بغض النظر عن الدعوة كان ثيودور مجبر على الراحة لبضعة أيام .

لم يتم قتل أو إصابة أحد بشكل خطير من قتال لايفاتيين , لكنها كانت معركة استهلك فيها السحرة الكبار معظم طاقتهم السحرية في فترة قصيرة من الوقت . من الطبيعي الشعور بالتعب الجسدي , بدون ذكر العبء على الدوائر السحرية . فقط سحرة البرج الأحمر الذين كانوا نشطين في مكان أخر من لم يتأثروا .

جلس فينس بجانب ثيودور وقال بابتسامة " هذا لا يمكن تجنبه , لكن لا يسعني سوى الشعور بالخزي لأن مهمتي كانت أسهل من مهمة تلميذي "

" ألم يكن الأمر صعب على معلمي أيضًا ؟ "

" إنه لا شيء مقارنة بما مررت أنت به "

في المعركة الأخيرة , تم استبعاد سحرة البرج الأحمر تماما . كان لأن وجود سحر النار سيكون بلا فائدة ضد الجريموار الأسطوري لايفاتيين . حتى السيدة فيرونيكا لم تكن ستقدر على المساعدة , فما بالك بسحرة الدائرة السادسة .

بالتالي أمرهم أورتا بالقبض على المجموعة التي أحضرت لايفاتيين للغابة العظيمة , والنتيجة كانت أن تم القبض على المجرمين .

لم يتمكن سحرة البرج الاحمر من القتال بشكل جيد حتى ! وإحباطهم لعدم المشاركة في القتال التاريخي انفجر فوق رؤوس الحمقى الغير محظوظين . لقد تم حجب رؤية المجرمين بالمال وانتهى بهم الأمر متواجهين مع سحرة الحرب الخاصين بالبرج الأحمر , جنود ميلتور النخبة .

بالتأكيد , كان هناك البعض الذين قاوموا بشجاعة , لكن تم تحوليهم بعد ذلك إلى كتل من الفحم . ‘ كانت معركة لا تستحق ‘ فكر فينس .

" لقد كنت أفكر فى الأمر منذ ذلك الوقت , وأعتقد أنها فكرة جيدة أن أدمج سحر ذو سمات أخرى إلى سحري . في هذا العمر , أدركت أنني لازلت غير ناضج وهناك العديد من المسارات العميقة "

" ها , هاها ... "

لم يكن لدى ثيو خيار سوى الإيماء .

فينس قد دخل الدائرة السادسة في خمسيناته بينما يدرس لغات قديمة , والان أراد تعلم سحر ذو سمات أخرى ؟ تسائل ثيو اذا كان فينس سوف ينام ثلاث أو أربع ساعات فقط فى اليوم . فبعد كل شيء , امتلاك قلب فضولي لا يعرف كيف يتوقف هو أيضًا من خصائص الساحر .

في هذه اللحظة استغل كلاهما الفرصة للحديث بشكل شخصي .

كان الجن يجهزون " مهرجان " مع الإنت والدريادز بعد القتال ضد لايفاتيين . وهذا شيء لم يدركه هؤلاء الذين كانوا عالقين في غرفهم .


لم تمر فترة طويلة حتى نقر أحدهم على الباب .


ظهر ايدوين أمام الباب وقال بينما ينحني " لقد أتيت لاصطحابكما كما تم أمري "


***


مثل المقابلة الأخيرة , أرشد الجن الممجموعة بأكملها مرة واحدة . لكن الاختلاف هذه المرة كان أسلوب ايدوين تجاه الوفد , بغض النظر عن ثيودور . فى الأساس لم يكن الجن وقحين , لكن كانوا مهذبين جدًا . وتلك البرودة الان تم تحريرها لتتحول إلى صداقة لطيفة .

خمن ثيودور السبب وأومأ في داخله ‘ يبدو أنه تم الإعلان عن حقيقة تدميرنا للايفاتيين . لو كان هذا هو التاريخ البشري لا تاريخ إلفينهايم , لم تكن الأشياء ستسير بهذه السلاسة ‘

كان تفكير ساخر لكن ليس خطأ . على عكس الجن الذين يضعوا الأولوية في رد المعروف , يهتم البشر عادة بأنفسهم أولا . لو حدث هذا في مكان مثل مملكة أوستن , كانوا سيرسلوا ثيو كطعم بدلا من دعمه بالجنود . ثم بمجرد أن ينتهي الأمر ربما سوف يدعوا أنهم من قاموا بهزيمة لايفاتيين .

بالتالي , من الصعب إيجاد دولة سوف تعلن على الملأ أنهم منقذيها وتعاملهم باحترام .

مع ذلك , لم ينتهي المزاج السعيد هناك .

[ انتظر .... دقيقة ... ] رن صوت أجوف .

كان هناك وقع أقدام عالي , ثم ظهرت مصادر الصوت الكبيرة .

جزء من الفصائل التي تعامل فروعها كالأذرع والسيقان الخاصة بها , كان إنت يعيش فى الغابة الشرقية . الأولاد والفتيات الصغار الذين كانوا مثل الجنيات جلسوا هناك على الفروع وضحكوا بينما يتحدثوا .

‘ الإنت الذي رأيته المرة الماضية ... والدريادز أيضًا ؟ ‘ تذكر ثيو أسوبهم الغير ودي وأراد التراجع للخلف .

لكن تحدث قائد الإنت [ شخص ... عظيم ... أنت ... ]

" ... أنا ؟ "

[ ... بال...فعل ] رده كان مشوش لكن انحنى الإنت فجأة نحو ثيودور .


هبطت فروع الأشجار بضعة مترات , لذا لم يستطيع تسمية ما حدث بشيء أخر .

[ أس..ف.. و..حماية ... الغابة .. شكرا لك .. ]

ثم بدأ الدريادز على الفروع بالحديث بطريقة مماثلة .


[ شكرا لك ! شكرا لك ! ]

[ شكرا لك وأعتذر منك ! أسف وشكرا لك ! ]

[ التفاح لذيذ ! ] ( ملحوظة : كلمة أسف وتفاح تنطق فى الكورية بنفس الطريقة )

[ البطاطا الحلوة لذيذة ! ]

كانت هناك العديد من الكلمات التي لم يفهمها ثيو , لكنه أدرك إخلاصهم وصدقهم . ابتسم ثيودور ووصل للفرع الذي أمامه " لقد كنت وقح أيضًا في البداية , لذا أنا أسف "

[ ... أنا ... أيضًا ]

" نعم , دعنا نتصالح "

توقف الإنت للحظة قبل أن يمد فروعه التي تشبه الأصابع . لقد كانت لحظة مصافحة فصيلتين مختلفتين لأيدي بعضهما البعض . بعد سلسلة من الحديث , عادت الفصيلتين إلى غابتهم الشرقية وتولى ايدوين القيادة مرة أخرى .

ومرة أخرى , رحبت بهم حفرة كبير . اهتمامه بالأبواب المكانية لازال عظيم , لذا تقدم سيد البرج الأبيض أولًا وسأل " هل يمكننا العبور خلاله كالمرة الماضية ؟ "

لكن خطا ايدوين للجانب بابتسامة غريبة . الحفرة أمامهم كان يوجد بها طنين وصياح .

" نعم لكن الطريق ليس لنفس المكان كالمرة الماضية . إنها تجربة جيدة , لذا من الأفضل أن تدخل فقط بدون أن أفسر أي شيء "

" هممم أنا أرى " لمس أورتا ذقنه قبل أن يتقدم بدون تردد .

منظر الرداء الأبيض يتم ابتلاعه داخل الظلام كان مثل المرة الماضية . لا يعرف ثيو ماذا يقع خلفه , لكنه سار للأمام بشعور غريب من الترقب . تسائل عن ما الذي سيدعوه ايدوين " تجربة جيدة " .

لحظة مرور جسده خلال الحفرة ..

هووووونج !

قامت رياح ثقيلة برفرفة رداءه . كانت رياح قوية من الصعب إيجادها على السهول . ومع ذلك , كانت هادئة وغير بارزة وبدا أنها منعشة . أخذ ثيو نفس عميق بينما يخفق قلبه بسرعة أكبر . ثم شعر بإحساس مألوف غريب وتذكر بارونية ميلر .

" هذا المكان ... هل هو جبل ؟ "

كان هذا مشابه للرياح التي اختبرها عندما تسلق لأعلى هضبة في صغره . حرك ثيودور يديه دون وعي ونظر حوله . كان يتوقع منظر جيد يذكره بذكرياته البعيدة .

ثم انفتح فمه وعيونه في نفس الوقت .

" ... واو "


المشهد الذي ظهر كان سخيف . لم يسعه سوى الإعجاب بالعالم أمام عينيه .

طافت السحب البيضاء في مستوى عينه وأصبحت أصابعه رطبة عندما لمسها . المشهد أسفل قدميه كان يبدو حقًا كأنه ينظر للأرض من السماء .

ثيودور ميلر كان حرفيًا يسير فوق السماء . بعد محاولة يائسة لاستخدام السحر لقياس الارتفاع , ظهرت نتيجة مذهلة .

" ... 11 كيلومتر فوق السطح ؟! "

حسب المسافة مرة بعد مرة , لكن لم تتغير النتيجة . أورتا الذي وصل أولا أعطاه إجابة مشابهة .

" 11 كيلومتر أو للدقة , 10 كيلومترات و824 متر . لو لم يكن بفضل قوة شجرة العالم , لكان من الطبيعي أن نتجمد حتى الموت في هذا الارتفاع . التنفس لوحده سيكون صعب , لكننا لا نواجه أي مشاكل على الإطلاق "


" أنا أرى .... امم ؟ "

مع تسلق الناس للجبال , يصبح الهواء أقل مما يجعل التنفس أصعب . مع ذلك , لم تكن لديهم مشاكل رغم كونهم في هذا الارتفاع العالي عن السطح . كان هذا ممكن فقط بفضل قوى شجرة العالم , قوى الحياة .

كان ثيودور مصدوم حيث أدرك معنى كلماته متأخرًا " ش-شجرة العالم ؟! سيد البرج , إذن هذا المكان .... ! "

" نعم صحيح "

مع وصول بقية المجموعة , رحب بهم صوت لطيف . تحركت كتلة السحب التي تحجب الرؤية بعيدًا , وتم الكشف عن مظهرها . كانت لوميا جنية سامية بشعر بني قاتم مثل لحاء الشجر , وعيون خضراء لامعة لطيفة . ابتسمت بإشراق حيث أجابت على أسئلتهم .

" هذا واحد من فروع شجرة العالم وأيضًا مكان لا يمكنكم دخوله إلا اذا فتحنا الطريق لكم "

" شجرة العالم , هنا ... ؟ "

" ... إنه حجم سخيف "

الأرض التي عرضها دزينات الأمتار , هي مجرد فرع ؟ عندما أعجب السحرة بهذه الحقيقة , لوحت لوميا ذراعيها نحو السحاب . تمت إزالة السحاب الذي كان يعترض بقية الطريق كاشفًا عن مأدبة كبيرة .


بقية الجن السامي الأربعة كانوا يجلسون هناك .


" ماذا بحق , لقد أتيتم متأخرين جدًا ! " تذمرت أليزا بما أنها قد أكلت البعض بالفعل .

في هذه الأثناء , لوحت إلينوا بيدها عندما وجدت ثيو . نايا كانت نائمة بوجهها على الطاولة كما العادة , في حين كانت ملامح الوكارد أكثر إشراقًا من المعتاد . بدلا من كونه حدث قومي , كانت هذه مأدبة عادية وأوصت لوميا بأن يجلسوا في أي مكان يريدون .

" مأدبة اليوم ليست بين ميلتور وإلفينهايم فحسب , لكن أيضًا للاحتفال بمنقذي الغابة . لذا لا تأبهوا بأي شيء واجلسوا في أي مكان "

" ل-لكن ... "

" هيا الأمر ليس بهذه الصعوبة . فكروا بنا كأصدقاء من الان فصاعدًا "

لم يكن الرفض متاح . كان الوفد مجبر على الجلوس حول الطاولة , وأخذت سيلفيا مكان على يمين ثيو بسرعة . بمجرد استقرار الجميع في أماكنهم , قرر الوكارد تأدية دور المضيف وفتح فمه .

ربما كان بسبب المزاج , لكن كان صوته أكثر إثارة بكثير من السابق .

" إذن . سوف أبدًا الاحتفالية الان . الشجرة الأصل قد باركت هذا الاجتماع , وأتمنى أن بإمكاننا التحول من جيران بعيدين إلى أصدقاء عند نهاية كل هذا . تماما مثلما أنقذتمونا من الكارثة , فلن نجلس مكتوفي الأيدي اذا كنتم في خطر ! "

" نعمة وبركة شجرة العالم ونسلها . سوف تحفظ ميلتور هذا العهد "

عندما رفعوا أكوابهم , اتحدت أصوات البشر والجن السامي في مرة واحدة .

" في صحتكم !! "


**********************************************************************************************************************************

فصل كيوت


2018/03/07 · 4,519 مشاهدة · 1621 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024