان موقف مربك للجميع .
‘ حسنا , إنها ليست كذبة أيضًا ‘ فكر ثيو .
لو لم يملك ثيو قدرة التميع الخاصة بظلمة كان سيموت قبل الاقتراب من لايفاتيين حتى وبالتالي كان ظلمة شيء ضروري في تدمير جسده .
بينما يضحك في داخله , أعطى ثيو نفس الإجابة لهاينز , رابع ساحر يهمس له . وبهذه الطريقة , تم الإمساك بالجميع في سوء الفهم الممتاز .
" أوه ! من أتى لمقابلتنا ؟ " سألت أليزا وهي تشير للأمام .
لم يكن البشر الوحيدين الذين لم يستطيعوا رؤية أي شيء . فقد كان نفس الأمر للحارس ايدوين . عندما لاحظ الوكارد المنهك الموقف بشكل متأخر , ومض رداء أبيض أمام المجموعة . لقد كان ظهور مفاجىء لسيد البرج الأبيض المقنع , أورتا .
"س-سيد البرج ؟! "
" هيوك ! "
لكن , ظهور أورتا المفاجىء لم يكن سبب صدمة المجموعة .
دوك . دودودوك . دودوك .
كانت هناك دماء تتقطر للأسفل . سقطت بعض قطرات الدماء أحيانا على رداء أورتا الأبيض , لكنه لم يترك الشيء الذي في يده .
لقد كانت ذراع يسرى لشخص ما . من الواضح , أن الذراع كانت متصلة بكتف شخص ما منذ فترة . تدفق الدم بدون توقف من منطقة القطع . كان الأمر مفاجىء جدًا لم يسع المجموعة سوى الشعور بالصدمة .
مع ذلك , فتح أورتا فمه وتحدث بهدوء كالعادة " فيليب "
" ايه ؟ اه نعم ! "
" خذ هذا "
أتى فيليب للأمام , ورمى له أورتا الذراع . لازالت الذراع تنزف بشدة , وبدا فيليب محبط للدماء التي سقطت على ردائه . لكن تغيرت ملامحه بعد سماع كلمات أورتا التالية .
" إنها ذراع قاتل , افتراضيًا , إنه من السيوف السبعة . أتذكر أن البرج الأزرق طور سحر تتبع يستخدم دماء الهدف , هل هذا صحيح ؟ "
" ... نعم . إنه كذلك "
" اصنع أداة بامكانها تتبع هذه الذراع . اصنع الكثير واجعلها دقيقة بقدر الامكان . إنه شخص يملك قدرة هالة من نوع " التسلل " لذا ركز تماما أثناء العمل عليها "
" سوف أتبع كلماتك ! "
تغيرت نظرات المجموعة بعد سماع كلمات " السيوف السبعة " . رغم أنهم بدوا كأنهم سينهاروا مباشرة الان , لكن أصبحوا مشتعلين بالروح القتالية فجأة .
لم يكن السحرة فقط من تفاعلوا مع كلمات أورتا عن القاتل .
تلاشى مظهر أليزا اللعوب وسألت " قاتل , هل هذا حقيقي ؟ "
" في رأيي , نعم "
" ... والأهداف ؟ "
" يبدو أنك قد خمنت بالفعل "
صرير . صدر صوت عالي من بين شفاهها .
إن لم يكونوا مغفلين العصر , لن يجرؤ أحد على إرسال قتلة للغابة العظيمة فقط من أجل مطاردة وفد ميلتور .لكن , قتل الجن العاديين لن يشتري شيء سوى عداوة إلفينهايم . أما بالنسبة للضيوف الثمينين الذين سيستهدفهم قاتل بمستوى خبير سيف .... إنهم الجن السامي فى الغابة العظيمة .
" لقد كنت أفكر في قتله , لكن من الصعب ملاحقته . الأكثر من كل شيء , من الصعب مطاردة خصم في هذه الغابة التي تحتوي على العديد من العوائق "
في النهاية تنهدت أليزا وحنت رأسها " لا , أنا ممتنة . قاتل يستطيع خداع عيون الأصل .... لكان الصغار في خطر إن لم تكن موجود "
" أنا فقط أتصرف كجار ودود "
" كوك , الأمر كذلك ؟ إذن يجب علينا أيضًا أن نتصرف كجيران " بدا أن أليزا أعجبت بكلمات اورتا السخيفة حيث هزت رأسها وضحكت مرة أخرى .
لطالما اعتقدت أن البشر مملين , لكنها لا تكره البشر الذين يتحدثوا كهذا الرجل . والدين لم يكن بهذا العبء أيضًا . في كل الأحوال , لقد تم دفع إلفينهايم لنفس القارب مع ميلتور .
لم يتم تأكيد أن أناس امبراطورية أندراس خلف تلك الحادثة , لكن كان واضح . لأن يحاولوا إحراق الغابة العظيمة بواسطة لايفاتيين واغتيال الجن السامي ... فهذه خطيئة ثقيلة جدًا .
في تلك اللحظة ...
باسوراك!
تحركت مجموعة من الناس خلال الشجيرات الكثيفة ووصلوا لموقع المجموعة .
اتسعت عيون ثيودور عندما رأى الشخص في المقدمة . سحرة البرج الأحمر والجن المستخدمين لعناصر النار كانوا غير موجودين في مهمة الإخضاع بما أن سحر النار لن يعمل على لايفاتيين .
حاليًا , كان معلمه فينس يسحب بعض الناس المقيدين خلفه .
سأل أورتا مباشرة " النتيجة ؟ "
" كما قال سيد البرج ... اخرج ! " خطا فينس بعيدًا , وتقدم واحد من الناس المربوطين ببطىء .
" لقد أثبتنا ما قالوه بالفعل . إنهم مرتزقة تم تأجيرهم بواسطة رجل مقنع أسود ولم يعرفوا ما كانوا مقدمين عليه . لا يوجد شيء أخر , حتى لو تم تعذيبهم "
" هرممم , هذا بلا جدوى "
" أتريد مني التعامل مع هذا ؟ " سأل فينس بوحشية حيث ظهر لهيب أحمر على يديه .
بدأ الأسرى المربوطين يكافحون .
" ا-اعفو عنا أيها السيد من فضلك ! "
" نحن لا نعرف أي شيء ! "
" ه-هو , لا , ذلك اللعين هو الشخص الذي تريده ! "
" من فضلك . سوف أفعل أي شيء طالما أستطيع العيش ! "
كانوا أشخاص واثقين وأشرار في ساحاتهم الخلفية , لكن الان بدوا مرعوبين من الموت . أومأ أورتا قبل أن ينظر نحو الجن السامي . ربما يكونوا وضيعين من ميلتور , لكن هذه إلفينهايم , لذا من يملك الحق للعقاب هم الجن .
بالتالي , نظر إلى أليزا بطبيعة الحال " كيف تعاقب إلفينهايم المجرمين ؟ "
" هاه ؟ حسنا . هناك أسر طوال الحياة في المناجم ... أو تحويلهم إلى عمال مسؤولين عن الحصاد أو الصيد ؟ "
" إذن افعلي ذلك "
" ايه " اتسعت عيونها للحظة ثم ضحكت " أمتأكد من أنك لست ثعبان عمره مائة سنة ؟ حسنا , لن أرفض . خذوهم "
لم يكافح المرتزقة عندما ظهر الجن وأخذوهم بعيدًا . كان هذا أفضل من إحراقهم حتى الموت بواسطة رجل ذو وجه خالي من التعبيرات .
بعد انضمام فينس , وصلت المجموعة للمكان الذي تركوه بضع ساعات مضت . بدا أنه كوخ عادي , لكن داخله كان الباب المكاني الذي أعجب به أورتا .
" يمكنني الاسترخاء أخيرًا ... " بينما يتمتم أحدهم في نفسه , فتح الباب وركض شخص منه .
" ثيودور ! " كانت إلينوا ذات الشعر الذي يشبه العشب بالاضافة للرائحة المنعشة الصافية . لقد شاهدت القتال مع بقية الجن السامي من خلال راتاتوسكر .
" اه , إلينوا ... " لم يتم إعطاء ثيو فرصة له لكي يرد .
قفزت إلينوا للأمام ومدت كلتا يديها .
تم إمساك وجه ثيودور فجأة .
لا يعرف ثيو هذا , لكن إلينوا قد شاهدته يقفز نحو النار . لذا كانت الان تنظر إلى وجهه وجسمه بينما تبحث عن أي جروح لم يتم علاجها بعد .
" إ-إلينوا ؟ "
" أنت لست مصاب في أي مكان ؟ لقد هب الهواء الساخن من الأمام , لذا هل تستطيع الرؤية بشكل جيد , هل يمكنك التحرك بشكل جيد ؟ "
" أن-أنا بخير . أليزا قد عالجتني مرة و --- "
" لا تستطيع أليزا إنهاء مهمة كبيرة كتلك ! "
كانت أليزا مستاءة من رد الفعل المفاجىء , لكن نخر ألوكارد تجاهها .
" فييو , لا تبدو أنك مصاب كثيرًا " بعد فحص ثيو عدة مرات تراجعت إلينوا أخيرًا , وهدأت رأسها . أدركت فجأة كم كانت جريئة وقالت " هذا , لم أقصد فعل هذا ... ذلك ... "
تراجعت إلينوا بضعة خطوات للوراء دون قصد حيث سقطت كل العيون عليها . مع احمرار بشرتها البيضاء لدرجة أنها لم تستطع إخفائها , غطت وجهها بسرعة وخرجت مسرعة من الكوخ .
بعد ذلك أتت لوميا بملامح متشوشة " ... ماذا حدث ؟ "
لم تعرف ما الذي يحدث مع إلينوا , لكن تنهدت لهذه الأجواء الخرقاء وقالت " أولا , نيابة عن إلفينهايم , أود شكركم جميعًا على فوزكم في هذا القتال الصعب . أنا سعيدة أنكم عدتم جميعًا في قطعة واحدة . نحن من إلفينهايم لن ننسى هذا أبدًا و ... "
ابتسمت لوميا بخفة .
" هناك براعم جديدة في الأراضي المحروقة . انضموا إلينا فى احتفالنا رجاءًا "
دعتهم إلى حدث لم يحضره أي بشري منذ تأسيس إلفينهايم .
************************************************************************************************************