عبور البرية (1)
في هذه الأثناء , صخبت مدينة مانا-فيل بالحياة عند انتشار أخبار التبادل بين ميلتور وإلفينهايم في كل أنحاء المدينة .
من بينهم كان تجار شركات التجارة الكبيرة أكثر الناس انشغالًا . كانوا أفضل من أي أحد أخر في شم رائحة المال ولم يفوتوا هذه الفرصة . ربما يقول البعض أن هذه فرصة لمرة واحدة كالعمر ؛ ضربة حظ كبيرة .
واحدة من أكبر شركات التجارة في ميلتور ,بولونيل, فكرت في نفس الشيء ‘ اذا واكبنا هذا الأمر جيدًا حينها سوف نستطيع العيش بشكل جيد ‘
مع ذلك لم يكن زعيم بولونيل طماع . أبراج السحر وحتى النبلاء أصحاب الرتب العالية عرفوا أن التجار سوف يسيل لعابهم ويصارعوا من أجل الحقوق .
بالتالي , اختار ثاني أفضل شيء . هذه المرة كان الحصول على كمية كبيرة من المواد الخام بما أن تصدير الأدوات والبضائع سيكون أكبر بثلاث مرات . بعد ذلك سوف يمد أبراج السحر بالأدوات والبضائع . الفائدة هي أنه سيتمكن من اكتساب أموال إضافية بالاضافة لعلاقة جيدة مع أبراج السحر .
نتيجة لذلك , كالشركة الأعلى , استطاعت بولونيل بدء مسيرة تتجه نحو القارة المركزية أسرع من أي أحد أخر .
داجاداك دادجاجادك . صنعت العربات صوت متفائل مع إسراعهم إلى أسفل الطريق .
فى العادة كانوا سيتحركوا بسرعة أبطأ بسبب حمل الكثير من البضائع , لكن غرض هذه المسيرة كان استيراد مواد خام بسرعة . لهذا السبب لم تكن هناك بضائع كثيرة , وتحركت العربات أسرع من المعتاد .
الأكثر , العربات التي يقودوها لم تكن عادية . لقد كانت العربة التي استعارها ثيودور عندما ذهب للبيت , العربة الفاخرة التي لم يتم تعميمها بعد .
فى العربة الثانية من الأمام ضحك رجل متوسط العمر بحماس وقال " هاهاها! أيها الساحر , أنت محظوظ لانضمامك إلينا! "
كان رجل بشعر كثيف مما أعطاه انطباع دب . لهذا كان يسمى ‘ دب ‘ حقًا . كان دب تاجر خبير قد رفض الفكرة العامة المسبقة في أن التجار يشبهوا الثعابين أو الذئاب .
الرجل الصغير ذو الشعر البني الذي يجلس أمام دب رفع عيونه " محظوظ ؟ "
" نعم! " أومأ دب بدون تردد . " ألم تنضم للتو لموعد الرحيل ومع ذلك حصلت على جولة في مثل هذه العربة الفاخرة ؟ لم نكن قادرين على تأجير ساحر مرافق لأنها كانت رحلة مفاجئة , لذا نحن محظوظين لأن طرقنا تلاقت بهذه الطريقة! "
" اه . ربما يكون الأمر كذلك "
" بالاضافة , أنت صغير من جيل البطل ثيودور ميلر . أليست هذه علاقة جيدة ؟ "
شعر ثيودور ميلر بأنه محظوظ أيضًا وضحك في داخله . استخدام اسمه الخاص كتوصية كان يعمل بشكل جيد .
هذا صحيح . الرجل الشاب بني الشعر الذي كان شعره بني بدلا من أسود , وعيونه التي كانت خضراء بدلا من زرقاء , كان فى الحقيقة ثيودور ميلر . من الصعب أن يتعرف عليه أحد الان لأنه وجهه كان مختلف .
أثناء شعوره بشعور من التنافر للنظر في وجه غريب , تذكر ثيو معلومات القلادة المخفية خلف ملابسه .
[ +6 من أنا ؟ (ملحق) ]
[ أداة مصنوعة من فشل مجهول . الأداة في شكل القلادة يمكنها مرواغة إدراك الأخرين بتغيير مظهر المرتدي بدقة . إنها تظهر قدراتها بغض النظر عن إرادة المستخدم وبمجرد تحرير السحر , سيتم تدمير الوسط مباشرة . يمكنها الدفاع ضد البصيرة السحرية لكن لا يمكنها إخفاء حقيقة أن المستخدم ‘مختبىء‘
* تصنيف هذه الأداة السحرية ‘ثمين‘
* عند استهلاكها , سيتم امتصاص كمية معتبرة من الطاقة السحرية
* عند استهلاكها , وقت الهضم سيكون 18 ساعة
* عند استهلاكها , سوف يزداد فهم سحر التحول ]
تماما قبل رحيل ثيو أحضر فينس أداة من برج السحر . كانت أداة تستخدم عادة للتسلل داخل أرض العدو أو تنفيذ المهمات السرية .
بفضلها تمكن ثيو من التخفي بدون الحاجة لكشف هويته أو حالته . الان لم يكن البطل ثيودور ميلر , لكن ثيو الدائرة الرابعة الذي سيزور أقاربه في كارجاس .
‘ لقد اعتقدت أن الاسم المستعار واضح جدًا لكن ... ‘
ضحك فينس وهز رأسه حينها .
" في بعض الأحيان يكون فعل هذا أفضل من إخفاء اسمك بعمق . سوف تذهب إلى دول غير معروفة , لذا لا أعتقد أنه يجب عليك استخدام اسم أخر . هل يسمي الشرق هذا الأمر " من الصعب القول اذا كان حقيقي أم زائف ؟ "" شرح معلمه أن الكذبة المصنوعة بإهمال يمكنها جذب العين البشرية أكثر من الكذبة المتوسطة .
في كل الأحوال سيكون اسمه بلافائدة اذا كان هناك شخص يستطيع الرؤية خلال الأداة .
" هوووو..."
نظر ثيودور خارج النافذة التي تابعت التحرك . لقد سافرت العربات مسافة بعيدة كفاية حيث لم يمكن رؤية العاصمة وقمم أبراج السحر . لم يعرف اذا كان سيعود فى الأشهر الأربعة التالية أو السنين حتى . كان حينها أن أدرك ثيو أنه بمفرده تمامًا .
معلمه الذي دائما ما يشير إلى النقاط التي لم يكن ثيو جيد فيها , سيلفيا الجميلة ذات القلب الجميل التي تناول معها وجبة معها مرة واحدة في فترة كبيرة , وفيرونيكا التي كانت مهتمة به رغم أنه كان كثير جدًا أحيانًا ... لن يتمكن ثيو من رؤية الناس الذين كانوا مثل عائلته الثانية لفترة .
‘ لا , لا يجب أن يضعف قلبي بهذه السرعة ‘ حاول إبعاد الفكرة المرعبة وأخرج كتاب من حقيبته .
كان [ نظرة عامة على السحر القديم - بالكارد ] الذي أكمله فينس بعد عقود من العمل الجاد . كان هذا كتاب لم يفهمه ثيو حتى بعدما قرأه لنصف يوم بالفعل .
باراراك .
أصبحت العربة هادئة فجأة والصوت الواضح كان صوت تقليب الورق فحسب . حتى دب الصاخب عرف ما يعنيه الأمر عندما يفتح الساحر كتاب , لذا أبقى فمه مغلق .
لهذا كانت الكتب جيدة . مع دراسة ثيو للحكمة التي لا يمكن وصفها وصعب فهمها , ستتلاشى أي شكوك . لقد اختفى التردد في عين ثيو منذ فترة طويلة , وكان عقله يسرع نحو المعرفة التي يحتوي عليها الكتاب .
ثيو الذي أبدى تركيز شديد كان يمثل حقًا صورة الساحر بغض النظر عن عمره .
* * *
كانت الرحلة مختلفة عما اعتقد . من المستحيل إيجاد الرومانسية والمغامرة اذا كان حرفيًا جالس في عربة لساعات من الوقت .
رغم هذا , كالساحر الوحيد والضيف الثمين لم يكن ثيو مرهق إطلاقًا .
[هوينج!]
بالطبع هذا لا يعني أن ثيودور كان جالس هناك فحسب .
‘ ... للشمال الشرقي , المسافة حوالي 2 كيلومتر ؟ ‘
بعد إيقاظ قدرات ميترا فى الغابة العظيمة , يمكن استخدامها الان فى مناطق أخرى . حاليًا كانت قوتها تخبره عن عدو قادم .
استطاع ثيو الشعور بأن هناك 23 منهم . بالحكم من الوزن على الأرض , كانوا غيلان ؛ أعداء ستتمكن المسيرة من مواكبتهم بمفردها لكن سيكون الأمر مزعج .
لذلك انتشر سحر ثيو على مسافة .
- كييييك!
- كيرورورك!
ربما ليس مثالي لكن حضور ساحر دائرة سادسة معزز بحلقة موسبيلهايم لا يمكن مقارنته بحضور أوجري . علم الغيلان هذا غريزيًا وانسحبوا . بهذه الطريقة أبعد المخلوقات التي كانت تقترب من العربة . فكرت المسيرة للتو أنهم كانوا محظوظين , ولم يكن هناك داعي لتحطيم ذلك الوهم .
هدف ثيودور كان الوصول لكارجاس بهدوء .
بفضل ثيو تحركت العربات بسلاسة وبدون عقبة . بحلول الوقت حيث بدأت الأحصنة تلهث بصعوبة , كانت المسيرة قد وصلت للوجهة المحددة لتوقف الراحة .
لقد كانت سهول سيبوتو , التي تعمل كحدود بين مملكة أوستن ومملكة كارجاس . على عكس أراضي الخضرة التي لازالت خضراء حتى الان , كان هناك امتداد شاسع من السهول التي تنمو فيها حزم متفرقة من الخضرة فقط .
بمجرد أن وصلوا لبداية السهول صاح دب بصخب " توقفوا! سنرتاح هنا اليوم! يجب أن يكون المرتزقة يقظين حتى يجهز المخيم , وعلى بقية الطاقم الخروج من العربات لتنصيب الخيم وإشعال النار . ثم سوف نأكل بعد ذلك ! "
متناسب مع شكله الضخم , كان صوت دب أضخم . صوت أقدام الأحصنة كان عالي حقًا لكن صوت دب كان يفوق ذلك حتى .
في نفس الوقت توقفت الأحصنة المتعبة , وبدأ العرق يتصبب كالتيار . صب قواد العربات المياة عليهم وأراحوهم . ثم ارتفع البخار من جلد الأحصنة المبلل . كان هذا نتيجة ركضهم بعنف لأسبوع .
بعدما أعطى دب التعليمات نظر لثيودور وسأل " ثيو , سوف يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يجهز الطعام . ماذا تريد أن تفعل حتى ذلك الوقت ؟ "
فكر ثيو للحظة . حتى الان لم يغادر العربة بالكاد إلا لتناول الطعام , لأنه كان مركز على دراسة السحر القديم لتهدئة عقله المتشوش .
مع ذلك , نتيجة التركيز الطويل المتوحش طوال الأسبوع كانت كالتالي :
[ مستوى فهمك عالي (84.5%) ]
لا يستطيع قول أن أتقنه بشكل كامل , لكن يمكنه استخدام الكلمات لحث سحر اللغة القديمة . من هذه النقطة وما بعدها لم يكن تعلم فقط بل استخدام مباشر , لذا هذا شيء لا يمكن تحقيقه أثناء البقاء فى العربة .
فكر ثيودور بهذا وقفز من العربة " سوف أذهب للحصول على بعض الهواء النقي "
" بمفردك ؟ "
" توجد قلة من المخلوقات في برية سيبوتو . لن أذهب بعيدًا جدًا لذا لا تقلق " أراح ثيو ملامح دب القلقة ثم سار بدون تفكير .
سار حتى بدت العربات صغيرة وحدق فى القمر والنجوم اللامعة فى البرية .
‘ بعد سهول سيبوتو تقع القارة ‘
كانت سهول سيبوتو مختلفة عن الهضبة الحمراء المريعة . منظر منعزل , لكن يمكن الشعور بعلامات الحياة هنا على عكس الهضبة الحمراء . مقارنة بالأرض العادية كانت الأرض ضعيفة لكن لازالت أرض يمكن العيش عليها بغض النظر عن نقص الطعام والمياة .
المشكلة الحقيقية كانت الأرض التي تقع خلفها . إنها مملكة أوستن , حيث بدأ الجفاف . انتشر الجفاف وكان يقتل هذه السهول .
سمع ثيو عن مملكة أوستن من فينس سابقًا , لكن لم يستطع أن يبرر أسبابهم لاختطاف إلينوا . مع ذلك لم يكونوا أناس أشرار , وتنهد ثيو عند التفكير بالمحاربين الذين جعلوا فخرهم ينحني .
لذا كان عليه السؤال .
" شراهة . ما سبب الجفاف الذي لم يستطع أي ساحر ولا باحث فى العالم اكتشافه ؟ "
**********************************************************************************************************************************